سواليف:
2024-12-27@12:35:54 GMT

الأعراس بين الأمس واليوم / منى الغبين

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

#الأعراس بين #الأمس و #اليوم

#منى_قاسم


الاحتفال بالأعراس عادة عربية متوارثة , وسنّة إسلامية متّبعة , جاءت تعبيرا عن الفرح بأهمّ مستلزمات استمرار الحياة على هذا الكوكب والتي لا تكون إلاّ بالتقاء آدم وحوّاء بميثاق غليظ قائم على المودّة والرحمة لتكوين أسرة بها تستمرّ الحياة , والاطمئنان النفسي لكلّ منهما علاوة على ما يؤديه هذا الارتباط المقدس من بناء علاقات اجتماعية بين الأسر المتصاهرة , فكان الأمر الطبيعي أن يقابل هذا الحدث بالفرح والسرور من صاحبيه وأهليهما ومن يمتّ لهما بصلة المودّة والمحبة , وأن يتمّ التعبير عن هذا الفرح بما يسرّ الناس ويجعلهم يشتركون بالفرح والسرور , فكان الاجتماع والغناء , وإطعام الطعام .


كانت الأعراس في الماضي تمثّل أفراحا فعلية تجلب السرور للجميع بدون تكلّف أو مظاهر بذخ أو إزعاج إذ يتعاون الجميع وخاصّة المقتدرين على توفير ما يلزم هذا الاحتفال , ويشارك الجميع بسرور في هذا الحفل بعفوية لا تكلّف فيها , ولا تصنّع فيفرح الأطفال بما ينالونه مما يشتهون , وبما يسمح لهم من لعب , وتغنّي النساء وتختلط زغاريدهن بما يحتفل به الرجال بما اعتادوا عليه من غناء وسباق خيل ومباراة في رماية الأهداف , فيشعر الجميع بطعم السرور الماتع , وينتظرون مثل هذه المناسبة بشوق شديد .
احتفال بسيط لكنّه مهيب إذ يعمّ الفرح والسرور النفوس جميعا فتجد الوجوه تطفح بالبشر وتتقارب القلوب , وتفيض مودّة ومحبة مع دروس تربوية في الأخلاق بما يكون من الأغاني والقصائد التي تمتدح البطولة وأهلها تخرج من قلوب تؤمن بما تقول , وألسنة اعتادت الصدق فتقع في أذان صاغية , وعقول واعية , فتشتعل لها مشاعر العزة والكرامة والفضيلة فيتنافس الناس على الفضيلة رغبة في نيل الاستحسان , وإعجاب الحسان , وسعيا للارتفاع بالسلّم الاجتماعي الذي ما كان ليسمح لأحد بالارتقاء إلا بما يبذله من جليل الأعمال , وكريم الأخلاق فتأتي المشاركة في مثل هذه المناسبات بدوافع الفرح بها والشوق إليها لأنّها فعلا مما يجلب السرور ويريح القلوب , ويدخل البهجة على النفوس , فلا إزعاج ولا تكلف ولا إسراف ولا خدش حياء .
ثمّ جالت الحياة جولة فتغيرت الجواهر والمعالم ولم يبق إلاّ أشكال زائفة فارغة من المضمون فأصبح الناس يرون مظاهر الفرح بدون فرح , والمشاركة لا تعدو أن تكون واجبا بما تلقيه كلمة الواجب من ظلال لا تخفى , وتكاليف لا مبرر لها , واستعراض كاذب أقلّ ما يقال فيها أنّها تكسر ظهر الأسرة الجديدة , كما تكسر قلوب الفقراء ومتوسطي الحال , فيكون الحفل مأتما باطنا يلبس لباس فرح زائف بما يظهر من أصوات غناء نشاز , وموسيقى صارخة على مكبرات الصوت المرعبة المزعجة , وتفجيرات تصمّ الأذان , وتخلق الرعب , وتستنزف المال وتلوث البيئة , ويختتم الحفل بالإسراف في تقديم الطعام الذي تذهب ثلاثة أرباعه للحاويات !!
إنّ ما يجري الآن يستوجب إعادة النظر لأنّ مثل هذه الأفراح لم تعد أفراحا , ولكنّها أصبحت أعباء على الجميع , فلا الظروف الاقتصادية تسمح بمثل هذا البذخ , ولا الظروف الاجتماعية تسمح بمثل هذه الأعباء , ولا الظروف النفسية تتقبّل مثل هذا الاستهتار , ولأنّ الناس تبع لكبرائهم في مثل هذه الأمور فالواجب على الكبار أن يكونوا قدوة للمجتمع في ذلك , فلم يعدّ مقبولا أن نعيش حياة الفقراء , ونحتفل احتفالات مترفي الأمراء .

مقالات ذات صلة متقاعدو الضمان وجمعيتهم 2024/08/12

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأمس اليوم مثل هذه

إقرأ أيضاً:

غوارديولا يدافع عن هالاند.. أزمة السيتي مسؤولية الجميع

أكّد الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الثلاثاء، أن المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند ليس المسؤول الوحيد عن الانهيار الدراماتيكي الذي يتعرض له حامل لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم هذا الموسم.

ويعيش سيتي المتوج بلقب الدوري في المواسم الأربعة الأخيرة، أسوأ فتراته. خسارته الأخيرة أمام أستون فيلا 1-2 السبت في الدوري، كانت التاسعة في آخر 12 مباراة ضمن مختلف المسابقات.

وفشل هالاند هداف الدوري في الموسم الماضي بـ27 هدفا، بالتسجيل في 5 من المباريات الست الأخيرة.

وقال المهاجم الدولي لقناة "تي إن تي سبورتس" بعد الخسارة أمام فيلا "أنا أنظر إلى نفسي أولا. لم أسجل من الفرص التي أتيحت لي. يجب أن أقدّم مستوى أفضل، لم أكن جيدا بما يكفي".

المدرب الإسباني غوارديولا يعتبر أن هالاند (يمين) مهم جدا بالنسبة للسيتي (رويترز) "اللوم يقع على الجميع"

لكن غوارديولا دافع عن هالاند الذي سجل 108 أهداف منذ انضمامه إلى النادي عام 2022، قائلا "سنكون أسوأ من دونه.. يحتاج إلى أن تصل إليه كرات أفضل في الأماكن الصحيحة".

وتابع قبل مواجهة إيفرتون الخميس على ملعب الاتحاد في افتتاح المرحلة الـ16 "الأمر يتعلق بنا وليس بلاعب واحد. حين كنا في السابق نسجل الأهداف وكان إيرلينغ بأفضل أحواله ويساعدنا، كان ذلك بسبب الفريق".

وأضاف "وحين يكون لديك مشكلات في الدفاع، في الوسط، فإن اللوم يقع على الجميع. إنه فريق، الأمر لا يتعلق بلاعب واحد".

واعتبر مدرب برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني السابق أن هالاند "مهم جدا بالنسبة لنا، وسيكون مهما جدا لنا. (علينا أن) نحاول القيام بالأمور بشكل أفضل، أن نستخدمه بشكل أفضل".

إعلان

وشرح أن نتائج سيتي الأخيرة ليست بسبب أن "الفريق لا يركض، لا يقاتل، (أو بسبب) هذا اللاعب أو هذا المدرب. (المشكلة) بالكثير من التفاصيل الصغيرة أو الكبيرة التي تسبب في ألا نكون جيدين كما كنا. لكن لدينا فرصة جديدة في البوكسينغ داي".

ويحتل سيتي المركز السابع بـ27 نقطة، بفارق 12 نقطة عن ليفربول المتصدر الذي يملك مباراة مؤجلة والذي كان تعادل مع إيفرتون سلبيا في المرحلة الماضية.

مقالات مشابهة

  • غير ميعاد الفرح دون علمه..استمرار حبس المتهم بقتل ابنه في الهرم
  • محمد عثام يكتب: رئيس الوزراء ورجال الأعمال.. وطن يسع الجميع
  • قريبا جدا .. الجميع عراة قبل يوم القيامة
  • «مناخ الزراعة» يعلن بدء أربعينية الشتاء.. واليوم بداية تشكّل الصقيع
  • باحث: الاستهداف في فلسطين يشمل الجميع من مختلف الديانات
  • أطباء بلا حدود: خطر المجاعة والموت يهدد الجميع بجنوب دارفور
  • غير ميعاد الفرح دون علمه..تفاصيل التحقيق مع المتهم بقتل ابنه في الهرم
  • «الأعراس الجماعية».. المستقبل بلا أعباء
  • غوارديولا يدافع عن هالاند.. أزمة السيتي مسؤولية الجميع
  • السوداني: الجميع مدعو لخلق هوية عراقية عابرة للأطياف والأديان