عربي21:
2024-09-10@21:14:06 GMT

نتنياهو/ غالانت.. جذور الخلاف وأبعاده الراهنة

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

أدلى وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت في 12 آب/ أغسطس بثلاث أفكار رئيسة، في حدود ما تسرب عن اجتماع للجنة الخارجية والأمن، في مقرّ وزارة الحرب الإسرائيلية: الفكرة الأولى هي السخرية من مفهوم "النصر المطلق" الذي يدعو إليه بنيامين نتنياهو، والثانية تحميل "إسرائيل" مسؤولية عن تأخر إنجاز صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، والثالثة نفيه خروج تسريبات من جهات برئاسته للإعلام.



هذه الأفكار الثلاث بالضرورة تتجه لبنيامين نتنياهو، فقد استخدم نتنياهو تقنية التسريبات غير معلومة المصدر للتشويش على الموقف العام، سواء بخصوص تحمل المسؤوليات عن عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أو بخصوص مجريات الحرب ومعلومات المفاوضات مع حركة حماس حول الصفقة. ونتنياهو هو صاحب شعار النصر المطلق، وهو صاحب القرار بوصفه رأس الكيان الإسرائيلي، ومن ثمّ فهو الإسرائيلي الوحيد الذي يتحمل المسؤولية عن تعطل تلك الصفقة.

الأفكار الثلاث بالضرورة تتجه لبنيامين نتنياهو، فقد استخدم نتنياهو تقنية التسريبات غير معلومة المصدر للتشويش على الموقف العام، سواء بخصوص تحمل المسؤوليات عن عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أو بخصوص مجريات الحرب ومعلومات المفاوضات مع حركة حماس حول الصفقة. ونتنياهو هو صاحب شعار النصر المطلق
من جهته، ردّ مكتب بنيامين نتنياهو بخطاب تخويني واضح، اتهم فيه غالانت بتبني الرواية المعادية لـ"إسرائيل" بدلا من العمل على ملاحقة يحيى السنوار، زعيم حماس الجديد. هذا الخطاب التخويني صار مطّردا في الآونة الأخيرة، على لسان نتنياهو، أو على لسان بعض أفراد عائلته مثل ابنه يائير، أو على لسان بعض حلفائه مثل بتسلئيل سموتريتش، فقد سبق لبعضهم ووصف مظاهرات المعارضة الإسرائيلية بأنّها تعبّر عن أقلية متطرفة. يائير نتنياهو وصف المتظاهرين المعارضين لوالده مرّة بأنهم نازيون ومرة بأنّهم إرهابيون، واتهم قادة الجيش والأمن بالخيانة أثناء عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

خطاب التحريض والتخوين ليس جديدا في سياسة اليمين الإسرائيلي، فقد أفضت إلى اغتيال رابين في العام 1995، واتُهم نتنياهو بالمسؤولية السياسية عن ذلك لكونه أحد المحرضين على رابين، وقبل ذلك في العام 1933 اغتيل حاييم أرلوزوروف، أحد قادة الحركة الصهيونية ومن مؤسسي حزب "مباي"، وكان ثمّة إشارات إلى علاقة تربط والد نتنياهو، بن- تسيون نتنياهو، بالمتهمين الذين ينتمون لحركة "بيتار" التي أسسها فلاديمير جابوتنسكي، والتي تعد الجذر الذي انحدر عنه حزب الليكود، كما أنّ جد نتنياهو الحاخام نتان مليكوفسكي، كان متعاطفا مع هؤلاء المتهمين الأربعة، الذين أسقطت عنهم التهمة لاحقا.

خلاف نتنياهو/ غالانت إذن يعود إلى مشروع "الإصلاحات القضائية" السابق على "طوفان الأقصى"، حينما حاول نتنياهو إقالة غالانت، الأمر الذي استفزّ الشارع الإسرائيلي، وعزّز من المظاهرات المناهضة لمشروع نتنياهو، وبالرغم من الأغراض الشخصية لنتنياهو في ذلك المشروع، وسعي كلّ قطب من أقطاب تحالف نتنياهو اليميني للاستفادة من "الإصلاحات القضائية" بما يخدم أهدافه الخاصّة، فإنّ اليمين الإسرائيلي، وتحديدا اليمين الليكودي، سليل "إصلاحية جابوتنسكي"، كان يرى أنّ هذه الفرصة التاريخية لتغيير هويّة الكيان وتوجهاته، بالقضاء على ما تبقى من "إسرائيل مباي"، وهو أمر يقتضي بالضرورة التغيير الجوهري والبنيوي في مؤسستي الجيش والأمن، ليس فقط بإضعاف نفوذهما لصالح الحكومات اليمينية، ولكن أيضا بتصعيد قيادات فيهما تتبنى الرؤى اليمينية بالكامل، وهو ما يذكّر بمقالة سابقة لي عنوانها: "من "إسرائيل" الأولى إلى "إسرائيل" الآخرة.. أولا ما الذي يجري؟"، وهي مقالة قد تُتبع بأخرى لمزيد من البيان والشرح حول المسار الإسرائيلي إلى هذه اللحظة.

من الخطأ إذن النظر إلى خلاف نتنياهو/ غالانت وكأنّه لعبة مؤامراتية مشتركة للتأثير على قرارات أعداء "إسرائيل"، فالأمر أعمق وأعقد، وعودته إلى السطح لها اتصال بذلك العمق، ولها اتصال بما هو جار الآن، إذ يبدو أنّ ثمّة مقايضة داخلية قد جرت بين صناع القرار في "إسرائيل"، وبين نتنياهو والولايات المتحدة، لمنح "إسرائيل" الفرصة لقلب الموقف الاستراتيجي لصالحها حتى يبدو وكأنّها قد استعادت الردع الإقليمي، بمدّ يدها إلى ميناء الحديدة في اليمن، وإلى الضاحية الجنوبية في بيروت باغتيال فؤاد شكر، القائد العسكري الكبير في حزب الله، وإلى العاصمة الإيرانية طهران باغتيال إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، لتوفير صورة انتصار يمكن عدّها مخرجا للموقف الحربي الراهن في غزّة ومبررا لعقد صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، تبرّد الموقف على الأقل لشهرين بحيث يمكن تحسين القدرات الأمريكية في ضبط الحرب والمواجهة الإقليمية، وبما يعطي الإدارة الحالية فرصة للتفرغ للانتخابات القادمة.

غالانت صريح في تحميل "إسرائيل" المسؤولية عن الفشل في إنجاز الصفقة. هذه الصراحة ليست الأولى، فقد سبقه إليها غانتس وآزينكوت والعديد من التسريبات المنسوبة لمستويات أمنية وعسكرية وتفاوضية. هذه التصريحات تردّ بالتأكيد على دعايات نتنياهو الكاذبة، وعلى حملات العلاقات العامّة التي تقودها الولايات المتحدة لصالح "إسرائيل"، ولكن الأهمّ في كونها تردّ على الكثير من الدعايات العربية المناوئة لحركة حماس وللمقاومة
يبدو وكأن نتنياهو استفاد من هذا الترتيب لتنفيذ هذه الضربات، في إطار إجماع إسرائيلي، ولكن كعادته، دون الانتقال إلى بقية الخطة. نتنياهو والحالة هذه ليس قلقا على مستقبله السياسي فحسب، ولكنه يعتقد بالفعل أنّ الحرب يجب أن تفرض الاستسلام على حماس أو هزيمتها بوضوح لا يقبل التفسير، وهو ما يتعارض مع اتفاقية تفضي إلى سحب القوات الإسرائيلية من غزّة، هنا نتنياهو يتبنى موقفا إستراتيجيّا حول ضرورات "إسرائيل" التي تتطلب مثل هذا الانتصار مهما كانت الأثمان فادحة، وهو ما شرحناه في أماكن أخرى.

يبقى أمران: الأوّل أن غالانت يقول إنّ انسحاب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا ومعبر رفح مدة شهرين لن يضرّ أمن "إسرائيل"، وهذا يعني أن وزير الحرب الإسرائيلي يشارك نتنياهو رؤيته بأنّ الحرب لم تنجز أهدافها، والخلاف بينهما في الترتيب والإدارة والأجندة والأولويات، إذ يرى غالانت أن تخليص الأسرى الإسرائيليين من لدى المقاومة الفلسطينية يستحق اتفاقية مع حماس، يمكن بعدها العودة إلى الحرب، علاوة على حاجة الجيش إلى التقاط الأنفاس وترتيب الأوراق، والتفكير البارد في كيفية تصفية الحساب مع جميع أعداء "إسرائيل" المشاركين في هذه الحرب.

الثاني: أنّ غالانت صريح في تحميل "إسرائيل" المسؤولية عن الفشل في إنجاز الصفقة. هذه الصراحة ليست الأولى، فقد سبقه إليها غانتس وآزينكوت والعديد من التسريبات المنسوبة لمستويات أمنية وعسكرية وتفاوضية. هذه التصريحات تردّ بالتأكيد على دعايات نتنياهو الكاذبة، وعلى حملات العلاقات العامّة التي تقودها الولايات المتحدة لصالح "إسرائيل"، ولكن الأهمّ في كونها تردّ على الكثير من الدعايات العربية المناوئة لحركة حماس وللمقاومة الفلسطينية والتي يبدو أنّها بدورها تزايد على غالانت في صهيونيته!

x.com/sariorabi

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي غالانت نتنياهو إسرائيل اسرى غزة نتنياهو غالانت مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

خبير استراتيجي: عمر حكومة نتنياهو قصير ومصر تتعامل مع المخطط الإسرائيلي بحكمة

قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن محور فيلادلفيا ليس له قيمة عملية، بل هو مخالف لمعاهدة السلام، و مصر أغلقت الأنفاق به،

مكتب نتنياهو: لا تغيير في الوضع القائم بالمسجد الأقصى عملية «الكرامة» والمظاهرات تهز عرش «نتنياهو»

وأضاف الحلبي، خلال حواره «برنامج مصر جديدة»، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة  etc، أن الجميع يعلم نوع السلاح الموجود مع الفلسطنيين، كما أن استفادة نتنياهو منه فقط هو الابقاء على كرسيه، ومصر تتعامل مع هذا المخطط بحكمه، كونها تعلم أن عمر الحكومة الإسرائيلية قصير.

 

وتابع: " التقدير الاستراتيجي للحكومة الإسرائيلية التي يحكمها مجموعة من المتطرفين خطأ، فهي لم تستطيع القضاء على حماس، وبالتالي لن تقدر على الجيش المصري، كما أن إسرائيل لديها فشل في غزة، وذلك طبقًا للأهداف التي وضعتها، فهي لم تدمر حماس، ولم تحرر الرهائن، ولا تمكنت من ضبط قادة حماس، كما أنها فشلت مع حزب الله، وفشلت في صد الضربات التي تُطلق عليها من البحر الأحمر من قبل الحوثيين.

وعلى الرغم من استمرار حرب الإبادة الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة والتى شارفت على قرابة العام بحصيلة مئات الآلاف من الشهداء والمفقودين والمصابين  والنازحين، إلا أن  حكومة الاحتلال برئاسة «بنيامين نتنياهو» لم تحقق أياً من اهداف الحرب المزعومة وتتلقى على مدار الساعة  الضربات داخليا وخارجيا  وآخرها عملية معبر «الكرامة جسر الملك حسين الحدودى الأردنى مع الأراضى المحتلة الفلسطينية».


قالت خدمات الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داود» الحمراء إنّ ثلاثة إسرائيليين قتلوا فى إطلاق النار قرب معبر اللنبي- جسر الملك حسين «معبر الكرامة» عند الحدود الأردنية. وعلّق «نتنياهو» على عملية إطلاق النار قائلاً «هذا يوم صعب ونحن محاطون بأيديولوجية قاتلة يقودها محور الشر الإيراني».

وأوضح موقع «كان» أنّ شخصاً أردنى الجنسية أطلق النار على ثلاثة عمال إسرائيليين عند المعبر الواقع بين الضفة المحتلة والأردن قبل أن يتم «تحييده».

وتضرب العملية ليس فقط منظومة التنسيق الأمنية بين السلطات الأردنية والجانب الإسرائيلي، لكن الأهم خط اللوجستيات الذى طالما أثار الجدل  فى الوقت الذى احتشد قرابة نصف مليون إسرائيلى وسط مدينة تل أبيب ومدن أخرى، فى تظاهرات مطالبة بالتوصل الفورى لصفقة تبادل أسرى مع حركة «حماس».


ودعا المتظاهرون مرة أخرى إلى التوصل إلى اتفاق فورى لإطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة، وألقوا باللوم على الحكومة الإسرائيلية فى مقتل العشرات منهم.

وتجرى أكبر حركة احتجاجية، والتى أصبحت حدثا أسبوعيا، فى وسط تل أبيب بالقرب من مجمع المبانى الحكومية، حيث يقع مقر وزارة الدفاع.


ويقوم المتظاهرون بعرقلة حركة المرور فى وسط المدينة وإغلاق الطرق السريعة المجاورة، وهو ما حدث عدة مرات فى الاحتجاجات السابقة.

وخاطب الأسير الذى تم تحريره فى عملية وسط مخيم النصيرات «أندريه كوزلوف»، المتظاهرين وحثهم على عدم تفويت فرصة إبرام صفقة وإطلاق سراح الأسرى المتبقين فى غزة. وقال «كوزلوف»: «يجب أن نطالب قادتنا بعدم تفويت الفرصة.. يجب ألا ننسى الرهائن.. وقتهم ينفد، ونحن نرى ذلك ونشعر به الآن».

كما اتهمت «عدينا موشيه»، الرهينة السابقة لدى حماس والتى عادت من غزة فى صفقة تبادل الأسرى فى نوفمبر الماضي، رئيس الوزراء الإسرائيلى بالكذب.


ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلى عن عدينا قولها: «نتنياهو لا يريد صفقة.. نتنياهو كاذب، من يعرف معنى الحزن لا يتحدث بهذه الطريقة».

وأضافت: «هو (نتنياهو) وقواته لا يعرفون أى شيء عن أنفاق حماس فى غزة»، وأوضحت أنها عندما أُطلِق سراحها فى صفقة نوفمبرالماضي، تم استدعاؤها من قبل محققة فى جهاز الأمن العام الإسرائيلى (الشاباك) طلبت منها شرح تفاصيل الأنفاق وكيفية تفرعها ومواقعها».

وأوضحت أن الأنفاق فى القطاع  متاهة ضخمة كبيرة وتمتد تحت الأرض فى جميع أنحاء القطاع، والضغط العسكرى لن يساعد فى إعادة الأسرى.


وأكدت أن عناصر الشاباك طلبوا منها رسم الأنفاق فى غزة، فأخبرتهم موشيه أنها ليست رسامة، مما أعطاها انطباعا على أنهم لا يعرفون شيئا عنها.

قال وزير الأمن الإسرائيلى «إيتمار بن غفير»: «الحرب التى نخوضها ليست فقط ضد غزة وحزب الله بل أيضا فى الضفة المحتلة»، وبحسب تصريحات قادة إسرائيليين فإن سلوك «بن غفير» فى الحرم القدسى لا يؤدى لتأجيج الوضع بالضفة فحسب، بل بالعالم العربي.

مقالات مشابهة

  • غالانت: فيديو نفق حماس في رفح يؤكد أهداف الحرب التي يخوضها الجيش
  • نتنياهو شكل هيئة أمنية مصغرة بدل مجلس الحرب
  • جنرال إسرائيلي بارز: نتنياهو اتخذ 3 قرارات خاطئة في الحرب.. ما هي؟
  • مع اقتراب انتهاء مهمة غزة.. إسرائيل تعلن نقل مركز ثقلها إلى لبنان!
  • هآرتس: نتنياهو يحضر للاستيطان وضم شمال غزة إلى إسرائيل
  • «حماس»: مجزرة الاحتلال في خان يونس تؤكد مضي نتنياهو في العدوان على غزة
  • إسرائيل تنتظر خطأً واحداً من السنوار
  • إطالة الحرب هدية نتنياهو لترامب
  • خبير استراتيجي: عمر حكومة نتنياهو قصير ومصر تتعامل مع المخطط الإسرائيلي بحكمة
  • وزير الدفاع الإسرائيلي من غزة: سنقضي على حماس والسنوار ومستعدون للتحرك شمالا