مصداقية المقاومة وكذب الاحتلال
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
◄ "القسام" تفتح تحقيقا في إطلاق نار على أسرى إسرائيليين من قبل الآسرين
◄ محلل فلسطيني: اعتاد الجميع على مصداقية المقاومة.. والاحتلال مسؤول عن مقتل أسراه
◄ الاحتلال يواصل الكذب لضمان ولاء المجتمع الدولي
◄ مذابح المعمداني والطحين ومواصي خان يونس فضحت جرائم إسرائيل
◄ أسرى الاحتلال المفرج عنهم أكدوا حسن مُعاملتهم وحرص الآسرين على حياتهم
الرؤية- غرفة الأخبار
دائمًا ما تثبت فصائل المقاومة الفلسطينية مصداقيتها فيما يخص الأخبار والأحداث التي تنشرها عبر صفحاتها الرسمية، إذ إنه وعلى الرغم من خوضها حربا شرسة مع الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، إلا أنها ملتزمة بأخلاقيات الحرب المعترف بها دوليًا.
وإلى جانب المواقف السابقة على مدار أكثر من 10 أشهر، أثبت البيان الأخير للناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، هذا المبدأ حين أعلن أن مجندين مكلفين بحراسة أسرى إسرائيليين قاما في حادثتين منفصلتين بقتل أسير إسرائيلي وإصابة أسيرتين بجراح خطيرة، موضحاً أن هناك محاولات تجري لإنقاذ حياتهما.
وحمّل أبو عبيدة حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية عن المجازر الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة وما يترتب عليها من ردات الفعل التي تؤثر على أرواح الأسرى، مشيرا إلى تشكيل لجنة لمعرفة تفاصيل ما حدث، وقال إنه سيُعلن عن نتائجها لاحقًا.
وما يؤكد حسن مُعاملة فصائل المقاومة لأسرى الاحتلال، ما أكده الأسرى المحررون أنهم تلقوا معاملة جيدة من قبل الآسرين الفلسطينيين، وأنهم كانوا حريصين على حياتهم من القصف الإسرائيلي العشوائي.
وفي المُقابل، اعتادت إسرائيل على ترويج الأكاذيب خاصة فيما يتعلق بتعذيب الأسرى الإسرائيليين أو الاعتداء عليهم، لتنفضح بعد ذلك أكاذيبهم سواء بتسريب فيديوهات وصور لتعذيب الأسرى، أو من خلال شهادة الأسرى المفرج عنهم.
وفي الواقعة الأخيرة حين استهدف جيش الاحتلال مدرسة التابعين وقت صلاة الفجر، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، قال جيش الاحتلال إنه استهدف أفرادا من المقاومة وليس المدنيين، ونشر صورا قال إنها لأعضاء في فصائل المقاومة.
وأثبتت الفيديوهات التي تم تصويرها من موقع المذبحة أن من بين الشهداء الكثير من الأطفال والشيوخ الذين لا ينتمون إلى فصائل المقاومة، كما أن بعض الصور التي نشرها كانت لأشخاص استشهدوا في وقت سابق من مذبحة الفجر.
وأكدت حماس عقب هذه الحادثة، أن هناك سياسة صارمة ومعمول بها لدى المقاتلين من الفصائل كلها، وهي هدم الوُجود بين المدنيين لتجنبيهم الاستهداف الإسرائيلي.
ولقد كذب الاحتلال في الكثير من الحوادث المتعلقة بمذابح بحق الفلسطينيين، مثل مذبحة المستشفى المعمداني ومواصي خان يونس ومذابح الطحين وغيرها، ليتضح بعد ذلك كذبه بالدلائل والصور.
ويرى محللون أنه كان بإمكان كتائب القسام أن تعلن مقتل وإصابة الأسرى نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل للمباني السكنية والبنية الأساسية والمدارس والمستشفيات، إلا أنهم حرصوا على ترسيخ مبدأ المصداقية أمام الشعب الفلسطيني وأمام دول العالم.
ويقول المحلل الفلسطيني سعيد زياد، إن ما أعلنه أبو عبيدة يؤكد مصداقية المقاومة التي اعتاد عليها الجميع، مضيفا: "مثل هذه الأخبار ستضغط على العدو الذي تمادى كثيرا في سفك الدماء، لأن الآسيرين تحملوا الكثير من الغضب في صدورهم، وإذا كان أحد الآسرين قد قتل أهله فهذه ردة فعل طبيعية رغم انضباطهم الكبير على مدار أكثر من 10 أشهر، كما أن هذا التوقيت سيفجر الوضع في الجبهة الداخلية الإسرائيلية".
وتابع قائلا: "قال أبو عبيدة إن الآسرين هم من أطلقوا النار على الأسرى وسيتم التحقيق في ذلك، لكنه حمل العدو المسؤولية لأنه لا يهتم بحياة الأسرى ويواصل سفك الدماء، كما أن جنود المقاومة الآسرين هم بشر من لحم ودم ولديهم مشاعر حزن تجاه أهلهم الفلسطينيين الذي يقتلون ليل نهار، ومن الطبيعي أن هذه المجاذر".
ولفت إلى أنه في الوقت الذي يظهر فيه الأسرى المحررون في صحة جيدة ومظهر مهندم، يرتكب الاحتلال أبشع الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين وخاصة في سجن سدّي تيمان، ومن بين هذه الجرائم الاغتصاب الجماعي والتعذيب والتجويع والقتل بأسلوب بطيئ.
وبيّن زياد: "ما نشره أبو عبيدة يشير إلى أنه إذا لم تسارع إسرائيلي لإنقاذ أسراها فإن المقاومة لا تضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث، ويشير أيضا إلى أن المقاومة لا ترضى بمثل هذه القرارات الفردية وسوف تحقق فيها، لكنها لا تضمن عدم تكرارها مرة أخرى في ظل الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
صفقة القرن بعد خمس سنوات.. فشل أمريكي وخذلان عربي وانتصار للمقاومة
تمر خمس سنوات على إعلان الولايات المتحدة ما سُمي بـ”صفقة القرن”، الخطة التي ادعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها تهدف لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. لكن تلك الخطة، التي روجت لها واشنطن باعتبارها “الفرصة الأخيرة للسلام”، لم تؤد إلا إلى تفاقم الصراع، وإبراز انحياز الإدارة الأمريكية الكامل لإسرائيل. كما كشفت الصفقة خذلان بعض الأنظمة العربية للقضية الفلسطينية، بينما أظهرت قوة وصمود محور المقاومة، الذي بات أكثر حضوراً وتأثيراً. وجاءت معركة “طوفان الأقصى” لتؤكد أن المقاومة لا تزال قادرة على فرض معادلات جديدة في مواجهة الاحتلال.
كانت صفقة القرن محاولة أمريكية لفرض حلول أحادية الجانب لتصفية القضية الفلسطينية، حيث تضمنت الخطة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتكريس شرعية المستوطنات في الضفة الغربية، إضافة إلى إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين. إلا أن الفلسطينيين رفضوا هذه البنود رفضاً قاطعاً، واعتبروا أن الصفقة تهدف إلى تصفية حقوقهم التاريخية، لم تتمكن واشنطن، رغم الدعم الإسرائيلي القوي، من تحقيق أهدافها الأساسية، وذلك بفضل رفض الشعب الفلسطيني ووقوف محور المقاومة في أكتوبر 2023، مثلت معركة “طوفان الأقصى” نقطة تحول كبيرة في الصراع، حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية هذه العملية استجابة لتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومحاولات تهويده، وجاءت العملية لتؤكد تطور قدرات المقاومة العسكرية والتنظيمية، حيث شنت هجمات برية وجوية نوعية وصلت إلى العمق الإسرائيلي أي العمق المحتل، مما أربك الاحتلال وأحدث تحولاً نوعياً في ميزان القوة. عززت “طوفان الأقصى” الإيمان الشعبي بقدرة المقاومة على التصدي للمشروع الصهيوني وتحقيق الانتصارات، رغم التحديات الكبرى.
على الجانب الآخر، لعبت بعض الأنظمة العربية دوراً متواطئاً من خلال انخراطها في تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، تحت مظلة اتفاقيات “إبراهيم”. قدمت هذه الدول تنازلات كبيرة، مبررة ذلك بالوعود الاقتصادية والأمنية التي طرحتها واشنطن، في خطوة مثّلت خذلاناً واضحاً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. بينما واصلت الشعوب العربية التعبير عن غضبها من تلك السياسات، حيث اعتبرت أن التطبيع يمثل تخلياً عن المواقف التاريخية الداعمة لفلسطين.
اليوم، وبعد مرور خمس سنوات، يمكن القول إن “صفقة القرن” قد فشلت فشلاً ذريعاً، حيث لم تتمكن واشنطن وتل أبيب من تحقيق أهدافهما الكبرى، بل كشفت الصفقة عن واقع مؤلم، شعوب تدعم فلسطين بلا هوادة، مقابل أنظمة عربية تخلت عن القضية، مما أدى إلى خذلان تاريخي، ومع ذلك، أثبت الشعب الفلسطيني، بدعم محور المقاومة والشعوب الحرة، أنه قادر على الصمود والتصدي لمحاولات تصفية قضيته.
ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في مساعيه لإعادة تشكيل المنطقة لصالحه، يبقى محور المقاومة والشعوب الحرة الحصن المنيع أمام هذه المشاريع.
إن صمود محور المقاومة، ودعم الشعوب، وخاصة الشعب اليمني، يعكس إرادة راسخة لا تقبل التفريط في الحقوق، وسيظل هذا الصمود نموذجاً يُحتذى به في النضال ضد كافة مشاريع التآمر والخيانة،