توسمت السعادة فوجدتني أفقد أسمى معانيها
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
سيدتي، لست أجد من كلمات الشكر والإمتنان ما أوجهه لك من خلال منبر قلوب حائرة. لأني من القارئات المتتبعات لهذا الفضاء الذي أظنك تديرينه بكل إمتياز. وأنت تضعين يديك على جروح الحيارى والمتعبين. متعبة أنا ومرهقة كيف لا وأنا أحسّ بالشتات النفسي. الذي لم أجد له حلا بعد أن إنهارت أحلامي بإبتعاد إبني الوحيد عني.
أنا إمرأة في العقد الثالث من عمري عشت تفاصيل مؤلمة في حياتي، حيث أنني وبعد أن ضقت ذرعا من تصرفات زوجة أبي. وجدتني أتزوج من إنسان لم تربطني به أي مشاعر، ولأنني لم أجد حيلة أبقي فيها على إستقرار بيت مع زوج متغطرس وفظّ. وجدت نفسي أحمل لقب المطلقة بطفل عدت به إلى بيت والدي الذي لم يرحب بي هو وزوجته. والدليل أنني سرعان ما وجدت نفسي أتزوج مرة أخرى من رجل أرمل إشترط عليّ العناية بأبنائه والتخلي عن فلذة كبدي الذي عاد إلى أحضان أبيه.
أتحرق شوقا إلى فلذة كبدي الذي لا ألتقيه إلا نادرا. أفتقده سيدتي في اليوم ألف مرة وأكاد أفقد صوابي حين يرخي الليل سدوله عليّ. فتجدني أموت توقا إلى إحتضانه حتى ينام إلى جانبي كما كان في السابق. تارة تجدني أندم على مسألة زواجي مرة أخرى، وتارة أخرى تجدني مقتنعة من أنه وبقلة حيلتي فأنا غير قادرة على تأمين حياة مستقرة لإبني في بيت أهلي. وسط تجهّم أبي وزوجته سامحها الله.
ما يرهقني حقا أنني أريد الحفاظ على وهج الحب بيني وبين إبني الذي لا يتجاوز عمره 6سنوات. والذي أخاف عليه أن يرث جفاء والده تجاهي ، فما العمل سيدتي؟
أختكم خ.بشرى من الشرق الجزائري.
هوّني عليك أختاه ولا تحمّلي قلبك ما لا طاقة لك به، صحيح أن ما تمرين به موجع ومؤلم. لكن عليك أن تصطبري حيال هذا المصاب الذي يتطلب منك التروي وعدم التسرع.
لا تملكين حولا ولا قوة تجاه ما يحدث، وما من أم على وجه الأرض تقبل من أن يحيا فلذة كبدها بعيدا عن عينيها مهما كانت الظروف. وإن كانت تفاصيل ما تعيشينه من هموم متتابعة هو ما حال من دون أن تجتمعي أنت وطفلك تحت سقف واحد. وهذا ما يجعلك اليوم أمام هذه الظروف مطالبة من أن تكسبي رضا زوجك الثاني الذي قد يكون له تدخل أو يد في إجتماعك بإبنك. من خلال أن يسمح لك بإستقباله في بيته، أو من خلال إستجدائه لوالدك من أن يستضيفك وإبنك في بيته في العطل والمناسبات حتى يكون لقلبك المتأجّج وشغفك بلقاء فلذة كبدك راحة. وحتى يكون لحياتك دفع جميل على وقح حنانك الفياض ولا أنانيتك تجاه طفل لم يحسب حساب أنه سيحرم من أمّه.
هي رسالة منا من خلال هذا المنبر لأولياء المطلقات حتى يشدّوا من أزر بناتهم وحتى يدعموهنّ نفسيا. بالقدر الذي يكفل لهنّ العيش بسلام وراحة وهنّ تزمعن أن تعدن بناء حياتهنّ. أو ترغبن في الزواج مرة أخرى حتى لا تنقطع حيال الوصال بينهنّ. وبين فلذات أكبادهنّ فتعشن بذلك أسى نفسيا كبيرا وشجنا أكبر. ثقي سيدتي أن إبنك مثلك تماما يتحرّق شوقا إلى حضنك وحبك. وتأكّدي من أنه لا يفهم ولا يعي ما يدور حوله. فلا تثقلي من الأسى على قلبك المتعب وحاولي أن تناشدي أحدا من أفراد أسرتك الذين تثقين في مكانته لدى والدك ليكون بينك وبين طليقك. إتفاق يجعلك على الأقل قريبة من إبنك الذي لا ذنب له أنه ضحية طلاق.
كان الله في عونك، وسدّل خطاك إلى ما فيه خير.
ردت: “ب.س”
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
مواسم الفاكهة
بعض المناسبات التي تنظم لحصاد بعض المزروعات، كمهرجان التمور والعسل تشكل مناخا وسوقا مهما جدا لتطوير تلك المنتجات الزراعية التي تتنافس لتحقيق الجودة والتنوع، وهذه المناسبات ليست وليدة اليوم فقد بدأت فـي منتصف القرن الماضي فـي بعض مناطق السلطنة، وحققت رواجا بين المزارعين.
ولأن هذه المنتجات الزراعية تمثل جانبا استراتيجيا فـي هذا القطاع الذي يمكن التركيز عليه من خلال مشاريع الاستثمار والمزارعين والمهتمين والمؤسسات المسؤولة عن دعم مثل هذه الزراعات التي ارتبطت بتاريخ العماني.
لكننا نحتاج إلى إضافة عناصر أخرى إلى اهتماماتنا فـي هذا القطاع وإحياء بعض المناسبات والمهرجانات مثل تنظيم مهرجان المانجو الذي تنتج منه السلطنة أكثر 16 ألف طن والعنب المقدر إنتاجه بأكثر من 1000 طن والموز أكثر من 18 ألف طن والتين فـي مواسمها، فالسلطنة المزدهرة بزراعاتها وتنوعها تحتاج إلى مثل هذه المهرجانات التي تعرف بأهميتها ومساهمتها فـي الاقتصاد وتطويرها.
فقبل بضع سنوات توقف مهرجان المانجو فـي موسم فصل الصيف فـي حيل الغاف بقريات المشهورة بتنوع هذه الفاكهة التي تمثل اليوم أحد أهم الفواكه على المائدة العمانية، وهي من الفواكه التي شكلت مساهمة فـي الاقتصاد الوطني خلال العقود الماضية وتكاد لا تخلو مزرعة فـي عمان من أشجارها.
هذه المهرجان الذي كان ينظم فـي حيل الغاف المعروف بجودة هذه الفاكهة وشاركت عديد الولايات من المحافظات الأخرى فـي السلطنة كصحار وبعض الولايات.
اليوم نحن بحاجة إلى إعادة هذا المهرجان إلى الحياة مثله مثل مهرجان التمور السنوي الذي يلاقي إقبالا كبيرا.
وهناك 3 أصناف من الفواكه أخرى تحتاج إلى الاهتمام نفسه كالعنب والموز والتين وكما هو معلوم أن مزارع العنب تشتهر فـي ولاية المضيبي فـي قرية الروضة تحديدا حيث تقدم هذه الولاية أجود أنواع العنب.
إضافة إلى الموز الذي تشتهر به أيضا ولايات صلالة والسويق وولايات أخرى، والتين الذي انتشر من ولاية الكامل والوافـي وأيضا انتقل الاهتمام إلى ولايات أخرى، وكان قبل ذلك ينتج فـي مزارع مختلفة فـي محافظتي الداخلية والباطنة.
هذه المهرجانات يمكن لها أن تضيف قيمة اقتصادية وزراعية وتوسع الاهتمام بها والتركيز عليها كفواكه ذات قيمة استراتيجية تساعد على إيجاد طريقة للتصدير إلى الأسواق المجاورة.
كما أنها توجد حالة من التنافس بين المزارعين فـي ضخ هذه المنتجات فـي الأسواق الداخلية والخارجية، وتسهم فـي تحسين جودتها وإضافة أنواع أخرى منها، لكن ذلك يحتاج إلى المزيد من الدعم والإسناد للمشاريع المجدية، كما أنها توفر أمنا غذائيا وفرص عمل وعائدا ماليا.