عندما تتحدث عن التفاني، الالتزام، وحب العمل، فإن القليل من الأشخاص يستطيعون تجسيد هذه القيم مثل الممرضة جريس كار، امرأة تخطت الحدود التقليدية للعمل، وجعلت من المستشفى بيتها الثاني لأكثر من 8 عقود من الزمن.

الخدمة في زمن الحرب العالمية الثانية

وفي زمنٍ كان العالم يعيش واحدة من أسوأ حروبه، وبينما كان الكثيرون يهربون من الخطر، كانت الأمريكية جريس كار تبدأ عملها كممرضة في مستشفى القلب المقدس في ألينتاون، بنسلفانيا، خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما كانت تبلغ من العمر 17 عامًا فقط، ورغم صعوبة الظروف، فإن «جريس» لم تتراجع، إذ كان حلمها منذ الطفولة أن تصبح ممرضة، واتبعت هذا الحلم بكل ما أوتيت من قوة.

حلم التمريض منذ الطفولة

نشأت «جريس» في بلدة فريلاند، حيث كانت تقضي ساعات طفولتها في لف الدمى بالضمادات وقياس درجات حرارتها، وكأنها تستعد منذ البداية لحياتها المهنية، وعندما حان الوقت، لم تتردد في مغادرة منزل عائلتها لتحقيق حلمها، وكانت متأكدة أن مستقبلها سيكون في التمريض، ولم يكن هناك مجال للتراجع، بحسب «واشنطن بوست».

طوال فترة تدريبها في المستشفى، كانت «جريس» تعيش في منزل للممرضات داخل الحرم، حيث كانت تتلقى دروسًا طوال اليوم ثم تنتقل إلى الطوابق لتعلم مهام التمريض المختلفة، وفي السنة الأولى لها كمتدربة، كانت تتقاضى 15 دولارًا شهريًا فقط، وهي مبالغ زهيدة لا تعكس حجم العمل والالتزام الذي كان يتطلبه التدريب في تلك الفترة، ومع ذلك، لم يكن المال هو الدافع الأساسي لجريس، بل كان شغفها بمساعدة الآخرين.

وفي عام 1947، تزوجت «جريس» من صديقها إدوارد كار، بعد أن عاد من الخدمة في الجيش، ومع بداية حياتها الزوجية، بدأت «جريس» العمل في نوبة الليل بمستشفى القلب المقدس لسنوات، وكانت تعمل طوال الليل وتعتني بأطفالها الأربعة خلال النهار، وكان ذلك تحديًا كبيرًا، لكنها تمكنت من التوفيق بين حياتها المهنية والعائلية بإصرار وتفاني.

رغم تقاعدها من العمل الرسمي في سن 62 عامًا، فإن حبها للمستشفى وللناس دفعها للاستمرار كمتطوعة لأكثر من 80 عامًا، وكانت «جريس» تظهر في المستشفى كل يوم أربعاء لمرافقة المرضى وتقديم المساعدة، وتسليم الزهور إلى الغرف، وأخذ العينات إلى المختبر، وسجلت أكثر من 6000 ساعة كمتطوعة، وهو رقم يعكس مدى حبها لهذا المكان وللأشخاص الذين تخدمهم.

«أنا أحب الناس، وصحتي جيدة، لذا أنا سعيدة بفعل ما بوسعي» هكذا حكت «جريس» عن مدى حبها للمهنة، إذ كانت تقدر كل لحظة تقضيها في خدمة الآخرين، معتبرة أن ما تفعله ليس مجرد وظيفة، بل رسالة تعبر من خلالها عن حبها العميق للحياة وللناس من حولها.

«إرث التمريض» العائلة التي سارت على خطى جريس

عبر هذه الرحلة الطويلة، لم تكن «جريس» تعمل بمفردها، لقد تبعتها شقيقاتها الأصغر وابنتها في مسيرتها المهنية، حيث عملت ابنتها جريس لورينج في نفس المستشفى لمدة 35 عامًا كممرضة أطفال، حتى أحفاد جريس وأبناء أحفادها، الذين يبلغ عددهم 29، ولدوا في نفس المستشفى.

بالنسبة لجريس، فإن المستشفى ليس مجرد مكان للعمل، إنه المكان الذي رأت فيه أحفادها يولدون، والمكان الذي عرفت فيه الكثير من اللحظات الجميلة التي تلهمها للعودة كل أسبوع، وهي تعترف بأن المستشفى أعطاها الكثير، ولذلك طالما كانت بصحة جيدة وقادرة على العمل، فإنها ستستمر في تقديم ما تستطيع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ممرضة التمريض الحرب العالمية الحرب العالمية الثانية

إقرأ أيضاً:

تفعيل المرحلة الثانية من بروتوكول التعاون بين «الرعاية الصحية» ونوفو نورديسك العالمية

التقى الدكتور أحمد السبكي رئيس هيئة الرعاية الصحية، والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، السفيرة آنه دورته ريجلسن سفيرة الدنمارك لدى القاهرة، والدكتور جاياجوفاندان ثياجاراجان نائب رئيس نوفو نورديسك العالمية، والمدير الإقليمي لنوفو نورديسك بمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط ودول الكومنولث، وذلك بمقر هيئة الرعاية الصحية بمدينة نصر.

دعم مرضى السكري والهيموفيليا والتقزم

يأتي اللقاء في إطار بحث سبل دعم مرضى السكري والهيموفيليا والتقزم، فيما استعرض رئيس هيئة الرعاية الصحية جهود الهيئة خلال تطبيق المرحلة الأولى للتأمين الصحي الشامل بمحافظات «بورسعيد والأقصر والإسماعيلية وجنوب سيناء وأسوان والسويس»، مثمنًا المبادرات المشتركة مع نوفو نورديسك بمحافظات المرحلة الأولى للتأمين الصحي الشامل، مؤكدًا أهمية التعاون مع الشركة في تدريب الكوادر البشرية وحملات التوعية ضد أخطار السمنة ومضاعفات السكري.

وأشار رئيس هيئة الرعاية الصحية إلى أهم مخرجات المرحلة الأولى من بروتوكول التعاون مع نوفو نورديسك والتي شملت تدريب أكثر من ألفين طبيب على أحدث بروتوكولات علاج الأمراض المزمنة، فضلًا عن تنفيذ 9 حملات للتوعية وتنفيذ الدعم اللوجستي للمبادرات الصحية بمحافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل.

وأوضح السبكي، أبرز مجالات التعاون خلال تفعيل المرحلة الثانية من بروتوكول التعاون مع نوفو نورديسك والتي تتضمن تعزيز البحث العلمي، ونقل الخبرات وإدخال أحدث علاجات الأمراض المزمنة وإدارة سلاسل الإمداد.

تطوير مستوى الخدمات الصحية في البلدين

ومن جانبها، أشارت سفيرة الدنمارك لدى القاهرة، أن قطاع الرعاية الصحية في مصر يحظى بدعم سياسي غير محدود، قائلة: «سنعمل على تعزيز التعاون بين هيئة الرعاية الصحية المصرية ونظيرتها هيئة الصحة الدنماركية لتبادل الخبرات الفنية وبحث آليات تطوير مستوى الخدمات الصحية في البلدين».

ونوهت إلى التوافق على تفعيل المرحلة الثانية من بروتوكول التعاون بين هيئة الرعاية الصحية ونوفو نورديسك، وهو ما يعكس نجاح المرحلة الأولى ويبرهن على رؤية طموحة لدعم أصحاب الأمراض المزمنة في مصر.

وأكد نائب رئيس نوفو نورديسك العالمية على التزام الشركة بتنفيذ العديد من المبادرات الصحية بالتعاون مع هيئة الرعاية الصحية، بصفتها ذراع الدولة الرئيسي في ضبط وتنظيم تقديم خدمات منظومة التأمين الصحي الشامل، قائلا: «هذه المبادرات تهدف إلى تعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة، بما ينعكس إيجابيًا على جميع المستفيدين من نظام التأمين الصحي الشامل، مثمنًا خطة الهيئة الطموحة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة».

مقالات مشابهة

  • جراح أعصاب ينجو من تحطم طائرة للمرة الثانية خلال 18 شهرا
  • بدء العمل في نادي الصقر الرياضي بتعز بعد أيام تسليمه للإدارة
  • هي الثانية خلال 72 ساعة.. صنعاء تعلن اسقاط طائرة أمريكية في سماء صعدة
  • «النسخة الثانية» لكأس الأساطير تجمع نجوم الكرة العالمية في دبي
  • ميارة: القضية الفلسطينية ومصير القدس الشريف كانت وستبقى قضية جميع المغاربة
  • الحوثيين يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية من طراز “إم.كيو-9″هي الثانية خلال 72 ساعة
  • كانت بتدافع عن أبوها.. محاكمة «ممرضة المقطم» غدًا
  • تحذيرات من توقف مستشفيين عن العمل شمال غزة
  • هدوء في سوق الذهب المصري رغم التحديات العالمية: الأسعار تواصل الثبات
  • تفعيل المرحلة الثانية من بروتوكول التعاون بين «الرعاية الصحية» ونوفو نورديسك العالمية