اليونان تسابق الزمن لاخماد حرائقها.. والاتحاد الأوروبي يهبّ لمساعداتها
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
اثينا"وكالات": تسابق اليونان الزمن من اجل اخماد النيران المستعلة في الضاحية الشمالية الشرقية لأثينا، الذي خلف قتيلا وأرغم الآلاف على ترك منازلهم وأدى إلى تلويث الهواء في العاصمة، فيما تواصل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إرسال المساعدات إلى اليونان لمساعدتها في مكافحة الحرائق الضخمة.
وجاءت هذه المساعدات في الوقت الذي طالبت فيه الحكومة اليونانية بتفعيل الآلية الأوروبية للحماية المدنية، التي تساعد دول التكتل على مواجهة حالات الطوارئ.
في السياق ذاته، وصلت اليوم مجموعة أولى من 91 عنصر إطفاء تابعين للدفاع المدني الفرنسي في عدد من آليات مكافحة الحرائق إلى اليونان للمساعدة في مكافحة حريق ضخم عند مشارف أثينا، على ما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس.
وهذه المجموعة تأتي ضمن تعزيزات بحوالى 180 عنصر إطفاء إنقاذ و55 شاحنة أعلن وزير الداخلية الفرنسي في الحكومة المستقيلة جيرالد دارمانان امس إرسالها إلى اليونان في إطار آلية الدفاع المدني التابعة للاتحاد الأوروبي التي أنشئت عام 2001.
وكانت هذه التعزيزات قد انطلقت برا إلى مرفأ أنكونا على ساحل إيطاليا الشرقي في رحلة تستغرق حوالى عشر ساعات، قبل التوجه بحرا إلى اليونان ما سيستغرق حوالى 24 ساعة.
وعناصر الإطفاء مجهزون بـ31 آلية بينها شاحنات صهاريج يمكنها نقل ما يصل إلى ثمانية آلاف ليتر من الماء، وسبق أن أرسل بعضهم إلى اليونان في الماضي لمكافحة حرائق.
وأعلنت السلطات اليونانية في وقت سابق إخلاء بلدات جديدة في ضواحي شمال شرق أثينا، غداة إخلاء مدينة ماراثون التاريخية، بمواجهة حريق ضخم يتمدد بسرعة نحو العاصمة.
صباح اليوم الثلاثاء، عثر على جثة تعود لمولدافية في الستين من عمرها في مصنع متفحم في خالاندري بالقرب من أثينا، بحسب السلطات. ووضعت باقة من الزهور البيضاء وسط الفولاذ المحترق والكراسي والطاولات المتفحمة.
وتلقى 66 شخصا العلاج من إصابات متفرقة وبين المصابين خمسة من عناصر الإطفاء، بحسب مصادر رسمية.
ساهمت الرياح القوية في اتساع رقعة أسوأ حرائق الغابات في اليونان هذا العام والذي انتشر على مساحات جافة واتى على 10 آلاف هكتار ودمر عددا لا يحصى من المباني والمركبات.
وقال رئيس بلدية خالاندري سيموس روسوس لقناة "اي ار تي" العامة إنه رأى حوالي عشرة منازل دمرتها النيران. كما تضررت شركات ومتاجر بيع السيارات المستعملة ومخازن الفحم والطلاء. وقال روسوس "امتد الحريق على 50 كيلومترا وغير اتجاهه 10 مرات".
وبما أن معظم المصانع المحترقة تحتوي على مواد كيميائية سامة، أمرت وزارة العمل اليونانية بوقف موقت للأعمال التي تؤدى في الخارج في المنطقة.
يغطي الدخان الكثيف معظم أنحاء العاصمة منذ يومين، وأفاد العلماء عن تسجيل ارتفاع مقلق لجسيمات خطيرة في الجو خاصة ليل "الأحد الاثنين".
طالت الحرائق مدن نيا بنتيلي وباليا بنتيلي وباتيما خالاندريو وفريليسيا التي فر منها الآلاف.
كل ساعة تمر ستكون أصعب
وصرح ساكيس مورفيس لفرانس برس أمام منزله المدمر في ضواحي فريليسيا "لم أتخيل قط أن النار ستأتي إلى هنا". وأضاف هذا الرجل البالغ من العمر 65 عاما "نجد أنفسنا بلا ملابس ولا مال. كل شيء احترق في الداخل".
واعلن كوستاس تسيغكاس رئيس اتحاد فرق الإطفاء في اليونان لتلفزيون إي آر تي صباح اليوم الثلاثاء "هناك تحسن على كل الجبهات... لكن الظروف ستظل صعبة. ستهب رياح تباعا... وكل ساعة تمر ستكون أصعب".
وتحولت النيران التي غذتها رياح قوية، إلى جبهة لهب بطول 30 كيلومترا وارتفاع أكثر من 25 مترا في بعض الأماكن وفقا لقناة اي ار تي.
وقال المرصد الوطني اليوناني إن درجة الحرارة بلغت اليوم الثلاثاء 38 درجة مئوية في أثينا مع هبوب رياح تجاوزت سرعتها 39 كيلومترا في الساعة. المرصد، المهدد مقره بالحرائق، أعلن امس الاول أن النيران أتت على مساحة 10 آلاف هكتار على الأقل.
في العاصمة قام سكان يضعون أقنعة لحماية أنفسهم من الدخان الخانق، برش منازلهم بالمياه لحمايتها من ألسنة اللهب.
الى ذلك، يتولى نحو 700 من عناصر الإطفاء تؤازرهم 200 آلية وتسع طائرات، لليوم الثالث، مكافحة الحريق الذي اندلع بعد ظهر الأحد الماضي في مدينة فارنافاس على بعد حوالي 35 كيلومترا شمال شرق أثينا.
من جهتها، أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم الثلاثاء، أنها تقوم حاليا بتفعيل نظام للدول الأوروبية لمساعدة اليونان وألبانيا في مكافحة حرائق الغابات المستعرة لديهما.
وقال متحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحفي عقد اليوم الثلاثاء، إن الدعم الذي تم تقديمه لليونان يشمل إرسال طائرتين من إيطاليا ومروحيتين من فرنسا وصربيا وطواقم إطفاء برية من جمهورية التشيك وفرنسا وإيطاليا ورومانيا وصربيا.
وأوضح المتحدث أن هناك رجال إطفاء من رومانيا ومالطا ومولدوفا، موجودين بالفعل في اليونان.
وبحسب بيان صادر عن المفوضية، ستحصل ألبانيا على طائرة عسكرية من رومانيا قادرة على حمل 6 أطنان من المياه. وقالت المفوضية إن الطائرة سيتم نشرها اليوم الأربعاء.
جدير بالذكر أن صربيا ومولدوفا ليستا عضوين في الاتحاد الأوروبي، ولكنهما - إلى جانب ألبانيا وعدة دول أخرى - تشاركان في آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي تتعامل مع مثل هذه الكوارث.
الاعلام اليوناني يهاجم الحكومة
من جهة اخرى، تعرضت الحكومة المحافظة لهجوم من قبل الصحافة اليوم الثلاثاء. وكتبت صحيفة "تا نيا" (وسط) الأكثر مبيعا "لقد طفح الكيل"، بينما كتبت صحيفة "كاثيميريني" الليبرالية أن الحريق "الخارج عن السيطرة خلف دمارا هائلا وأسئلة لا تزال تنتظر أجوبة".
وتتحدث العديد من وسائل الإعلام الأخرى عن "كابوس" منها صحيفة "إلفتيروس تيبوس" الموالية للحكومة وكتبت صحيفة "إفسين" اليسارية في إشارة إلى المبنى الذي يضم مكتب رئيس الوزراء "قوموا باجلاء ماكسيمو".
وقطع رئيس الحكومة كيرياكوس ميتسوتاكيس إجازته ليعود إلى العاصمة الأحد. وتظهر اللقطات توجهه إلى وزارة الحماية المدنية امس.
ويعيد هذا الحريق إلى الذاكرة كارثة حريق ماتي في المنطقة الساحلية القريبة من بلدة ماراثون حيث قضى 104 أشخاص في يوليو 2018 في مأساة نجمت عن التأخر في التحرك وأخطاء في عمليات الإخلاء.
اليونان عرضة لحرائق الغابات بعد شتاء جاف للغاية. وسُجلت في شهري يونيو و يوليو أعلى درجات الحرارة منذ بدء جمع البيانات عام 1960.
كما تشهد مناطق أخرى في أوروبا حاليا موجات حر مثل فرنسا وإيطاليا. ويحذر العلماء من أن انبعاثات الوقود الأحفوري تؤدي إلى تفاقم مدة موجات الحر وتواترها وشدتها في جميع أنحاء العالم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الیوم الثلاثاء إلى الیونان
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم ينعى مدير مديرية المنيا الذي وافته المنية اليوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نعى محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ببالغ الحزن والأسى الدكتور علي عبد السلام، مدير مديرية التربية والتعليم بمحافظة المنيا، الذي وافته المنية اليوم عن عمر يناهز ٥٩ عامًا بعد تعرضه لوعكة صحية.
وتقدم الوزير محمد عبد اللطيف نيابةً عن جميع العاملين في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بخالص العزاء والمواساة لأسرة الدكتور علي عبد السلام، الذي كان مثالًا للإخلاص والتفاني في عمله، داعيا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.