جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-28@23:12:01 GMT

"تكافل صحار" يُثمر عطاءً

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

'تكافل صحار' يُثمر عطاءً

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

تلقينا دعوة كريمة من فريق تكافل صحار الخيري، لحضور افتتاح المعرض الخيري الرابع للكتاب، وكان تحت شعار: "جذور المعرفة تثمر عطاءً"، والذي من أهدافه بناء مجتمع واعٍ ومُثقف، وذلك من خلال ترسيخ ثقافة العمل التطوعي وتشجيع القراءة، واستقبال الكتب المتبرع بها من أفراد المجتمع والمؤسسات الحكومية والخاصة وعرضها للبيع بأسعار رمزية وتنافسية، وتخصيص عائدات المعرض للأسر المُعسرة.

وهنا لا يسعنا إلّا أن نتقدَّم بالشكر الجزيل، والتقدير الوفير، لفريق تكافل صحار الخيري على مبادرته الطيبة، والمتمثلة في معرض الكتاب الرابع، آملين تكرار المبادرة وتطويرها لما لها من فوائد عظيمة على المجتمع وأبنائه الكرام.

إنَّ من أهم الثقافات التي ينبغي زرعها بين أركان المجتمع العربي والإسلامي، وسقيها بالفكر الإيجابي حتى تؤتي ثمارها، هي: ثقافة المبادرات الخيرية، لأنها في حد ذاتها مسؤولية مجتمعية، يجب أن يتحملها الجميع، كل بحسب إمكانياته وقدراته الفكرية والجسدية؛ حيث إنها تمثل الهوية الإسلامية والعربية والعمانية على وجه الخصوص، خصوصًا ونحن نعيش اليوم في مجتمع محافظ تربى على فعل الخيرات وعرف عنه أنَّه لا ينبت إلا طيبا.

ويجب أن تكون ثقافة المبادرات ثقافة راسخة، كما ينبغي إشهارها في كل الميادين الاجتماعية، والحث الدائم على الاهتمام بها، حتى يتمكن الجميع من المشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع، من أجل تعزيز روح المواطنة الصالحة، وذلك لا يكون حتمًا إلّا بخلق المزيد من الأفكار الإيجابية الصالحة في إعداد العمل الاجتماعي وتطبيقه بالشكل السليم، حتى يُسهم في رقي ونجاح وازدهار المجتمع ونقله من ظلمات الجهل إلى نور العلم والفهم، وتحقيق الكثير من المكاسب والإنجازات الاجتماعية والوطنية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطنين الكرام.

واليوم عندما نتأمل صفات العلماء الكبار، والقادة الحكماء الأخيار، نجدهم يركزون في جميع الجوانب الحياتية والاجتماعية والأسرية على خلق ثقافة المبادرات والسعي الدائم لتحقيقها، فهي في حد ذاتها سر عظيم من أسرار النجاح الاجتماعي، وهو ما أوصى به ديننا الحنيف وممثله صوت العدالة الإسلامية صاحب كتاب نهج البلاغة، خليفة المسلمين العادل الإمام علي بن أبي طالب، وهو القائل: "بَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ فَإِنَّكُمْ مُرْتَهَنُونَ بِمَا أَسْلَفْتُمْ وَمَدِينُونَ بِمَا قَدَّمْتُمْ"، وقال أيضًا: "بَادِرُوا بِعَمَلِ اَلْخَيْرِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا عَنْهُ بِغَيْرِهِ".

إنَّ ثقافة المبادرات الاجتماعية هي من أهم الصفات التي عرف بها سيد البيان الإمام علي بن أبي طالب، وعُرِفَ بمبادراته الكثيرة والمتنوعة، وهو أول الفتيان الذين بادروا لدخول الاسلام، وأول من بادر لنصرة النبي الأكرم، وبات على فراش الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ليقيه شر الأعداء، وأول من بادر وضحّى بنفسه ودمه وماله من أجل الدفاع عن النبي صلى الله عليه واله وسلم، وهو من ينبغي التأسي به والسير على نهجه المبارك.

اليوم إذا أراد الإنسان أن يتحلى بروح المبادرة الفاعلة في جوانبه الحياتية والاجتماعية، فعليه قبل كل شي أن يسعى لزرع الثقة في نفسه، ثم التحلي بروح الشجاعة والإقدام، وعرض أفكاره على العقل الواعي، واستشارة الحكماء قبل اتخاذ القرار، واحترام الفرص واستغلالها، وتوظيفها بالشكل اللائق والسليم، من دون أي تأخير أو كلل أو ملل، وإلّا ستَحِلُ العوائق التي من شأنها أن تعرقل مسيرة الخير والتقدم المنشودة والمطلوب تفعيله لمصلحة المجتمع وأفراده.

لقد بين الإمام علي بن أبي طالب، سوء التأخير والتواني في كلمتين لا ثالث لهما عندما قال: "اَلتَّوَانِي إِضَاعَةٌ"، ومن هنا على الإنسان أن يسعى ويبادر دائما لفعل الخيرات ولا يتوانى عن فعلها حتى لا يتأخر ويكتب من النادمين الذين تسببوا في تأخير النجاح لأوطانهم.

وكما إن ثقافة المبادرة ثقافة يجب الاهتمام بها من قبل المجتمع وأفراده، كذلك هي مسؤولة عظيمة ملقاة على عاتق الحكومات، فمن واجب الحكومات الاهتمام بصناعة المبادرات في شتى المجالات الحياتية التي تصب في مصلحة المواطن وهي كثيرة نذكر منها الآتي:

أولًا: المبادرة بإنشاء المشاريع العملاقة التي لها أهداف واضحة لتطوير الوطن ومؤسساته المختلفة. ثانيًا: المبادرة لتعزيز دعم الابتكار والابداع، وذلك من خلال دعم المبتكرين والمبدعين من أبناء الوطن وتهيئتهم لبناء أوطانهم ومجتمعاتهم بالشكل اللائق بهم وبسمعة أوطانهم. ثالثًا: التصدي للتحديات المجتمعية التي قد تفرض على الوطن، ومحاولة تصفية الفساد بأنواعه وأشكاله، ومحاربة المُفسدين. رابعًا: الحفاظ على المنجزات، والدعوة المستمرة لتطويرها، وعدم التفريط بها مهما كانت الأثمان. خامسًا: العمل على صناعة الأجيال الواعية التي تحتفظ بكرامة وسمعة الوطن ومنجزاته. سادسًا: محاسبة المحتويات التافهة والفاسدة، والتشجيع على صناعة المحتويات الواعية التي من شأنها أن تسهم في نجاح وازدهار المجتمع وأفراده.

وأخيرًا.. على الجميع أن يعي أن للمبادرات فوائد جمة، ومن أهمها كشف القدرات والمهارات والمواهب واظهارها للجميع ليستفيد منها الوطن ومن عليه، كما إنها تسهم في ترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية ليكون الجميع على قدر عال من الالتزام بالمسؤولية؛ سواءً كان ذلك على صعيد الأسرة أو بيئة العمل أو المجتمع.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"صحار الدولي" ينظم ورش عمل لتعزيز الثقافة المالية

 

 

 

 

مسقط- الرؤية

بادر صحار الدولي بالإسهام في تفعيل أسبوع المال العالمي لعام 2025 من خلال دعمه للحملة الوطنية التي أطلقها البنك المركزي العماني، بالتعاون مع جمعية المصارف العُمانية ووزارة التربية والتعليم. حيث تُقام هذه المناسبة سنوياً في أكثر من 175 دولة حول العالم، واُحتفل بها هذا العام خلال الفترة من 20 إلى 26 أبريل تحت شعار "فكّر قبل أن تتبع، لتضمن مالاً حكيماً في الغد" لتسليط الضوء على أهمية التخطيط المالي، والشمول والتوعية المالية.

وفي هذا الصدد، نظم صحار الدولي سلسلة من الورش التفاعلية المصممة خصيصاً لطلبة المدارس، بهدف غرس الوعي المبكر بمفاهيم الإدارة المالية الشخصية وتشجيع السلوك المالي المسؤول. وتأكيدًا لدوره الفاعل في إعداد أجيال مستقبلية ذات فكر ووعي مالي، استضاف البنك أكثر من 60 طالباً في مكاتبه بمبنى السيف، حيث قدّمت أكاديمية صحار الدولي جلسات تعليمية تفاعلية، من شأنها تثقيف وتمكين المشاركين لخوض رحلتهم المالية بكل ثقة ووضوح.

وقالت ماهرة بنت صالح الرئيسية رئيس مجموعة الموارد البشرية بصحار الدولي: "أتاح أسبوع المال العالمي 2025م فرصة فريدة لإشعال الفضول وتنمية التفكير النقدي حول قيمة المال في الحياة اليومية، ونحن ندرك أن الثقافة المالية يجب أن تتجاوز الأرقام والمخططات؛ لتجسد علاقة ملموسة لها ارتباط مباشر بالواقع وبمتطلبات الحياة اليومية، ومن خلال توفير بيئة داعمة تُشجع على الحوار والاكتشاف، نطمح إلى إلهام الشباب للنظر إلى المال ليس كمجرد مادة، بل كمهارة حياتية أساسية تسهم في تشكيل الفرص، والاستقلالية، كما تُجسد هذه المبادرة أحد أهم مرتكزات استراتيجيتنا التي تطمح إلى المساهمة في بناء مجتمع ذات ثقافة ووعي مالي منذ الصغر، لتنمو بذلك وتصبح مهارة أساسية تمكنهم من بناء مستقبل مالي مبني على أسس صحيحة ومستدامة."

وقد تضمنت الفعالية ورشتي عمل، تم تنظيمهما بعناية وفق الفئات العمرية لضمان تجربة تعليمية مثرية ومناسبة لكل مرحلة، وبالنسبة للطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عاماً، قدّمت أكاديمية صحار الدولي جلسة تفاعلية شيّقة حول أساسيات الإدارة المالية، وأهمية ثقافة الادخار،  لتعزيز الفهم وترسيخ مفاهيم التخطيط المالي السليم .

أما بالنسبة للطلبة من الفئة العمرية الأكبر سناً، ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عاماً، فقد شاركوا في ورشة عمل متقدمة وعملية، تضمنت سيناريوهات مالية محاكية للواقع. ومن خلال هذه الأنشطة التفاعلية، اكتسب المشاركون فهماً أعمق لتأثير القرارات المالية على المدى الطويل، كما طوروا مهارات التفكير النقدي والتخطيط الاستراتيجي ضمن بيئة محفّزة ومليئة بالتحدي الفكري.

ومن خلال الدمج بين التجربة العملية والتعلم المنهجي، نجح صحار الدولي في تحويل أهداف أسبوع المال العالمي إلى نتائج ملموسة. وقد لاقت هذه المبادرة صدى واسعاً لدى المشاركين، مما عزز التزام البنك بدعم جيل واعٍ مالياً، والمساهمة في التنمية التعليمية والاقتصادية الشاملة للبلاد.

مقالات مشابهة

  • مركز أبوظبي للغة العربية يطلق أحدث مبادراته «100 قصة من مجتمعنا»
  • "صحار الدولي" ينظم ورش عمل لتعزيز الثقافة المالية
  • البنك المركزي المصري يجمع 984.9 مليون دولار في عطاء أذون الخزانة الدولارية
  • بقيمة 950 مليون دولار.. البنك المركزي يعقد عطاء أذون خزانة دولاري اليوم
  • حفر الباطن.. فعاليات متنوعة وعروض توعوية في أسبوع البيئة 2025
  • البنك المركزي: انخفاض العائد على أذون الخزانة وطرح عطاء دولاري غداً
  • رابط وخطوات الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة 2025
  • صور| انطلاق "امش 30" في الأحساء لتعزيز الصحة الوقائية
  • خطوات الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة 2025 بالرقم القومي
  • طريقة الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة 2025 بالرقم القومي