جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-24@12:31:44 GMT

"تكافل صحار" يُثمر عطاءً

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

'تكافل صحار' يُثمر عطاءً

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

تلقينا دعوة كريمة من فريق تكافل صحار الخيري، لحضور افتتاح المعرض الخيري الرابع للكتاب، وكان تحت شعار: "جذور المعرفة تثمر عطاءً"، والذي من أهدافه بناء مجتمع واعٍ ومُثقف، وذلك من خلال ترسيخ ثقافة العمل التطوعي وتشجيع القراءة، واستقبال الكتب المتبرع بها من أفراد المجتمع والمؤسسات الحكومية والخاصة وعرضها للبيع بأسعار رمزية وتنافسية، وتخصيص عائدات المعرض للأسر المُعسرة.

وهنا لا يسعنا إلّا أن نتقدَّم بالشكر الجزيل، والتقدير الوفير، لفريق تكافل صحار الخيري على مبادرته الطيبة، والمتمثلة في معرض الكتاب الرابع، آملين تكرار المبادرة وتطويرها لما لها من فوائد عظيمة على المجتمع وأبنائه الكرام.

إنَّ من أهم الثقافات التي ينبغي زرعها بين أركان المجتمع العربي والإسلامي، وسقيها بالفكر الإيجابي حتى تؤتي ثمارها، هي: ثقافة المبادرات الخيرية، لأنها في حد ذاتها مسؤولية مجتمعية، يجب أن يتحملها الجميع، كل بحسب إمكانياته وقدراته الفكرية والجسدية؛ حيث إنها تمثل الهوية الإسلامية والعربية والعمانية على وجه الخصوص، خصوصًا ونحن نعيش اليوم في مجتمع محافظ تربى على فعل الخيرات وعرف عنه أنَّه لا ينبت إلا طيبا.

ويجب أن تكون ثقافة المبادرات ثقافة راسخة، كما ينبغي إشهارها في كل الميادين الاجتماعية، والحث الدائم على الاهتمام بها، حتى يتمكن الجميع من المشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع، من أجل تعزيز روح المواطنة الصالحة، وذلك لا يكون حتمًا إلّا بخلق المزيد من الأفكار الإيجابية الصالحة في إعداد العمل الاجتماعي وتطبيقه بالشكل السليم، حتى يُسهم في رقي ونجاح وازدهار المجتمع ونقله من ظلمات الجهل إلى نور العلم والفهم، وتحقيق الكثير من المكاسب والإنجازات الاجتماعية والوطنية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطنين الكرام.

واليوم عندما نتأمل صفات العلماء الكبار، والقادة الحكماء الأخيار، نجدهم يركزون في جميع الجوانب الحياتية والاجتماعية والأسرية على خلق ثقافة المبادرات والسعي الدائم لتحقيقها، فهي في حد ذاتها سر عظيم من أسرار النجاح الاجتماعي، وهو ما أوصى به ديننا الحنيف وممثله صوت العدالة الإسلامية صاحب كتاب نهج البلاغة، خليفة المسلمين العادل الإمام علي بن أبي طالب، وهو القائل: "بَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ فَإِنَّكُمْ مُرْتَهَنُونَ بِمَا أَسْلَفْتُمْ وَمَدِينُونَ بِمَا قَدَّمْتُمْ"، وقال أيضًا: "بَادِرُوا بِعَمَلِ اَلْخَيْرِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا عَنْهُ بِغَيْرِهِ".

إنَّ ثقافة المبادرات الاجتماعية هي من أهم الصفات التي عرف بها سيد البيان الإمام علي بن أبي طالب، وعُرِفَ بمبادراته الكثيرة والمتنوعة، وهو أول الفتيان الذين بادروا لدخول الاسلام، وأول من بادر لنصرة النبي الأكرم، وبات على فراش الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ليقيه شر الأعداء، وأول من بادر وضحّى بنفسه ودمه وماله من أجل الدفاع عن النبي صلى الله عليه واله وسلم، وهو من ينبغي التأسي به والسير على نهجه المبارك.

اليوم إذا أراد الإنسان أن يتحلى بروح المبادرة الفاعلة في جوانبه الحياتية والاجتماعية، فعليه قبل كل شي أن يسعى لزرع الثقة في نفسه، ثم التحلي بروح الشجاعة والإقدام، وعرض أفكاره على العقل الواعي، واستشارة الحكماء قبل اتخاذ القرار، واحترام الفرص واستغلالها، وتوظيفها بالشكل اللائق والسليم، من دون أي تأخير أو كلل أو ملل، وإلّا ستَحِلُ العوائق التي من شأنها أن تعرقل مسيرة الخير والتقدم المنشودة والمطلوب تفعيله لمصلحة المجتمع وأفراده.

لقد بين الإمام علي بن أبي طالب، سوء التأخير والتواني في كلمتين لا ثالث لهما عندما قال: "اَلتَّوَانِي إِضَاعَةٌ"، ومن هنا على الإنسان أن يسعى ويبادر دائما لفعل الخيرات ولا يتوانى عن فعلها حتى لا يتأخر ويكتب من النادمين الذين تسببوا في تأخير النجاح لأوطانهم.

وكما إن ثقافة المبادرة ثقافة يجب الاهتمام بها من قبل المجتمع وأفراده، كذلك هي مسؤولة عظيمة ملقاة على عاتق الحكومات، فمن واجب الحكومات الاهتمام بصناعة المبادرات في شتى المجالات الحياتية التي تصب في مصلحة المواطن وهي كثيرة نذكر منها الآتي:

أولًا: المبادرة بإنشاء المشاريع العملاقة التي لها أهداف واضحة لتطوير الوطن ومؤسساته المختلفة. ثانيًا: المبادرة لتعزيز دعم الابتكار والابداع، وذلك من خلال دعم المبتكرين والمبدعين من أبناء الوطن وتهيئتهم لبناء أوطانهم ومجتمعاتهم بالشكل اللائق بهم وبسمعة أوطانهم. ثالثًا: التصدي للتحديات المجتمعية التي قد تفرض على الوطن، ومحاولة تصفية الفساد بأنواعه وأشكاله، ومحاربة المُفسدين. رابعًا: الحفاظ على المنجزات، والدعوة المستمرة لتطويرها، وعدم التفريط بها مهما كانت الأثمان. خامسًا: العمل على صناعة الأجيال الواعية التي تحتفظ بكرامة وسمعة الوطن ومنجزاته. سادسًا: محاسبة المحتويات التافهة والفاسدة، والتشجيع على صناعة المحتويات الواعية التي من شأنها أن تسهم في نجاح وازدهار المجتمع وأفراده.

وأخيرًا.. على الجميع أن يعي أن للمبادرات فوائد جمة، ومن أهمها كشف القدرات والمهارات والمواهب واظهارها للجميع ليستفيد منها الوطن ومن عليه، كما إنها تسهم في ترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية ليكون الجميع على قدر عال من الالتزام بالمسؤولية؛ سواءً كان ذلك على صعيد الأسرة أو بيئة العمل أو المجتمع.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يمثل قطاع الدواء أحد الأعمدة الرئيسية لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الصحي، حيث يلعب دورًا حيويًا في تلبية احتياجات المواطنين وضمان توفير الأدوية بأسعار مناسبة وجودة عالية ومع التحديات المتزايدة التي تواجه هذا القطاع في السنوات الأخيرة، أصبح من الضروري اتخاذ خطوات جادة وفعالة لإزالة العقبات وتوفير بيئة مواتية للنمو والتطوير.

وفي هذا السياق، جاءت استجابة الحكومة، ممثلة في الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، للمطلب المقدم من شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، لتؤكد حرص الدولة على دعم الصناعات الدوائية والعمل على إيجاد حلول عملية للمشكلات التي تعترض طريقها ويأتي هذا التحرك يعكس استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز القطاع الصناعي ككل، وجعله أحد المحركات الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة.

حيث استجاب الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، لمطلب الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، بتشكيل لجنة تضم عددًا من المختصين، من بينهم الدكتور عوف، لدراسة التحديات التي تواجه قطاع الدواء والعمل على إزالة العقبات التي تعرقل تطوره.

وجاءت هذه الخطوة بعد أن ناشد الدكتور علي عوف الحكومة، عبر بيان رسمي سابق، بضرورة الإسراع في تشكيل لجنة لمناقشة المشكلات التي يعاني منها قطاع الدواء وأشار في بيانه إلى أهمية هذا القطاع الذي يضم أكثر من 2000 شركة ومصنع وموزع، تمثل كيانًا كبيرًا يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتلبية احتياجات السوق المحلي.

وقد عبرت شعبة الأدوية عن امتنانها لهذه الاستجابة السريعة من الحكومة، حيث أرسلت برقية شكر وتقدير إلى الفريق كامل الوزير وأشادت بالاجتماعات الدورية التي يعقدها الوزير مع المستثمرين لبحث مشكلاتهم والعمل على حلها بفعالية، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية الدولة لتعزيز القطاع الصناعي ووضعه ضمن أولويات التنمية.

وأكد الدكتور علي عوف أن تشكيل اللجنة يُعد تطورًا إيجابيًا يعكس اهتمام الحكومة بقطاع الدواء، الذي شهد تحديات كبيرة في الفترة الأخيرة. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في تعزيز الإنتاج المحلي وتطوير الصناعات الدوائية بما يدعم تحقيق الاكتفاء الذاتي ويقلل الاعتماد على الواردات.

استجابة وزير الصناعة

وفي هذا السياق يقول محمود فؤاد رئيس المركز المصري للحق في الدواء، يعتبر قطاع الدواء أحد الركائز الأساسية التي تدعم منظومة الصحة العامة والاقتصاد الوطني ومع تنامي التحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي، جاء قرار وزير الصناعة بتشكيل لجنة مختصة بالتعاون مع شعبة الأدوية خطوة هامة لمعالجة الأزمات وتعزيز مكانة الصناعة الدوائية.

وأضاف فؤاد، أن استجابة وزير الصناعة لمطالب شعبة الأدوية التي تتعلق بتحديات تواجه القطاع، مثل نقص المواد الخام وغيرها مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج، والتغيرات التنظيمية خطوة جيدة لدعم القطاع من خلال تبني سياسات تسهم في تخفيف الأعباء على الشركات المصنعة، وتعزيز قدرتها على المنافسة محليًا ودوليًا.

تشكيل لجنة مختصة

وفي نفس السياق يقول محمود علي طبيب صيدلي، أن الإعلان عن تشكيل لجنة متخصصة تضم ممثلين عن شعبة الأدوية، وخبراء في الصناعة، ومسؤولين حكوميين بداية الطريق الصحيح لضبط سوق الدواء وطالب علي اللجنة بدراسة المشكلات المطروحة ووضع حلول عملية قابلة للتنفيذ مثل تقييم العقبات التنظيمية والإدارية واقتراح سياسات لدعم المنتجين المحليين إلى جانب تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ووضع آليات لضمان توفير الأدوية بأسعار معقولة.

وأضاف «علي»، رغم أهمية هذه المبادرة، يبقى نجاحها مرهونًا بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة حيث تحتاج الحكومة إلى توفير الدعم المالي والفني اللازم لضمان تحقيق النتائج بالإضافة إلى أن تشكيل لجنة لبحث تحديات قطاع الدواء خير دليل على الاهتمام الحكومي بصناعة الدواء، التي تعد دعامة أساسية للأمن الصحي والاقتصادي، موضحًا أن التنفيذ الفعال لتوصيات اللجنة، يمكن أن يشهد القطاع نقلة نوعية تسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية وتحفيز الاستثمار في هذه الصناعة الحيوية.

مقالات مشابهة

  • حماة الوطن: رفع 716 شخصًا من قوائم الإرهاب خطوة لاحتوء الجميع في دولة القانون
  • لمواجهة حالات العنف والتنمر.. ما تريد معرفته عن حملة "اختلافنا مش بيفرقنا"|فيديو
  • تفاصيل إطلاق حملة «اختلافنا مش بيفرقنا» لمكافحة التنمر وتعزيز ثقافة التقبل
  • وفد من كنيسة أبي سيفين بسفاجا يدعم المستشفى المركزي
  • الشعب الجمهوري: مواجهة الشائعات مسئولية وطنية يتحملها الجميع
  • «الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة
  • جامعة الأقصر تنظم قوافل طبية مجانية لعلاج العيون لمنتسبيها بـ3 كليات.. صور
  • عضو بـ«النواب»: «بداية» من أهم المبادرات التي تعمل على تحسين حياة المواطنين
  • عضو بـ«النواب»: المبادرات الرئاسية نقطة فارقة ومضيئة في المجتمع المصري
  • كل ما تريد معرفته عن مبادرة بداية وكيف تستفيد منها؟