ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم "الثلاثاء" أن إطاحة الطلاب برئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة أثار الأمل في حدوث تغييرات جذرية،لكن المخاوف من اختطاف الثورة تخفف من هذا الأمل وتلوح في الأفق.

واشنطن بوست: حملة ترامب تدعي تعرضها لاختراق أجنبي واشنطن بوست: زيارة نتنياهو إلى واشنطن تكشف عدم وجود خطة نحو السلام في غزة

وأوضحت الصحيفة - في تقرير إخباري لمراسيلها في هذه المنطقة - إنه في خضم فرحتهم،كان العديد من الطلاب المحتجين الذين طردوا رئيسة الوزراء البنجلاديشية الشيخة حسينة من السلطة قبل أسبوع يخشون أن تكون قد تخطط هذا الأسبوع للعودة بمساعدة حليفها رئيس قضاة البلاد عبيد الله حسن، ولذلك حاصر الطلاب المحكمة العليا وطالبوا باستقالته.

وأضافت الصحيفة أن النجاح المتكرر الذي حققه الطلاب على مدار الأيام الماضية أدى إلى تغذية الأمل في مختلف أنحاء العاصمة دكا، في أن العنف المروع الذي بلغ ذروته وقت الإطاحة بحسينة، سوف يسفر عن تغييرات سياسية واجتماعية دراماتيكية، بما في ذلك في كيفية انتخاب بنجلاديش لزعمائها وكيفية عمل حكومتها ومحاكمها وشرطتها.

ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين قوله :" سوف نستمر في النزول إلى الشوارع إذا اضطررنا إلى ذلك خاصة أن العديد من أصدقائي قُتلوا على يد الشرطة أثناء المظاهرات، هذا هو الوقت المناسب للتغيير الحقيقي".

ومع ذلك، تابعت الصحيفة أن تعبيرات الأمل كانت مختلطة بمخاوف من أن الحرس القديم قد يختطف الثورة من خلال تقويض الحكومة الانتقالية، برئاسة الحائز على جائزة نوبل محمد يونس كما أن هناك أيضًا مخاوف بشأن احتمال اندلاع أعمال عنف عرقية أو انهيار القانون والنظام بعد رحيل حسينة، التي حكمت بقبضة حديدية متزايدة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية،والقلق بشأن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن محمد تنظيم الدين خان،أستاذ الدراسات الدولية بجامعة دكا الذي قام بتوجيه قادة الاحتجاجات الطلابية: "ليس من السهل أن نأمل في شيء أفضل، لقد مررنا بنفس التجربة في الماضي وفشلنا في كل مرة".

ووفقا للصحيفة، فإنه منذ استقلال البلاد عن باكستان في عام 1971، مرت بنجلاديش بانقلابات عسكرية متكررة، ودكتاتوريات، وحكم مدني متناوب من قبل رابطة عوامي بزعامة حسينة وحزب بنجلاديش الوطني، وكلاهما بقيادة شخصيات من الأسرة الحاكمة.

لكن هذا التغيير الأخير في السلطة هو الأكثر دموية، حيث قُتل المئات، معظمهم من الطلاب بينما يقول المحللون السياسيون إن حكم حسينة ترك مؤسسات البلاد مسيسة وفاسدة إلى حد كبير كما أن دستور البلاد مليء بالتعديلات التي سمحت للقادة المنتخبين بإساءة استخدام سلطاتهم ويقال إن آخر انتخابات صحيحة كانت في عام 2008.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة المؤقتة بقيادة يونس تركز أولاً على استعادة القانون والنظام وفي نهاية المطاف على الإشراف على انتخابات جديدة لكن العديد من منتقدي الحكم السابق يطالبون بقطيعة أكثر جوهرية مع الحزبين السياسيين اللذين حكما البلاد لفترة طويلة.

ونقلت الصحيفة عن علي رياض، الخبير في السياسة البنجلاديشية في جامعة ولاية إلينوي قوله "إذا ظل الدستور الحالي على حاله، فكيف يمكننا أن نقول إن حسينة التالية ليست في طور التكوين؟" لذا يعرض المتظاهرون، الذين واصلوا الاحتجاج سلمياً، مجموعة متنوعة من المقترحات مثل برلمان ثنائي المجلس، وفرض حد أقصى على المشرعين لدورتين، ونظام جديد لترشيح القضاة.

ومع ذلك، يرد زعماء الأحزاب السياسية التقليدية بأن أعضاء الحكومة الانتقالية غير منتخبين وليس لديهم الحق في القيام بمثل هذه التغييرات الكبرى. وقد اختير يونس من قبل الطلاب في مفاوضات مع رؤساء الأمن ورئيس بنجلاديش محمد شهاب الدين بعد استقالة حسينة وفرارها من البلاد.

كما يقول رابطة عوامي إن الحكومة "ليس لديها تفويض" على الإطلاق، وفقًا لنجل حسينة، سجيب وازد والذي قال في مقابلة صحفية: "في أي وقت يتم فيه فرض التغيير خارج القوانين الدستورية، فإنه غير مستدام، إذا تحدثت عن الديمقراطية، فعليك إجراء انتخابات".

وأكد حزب بنجلاديش الوطني أيضًا أن الفترة الانتقالية يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن حيث قال عبد المعين خان، وزير سابق في حزب بنجلاديش الوطني: "هذه الحكومة لمهمة محددة: الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية، وسواء أحببنا ذلك أم لا، لا يمكننا الابتعاد عن السياسة".

ولكن السيدة رضوانة حسن، مستشارة البيئة في الحكومة الانتقالية، قالت إن الحركة التي يقودها الطلاب اكتسبت الحق في القيادة من خلال أفعالهم وتضحياتهم. 

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن الحكومة الانتقالية قد تفقد شرعيتها إذا احتفظت بالسلطة لفترة طويلة جدًا، يقول بعض الطلاب إن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتشكيل الحزب الجديد الذي يرغبون في رؤيته. فيما يحذر خبراء من أن الأشهر المقبلة قد تشكل مخاطر مختلفة بسبب الحالة اليائسة للاقتصاد واستهداف الأقليات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: واشنطن بوست حسينة اختطاف الثورة بنجلاديش الحکومة الانتقالیة واشنطن بوست

إقرأ أيضاً:

مبادرات متضاربة داخل الرئاسي.. هل يعكس ذلك خلافات داخلية؟

???? ليبيا – تعدد المبادرات داخل المجلس الرئاسي يثير تساؤلات حول التوافق الداخلي

???? تنافس على المبادرات داخل الرئاسي ????
أكد المحلل السياسي الليبي خالد محمد الحجازي أن إعلان عبد الله اللافي لمبادرة سياسية جديدة بعد أيام فقط من إعلان موسى الكوني لمبادرة مماثلة يثير التساؤلات حول العلاقات الداخلية والتنسيق بين أعضاء المجلس الرئاسي ومدى توافقهم على رؤية موحدة.

???? صمت المنفي.. تريّث أم تحضير لمبادرة خاصة؟ ????
???? رأى الحجازي في تصريح لموقع “إرم نيوز” أن صمت رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قد يكون ناتجًا عن عدة عوامل، من بينها:


التريث وعدم الانحياز لأي مبادرة قبل وضوح معالمها.
العمل خلف الكواليس لتنسيق المواقف بين أعضاء المجلس أو مع الأطراف الدولية.
التحضير لمبادرة خاصة أو دمج المبادرات الحالية لتقديم رؤية موحدة.

???? هل تعكس هذه المبادرات خلافات داخلية؟ ????
???? أوضح الحجازي أن الصراعات والانقسامات داخل المجلس الرئاسي ليست بالأمر الجديد، وقد يكون تعدد المبادرات انعكاسًا لاختلاف وجهات النظر حول كيفية تحقيق الاستقرار في ليبيا، لكنه شدد على أن الحل النهائي سيظل مرهونًا بقدرة الأطراف الليبية على التوافق والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

Previous ذا نورث أفريكا بوست: هذا ما أطاح بـ موسى المقريف من منصبه بحكومة الدبيبة Related Posts ذا نورث أفريكا بوست: هذا ما أطاح بـ موسى المقريف من منصبه بحكومة الدبيبة محلي 19 مارس، 2025 ضبط عمالة وافدة بتهمة سرقة الكهرباء في طرابلس محلي 19 مارس، 2025 أحدث المقالات مبادرات متضاربة داخل الرئاسي.. هل يعكس ذلك خلافات داخلية؟ ذا نورث أفريكا بوست: هذا ما أطاح بـ موسى المقريف من منصبه بحكومة الدبيبة ضبط عمالة وافدة بتهمة سرقة الكهرباء في طرابلس وفد من مجلس الدولة يبحث مع السفير الفرنسي تجاوز الجمود السياسي مدفيديف: الطبق الرئيسي على قائمة طعام بوتين وترامب “دجاج على طريقة أهل كييف”

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تحثّ الحكومة السورية على "ضبط ومحاسبة المتطرفين"
  • وثائق كينيدي كشفت عمليات ضد كوبا واليساريين العرب
  • ما عراقيل تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا؟
  • واشنطن بوست: نتنياهو استأنف الحرب على غزة لإنقاذ حكومته من الانهيار
  • تيته وبرنت يبحثان سبل دفع العملية الانتقالية في ليبيا
  • مبادرات متضاربة داخل الرئاسي.. هل يعكس ذلك خلافات داخلية؟
  • اختطاف رضيعة مغربية وتهريبها إلى إيطاليا داخل حقيبة
  • وزارة الداخلية: مشاهد من تمكن إدارة الأمن العام من إلقاء القبض على خلية اختطاف في مدينة اللاذقية وتحرر المخطوف
  • سوريا تتهيأ لمرحلة جديدة في تاريخها.. دمج المؤسسات والكيانات العسكرية.. وكشف طبيعة المرحلة الانتقالية
  • منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين يهاجم الحكومة: لقد تحقق أعظم مخاوف