معاناة أشجار الأمازون بسبب التغيرات المناخية (ِشاهد)
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرا عن معاناة اختفاء الأشجار في البرازيل، بعنوان "غابات الأمازون تعاني اختفاء كميات كبيرة من الأشجار".
اقرأ أيضا .. البرازيل تستضيف قمة لاتينية لإنقاذ الأمازون
تقلبات الطبيعة الحادة والمتناقضة قد تعصف بالعديد من دول العالموذكر التقرير أنه في وقت تعصف فيه تقلبات الطبيعة الحادة والمتناقضة بالعديد من دول العالم؛ تستمر المساعي الدولية لحماية رئة البشر والحفاظ على التوازن البيئي والمناخي لكوكب الأرض.
وأوضح التقرير أن الأمازون، تلك البقعة الخضراء في أمريكيا الجنوبية التي تمثل جدار الحياة، باتت على مدار السنوات الأخيرة كابوسا يؤرق العالم بفعل اختفاء كميات كبيرة من الأشجار واندلاع الحرائق المفتعلة على نطات واسعة، وهو ما يشكل تهديدا على التنوع البيولوجي ويترك تأثيرات بالغة على عملية التبخر وهطول الأمطار بالعديد من بلدان القارة الجنوبية.
تدمير أكبر غابة مطيرة على وجه الأرضوأشار التقرير إلى أنه استشعارا بالخطر تستضيف مدينة بيليم البرازيلية قمة إقليمية للمرة الأولى منذ 14 عاما لإنقاذ غابات الأمازون في مسعى لاتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تدمير أكبر غابة مطيرة على وجه الأرض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البرازيل بوابة الوفد الوفد التغير المناخى
إقرأ أيضاً:
النهر الذي يغلي في الأمازون.. ما الذي يقوله عن مستقبل الأرض؟
تزدهر الحياة بأشكالها المتنوعة في أعماق غابات الأمازون الاستوائية المطيرة، إلا أنها تخفي بين جنباتها إحدى أندر البيئات الطبيعية المتمثلة في نهر جارٍ يغلي بفعل حرارته المرتفعة، يُعرف باسم "شاناي-تيمبيشكا"، الذي يعني في اللغة المحلية "النهر المغلي بحرارة الشمس".
يقع هذا النهر في شرق وسط البيرو، حيث تتجاوز درجة حرارة مياهه 93 درجة مئوية، ويرجع ذلك إلى تصدعات في قشرة الأرض تطلق كميات هائلة من الحرارة، مما يجعل منه بيئة قاسية لا تستطيع سوى قلة من الكائنات الحية التكيف معها.
ورغم ظروفه القاسية، يرى العلماء في هذه الظاهرة الجيولوجية الفريدة فرصة نادرة لدراسة تأثير ارتفاع درجات الحرارة على النظم البيئية الاستوائية، والتنبؤ بالتغيرات التي قد تطرأ عليها في ظل الاحترار العالمي.
وفي عام 2021، زار فريق من علماء الأحياء بجامعة ميامي نهر شاناي-تيمبيشكا، مؤمنين بقدرته أن يكون مختبرا طبيعيا لدراسة المناخ، ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يُتوقع أن تواجه غابات الأمازون تغييرات بيئية جوهرية، ومن الممكن أن يمنحهم هذا النهر المغلي لمحة مسبقة عن هذه التحولات المستقبلية.
ويقول الباحث الرئيس رايلي فورتير في بيان صحفي رسمي صادر من الجامعة: "يوفر لنا هذا الموقع نافذة على المستقبل، لأن الأمازون سيزداد سخونة سواء أعجبنا ذلك أو لا، مما يسمح لنا بفهم تأثير ارتفاع درجات الحرارة على تركيبة الغابات حول العالم".
إعلانوقد سعى الفريق البحثي إلى تحديد الأنواع النباتية التي قد تختفي، وكيف يمكن أن تتغير بنية الغابات في ظل الحرارة الشديدة، في الدراسة الحديثة المنشورة في دورية "غلوبال تشانج بيولوجي".
وقد عاد الفريق مجددا إلى البيرو في عام 2022، حيث أجرى مسحا دقيقا للنباتات والأشجار المنتشرة على امتداد النهر، في 70 موقعا تبدأ من المنبع حيث درجات الحرارة أقل، وصولا إلى المناطق الأشد حرارة، حيث تجاوزت درجات الحرارة الجوية 43 درجة مئوية.
وكشفت النتائج عن انخفاض ملحوظ في التنوع النباتي بالمناطق الأشد حرارة، إذ تراجع تنوع الأشجار بنسبة 11% لكل ارتفاع بمقدار درجة واحدة في الحرارة، ولم تتمكن سوى الأنواع المتكيفة مع الحرارة العالية من البقاء قرب النهر المغلي.
ويضيف فورتير: "بشكل عام، أصبحت تجمعات الأشجار أقل تنوعا، إذ نجد عددا أقل من الأنواع في المناطق الأشد حرارة. كما أن تركيبة الغابات أصبحت أكثر تجانسا في هذه المناطق، في حين كانت أكثر تنوعا في المواقع الأكثر برودة".
وهذا يشير إلى أنه مع استمرار الاحترار العالمي، قد تفقد غابات الأمازون جزءا كبيرا من تنوعها البيولوجي، لتصبح مهيمنة على عدد محدود من الأنواع المتكيفة مع الحرارة الشديدة.
وكان من بين أكثر الاكتشافات إثارة للدهشة هو التغير السريع في الغطاء النباتي على امتداد النهر، ففي حين أن النظم البيئية للغابات المطيرة عادة ما تُظهر تغيرا تدريجيا في تركيبة الأنواع عبر مسافات طويلة، فإن نهر شاناي-تيمبيشكا أظهر تحولا مفاجئا. فقد كانت المناطق الأشد حرارة أكثر جفافا، وتكاثرت فيها النباتات المتسلقة والنباتات الشجرية القصيرة، مما جعلها أشبه بالمناطق الانتقالية بين الغابات والسافانا، وكل ذلك ضمن نطاق لا يتجاوز كيلومترين من الغابة الاستوائية الكثيفة.
إعلان دلالات مستقبليةتحمل هذه النتائج دلالات هامة لمستقبل الأمازون والغابات الاستوائية في جميع أنحاء العالم. فمع تفاقم التغير المناخي، قد تشهد مساحات شاسعة من الغابات المطيرة تحولات مشابهة لتلك التي لوحظت حول النهر المغلي. وإذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع، فقد تعاني العديد من أنواع الأشجار الحالية لأجل البقاء.
ويخطط فريق جامعة ميامي لمواصلة أبحاثه في هذا الموقع الفريد، نظرا لما يمكن أن يكشفه عن كيفية استجابة الغابات الاستوائية للاحترار المستقبلي.
وكما يوضح فورتير عن الميزة الفريدة لهذا النهر المثير: "لا يمكن تسخين غابة بأكملها بشكل اصطناعي، وهو ما يجعل نهر شاناي-تيمبيشكا نظاما مميزا للغاية، فهو يتيح لنا عزل تأثير الحرارة كعامل رئيس يؤثر على الغطاء النباتي بأكمله".