أكد المتحدث باسم الجماعة الإسلامية البنغلاديشية في بريطانيا الشيخ أبو بكر الملا، أن ما جرى في بنغلاديش أن الشعب توحد من أجل إسقاط الدكتاتورية والتوجه نحو إرساء نظام ديمقراطي حقيقي.

وقال الملا في حديث خاص مع "عربي21": "لقد تمكن البنغلاديشيون من إجبار رئيسة الحكومة الشيخة حسينة من الخروج من البلاد، والتوافق على تكليف الدكتور محمد يونس من قيادة البلا".



وأضاف: "الدكتور محمد يونس وجه سياسي معروف، وكل المواطنين البنغلاديشيين يدعمونه في قيادة البلاد، لأنه يمتلك علاقات إيجابية مع جميع القوى السياسية في البلاد، ويستطيع إعادة توحيد البلد بعد أن مزقها حكم الشيخة حسينة، التي يشبهها البنغلاديشيون بأنها النسخة الأنثوية لفرعون".

وحول من يقود بنغلاديش اليوم، قال الشيخ أبو بكر الملا: "الدكتور محمد يونس هو رئيس الحكومة، ولكن المجتمع المدني واتحاد الطلاب وغالبية الشعب، يعتقدون أن الشخصية الوحيدة القادرة حاليا على قيادة البلاد هو الدكتور محمد يونس.. ولذلك فهو من يقود الحكومة بمساعدة الجيش والمجتمع المدني والطلاب".

وجوابا على سؤال يتعلق بموقف الجماعة الإسلامية في بنغلاديش مما يجري في البلاد اليوم، قال الشيخ أبو بكر الملا: "منذ بداية التحرك الطلابي ضد حكم الشيخة حسينة، دعمت الجماعة الإسلامية احتجاجات الطلاب، وهي إلى الآن تقف مع الطلاب ومع حكومة محمد بن يونس.. وبعد انتصار الثورة تبنت الجماعة الإسلامية موقف المستشار والداعم للحكم الجديد".

وأكد الشيخ أبو بكر، أن الحكومة الجديدة ستقود البلاد نحو إرساء ديمقراطية حقيقية وإشاعة الحرية في البلاد.

وحول العلاقة مع دولتي باكستان والهند، قال الملا أبو بكر: "أعتقد أن التصريحات الرسمية الصادرة عن الحكومة الباكستانية أنها تدعم الحكومة الجديدة وستعمل معها، أما الهند التي صرحت بأنها ستتعامل مع الحكومة الجديدة، إلا أنها في الحقيقة تشعر بأن هزيمة الشيخة حسينة هي هزيمة لها".

وأضاف: "بالنسبة للغرب أعتقد أنه سيتجه للتعامل مع الحكومة الجديدة، طالما أنها تعبر عن طموح ديمقراطي حقيقي، طبعا مع الأخذ بعين الاعتبار تحفظات الهند".

وعما إذا كانت لدى الإسلاميين في بنغلاديش من العودة إلى المواجهة معهم، قال الملا أبو بكر: "لا أعتقد أن عقارب الساعة في بنغلاديش ستعود إلى الوراء، لقد جربت الشيخة حسينة منع الجماعة الإسلامية أكثر من مرة، لكنها فشلت وهي الآن خارج البلاد بينما الجماعة الإسلامية منتشرة في كل أنحاء البلاد".

وعما إذا كان خيار الحرب الأهلية مازال قائما، قال الملا أبو بكر: "صحيح أن للشيخة حسينة أنصار وأتباع، وهم يراقبون تطور الأوضاع في البلاد، وقد يسعون لإثارة بعض الفوضى، لكن هذا الخيار مستبعد الآن.. وقد يحاولون إثارة حرب ضد حكومة محمد يونس لكنهم لا يستطيعون واقعيا فعل ذلك".

وأشار الملا أبو بكر، أن معتقلي بنغلاديش في الإمارات سيرون الحرية قريبا، بعد أن تبنت حكومة الدكتور محمد يونس  مهمة الدفاع عنهم ومطالب الإفراج عنهم قريبا، وقد كلف محام للقيام بذلك.

وعن الرسالة الأهم التي تحملها ثورة الطلاب في بنغلاديش إلى العرب والمسلمين والعالم، قال الملا أبو بكر: "رسالة ثورة بنغلاديش إلى العالمين العربي والإسلامي هي أنه كلما كان الشعب موحدا وسلميا في مطالبه فإنه سينتصر في النهاية، أما الرسالة إلى الغرب فهي أن الشعوب هي الأبقى دوما، وأن احترام رأيها هو الأساس في حماية مصالح تتلك الدول"، وفق تعبيره.



وكان محمد يونس أدى الخميس الماضي اليمين الدستورية لقيادة حكومة انتقالية مكونة من 17 عضوا في بنغلاديش.

جاء ذلك بعد أن غادرت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد بنغلاديش متجهة إلى الهند على متن مروحية عسكرية، بينما دهم المحتجون مقرها الرسمي.

ولاحقا، أعلن قائد الجيش وقر الزمان، الذي التقى بممثلي الأحزاب السياسية، أن الشيخة حسينة واجد استقالت وسيتم تشكيل حكومة انتقالية، وهو ما حصل بالفعل لاحقا.

وفي حضور الرئيس محمد شهاب الدين، أدى يونس (84 عاما) الحائز جائزة نوبل للسلام، وأعضاء الحكومة الانتقالية اليمين الدستورية في القصر الرئاسي بالعاصمة دكا.

ويُطلق على منصب رئيس الحكومة الانتقالية رسميا "المستشار الرئيسي".

ويضم فريق الحكومة الانتقالية عضوين من المجموعة الطلابية قائدة الاحتجاجات التي أجبرت حسينة على الاستقالة والفرار من بنغلاديش.

ويعتبر يونس (83 عاما) أحد أشهر الاقتصاديين والمصرفيين في العالم، وكان ضمن الحركة الطلابية المؤيدة للاستقلال، وعاد إلى بنغلاديش في 1972، ليصبح رئيسا لقسم الاقتصاد في جامعة شيتاجونغ.

وتجددت الاحتجاجات المطالبة باستقالة حكومة الشيخة حسينة، بعد حظر الحكومة حزب الجماعة الإسلامية المعارض وجناحها الطلابي، وارتفعت حصيلة ضحايا الاحتجاجات المتجددة في أنحاء بنغلاديش إلى أكثر من 231 قتيلا، فيما أصيب مئات آخرون بالرصاص.

واندلعت الاحتجاجات السابقة في بنغلاديش على خلفية إعادة المحكمة العليا في يونيو/ حزيران العمل بنظام المحاصصة الذي يخصص 56 بالمئة من الوظائف الحكومية لفئات ديموغرافية معينة بينها عائلات المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب الاستقلال عام 1971، التي انفصلت بموجبها البلاد عن باكستان، وتصل حصة هذه الفئة من الوظائف الحكومية إلى 30 بالمئة.

وفي 21 يوليو/ تموز المنصرم، أصدرت المحكمة العليا أمرا إلى الحكومة بتخفيض حصة وظائف الحكومة والمخصصة لفئات ديموغرافية معينة بينها عائلات المحاربين القدامى إلى 7 بالمئة.

وخفضت المحكمة العليا حصة المحاربين القدامى إلى 5 بالمئة، مع تخصيص 93 بالمئة من الوظائف على أساس الكفاءة، فيما سيتم تخصيص 2 بالمئة المتبقية لأفراد الأقليات العرقية والنساء والمعاقين، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية مقابلات البنغلاديشية موقف سياسة بنغلاديش اسلاميون موقف المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجماعة الإسلامیة الحکومة الجدیدة الشیخ أبو بکر الشیخة حسینة فی بنغلادیش فی البلاد

إقرأ أيضاً:

التضامن الإنساني بوجه الكوارث: دروس من حملة مؤسسة السنة الخيرية ببنغلاديش

تأتي الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات لتُظهر الوجه الحقيقي للإنسانية وتكشف عن مستوى التضامن والتكافل بين البشر. في ظل الأزمات، يتبين أن العمل الجماعي والمساهمة الفردية لهما الدور الأكبر في مواجهة التحديات التي تفرضها هذه الكوارث. هذا ما يظهر بوضوح من خلال حملة الإغاثة الضخمة التي أطلقتها مؤسسة السنة الخيرية لدعم ضحايا الفيضانات في بنغلاديش، والتي تستهدف مساعدة 75 ألف أسرة متضررة.

أهمية المبادرات المجتمعية:

لقد أثبتت تجربة مؤسسة السنة الخيرية أهمية المبادرات المجتمعية في تقديم الإغاثة السريعة والفعالة للمتضررين. في كثير من الأحيان، لا تستطيع الحكومات وحدها مواجهة الأزمات الكبرى، وهنا يأتي دور المؤسسات الخيرية والمبادرات الفردية والجماعية. جهود مؤسسة السنة لا تقتصر فقط على توزيع المواد الغذائية الأساسية، بل تمتد إلى توفير احتياجات أكثر تعقيدا، مثل تأمين المياه النقية والشموع والمواد اللازمة للطهي، مما يعكس تفكيرا شاملا وتخطيطا بعيد المدى يركز على تحقيق أكبر فائدة للمحتاجين.

أهمية الدعم الدولي والتضامن بين الشعوب:

إن زيارة السفير الفلسطيني يوسف رمضان للاطلاع على عمليات الإغاثة التي تقوم بها مؤسسة السنة هي مثال ساطع على التضامن الدولي والأخوّة الإسلامية في أبهى صورها. عندما يتعاون الناس من مختلف الخلفيات والجنسيات لدعم بعضهم البعض في أوقات الحاجة، يظهر جوهر الإنسانية المشتركة. هذا النوع من التضامن لا يقتصر على الدعم المادي، بل يمتد ليشمل الدعم المعنوي والرمزي، وهو ما يعزز الروابط بين الشعوب ويساهم في بناء عالم أكثر إنسانية.

التحديات والفرص:

رغم الجهود الجبارة التي تبذلها مؤسسة السنة وغيرها من الجهات، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه عمليات الإغاثة. من أهم هذه التحديات توفير الموارد الكافية والمستدامة لمواجهة الاحتياجات المتزايدة، بالإضافة إلى الحاجة إلى تدريب المتطوعين وتأهيلهم للتعامل مع الكوارث بكفاءة. وهنا تأتي الفرصة لتعزيز ثقافة التطوع والتكافل في المجتمع، وتشجيع الأفراد على المشاركة في جهود الإغاثة والمساهمة بوقتهم ومواردهم.

نحو بناء ثقافة مستدامة للإغاثة والتضامن:

لا يمكن النظر إلى حملات الإغاثة على أنها جهود مؤقتة تتوقف بانتهاء الكارثة، بل يجب أن تكون جزءا من ثقافة مستدامة تعزز من قدرة المجتمع على التعامل مع الكوارث قبل وقوعها، وأثناء وقوعها، وبعد انتهاء الأزمة. يتطلب هذا التعاون المستمر بين الحكومات والمؤسسات الخيرية والمجتمعات المحلية، والعمل على بناء نظم إغاثة متكاملة تعتمد على التحضير المسبق والتنسيق الفعال.

في النهاية، تُظهر حملات الإغاثة مثل تلك التي أطلقتها مؤسسة السنة الخيرية أن الإنسان، بمفرده أو من خلال مؤسساته، يمتلك القدرة على مواجهة التحديات الكبرى إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة والتضامن. إن بناء مجتمع أكثر تعاضدا وتكافلا ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة تفرضها التحديات العالمية المتزايدة. وفي هذا السياق، يبقى الأمل معقودا على تعزيز التعاون والتآزر بين الأفراد والمؤسسات لمواجهة الكوارث وتحقيق الاستقرار والرفاه للجميع.

مقالات مشابهة

  • بوشيكيان: لا احد يمكنه تعطيل الحكومة
  • بنغلاديش تعتزم تقديم طلب للهند لتسليم الشيخة حسينة
  • لم يبقَ إلا الصليب على العلم.. هل تودع بريطانيا المسيحية قريبا؟
  • الحكومة تتطلع لتحقيق سلام يفضي إلى استقرار اليمن
  • رئيس الوزراء يكشف عن قضية ستكون عنصر جوهري في أهداف الحكومة
  • هل سقوط حكومة حسينة في بنغلادش يعيد للجماعة الإسلامية حضورها؟
  • البيجيدي يدعو الحكومة إلى "الإسراع بفتح حوار جاد" مع النقابات بقطاع العدل بعد سلسلة إضرابات متواصلة
  • التضامن الإنساني بوجه الكوارث: دروس من حملة مؤسسة السنة الخيرية ببنغلاديش
  • الحكومة العراقية تدعو القوى السياسية والسلطات الدستورية للتحلي بالمسئولية
  • حوار محمد صلاح مع الدوري الإنجليزي.. إذا فعلت هذا الشيء مع ليفربول "سيقتلونني"