لجريدة عمان:
2025-05-03@05:02:36 GMT

الأمراض تفتك بالنازحين في مخيمات غزة

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

يشكو المواطنون والنازحون في قطاع غزة انتشار برك الصرف الصحي بالقرب من منازلهم وخيامهم، الأمر الذي تسبّب في انتشار الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال والتهاب الكبد الوبائي والنزلات المعوية بينهم.

يخشى فوزي أصليح على حياة ابنته إسراء المحجوزة في مستشفى ناصر الطبي لإصابتها بمرض شلل الأطفال بعد سقوطها في بركة صرف صحي قرب منزلهم في مخيم خان يونس.

يقول لـ«عُمان»: «ابنتي ترقد في المستشفى غير قادرة على الحركة؛ تعاني الإعياء والحمى والصداع والتقيؤ المستمر وآلامًا في الأطراف بعدما انتقلت إليها العدوى من المياه العادمة وأصاب شلل الأطفال جهازها العصبي».

يوضح «أصليح» أن أطباء مستشفى ناصر أخبروه أن ابنته تلزمها الراحة السريرية في المستشفى إلى حين تماثلها للشفاء التام؛ خشية أن يتفاقم فيروس شلل الأطفال لديها ويصيبها بشلل عضال في الساقين أو أن يتسبب المرض في مرحلته المتأخرة في توقف عضلاتها التنفسية عن أداء وظائفها، وما قد يؤدي -لا قدّر الله- إلى موتها.

برك الصرف الصحي

وبنبرة غاضبة، يضيف المواطن الثلاثيني: «إذا لم نمُت من الحرب والقصف سنموت من المجاري. والذي لم يمُت من المجاري سيموت من شلل الأطفال والأمراض المعدية. شلل الأطفال هذا يصيب الصغار والكبار، نحن نذهب يوميا إلى المستشفيات»، ويشير إلى برك الصرف الصحي المنتشرة قرب منزله: «هذه البرك يوميا نرفع منها طفلا أو رجلا مسنا. يقعون في مياه المجاري».

وتوجّه المواطنون والنازحون إلى مبنى بلدية خان يونس، وسألوا الموظفين عن الأسباب التي تعرقل شفط مياه المجاري من الشوارع، فأخبروهم أنهم يواجهون نقصًا في السولار اللازم لتشغيل "مواتير" الديزل، التي تقوم بسحب المياه.

يبيِّن «أصليح»: «البلدية تقول لنا صرفنا 50 لترًا من السولار لسيارات كسح المياه العادمة. ماذا تفعل 50 لترًا أو حتى 200 مع هذه المستنقعات؟ الموتور يشتغل ساعة أو ساعتين وبعدين يتوقف».

ويؤكد علاء صالح، النازح إلى خيمة بمنطقة مواصي خان يونس، أن طواقم البلدية تفشل في سحب مياه المجاري المتراكمة بغزارة في الشوارع؛ لأنهم يواجهون نقصًا شديدًا في الإمكانيات اللازمة للتعامل مع كارثة بيئية بهذا الحجم، بسبب إغلاق المعابر، وعدم السماح بدخول الوقود والمعدات وأدوات الصيانة، بعد دخول العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الحادي عشر.

وخرجت حوالي 90% من آبار المياه والصرف الصحي في مدينة خان يونس عن الخدمة؛ بسبب استهدافها من قبل آليات الاحتلال، فيما تتبقى نحو 5 آبار فقط، لكنها مدمرة جزئيا، وتعجز سلطات البلدية عن تشغيلها؛ لعدم توافر المولدات وشُح الوقود، وفقًا لحسين العامري، أحد العاملين في طواقم البلدية.

ويعتبر «صالح» غياب منظومة المياه والصرف الصحي عن خان يونس «كارثة تهدد حياة المواطنين والنازحين إذا استمر هذا الوضع دون تدخل جهات خارجية أو الحصول على تمويل يوفر إمكانات لإجراء صيانة عاجلة للمولدات والمعدات، ما يمكّن طواقم البلدية من استعادة تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي».

شلل الأطفال

وكُشف في الأسبوع قبل الأخير من شهر يوليو الماضي عن انتشار فيروس شلل الأطفال في عيّنات أُخذت من مياه الصرف الصحّي في قطاع غزّة، وهو تطور اعتبره المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، مثيرًا للذعر، لكنه غير مفاجئ في ضوء الوضع المفكّك للنظم الصحّية في القطاع بعد مضي عشرة أشهر على رحى الحرب الدائرة فيه بلا هوادة.

ويتحدث شكري الأغا عن انتشار أمراض «شلل الأطفال، والتهاب الكبد الوبائي، والنزلات المعوية الحادة -تشمل إسهالا وقيئا» بين النازحين والمواطنين في خان يونس؛ بسبب تهالك البنى التحتية لشبكات الصرف الصحي: «كل حاجة انتشرت؛ التهاب الكبد الوبائي، وشلل الأطفال. وكل الأمراض انتشرت».

ويشير النازح من شمال قطاع غزة إلى عدم توافر العلاج اللازم لتلك الأمراض، في ظل الضغط الكبير على مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، وهو المستشفى الوحيد العامل لخدمة 1.5 مليون نازح في جنوب قطاع غزة، بعد اجتياح جيش الاحتلال مدينة رفح وتوقف المستشفيات فيها عن العمل.

ويوضح لـ«عُمان»: الأسرّة في مستشفى ناصر ممتلئة عن آخرها بالمرضى، الذين يرقد بعضهم في طرقات قسم الاستقبال وبين الأقسام المختلفة بعد سفر غالبية الطواقم الطبية الأجنبية التي كانت موجودة في المستشفى.

ويقول: «أغلب الأطباء الأجانب عادوا إلى بلادهم، بسبب ظروف الحرب القاسية والاستهدافات المتكررة من جيش الاحتلال للمستشفيات، ناهيك عن النقص والحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية».

خان يونس الأكثر تضررًا

ويسترعي عبدالله البيوك، الانتباه إلى أن مركز خان يونس هو الأكثر تضررًا من أزمة الصرف الصحي؛ كونه يضم المحطة الرئيسية للصرف، التي تصب فيها جميع الشبكات الصرف من كل أحياء ومدن المحافظة.

ويصيف لـ«عُمان»: «كل مجاري خان يونس ترمي صرفها في هذه الشبكة الرئيسية. وبعد الحرب تهالكت وانفجرت، وما زال ضخ المياه العادمة عليها مستمرًا».

ويرفع النازح الخمسيني إصبعه إلى بركة مجاري بطول 30 مترًا وعمق 1 متر بالقرب من محطة الصرف الرئيسية في خان يونس قائلا: «لم نلق حلولًا عملية حتى الآن، لتصريف مياه تلك البركة، التي تسبب الأمراض لأطفالنا وشيوخنا ومنها شلل الأطفال».

ويوضح لـ«عُمان» خلال حديثه: «بالأمس القريب انتشلنا نازحين سقطوا في هذه البركة. هنا على هذا الطريق الرئيسي ليلًا في الظلام الدامس. هؤلاء كلهم معرّضون للأمراض».

وترفض سلطات الاحتلال دخول 1.3 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى قطاع غزة رغم الاحتياج الشديد لها، بحسب مدير الرعاية الصحية في وزارة الصحة الفلسطينية، موسى عابد، الذي يؤكد اختفاء التطعيمات من شلل الأطفال في كل قطاع غزة.

ويشير عبدالله البيوك إلى قيام جيش الاحتلال بتطعيم جنوده ضد شلل الأطفال، حتى لا يلقوا نفس مصير المواطنين والنازحين في غزة: «طعموا جنودهم ونحن لا نجد من يطعمنا ولا يوجهنا».

ويناشد «البيوك» الأمم المتحدة والصليب الأحمر وكافة المنظمات الإغاثية التدخّل لحل مشكلة انتشار مستنقعات الصرف الصحي بالقرب من مناطق تكدس المواطنين والنازحين في قطاع غزة.

ويكمل حديثه لـ«عُمان»: «على كل من يملك ضميرًا حيًّا التدخّل لحل هذه الإشكالية، التي باتت مكرهة صحية وحربًا بيئية أشد قسوة من حرب السلاح القائمة الآن على قطاع غزة».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصرف الصحی شلل الأطفال مستشفى ناصر قطاع غزة خان یونس لـ ع مان

إقرأ أيضاً:

الأونروا: الحصار الإسرائيلي على غزة يقتل مزيدا من الأطفال والنساء يوميا

حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا "، اليوم الجمعة 2 مايو 2025، من أن حصار الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة سيقتل بصمت مزيدا من الأطفال والنساء يوميا، فضلا عن من يقتلون جراء القصف.

جاء ذلك في منشور لمفوض عام "الأونروا" فيليب لازاريني على منصة "إكس" قال فيه إن "الأطفال والنساء والمسنين في غزة يعاقبون جماعيا"، مع مرور شهرين من الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وتابع المسؤول الأممي: "على إسرائيل رفع الحصار عن الفلسطينيين والسماح بتدفق الإمدادات الأساسية إلى قطاع غزة".

وسلط الضوء على أنه "مع مرور كل يوم، سيقتل الحصار الإسرائيلي على غزة بصمت مزيدا من الأطفال والنساء يوميا، فضلا عن من يقتلون جراء القصف".

ومنذ الثاني من آذار/ مارس، أغلقت سلطات الاحتلال معابر القطاع أمام المساعدات الإغاثية والوقود واستأنفت الإبادة الجماعية.

ويعتمد المواطنون في قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.

وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90 % من المواطنين من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون في ملاجئ مكتظة أو في العراء دون مأوى، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ96 على التوالي بالفيديو: سبعة شهداء في قصف بيت عزاء ببيت لاهيا شمال قطاع غزة المجلس الوطني: استهداف الصحفيين في غزة جريمة حرب الأكثر قراءة الإعلام الحكومي بغزة: القطاع على شفا الموت الجماعي التغييرات في المنظمة والسلطة الفلسطينية خدمة لمن؟ وفد من حماس يتوجه اليوم إلى القاهرة لبحث مفاوضات غزة "المركزي الفلسطيني" يصدر بيانه الختامي عقب انتهاء أعمال دورته الـ 32 عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • خدعة الطعام الصحي.. منتجات أطفال شهيرة تُهدد نموهم وتُضلل الأهالي!
  • الأونروا: الحصار الإسرائيلي على غزة يقتل مزيدا من الأطفال والنساء يوميا
  • الصحة العالمية: أمراض يمكن الوقاية منها تفتك بفلسطينيي غزة
  • تصعيد إسرائيلي مستمر في غزة واستشهاد أطفال بـ مدينة خان يونس
  • غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
  • أهالي قلفاو يناشدون محافظ سوهاج: مياه الصرف الصحي تغزو المقابر بسيتي
  • شهيد ومصاب جراء قصف الاحتلال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • استشهاد فلسطيني بنيران مسيرة للعدو الصهيوني جنوب خان يونس
  • استشهاد فلسطيني بنيران الاحتلال الإسرائيلى في خان يونس
  • هيئة الإشراف على التأمين تعلن أبرز إجراءات إعادة هيكلة قطاع ‏التأمين ‏الصحي في سوريا ‏