مجنونة يا طماطم "الوفد" ترصد أسباب ارتفاعها في الأسواق
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
شهدت الأسواق بمحافظة الاسكندرية ارتفاع كبير في سعر الطماطم خلال الأيام الماضية الذى اصبح يعادل سعر كيلو المانجو بالأسواق
مما أثار العديد من التساؤلات والتكهنات حول الأسباب الرئيسية لهذه القفزة الكبيرة في الأسعار، والتوقيت المتوقع لعودة الأمور إلى نصابها الصحيح والطبيعي، حيث وصل سعر الكيلو 25 جنيها وذلك بسبب تأثر المحصول بالتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة حيث تسببت الموجة الحارة فى أضرار كبيرة فى زراعات الطماطم بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الزراعة، مما قلص المساحة المنزرعة مع تعدد الحلقات الوسيطة التي تساهم في إرتفاع الأسعار على المستهلكين.
رصدت "الوفد" اسباب ارتفاع محصول الطماطم ومعاناة المزارعين
" التغيرات المناخية "
قال طارق صلاح مهندس زراعى يعد محصول الطماطم واحد من المحاصيل الاستراتيجية، التي تتطلب وعيًا وإدراكًا كبيرًا من المزارعين، بأهم التوصيات الفنية والإرشادية الواردة بشأن هذا المحصول، قبل اتخاذ القرار والشروع في الزراعة، وأن الموجة الحارة التى ضربت البلاد خلال الشهور الماضية كان لها تأثير كبير على الأسعار والإنتاج الزراعى، مما أدى إلى تراجع معدلات الإنتاج وارتفاع سعر كيلو الطماطم ليصل إلى 25 جنيهًا للكيلو، ومن المعروف أن محصول الطماطم من المحاصيل غير قابلة للتخزين وسريعة التلف، كما أن منتجات الطماطم التى تعرض فى أوقات ارتفاع الأسعار تكون من إنتاج الصوب الزراعية وتكلفة إنتاجها مضاعفة وأكبر من تكاليف الزراعة العادية وهذا يفسر ارتفاع أسعار الطماطم فى أوقات نهاية العروات.واضاف تزرع مصر نحو نصف مليون فدان طماطم طوال العام في 3 عروات أساسية هم العروة الصيفية والشتوية والنيلية ويصل إجمالى الإنتاج إلى 7.5 مليون طن كل عام عام.
" هلاك المحاصيل "قال عمرو سعيد مزارع نحن نعيش حالة من عدم الاطمئنان والخوف على مزارعنا الصيفية بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى أرقام غير مسبوقة، خاصة في شهر مايو الجاري وهو بداية النمو الخضري للفاكهة و زراعات القطن والذرة، فضلًا عن باقي المزروعات.
وأضاف أن الموجة الحارة التي تشهدها البلاد حاليًا، تؤثر بشكل سلبي على العديد من المحاصيل، منها الطماطم، والكنتالوب، والفلفل، حيث تحتاج هذه الزراعات المنزرعة بنظام التنقيط، إلى الرى اليومي، أما بالنسبة لأشجار المانجو والزيتون، فتحتاج الري كل 48 ساعة، خاصة أن الموجة الحارة ستؤدي إلى هلاك محاصيل المانجو والزيتون بنسبة تتراوح ما بين 40 إلى 50%.واكد ارتفاع الحرارة الشديدة بجانب ارتفاع الاسمدة تسبب فى القضاء على محصول الطماطم
وطالب مزارعى الطماطم بضرورة النظر بجدية فى وضع خطة زراعية محكمة مع توفير مستلزمات زراعة الطماطم بكميات كافية وأسعار مناسبة والاهتمام بإتاحة المعلومات الزراعيه اللازمه لمزارعى الطماطم حتى لا تتكرر أزمة جنون أسعار الطماطم.
" العروات "قال الدكتور أحمد علي الصغير – الباحث بالمركز القومي للبحوث الزراعية تعتبر الطماطم من أحد الحاصلات الاستراتيجية التي لا غنى عنها، موضحًا أنها تمثل أحد ركائز النظام الغذائي اليومي، لكافة الشرائح الاجتماعية، لا فرق في ذلك بين غني أو فقير. ودلل “الصغير” على أهمية محصول الطماطم، والتي تؤكد مكانته المرموقة بين سائر محاصيل الخضر الأخرى، حيث يأتي في المرتبة الأولى محليًا، فيما يحتل المركز الثاني عالميًا خلف البطاطس. وأوضح أستاذ المركز القومي للبحوث أنه برغم التحديات التي تفرضها زراعة محصول الطماطم، إلا أنه يفرض نفسه بقوة على قائمة صادرات الخضر المصرية، علاوة على دخوله في العديد من الصناعات الغذائية. معيار نجاح المزارعين أكد أن نجاح المزارعين في العبور بموسم محصول الطماطم بسلام، يدل على مدى الخبرة التي يتمتعون بها، ويتيح لهم النجاح في زراعة أي صنف آخر. وأشار إلى أن محصول الطماطم يحتاج لإجراء عدة معاملات تختلف باختلاف المرحلة العمرية التي يمر بها، ما يفرض على المزارعين التعامل معه بوعي تام، وتطبيق كافة التوصيات الواردة بشأنه على النحو الأمثل، لتحقيق أفضل النتائج الممكنة. ولفت “الصغير” إلى مدى براعة المزارع المصري، وتفوقه الذي يفرض نفسه على الجميع، والتي مهدت له زراعة محصول الطماطم في 5 عروات، على عكس الشائع بأغلب دول العالم، والتي توقف عند ثلاث عروات فقط.
واوضح ان ارتفاع أسعار تداول الطماطم له عدة أسباب في مقدمتها الفواصل الزمنية بين العروات، بالإضافة إلى العوامل الطبيعية الخارجية، التي تؤثر بالسلب على حجم الإنتاجية كـ”ارتفاع وانخفاض” درجات الحرارة، وتقلبات الطقس الحادة، الناجمة عن التغيرات المناخية. وأوضح أن الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، يؤدي لتساقط الزهر بنسب كبيرة جدًا، ما يعوق إتمام مرحلة العقد على النحو المأمول، ما يؤدي لانخفاض حجم الإنتاجية والمعروض بالأسواق، والأمر عينه عند تجاوز درجات الحرارة لحدود الـ35 مئوية، والتي يترتب عليها العديد من المشاكل، وكلاهما يحرك مؤشر الأسعار بشكل يفوق الحدود المتعارف عليها في الأحوال العادية.
" تلف محصول الطماطم"قال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن سبب ارتفاع أسعار الطماطم يرجع لعدة أسباب أولها ارتفاع درجات الحرارة بقيم كبيرة للغاية خلال موسم الصيف الحالي 2024.
وأضاف "أبو صدام" أن الموجات الحارة تسببت في تلف جزء كبير من المحصول المزروع، موضحًا أن مساحة الأرض المزروعة من الطماطم خلال العروة الحالية 150 ألف فدان في حين أن احتياجاتنا المحلية تتطلب زراعة 200 ألف فدان أي بنقص 50 ألف فدان.
وتابع: "نتوقع تراجع أسعار الطماطم بنسبة 50% مطلع أكتوبر المقبل مع بداية العروة الجديدة".وكانت أسعار الطماطم قد شهد ارتفاعا بمختلف أسواق الجمهورية ووصل سعر الكيلو منها في بعض المناطق لـ 25 جنيه للكيلو.
واضاف كما ان ازمة الأسمدة تشعل أسعار الخضراوات في مصر، تشهد الأسواق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الخضراوات الأساسية، حيث تصدرت الطماطم والخيار والكوسة والبطاطس والفلفل والبصل قائمة المحاصيل التي شهدت زيادة في الأسعار.
يأتي هذا الارتفاع في الأسعار تزامنًا مع تراجع إنتاج هذه المحاصيل وقلة المساحات المزروعة منها، بسبب التحديات والتكاليف المرتفعة التي تواجهها الزراعة.وارتفعت أسعار الأسمدة بشكل كبير في الفترة الأخيرة، مما أدى إلى زيادة التكاليف على المزارعين. ونتيجة لذلك، أصبح من الصعب على المزارعين الاستمرار في زراعة المحاصيل الأساسية بتكاليف معقولة مما تسبب ان . العديد من المزارعين تراجعوا عن زراعة هذه المحاصيل وفضلوا زراعة محاصيل أخرى أقل تكلفة.
يدكر أن صادرات مصر من الطماطم احتلت المركز السابع بكمية بلغت 37 ألفاً و410 أطنان من إجمالي الصادرات الزراعية التي تجاوزت 4.8 مليون طن من المنتجات الزراعية منذ بداية العام وحتى الآن بزيادة 220 ألف طن عن العام الماضي بقيمة تبلغ حوالي 2.8 مليار دولار بزيادة قدرها 589 مليونًا و140 ألفاً و405 دولارات عن نفس الفترة من العام الماضي حيث شهدت صادرات مصر الزراعية طفرة كبيرة غير مسبوقة نتيجة المشروعات الزراعية العملاقة والتى ساهمت في تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين، بالإضافة إلى فائض في التصدير الذي يدعم الاقتصاد الوطني بالنقد الأجنبي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية الطماطم ارتفاع الأسعار نقيب الفلاحين المزارعين الاسمدة أسعار الطماطم درجات الحرارة الموجة الحارة محصول الطماطم العدید من ارتفاع ا
إقرأ أيضاً:
“اشترِ الآن”.. تغريدة ترامب التي هزّت وول ستريت
#سواليف
في #تغريدة مقتضبة نشرها على منصته “تروث سوشيال”، كتب الرئيس الأميركي دونالد #ترامب “هذا هو الوقت المناسب للشراء!!!
كانت الجملة قصيرة، لكنها كفيلة بإثارة #زلزال في #الأسواق_المالية، خصوصا أنها سبقت بساعات إعلانًا مفاجئًا عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يوما.
فهل كانت مجرد صدفة؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك نحو شبهات تلاعب متعمّد؟
توقيت مريب ومكاسب ضخمة
ونُشرت التغريدة صباح الأربعاء، ومع حلول المساء، أعلن ترامب تعليق الرسوم على معظم الدول (باستثناء الصين).
لكن الأسواق لم تنتظر طويلًا، فقد:
قفز #مؤشر_ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 9%
بينما صعد مؤشر #ناسداك التقني بنسبة 12%، وتبعتهما الأسواق العالمية:
نيكاي 225 الياباني ارتفع بنسبة 9%
فوتسي 100 البريطاني بنسبة 4% في تعاملات الخميس المبكرة
واللافت أن ترامب وقّع التغريدة بالأحرف الأولى لاسمه DJT، وهو أمر غير معتاد في منشوراته، لكن هذه الأحرف تحديدًا هي رمز سهم “شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا” المالكة لمنصة “تروث سوشيال”.
فهل كان في الأمر رسالة خفية؟
تقرير غارديان أشار إلى أن سهم الشركة قفز بنسبة 22% في ذات اليوم، ما دفع كثيرين لطرح تساؤل مشروع: هل استُخدمت التغريدة للتأثير على السوق بشكل مدروس؟
انتقادات سياسية ودعوات للتحقيق
ما لبثت الشكوك أن تحوّلت إلى تحرّك سياسي، فقد طالب مشرعون ديمقراطيون وخبراء أخلاقيات بإجراء تحقيق رسمي.
ووصلت رسالة مشتركة من السيناتورين آدم شيف وروبن جاليجو إلى البيت الأبيض تطالب بـ”تحقيق عاجل حول احتمال استخدام معلومات داخلية”، في خطوة وصفها البعض بأنها محاولة لفتح ملف فساد محتمل في أعلى سلطة تنفيذية.
السيناتور كريس مورفي كتب عبر منصة “إكس”: “فضيحة تداول داخلي تلوح في الأفق… تغريدة ترامب في الساعة 9:30 صباحا تشير إلى نيته منح أتباعه أفضلية مالية عبر معلومات خاصة”.
أما إليزابيث وارن، فوصفت ما حدث بأنه “فساد واضح”، في حين طالبت ألكسندريا أوكاسيو كورتيز بالكشف عن جميع الأسهم التي اشتراها أعضاء الكونغرس في الـ24 ساعة الأخيرة، وعلّقت بقولها: “سمعت أحاديث مثيرة في الكونغرس. سنكتشف بعض الأمور قريبا. حان الوقت لحظر التداول الداخلي”.
قانونيون يحذّرون.. سلوك غير أخلاقي
المثير أن الانتقادات لم تقتصر على خصوم ترامب السياسيين، فقد صرّح ريتشارد بينتر، المستشار الأخلاقي السابق في إدارة جورج بوش الابن، لـ”إن بي آر”: “لا يمكن السماح للرؤساء أو كبار المسؤولين بالتعليق على السوق والتأثير عليها أثناء اتخاذهم قرارات سياسية حاسمة”.
وأضاف “لو قام أي شخص من إدارة بوش بنشر منشور مماثل، لتم فصله في اليوم ذاته”.
وقال بينتر “هذا السيناريو قد يعرض الرئيس لاتهامات بالتورط في التلاعب بالسوق”.
وأوضح بينتر أن الحادث قد يؤدي إلى إجراء تحقيقات “حول من كان يعرف ماذا ومتى قبل أن يعلن (ترامب) أنه سيؤجل الرسوم الجمركية على جميع الدول باستثناء الصين”.
ورفض متحدث باسم وزارة العدل التعليق، ولم تستجب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية فورًا لطلب التعليق وفقا لشبكة “إن بي سي نيوز”.
هذا التصريح يفتح الباب مجددًا أمام نقاش طويل حول حدود المسؤولية الأخلاقية للمسؤولين التنفيذيين، وما إذا كانت القوانين الحالية كافية لمنع استغلال النفوذ الاقتصادي.
ترامب يبرر والبيت الأبيض يحاول احتواء الأزمة
حين سُئل مساء الأربعاء عن توقيت التغريدة، قال ترامب ببساطة، “كنت أفكر في الأمر خلال الأيام القليلة الماضية”.
لكن مصادر من داخل البيت الأبيض وصفت القرار بأنه جزء من إستراتيجية مدروسة مسبقًا، وأكدت المتحدثة كارولين ليفيت أن ما جرى يدخل في إطار “فن الصفقة”.
نشاط مشبوه آخر في الكونغرس
ووسط الجدل، كشفت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين عن قيامها بشراء أسهم في “آبل” و”أمازون” يومي الثالث والرابع من أبريل/نيسان الحالي، أي بعد إعلان ترامب تعريفاته الجمركية.
وبحسب غارديان، فقد ارتفعت أسهم “أمازون” بنسبة 12% و”آبل” بنسبة 15% بعد تعليق الرسوم.
فهل تزامنت عمليات الشراء تلك مع معلومات مسبقة؟ سؤال لا يقل أهمية.
وبينما يترقّب الرأي العام ما قد تكشفه التحقيقات، تبقى تغريدة ترامب “اشترِ الآن” رمزًا لأزمة أكبر تتعلق بتداخل المال والسياسة والمصالح الشخصية.
وقد أثارت التغريدة تساؤلات لا تتعلق فقط بالتلاعب بالسوق، بل بما إذا كانت الأسواق الأميركية تُدار الآن بإشارات فردية من الرئيس نفسه.
وإذا ثبت وجود تداول داخلي، فإن القضية قد تتحوّل من “جدل سياسي” إلى أزمة نزاهة تهز أركان الدولة الأميركية.