النهار أونلاين:
2024-11-12@23:07:48 GMT

توسمت السعادة فوجدتني أفقد أسمى معانيها

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

توسمت السعادة فوجدتني أفقد أسمى معانيها

سيدتي، لست أجد من كلمات الشكر والإمتنان ما أوجهه لك من خلال منبر قلوب حائرة. لأني من القارئات المتتبعات لهذا الفضاء الذي أظنك تديرينه بكل إمتياز. وأنت تضعين يديك على جروح الحيارى والمتعبين. متعبة أنا ومرهقة كيف لا وأنا أحسّ بالشتات النفسي. الذي لم أجد له حلا بعد أن إنهارت أحلامي بإبتعاد إبني الوحيد عني.

أنا إمرأة في العقد الثالث من عمري عشت تفاصيل مؤلمة في حياتي، حيث أنني وبعد أن ضقت ذرعا من تصرفات زوجة أبي. وجدتني أتزوج من إنسان لم تربطني به أي مشاعر، ولأنني لم أجد حيلة أبقي فيها على إستقرار بيت مع زوج متغطرس وفظّ. وجدت نفسي أحمل لقب المطلقة بطفل عدت به إلى بيت والدي الذي لم يرحب بي هو وزوجته. والدليل أنني سرعان ما وجدت نفسي أتزوج مرة أخرى من رجل أرمل إشترط عليّ العناية بأبنائه والتخلي عن فلذة كبدي الذي عاد إلى أحضان أبيه.

أتحرق شوقا إلى فلذة كبدي الذي لا ألتقيه إلا نادرا. أفتقده سيدتي في اليوم ألف مرة وأكاد أفقد صوابي حين يرخي الليل سدوله عليّ. فتجدني أموت توقا إلى إحتضانه حتى ينام إلى جانبي كما كان في السابق. تارة تجدني أندم على مسألة زواجي مرة أخرى، وتارة أخرى تجدني مقتنعة من أنه وبقلة حيلتي فأنا غير قادرة على تأمين حياة مستقرة لإبني في بيت أهلي. وسط تجهّم أبي وزوجته سامحها الله.
ما يرهقني حقا أنني أريد الحفاظ على وهج الحب بيني وبين إبني الذي لا يتجاوز عمره 6سنوات. والذي أخاف عليه أن يرث جفاء والده تجاهي ، فما العمل سيدتي؟
أختكم خ.بشرى من الشرق الجزائري.

الرد:

هوّني عليك أختاه ولا تحمّلي قلبك ما لا طاقة لك به، صحيح أن ما تمرين به موجع ومؤلم. لكن عليك أن تصطبري حيال هذا المصاب الذي يتطلب منك التروي وعدم التسرع.

لا تملكين حولا ولا قوة تجاه ما يحدث، وما من أم على وجه الأرض تقبل من أن يحيا فلذة كبدها بعيدا عن عينيها مهما كانت الظروف. وإن كانت تفاصيل ما تعيشينه من هموم متتابعة هو ما حال من دون أن تجتمعي أنت وطفلك تحت سقف واحد. وهذا ما يجعلك اليوم أمام هذه الظروف مطالبة من أن تكسبي رضا زوجك الثاني الذي قد يكون له تدخل أو يد في إجتماعك بإبنك. من خلال أن يسمح لك بإستقباله في بيته، أو من خلال إستجدائه لوالدك من أن يستضيفك وإبنك في بيته في العطل والمناسبات حتى يكون لقلبك المتأجّج وشغفك بلقاء فلذة كبدك راحة. وحتى يكون لحياتك دفع جميل على وقح حنانك الفياض ولا أنانيتك تجاه طفل لم يحسب حساب أنه سيحرم من أمّه.

هي رسالة منا من خلال هذا المنبر لأولياء المطلقات حتى يشدّوا من أزر بناتهم وحتى يدعموهنّ نفسيا. بالقدر الذي يكفل لهنّ العيش بسلام وراحة وهنّ تزمعن أن تعدن بناء حياتهنّ. أو ترغبن في الزواج مرة أخرى حتى لا تنقطع حيال الوصال بينهنّ. وبين فلذات أكبادهنّ فتعشن بذلك أسى نفسيا كبيرا وشجنا أكبر. ثقي سيدتي أن إبنك مثلك تماما يتحرّق شوقا إلى حضنك وحبك. وتأكّدي من أنه لا يفهم ولا يعي ما يدور حوله. فلا تثقلي من الأسى على قلبك المتعب وحاولي أن تناشدي أحدا من أفراد أسرتك الذين تثقين في مكانته لدى والدك ليكون بينك وبين طليقك. إتفاق يجعلك على الأقل قريبة من إبنك الذي لا ذنب له أنه ضحية طلاق.
كان الله في عونك، وسدّل خطاك إلى ما فيه خير.
ردت: “ب.س”

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

ما الذي يعنيه ترامب الطليق لأمريكا؟

ترجمة: أحمد شافعي -

سوف يؤدي الانتصار الساحق الذي حققه دونالد ترامب والحزب الجمهوري فـي ليلة الثلاثاء إلى تغيرات كبيرة فـي مجالات سياسية مهمة، من الهجرة وحتى أوكرانيا. لكن أهمية هذه الانتخابات تتجاوز ذلك كثيرا إذ تمتد إلى ما وراء هذه القضايا المحددة، وتمثل رفضا حاسما من الناخبين الأمريكيين لليبرالية وللفهم المعين لـ«المجتمع الحر» الذي تكوّن منذ ثمانينيات القرن العشرين.

عندما انتخب ترامب للمرة الأولى فـي عام 2016، كان من السهل الاعتقاد بأن هذا حدث شاذ. فقد جاء ترشيحه أمام خصم ضعيف لم يأخذه مأخذ الجد، وفـي كل الحالات لم يفز ترامب بالتصويت الشعبي. وحينما فاز بايدن بالبيت الأبيض قبل أربع سنوات، بدا أن الأمور عادت إلى نصابها الطبيعي بعد ولاية رئاسية واحدة كارثية.

ويبدو الآن بعد تصويت يوم الثلاثاء أن رئاسة بايدن هي التي كانت الشذوذ، وأن ترامب يستهل عصرا جديدا فـي السياسة الأمريكية وربما فـي العالم كله أيضا. لقد كان الأمريكيون يصوتون وهم على علم تام بماهية ترامب وبما يمثله. وهو لم يفز فقط بأغلبية الأصوات وليس متوقعا فقط أن يفوز بكل الولايات المتأرجحة، ولكن الجمهوريين استعادوا مجلس الشيوخ وحازوا ما يشبه قبضة على مجلس النواب. وفـي ضوء سيطرتهم الحالية على المحكمة العليا، فهم الآن متأهبون للقبض على جميع فروع الحكم الرئيسية.

تقوم عقيدة الليبرالية الكلاسيكية على احترام الكرامة المتساوية للأفراد من خلال سيادة القانون الحامي لحقوقهم، ومن خلال المراقبة الدستورية لقدرة الدولة على التدخل فـي هذه الحقوق. لكن على مدار نصف القرن الماضي تعرض ذلك الدافع الأساسي لتشوّهين كبيرين. تمثّل الأول فـي صعود «النيوليبرالية»، وهي عقيدة اقتصادية قدّست الأسواق وقلّصت قدرة الحكومات على حماية المتضررين من التغير الاقتصادي. ازداد ثراء العالم إجمالا لكن الطبقة العاملة خسرت الوظائف والفرص. وانتقلت السلطة من الأماكن التي استضافت الثورة الصناعية، مبتعدة إلى آسيا وأجزاء أخرى من العالم النامي.

وتمثّل التشوّه الثاني فـي صعود سياسات الهوية أو ما يمكن أن نسميه بـ«ليبرالية الصحوة» [woke liberalism]، حيث رأينا الاهتمام التقدمي بالطبقة العاملة ينزاح لتحل محله حمايات مستهدفة لمجموعة أضيق من الجماعات المهمشة: أي الأقليات العرقية والمهاجرين والأقليات الجنسية وأمثالها. وازداد استعمال سلطة الدولة لا فـي خدمة العدالة المتجردة، وإنما فـي تعزيز نتاجات اجتماعية محددة لهذه الفئات.

والسؤال الحقيقي فـي هذه المرحلة ليس عن مدى سوء نوايا ترامب وإنما عن قدرته على أن ينفذ فعلا ما يهدد به. وفـي الوقت نفسه، تحولت أسواق العمل إلى اقتصاد المعلومات. وفـي عالم يجلس فـيه أغلب العمال أمام شاشات كمبيوتر بدلا من أن يرفعوا الأثقال عن أرضيات المصانع، باتت للنساء أرضية أكثر مساواة. وأدى هذا إلى تحوّل فـي السلطة داخل الأسر وإلى احتفاء دائم بمنجزات النساء.

أدى صعود هذه الأنماط المشوهة فـي فهم الليبرالية إلى تحول كبير فـي القاعدة الاجتماعية للسلطة السياسية. إذ شعرت الطبقة العاملة بأن الأحزاب السياسية اليسارية لم تعد تدافع عن مصالحها، فبدأت التصويت لأحزاب اليمين. وهكذا خسر الديمقراطيون قاعدتهم فـي الطبقة العاملة وأصبحوا حزبا يسيطر عليه المهنيون الجامعيون من أبناء المدن. واختارت الطبقة العاملة التصويت للجمهوريين. وفـي أوروبا، انشق ناخبو الحزب الشيوعي فـي فرنسا وإيطاليا لينضموا إلى مارين لو بان وجورجيا ميلوني. لقد استاءت هذه الجماعات كلها من نظام التجارة الحرة الذي قضى على أسباب عيشها حتى وهو ينشئ طبقة جديدة من شديدي الثراء، واستاءت كذلك من الأحزاب التقدمية التي بدا أنها أكثر اهتماما بالأجانب والبيئة منها بأوضاعهم هم.

انعكست هذه التغيرات الاجتماعية الكبيرة فـي أنماط التصويت يوم الثلاثاء. فقد قام الانتصار الجمهوري على ناخبي الطبقة العاملة البيض، لكن ترامب نجح فـي استقطاب عدد من ناخبي الطبقة العاملة السود واللاتين أكبر مما استقطب منهم فـي انتخابات 2020. وصحَّ هذا بصفة خاصة على الناخبين الذكور فـي هذه الجماعات. إذ كانت الطبقة تعني بالنسبة لهم أكثر مما يعني العرق أو العنصر. وما من سبب معين لأن ينجذب أمريكي لاتيني من الطبقة العاملة على سبيل المثال إلى ليبرالية الصحوة التي تحابي المهاجرين الجدد غير حاملي الوثائق وتركز على تعزيز مصالح النساء. ومن الواضح أيضا أن الأغلبية الكبيرة من ناخبي الطبقة العاملة لم تبال بالخطر الذي يمثله ترامب تحديدا على النظام الليبرالي، سواء داخليا أو عالميا.

فرانسيس فوكوياما مفكر وفيلسوف وصاحب نظرية «نهاية التاريخ»

نشر المقال في موقع فيليدج فويس نيوز نقلا عن فايننشال تايمز البريطانية.

مقالات مشابهة

  • محكمة حيس تصدر حكماً بالإعدام في قضية قتل عمد وتفصل في قضايا أخرى
  • توقيف أحد الأشخاص داخل محل تجاريّ... ما الذي كان يقوم به؟
  • الدواء الذي سيجعلك تقلع عن التدخين: بريطانيا ستطرحه مجاناً لمواطنيها
  • مارسيل كولر.. 64 عاما من الصرخة الأولى لتاجر السعادة
  • العالمي للفتوى توضح كيف يحقق الإيمان التوفيق في الدنيا والآخرة؟
  • السعودية تستضيف القمة العربية-الإسلامية.. فمن المسؤول الذي سيُمثل إيران؟
  • المستشار الألماني: أثق في الحصول على تفويض لتشكيل حكومة أخرى
  • ما الذي يعنيه ترامب الطليق لأمريكا؟
  • استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مدينة غزة
  • يرزقون بالأطفال وتدق السعادة أبوابهم.. أخبار سارة لمواليد 3 أبراج في 2025