اقتحام الأقصى.. غضب في القدس وانتهاكات تستفز ملياري مسلم
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
القدس المحتلة- لم تكن أعداد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى، اليوم الثلاثاء، بمناسبة ذكرى "خراب الهيكل" مفاجِئة رغم ضخامتها، ولم تكن الانتهاكات التي سُجّلت صادمة بالنظر إلى حملة الحشد الكبيرة التي قادتها منظمات الهيكل المتطرفة من جهة، وحملة الإبعادات الاحترازية التي سبقت إحياء هذه الذكرى بأيام ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد من جهة أخرى.
وأثارت الاقتحامات وما تخللها من انتهاكات وأداء طقوس تلمودية غضب كافة المستويات الوطنية والدينية والسياسية في القدس التي أجمعت على أن سلطات الاحتلال تستغل العدوان المستمر على غزة منذ أكثر من 10 أشهر من أجل تحقيق مكاسب جديدة في أولى القبلتين.
ووفق دائرة الأوقاف الإسلامية، فقد شارك في الاقتحامات اليوم 2958 مستوطنا، مشيرة إلى أنه يفوق عدد المقتحمين المسجل لذات المناسبة العام الماضي وكان 2140.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف من حزب "عظمة يهودية" وعضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي من بين مقتحمي الأقصى.
عمل مبرمج
خطيب المسجد الأقصى المبعد عنه ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري قال للجزيرة نت في تعقيبه على الاقتحام إن سلطات الاحتلال ممثلة بالجمعيات اليهودية المتطرفة تستغل الأعياد والمناسبات الدينية للانقضاض على المسجد.
وأضاف أن ما حصل اليوم يؤكد أطماعهم في الأقصى وأن الأمر مبرمج بإشراف الموقف الرسمي السياسي "لأن هذه الاقتحامات لا تتم إلا بالحراسة المشددة ولولا الحراسة الأمنية لما تجرأ أحد على الاقتحام".
وحمّل صبري "الحكومة الإسرائيلية اليمينية مسؤولية هذه الاقتحامات والمس بحرمة المسجد، لأنها نقلت -دون مبرر- أجواء الحرب من غزة إلى القدس والأقصى من أجل تحقيق الأطماع وتهويد المدينة والسيطرة على مسجدها".
أما نائب محافظ القدس عبد الله صيام فقال للجزيرة نت إن هذه الاقتحامات "لن تخلق حقا لليهود في المسجد الأقصى لأنه للمسلمين بقرار رباني"، مضيفا أن "الأعمال الاستفزازية التي يتابعها الملايين حول العالم هي مدعاة لغضب كل مسلم يشاهد الاعتداءات التي تتم بحماية وحراسة شرطة وجنود الاحتلال".
وتطرق صيام إلى الإجراءات الاحتلالية "المتمثلة بتضافر الجهات السياسية والقانونية والأمنية الرامية إلى تفجير الأوضاع في مدينة السلام والمحبة والديانات التي يجب أن تنعم بالهدوء والاستقرار".
وتساءل عن حرية العبادة التي يجب أن يتمتع بها المسلمون في مسجدهم والتي تضمنها المواثيق الدولية التي منحت وصاية أردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأشار نائب محافظ القدس إلى أن المحتل يعتقد أنه يصرف الأنظار عما يجري في القدس والأقصى من خلال إشعال غزة وجنين وطولكرم ونابلس، لكنه يخطئ دائما في التشخيص لأن القدس لن تكون إلا قلب وتاج القضية الفلسطينية.
بن غفير يقتحم المسجد الأقصى فيما يسمى بذكرى خراب الهيكل ويردد ترانيم توراتية في رحابه (مواقع التواصل) اقتحام خطير ومبيتوفي تعليقه على مشاركة بن غفير في الاقتحام قال أمين الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حاتم عبد القادر، إنه ينظر بخطورة لهذا "الاقتحام المبيّت الذي يهدف لخلق واقع استثنائي وخطير داخل المسجد".
وأضاف "هذا هو الاقتحام السادس الذي ينفذه بن غفير للأقصى منذ توليه منصبه مطلع عام 2023، ويريد ومئات المستوطنين من خلال اقتحامهم لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد، والأخطر من ذلك هو محاولاتهم توظيف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة للاستفراد بالأقصى".
ووصف عبد القادر ما يجري بـ"الاستفزاز الخطير وغير المقبول، لأنه يشكل انتهاكا لقدسية المسجد والوصاية الهاشمية عليه" داعيا الدول العربية والإسلامية وأصحاب الوصاية الهاشمية (الأردن) إلى "تحمل مسؤوليتهم بكف يد إسرائيل عن الأقصى ووقف هذه الانتهاكات المشينة التي تمس قدسيته".
وحمّل حكومة الاحتلال مسؤولية الانتهاكات وما ينجم عنها من تداعيات خطيرة "لأنها لم تعد مجرد اقتحامات بل تجاوزتها إلى المطالبة بحقوق اليهود في الصلاة بالمسجد، وهذا النهج يشجعه كل أطراف اليمين الإسرائيلي الحاكم سواء وزراء أو أعضاء كنيست".
عشرات المستوطنين يؤدون طقوس السجود الملحمي داخل المسجد الأقصى المبارك بحضور وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أثناء اقتحامهم لباحاته صباح اليوم الثلاثاء لإحياء ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل". pic.twitter.com/em4prEKwcD
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) August 13, 2024
إرهاب وعنف وإبعادبدوره، يوضح رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي أن سلطات الاحتلال لطالما استغلت مواسم الأعياد والمناسبات اليهودية للدفع بأعداد كبيرة من المستوطنين لاقتحام المسجد وتدنيسه.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت "إننا نعيش ظروفا استثنائية مختلفة هذا العام، فلجأت السلطات منذ بداية الحرب إلى سياسة إبعاد المسلمين عن المسجد ومنعهم من أداء الصلوات فيه والوصول إليه بشكل واضح".
ويتابع الهدمي "رأينا الكثير من الإرهاب والعنف وحملات الاعتقال والإبعاد بحق الكثير من أبناء القدس وغيرهم ممن منعوا من الوصول للأقصى، ونرى اليوم آلاف المتطرفين اقتحموا المسجد ممن يحلمون بأن يروا المسجد مهدوما ومكانه هيكلا أسطوريا يدّعون وجوده طيلة سنوات عبر القتل والإرهاب والجرح والاعتقال والإبعاد".
ورغم استمرار هذا النهج منذ عقود، يؤكد أن ذلك "لن يعطي حقا ولا شرعية لدولة الإرهاب والشعب الغاصب على هذه الديار بل يظهر الوجه الحقيقي للاحتلال".
وختم حديثه بالقول إن الأقصى اليوم حزين ككل الأيام، لكن الطقوس التوراتية الجماعية والرقص والغناء في الساحات ورفع العلم الإسرائيلي عمّق الحزن والألم في نفس كل مسلم له الحق في الوصول للمسجد ولم يحصل على هذا الحق قسرا.
وبدوره، أدان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس في بيان صحفي "الانتهاكات المتصاعدة وغير المسبوقة بحق المسجد الأقصى الذي شرع المتطرفون اليهود بتخريب الوضع القائم فيه منذ أكثر من 1400 عام".
وحذر من عواقب تمكين سلطات الاحتلال مئات المتطرفين اليهود برفقة وزراء وسياسيين وأعضاء كنيست من تدنيس واقتحام المسجد والقيام بجولات استفزازية ونصب حلقات الرقص والتصفيق والغناء ورفع العلم الإسرائيلي وغيرها من الانتهاكات المستفزة لمشاعر ملياري مسلم حول العالم.
ودعا المجلس "ملياري مسلم حول العالم بأن يقوم كل بواجبه وبقدر إمكاناته لحشد الدعم اللازم لمنع تخريب قبلتنا الأولى ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء وأحد أقدس ثلاثة مساجد في الإسلام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات سلطات الاحتلال المسجد الأقصى فی القدس بن غفیر
إقرأ أيضاً:
40 ألفا فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
يمانيون../ أدى آلاف المواطنين الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات العدو الصهيوني على الوصول إلى المسجد.
وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 40 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات العدو الصهيوني عرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة عبر باب الأسباط، ودققت في هوياتهم، وأوقفت عددا من الشبان واعتدت عليهم ومنعتهم من الدخول إلى المسجد.
وأدى عدد من الشبان صلاة الجمعة في محيط المسجد الأقصى بعد أن منعهم العدو الصهيوني من الدخول إلى باحات المسجد.
وتواصل قوات العدو فرض قيود مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خاصة خلال أيام الجمعة.
وتحرم سلطات العدو الصهيوني آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، حيث تشترط استصدار تصاريح خاصة لعبور حواجزها العسكرية التي تحيط بالمدينة المقدسة.
ومنذ بدء العدوان الصهيوني الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات العدو الصهيوني من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة.