ذكرى خراب الهيكل.. مناسبة سنوية يقتحم فيها اليهود المتطرفون المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
ذكرى خراب المعبد اليهودي الأول والثاني "تيشا بآف"، يوم يعتبره الإسرائيليون يوم "حزن وحداد"، وتقتحم فيه جماعات المعبد المتطرفة المسجد الأقصى سنويا، ويعتبرونه "يوما لتجديد العهد مع إزالة الأقصى من الوجود، وتأسيس الهيكل الثالث" حسب زعمهم.
تعرف هذه "الذكرى" بأنها أكثر المناسبات التي يمارس فيها اليهود عدوانيتهم تجاه المسلمين والمرابطين في المسجد الأقصى، في محاولة لإثبات ملكيتهم وسيادتهم على المسجد، ويحرصون كل عام على زيادة عدد المقتحمين، في حين تنفذ شرطة الاحتلال أكبر حملة إبعادات لمقدسين عن الأقصى.
يوافق هذا اليوم سنويا 9 آف (آب) حسب التقويم العبري، ويقع عادة في التقويم الميلادي إما في شهر يوليو/تموز أو أغسطس/آب.
اليهود يدعون أن البابليين دمروا الهيكل الأول عام 586 ق.م وأن الرومان دمروا الثاني عام 70م (غيتي) ما ذكرى الخراب؟ويدّعي اليهود أن البابليين دمروا "الهيكل الأول" عام 586 قبل الميلاد، وأن الرومان دمروا "الهيكل الثاني" وأحرقوه عام 70 للميلاد، ومن ثم يجب تلاوة نصوص من "سِفر المراثي" في هذا اليوم من كل عام داخل الكنس.
وتتناول هذه المرويات "احتلال البابليين للقدس وتهجير اليهود من بلادهم إلى أرض بابل؛ حيث مكثوا 70 عاما حتى أذن لهم ملك فارس كورش بالعودة إلى ديارهم وإقامة الهيكل الثاني الذي دمره الرومان لاحقا".
ويعتبر الهيكل (الذي يزعمون وجوده) بالنسبة لليهود مركزا للحياة الدينية، ويعتقدون أن خطيئتهم كانت السبب في دماره، فيحرصون تكفيرا عن ذنوبهم على إحضار ذبيحة إلى مكان الهيكل المزعوم في "يوم الغفران".
ويقولون إن دمار الهيكل الأول كان بسبب عبادتهم للأصنام وممارستهم العلاقات المحرمة وسفكهم للدماء وغيرها. وأما دمار الهيكل الثاني فكان بسبب انتشار الكراهية التي تفشت بينهم رغم التزامهم بـ"دراسة التوراة وممارسة الوصايا وعمل الخير".
عائلات يهودية تهرب من البلدة القديمة عند باب الخليل عقب اندلاع ثورة البراق عام 1929 (غيتي) الطقوس اليهوديةيصر اليهود المتطرفون على اقتحام المسجد الأقصى المبارك في هذه المناسبة ويرفضون إحياءها في كنسهم فقط، ويدخلون لفائف "الرثاء" ويقرؤونها داخل المسجد الأقصى ويقيمون صلواتهم ليلتها.
وإضافة لتلاوة النصوص التوراتية، يؤدي المتطرفون الصلوات الصامتة والعلنية ليلة الذكرى، ويغنون ويرقصون داخل الساحات وأثناء الخروج من المسجد.
ومن طقوسهم أيضا أداء "السجود الملحمي" (الارتماء أرضا في باحات الأقصى) بشكل جماعي في الساحات الشرقية.
ويبدؤون صيامهم يومها عند غروب الشمس، وحتى منتصف اليوم التالي عند ظهور أول نجم في السماء، وخلالها يحظر عليهم الأكل والشرب وأي مظهر من مظاهر المتعة كحلق اللحى والرأس. وإذا صادفت الذكرى يوم السبت، يؤجلون صلواتهم إلى اليوم التالي.
وتختلف المحظورات يومها بين اليهود السفارديم والأشكناز، ويتفقون في وجوب إظهار مظاهر الحزن، فلا يلبسون جديدا، ويكتفون بلباس بسيط، ويجلسون وينامون على الأرض.
ذكرى خراب الهيكل اليهودي وافق عام 1929 ذكرى المولد النبوي، ما أدى لاندلاع ثورة البراق (غيتي) السيطرة على باحات المسجد الأقصىإصرار اليهود على عدم أداء طقوسهم في كنسهم فقط، هي محاولة لفرض سيطرتهم على الناحية الشمالية الشرقية من المسجد الأقصى بعد أن استطاعوا السيطرة على الناحية الجنوبية الغربية عند بابي المغاربة والسلسلة، حيث يريدون تحويل باب الرحمة إلى كنيس يهودي.
ويستهدف المستوطنون أبواب المسجد التالية: "الجديد والزاهرة والعامود والأسباط"، وتنتهي طقوسهم بالدخول إلى البلدة القديمة من باب المغاربة حتى الوصول إلى ساحة حائط البراق، وهي تشبه مسيرة الأعلام السنوية التي ينظمها اليهود في ذكرى احتلال القدس.
وتساعد الشرطة الإسرائيلية جماعات المعبد المتطرفة على ممارساتها وتعديها على المسلمين يومها (ويتزعمها إيتمار بن غفير)، حيث توفر لهم غطاء وحماية تدعمها حكومة أقصى اليمين التي يتزعمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبدأت سلسلة الاقتحامات عقب عام 2000، وحرص اليهود على زيادة عدد المقتحمين سنويا، حيث اقتحم المسجد الأقصى عام 2004 نحو 3 آلاف يهودي، وارتفع العدد عام 2009 إلى 6 آلاف، ووصل عام 2019 إلى 60 ألفا.
وكان السماح لبداية سلسلة الاقتحامات مطلع الألفية، مع بداية صعود أحزاب أقصى اليمين في الحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي شجع الجماعات المتطرفة على تأسيس جمعيات لتنظيمها، إضافة إلى ارتفاع وتيرة الدعوة من داخل إسرائيل نحو العنف والتطرف تجاه المسلمين.
من الطقوس التي يؤديها اليهود في ذكرى "خراب الهيكل" الجلوس والنوم على الأرض (رويترز) الاقتحاماتوافقت ذكرى خراب الهيكل اليهودي عام 1929 ذكرى المولد النبوي، ما أدى لاصطدام شديد بين اليهود الذين حاولوا الاستيلاء على حائط البراق مدّعين أنه مكان خاص باليهود وحدهم، وبين المرابطين المسلمين في المسجد الأقصى الذين حاولوا الدفاع عنه، ما أدى بالنهاية إلى اشتعال ثورة البراق في 16 أغسطس/آب.
وقعت صدامات عنيفة بين الجانبين عمّت معظم فلسطين، وشهدت الثورة صدامات بين الفلسطينيين من جهة واليهود وقوات الانتداب البريطاني من جهة أخرى في الخليل وصفد والقدس ويافا ومدن فلسطينية أخرى، واستمرت أياما.
وأسفرت المواجهات عن مقتل 133 يهوديا وجرح 339 آخرين، في حين استشهد 116 فلسطينيا وعربيا وجرح 232 آخرون.
وعقب أحداث ثورة البراق، قرّر مجلس عصبة الأمم في 14 يناير/كانون الثاني 1930 تشكيل لجنة للبتّ في "مسألة حقوق ومطالب المسلمين واليهود في حائط المبكى (البراق)"، وخلصت إلى أن ملكية الحائط تعود إلى المسلمين، ولهم وحدهم الحق العيني فيه، وأضافت أن لليهود الحق في حرية الوصول إلى الحائط الغربي لإقامة صلواتهم.
وتحوّل هذا اليوم من يوم الدعوة للأحزان، إلى يوم للأمل عند الجماعات اليهودية مع بداية صعود "الصهيونية الدينية" التي بدأت تروج له يوما لتحقيق الوعد المستقبلي بعودة المسيح المخلص فيه وبولادة "الأمل من رحم الأحزان"، فبدأت تدعوه يوم الحشد الأعظم للاقتحامات.
وعام 2021 وصل عدد المقتحمين للمسجد الأقصى إلى 2180 ألفا، وارتفع عددهم عام 2022 إلى 2201 مستوطن، ودخلوا من باب المغاربة تحت عنوان "توقف عن البكاء وابدأ بالبناء"، وبحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، واعتبر يومها أكبر عدد لمستوطنين يقتحمون باحات المسجد منذ عام 1967.
وعام 2023 كان عدد المشاركين في اقتحامات المسجد الأقصى من المستوطنين 2180، وعام 2024 وصل عددهم إلى 2250 وهو رقم تجاوزت به جماعات المعبد أرقامها السابقة في دعواها للحشد والاقتحامات، وكان من بين المقتحمين وزيران وعضو في الكنيست الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المسجد الأقصى خراب الهیکل ذکرى خراب
إقرأ أيضاً:
عاجل | مصادر للجزيرة: وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى في أول أيام عيد الأنوار اليهودي
عاجل | مصادر للجزيرة: وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى في أول أيام عيد الأنوار اليهودي
عاجل | مصادر للجزيرة: الاحتلال ينشر وحدة خاصة في باحات المسجد الأقصى لتأمين اقتحام بن غفير
التفاصيل بعد قليل..