كشفت دراسة جديدة أجرتها كاسبرسكي عن اتجاه متزايد نحو «حقن الأوامر غير المباشر»، وهو أسلوب يُستخدم للتلاعب بمخرجات النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) مثل ChatGPT وروبوتات المحادثة البحثية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ورغم عدم العثور على أمثلة لأفعال مدمرة خطيرة بواسطة روبوتات المحادثة، إلا أن احتمال إساءة استخدامها لا يزال قائماً.

تُعد النماذج اللغوية الكبيرة أدوات قوية لاستخدامات مختلفة، بدايةً من تحليل المستندات، مروراً بتعين الموظفين، وانتهاءً بالبحث عن التهديدات. ومع ذلك، اكتشف باحثو كاسبرسكي ثغرة أمنية يمكن لمصادر التهديد الخبيثة استغلالها لتضمين تعليمات مخفية داخل المواقع الإلكترونية والمستندات عبر الإنترنت. وبعد ذلك، يمكن أن تلتقط الأنظمة القائمة على النماذج اللغوية الكبيرة هذه التعليمات، مما قد يؤثر على نتائج البحث أو استجابات روبوتات المحادثة.

حددت الدراسة عدة استخدامات لحقن الأوامر غير المباشر:

عمليات الحقن المتعلقة بالموارد البشرية: يقوم الباحثون عن الوظائف بتضمين أوامر مخصصة في سيرهم الذاتية للتلاعب بخوارزميات التوظيف وضمان الحصول على مخرجات أو أولويات مواتية بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي. وتُطبق أساليب مثل استخدام الخطوط الصغيرة أو مطابقة لون النص مع الخلفية لإخفاء الهجوم عن المراجعين البشريين.عمليات الحقن الإعلانية: يقوم المعلنون بحقن الأوامر في صفحات الهبوط للتأثير على روبوتات المحادثة البحثية لتوليد مراجعات إيجابية للمنتجات.عمليات الحقن الاحتجاجية: يعبر الأفراد المعارضون للاستخدام واسع النطاق للنماذج اللغوية الكبيرة عن معارضتهم عبر تضمين دعوات احتجاجية في مواقعهم الإلكترونية وملفاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال أوامر فكاهية، أو جادة، أو عدوانية.عمليات الحقن كإهانة: على وسائل التواصل الاجتماعي، يوظف المستخدمون حقن الأوامر كشكل من أشكال الإهانة أو لتعطيل روبوتات البريد العشوائي، وغالباً ما يكون ذلك من خلال طلبات لتوليد قصائد، أو فن لغة ASCII، أو آراء حول مواضيع سياسية.

ورغم عدم توصل الدراسة لأي دليل على الاستخدام الخبيث لتحقيق مكاسب مالية، إلا أنها تسلط الضوء على المخاطر المستقبلية المحتملة. وعلى سبيل المثال، يمكن للمهاجمين التلاعب بالنماذج اللغوية الكبيرة لنشر معلومات مضللة أو استخراج بيانات حساسة.

علق فلاديسلاف توشكانوف، مدير مجموعة تطوير الأبحاث في فريق أبحاث تكنولوجيا تعلم الآلة لدى كاسبرسكي: «يُعد حقن الأوامر غير المباشر بمثابة ثغرة أمنية جديدة تسلط الضوء على الحاجة لاتخاذ تدابير أمنية قوية في عصر الذكاء الاصطناعي. ومن خلال فهم هذه المخاطر وتطبيق الضمانات المناسبة، يمكننا ضمان استخدام النماذج اللغوية الكبيرة بأمان ومسؤولية.»

لحماية أنظمتك الحالية والمستقبلية القائمة على النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs)، ضع في اعتبارك النصائح التالية:

افهم نقاط الضعف المحتملة في أنظمتك القائمة على النماذج اللغوية الكبيرة، وقيّم المخاطر المرتبطة بهجمات حقن الأوامر.كن على دراية بالمخاطر المهددة للسمعة، حيث يمكن التلاعب بروبوتات التسويق لإصدار تصريحات متطرفة، مما قد يؤدي لأضرار محتملة على السمعة.تصالح مع واقع محدودية الحماية، إذ لا يمكن تحقيق الحماية الكاملة ضد حقن الأوامر، وخاصةً مع الهجمات الأكثر تعقيداً مثل الحقن متعدد الوسائط.استخدم أدوات تعديل الإدخال والإخراج لتصفية مدخلات ومخرجات النماذج اللغوية الكبيرة، ولو أنها لا توفر أماناً كاملاً.تعرف على المخاطر التي تنشأ عن معالجة المحتوى غير الموثوق أو غير المؤكد في أنظمة النماذج اللغوية الكبيرة.قيّد قدرات اتخاذ القرار لأنظمة الذكاء الاصطناعي لمنع اتخاذ إجراءات غير مقصودة.تأكد من أن جميع أجهزة الحواسيب والخوادم التي تشغل الأنظمة القائمة على النماذج اللغوية الكبيرة محمية بأدوات وممارسات أمنية حديثة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: روبوتات المحادثة

إقرأ أيضاً:

من التدخين إلى الطب.. هكذا تحوّل التبغ المعدل وراثيا إلى منقذ للأرواح بالأرض والفضاء

اقترح باحثون بريطانيون من جامعة "وستمنستر" استخدام التبغ المعدّل وراثيًا لإنتاج الأدوية، وهو ما قد يشكل نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية، خاصة في البلدان النامية. 

وفي تطور علمي مثير، كشف موقع "The Conversation"، أنّ التبغ، الذي كان يُستخدم لقرون كعلاج تقليدي للصداع ونزلات البرد والقرحة، قد يعود إلى الواجهة الطبية بشكل حديث ومبتكر.

وأوضح أنه "في القرن السادس عشر، كان التبغ يُعتبر "الدواء الشافي" في أوروبا، وكان يُوصف لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض. لكن بحلول القرن الثامن عشر، أصبحت آثاره الضارة معروفة، ما أدى إلى تراجع استخدامه الطبي".

وأبرز الموقع أنه "اليوم، ومع تقدم تكنولوجيا الهندسة الوراثية، يمكن إعادة تصنيف التبغ كمحصول طبي قيّم. وذلك عبر استخدام تقنيات الهندسة الوراثية، حيث يمكن تعديل التبغ لإنتاج البروتينات اللازمة لتصنيع الأدوية المعقدة مثل اللقاحات والأنسولين والعلاجات المناعية". 

"هذه الطريقة أرخص بكثير من الطرق التقليدية التي تعتمد على مفاعلات حيوية باهظة الثمن. وفي عام 2012، أظهرت شركة "ميديكاغو" الكندية إمكانات التبغ الهائلة بإنتاج أكثر من 10 ملايين جرعة من لقاح الإنفلونزا في شهر واحد فقط" وفقا للموقع نفسه.

وأكد أنه "ليس ذلك فحسب، بل يمكن استخدام التبغ من أجل إنتاج علاجات مناعية ضد أمراض خطيرة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والإيبولا وحتى السرطان. وفي عام 2014، تم منح أحد هذه الأدوية حالة الاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة أثناء تفشي الإيبولا".


إلى ذلك، أكد الموقع أنه "لا تقتصر فوائد التبغ المعدل وراثيًا على الأرض فقط، بل يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في استكشاف الفضاء؛ إذ إنّ بذور التبغ صغيرة الحجم ويمكن زراعتها على سطح المريخ أو الكواكب الأخرى، ما يجعلها خيارا مثاليًا لرواد الفضاء".

وختم بالقول: "بالإضافة إلى استخداماته الطبية، يمكن للتبغ أن يُستخدم في إنتاج توابل باهظة الثمن مثل الزعفران أو المنكهات، ما يجعله محصولًا متعدد الاستخدامات في الزراعة".

واستطرد بأن "هذا الابتكار العلمي يفتح آفاقًا جديدة لاستخدام التبغ بشكل إيجابي، بعيدًا عن آثاره الضارة المعروفة، ما يعيد تعريف دوره في عالم الطب والزراعة وحتى استكشاف الفضاء".

مقالات مشابهة

  • واتساب يكشف عن ميزة جديدة لترتيب فوضى الجروبات
  • الصين تضع لوائح تنظم المحتوى المُنشَأ بالذكاء الاصطناعي
  • من التدخين إلى الطب.. هكذا تحوّل التبغ المعدل وراثيا إلى منقذ للأرواح بالأرض والفضاء
  • بين الابتكار والسيطرة.. هيمنة الذكاء الاصطناعي الصيني
  • وزير التعليم العالي يعلن إقامة شراكات بين المؤسسات البحثية ومجتمع الصناعة
  • موقف محرج .. مساعد برمجة بالذكاء الاصطناعي يرفض مساعدة مبرمج
  • أطباء: سوق سوداء لحقن إنقاص الوزن
  • بالذكاء الاصطناعي.. أول أحمر شفاه يُطبق ذاتياً دون استخدام اليدين
  • هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستبدل محرك بحث جوجل؟
  • بالذكاء الاصطناعي .. سعاد حسني الوجه الإعلاني لبرامج وزارة التضامن