شهدت الأسواق بمحافظة الاسكندرية ارتفاع كبير في سعر الطماطم  خلال الأيام الماضية الذى اصبح يعادل سعر كيلو المانجو بالأسواق 

مما أثار العديد من التساؤلات والتكهنات حول الأسباب الرئيسية لهذه القفزة الكبيرة في الأسعار، والتوقيت المتوقع لعودة الأمور إلى نصابها الصحيح والطبيعي، حيث وصل سعر الكيلو 25 جنيها وذلك بسبب تأثر المحصول بالتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة حيث تسببت الموجة الحارة فى أضرار كبيرة فى زراعات الطماطم  بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الزراعة، مما قلص المساحة المنزرعة مع تعدد الحلقات الوسيطة التي تساهم في إرتفاع الأسعار على المستهلكين.

 

رصدت "الوفد"  اسباب ارتفاع محصول الطماطم ومعاناة المزارعين 

 

" التغيرات المناخية "

قال  طارق صلاح  مهندس زراعى يعد محصول الطماطم واحد من المحاصيل الاستراتيجية، التي تتطلب وعيًا وإدراكًا كبيرًا من المزارعين، بأهم التوصيات الفنية والإرشادية الواردة بشأن هذا المحصول، قبل اتخاذ القرار والشروع في الزراعة، وأن الموجة الحارة التى ضربت البلاد خلال الشهور الماضية كان لها تأثير كبير على الأسعار والإنتاج الزراعى، مما أدى إلى تراجع معدلات الإنتاج  وارتفاع سعر كيلو الطماطم ليصل إلى 25 جنيهًا للكيلو، ومن المعروف أن محصول الطماطم من المحاصيل غير قابلة للتخزين وسريعة التلف، كما أن منتجات الطماطم التى تعرض فى أوقات ارتفاع الأسعار تكون من إنتاج الصوب الزراعية وتكلفة إنتاجها مضاعفة وأكبر من تكاليف الزراعة العادية وهذا يفسر ارتفاع أسعار الطماطم فى أوقات نهاية العروات.واضاف تزرع مصر نحو نصف مليون فدان طماطم طوال العام في 3 عروات أساسية هم العروة الصيفية والشتوية والنيلية ويصل إجمالى الإنتاج إلى 7.5 مليون طن كل عام عام.

" هلاك المحاصيل "

قال عمرو سعيد مزارع نحن نعيش حالة من عدم الاطمئنان والخوف على مزارعنا الصيفية  بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى أرقام غير مسبوقة، خاصة في شهر مايو الجاري وهو بداية النمو الخضري للفاكهة و زراعات القطن والذرة، فضلًا عن باقي المزروعات.

وأضاف أن الموجة الحارة التي تشهدها البلاد حاليًا، تؤثر بشكل سلبي على العديد من المحاصيل، منها الطماطم، والكنتالوب، والفلفل، حيث تحتاج هذه الزراعات المنزرعة بنظام التنقيط، إلى الرى اليومي، أما بالنسبة لأشجار المانجو والزيتون، فتحتاج الري كل 48 ساعة، خاصة أن الموجة الحارة ستؤدي إلى هلاك محاصيل المانجو والزيتون بنسبة تتراوح ما بين 40 إلى 50%.واكد ارتفاع الحرارة الشديدة بجانب ارتفاع الاسمدة تسبب فى القضاء على محصول الطماطم 

وطالب مزارعى الطماطم بضرورة النظر بجدية فى وضع خطة زراعية محكمة مع توفير مستلزمات زراعة الطماطم بكميات كافية وأسعار مناسبة والاهتمام بإتاحة المعلومات الزراعيه اللازمه لمزارعى الطماطم حتى لا تتكرر أزمة جنون أسعار الطماطم.

" العروات "

قال الدكتور أحمد علي الصغير – الباحث بالمركز القومي للبحوث الزراعية تعتبر الطماطم من أحد الحاصلات الاستراتيجية التي لا غنى عنها، موضحًا أنها تمثل أحد ركائز النظام الغذائي اليومي، لكافة الشرائح الاجتماعية، لا فرق في ذلك بين غني أو فقير.   ودلل “الصغير” على أهمية محصول الطماطم، والتي تؤكد مكانته المرموقة بين سائر محاصيل الخضر الأخرى، حيث يأتي في المرتبة الأولى محليًا، فيما يحتل المركز الثاني عالميًا خلف البطاطس.   وأوضح أستاذ المركز القومي للبحوث أنه برغم التحديات التي تفرضها زراعة محصول الطماطم، إلا أنه يفرض نفسه بقوة على قائمة صادرات الخضر المصرية، علاوة على دخوله في العديد من الصناعات الغذائية.   معيار نجاح المزارعين أكد أن نجاح المزارعين في العبور بموسم محصول الطماطم بسلام، يدل على مدى الخبرة التي يتمتعون بها، ويتيح لهم النجاح في زراعة أي صنف آخر.   وأشار إلى أن محصول الطماطم يحتاج لإجراء عدة معاملات تختلف باختلاف المرحلة العمرية التي يمر بها، ما يفرض على المزارعين التعامل معه بوعي تام، وتطبيق كافة التوصيات الواردة بشأنه على النحو الأمثل، لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.   ولفت “الصغير” إلى مدى براعة المزارع المصري، وتفوقه الذي يفرض نفسه على الجميع، والتي مهدت له زراعة محصول الطماطم في 5 عروات، على عكس الشائع بأغلب دول العالم، والتي توقف عند ثلاث عروات فقط. 

واوضح ان ارتفاع أسعار تداول الطماطم له  عدة أسباب في مقدمتها الفواصل الزمنية بين العروات، بالإضافة إلى العوامل الطبيعية الخارجية، التي تؤثر بالسلب على حجم الإنتاجية كـ”ارتفاع وانخفاض” درجات الحرارة، وتقلبات الطقس الحادة، الناجمة عن التغيرات المناخية.  وأوضح أن الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، يؤدي لتساقط الزهر بنسب كبيرة جدًا، ما يعوق إتمام مرحلة العقد على النحو المأمول، ما يؤدي لانخفاض حجم الإنتاجية والمعروض بالأسواق، والأمر عينه عند تجاوز درجات الحرارة لحدود الـ35 مئوية، والتي يترتب عليها العديد من المشاكل، وكلاهما يحرك مؤشر الأسعار بشكل يفوق الحدود المتعارف عليها في الأحوال العادية.

" تلف محصول الطماطم"

قال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن سبب ارتفاع أسعار الطماطم يرجع لعدة أسباب أولها ارتفاع درجات الحرارة بقيم كبيرة للغاية خلال موسم الصيف الحالي 2024.

وأضاف "أبو صدام" أن الموجات الحارة تسببت في تلف جزء كبير من المحصول المزروع، موضحًا أن مساحة الأرض المزروعة من الطماطم خلال العروة الحالية 150 ألف فدان في حين أن احتياجاتنا المحلية تتطلب زراعة 200 ألف فدان أي بنقص 50 ألف فدان.

وتابع: "نتوقع تراجع أسعار الطماطم بنسبة 50% مطلع أكتوبر المقبل مع بداية العروة الجديدة".وكانت أسعار الطماطم قد شهد ارتفاعا بمختلف أسواق الجمهورية ووصل سعر الكيلو منها في بعض المناطق لـ 25 جنيه للكيلو.

واضاف كما ان ازمة الأسمدة تشعل أسعار الخضراوات في مصر، تشهد الأسواق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الخضراوات الأساسية، حيث تصدرت الطماطم والخيار والكوسة والبطاطس والفلفل والبصل قائمة المحاصيل التي شهدت زيادة في الأسعار.

يأتي هذا الارتفاع في الأسعار تزامنًا مع تراجع إنتاج هذه المحاصيل وقلة المساحات المزروعة منها، بسبب التحديات والتكاليف المرتفعة التي تواجهها الزراعة.وارتفعت أسعار الأسمدة بشكل كبير في الفترة الأخيرة، مما أدى إلى زيادة التكاليف على المزارعين. ونتيجة لذلك، أصبح من الصعب على المزارعين الاستمرار في زراعة المحاصيل الأساسية بتكاليف معقولة مما تسبب ان  . العديد من المزارعين تراجعوا عن زراعة هذه المحاصيل وفضلوا زراعة محاصيل أخرى أقل تكلفة.

يدكر أن صادرات مصر من الطماطم احتلت المركز السابع بكمية بلغت 37 ألفاً و410 أطنان من إجمالي الصادرات الزراعية التي تجاوزت 4.8 مليون طن من المنتجات الزراعية منذ بداية العام وحتى الآن بزيادة 220 ألف طن عن العام الماضي بقيمة تبلغ حوالي 2.8 مليار دولار بزيادة قدرها 589 مليونًا و140 ألفاً و405 دولارات عن نفس الفترة من العام الماضي حيث شهدت صادرات مصر الزراعية طفرة كبيرة غير مسبوقة نتيجة المشروعات الزراعية العملاقة والتى ساهمت في تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين، بالإضافة إلى فائض في التصدير الذي يدعم الاقتصاد الوطني بالنقد الأجنبي.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية الطماطم ارتفاع الأسعار نقيب الفلاحين المزارعين الاسمدة أسعار الطماطم درجات الحرارة الموجة الحارة محصول الطماطم العدید من ارتفاع ا

إقرأ أيضاً:

نقيب الفلاحين يحذر من تراجع أسعار الخضروات: المزارعين بيخسروا

حذر حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، من التداعيات السلبية لانخفاض أسعار الخضروات في الأسواق، والذي تجاوز 80% في بعض الأصناف، مما تسبب في خسائر كبيرة للمزارعين الذين يبيعون منتجاتهم بأسعار تقل عن تكاليف الإنتاج.

وأوضح أبو صدام، خلال تصريحات تلفزيونية  أن الطماطم، على سبيل المثال، تُباع حاليًا بأسعار تتراوح بين 3 إلى 4 جنيهات للكيلو جرام، رغم أن تكلفة إنتاجها تصل إلى 5 جنيهات، مما يعني أن الفلاح يخسر جنيهًا أو أكثر عن كل كيلوغرام يُباع في الأسواق. وأكد أن هذه الخسائر لا تقتصر على محصول الطماطم فقط، بل تشمل العديد من الأصناف الأخرى التي شهدت تراجعًا كبيرًا في الأسعار، نتيجة لزيادة المعروض مقارنة بحجم الطلب.

وأضاف أن المستهلكين قد يعتبرون هذا الانخفاض في الأسعار أمرًا إيجابيًا، إلا أن الواقع يشير إلى أن استمرار هذه الخسائر قد يدفع المزارعين إلى تقليل زراعة بعض المحاصيل في المواسم القادمة، مما قد يؤدي إلى تذبذب الأسعار مستقبلاً بسبب انخفاض الإنتاج.

وطالب أبو صدام الحكومة بسرعة التدخل لدعم الفلاحين، من خلال توفير آليات لحماية أسعار المحاصيل الزراعية وضمان عدم تعرضهم لخسائر فادحة، مشيرًا إلى أهمية تفعيل دور الجمعيات التعاونية في شراء المحاصيل بأسعار عادلة وإيجاد حلول تسويقية تضمن تحقيق هامش ربح مناسب للمزارعين.

وأشار إلى أن استمرار انخفاض الأسعار قد يؤدي إلى عزوف الفلاحين عن زراعة بعض المحاصيل الاستراتيجية، مما قد يتسبب في أزمات مستقبلية في توافر الخضروات بالسوق المحلي، داعيًا إلى تحقيق توازن عادل في الأسعار بحيث يستفيد المستهلك دون الإضرار بالفلاحين.

وتوقع نقيب الفلاحين أن تستمر الأسعار في الاستقرار أو الانخفاض مع اقتراب شهر رمضان، نتيجة لزيادة الإنتاج وفتح منافذ بيع بأسعار تنافسية، لكنه شدد على ضرورة وجود خطة حكومية واضحة لدعم القطاع الزراعي وضمان تحقيق الفلاحين لعائد مجزٍ يحفزهم على الاستمرار في الإنتاج.

مقالات مشابهة

  • «شعبة الخضراوات» تكشف مصير أسعار الطماطم والبطاطس خلال رمضان
  • تعريف المزارعين بمشروع تطوير زراعة وإنتاج العنب بالمضيبي
  • ما أسباب ارتفاع أسعار الذهب؟ وهل ينصح بالاستثمار فيه حاليا؟
  • زراعة دمياط: الانتهاء من زراعة 5200 فدان من محصول البنجر
  • ما أسباب ارتفاع الدواجن في الأسواق؟.. الشعبة توضح
  • أسباب ارتفاع الدواجن في الأسواق.. ما علاقة الكتاكيت؟
  • ورشة تعريفية بالحديدة حول توسيع زراعة المحاصيل الزراعية الأساسية
  • ارتفاع أسعار الدولار في الأسواق المحلية
  • نقيب الفلاحين يحذر من تراجع أسعار الخضروات: المزارعين بيخسروا
  • أسباب فنية بحتة.. عبدالجليل يوضح أسباب رفض عمليات زراعة القرنية في طبرق