سواليف:
2025-01-30@20:55:04 GMT

الأعراس بين الأمس واليوم / منى الغبين

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

#الأعراس بين #الأمس و #اليوم

#منى_قاسم


الاحتفال بالأعراس عادة عربية متوارثة , وسنّة إسلامية متّبعة , جاءت تعبيرا عن الفرح بأهمّ مستلزمات استمرار الحياة على هذا الكوكب والتي لا تكون إلاّ بالتقاء آدم وحوّاء بميثاق غليظ قائم على المودّة والرحمة لتكوين أسرة بها تستمرّ الحياة , والاطمئنان النفسي لكلّ منهما علاوة على ما يؤديه هذا الارتباط المقدس من بناء علاقات اجتماعية بين الأسر المتصاهرة , فكان الأمر الطبيعي أن يقابل هذا الحدث بالفرح والسرور من صاحبيه وأهليهما ومن يمتّ لهما بصلة المودّة والمحبة , وأن يتمّ التعبير عن هذا الفرح بما يسرّ الناس ويجعلهم يشتركون بالفرح والسرور , فكان الاجتماع والغناء , وإطعام الطعام .


كانت الأعراس في الماضي تمثّل أفراحا فعلية تجلب السرور للجميع بدون تكلّف أو مظاهر بذخ أو إزعاج إذ يتعاون الجميع وخاصّة المقتدرين على توفير ما يلزم هذا الاحتفال , ويشارك الجميع بسرور في هذا الحفل بعفوية لا تكلّف فيها , ولا تصنّع فيفرح الأطفال بما ينالونه مما يشتهون , وبما يسمح لهم من لعب , وتغنّي النساء وتختلط زغاريدهن بما يحتفل به الرجال بما اعتادوا عليه من غناء وسباق خيل ومباراة في رماية الأهداف , فيشعر الجميع بطعم السرور الماتع , وينتظرون مثل هذه المناسبة بشوق شديد .
احتفال بسيط لكنّه مهيب إذ يعمّ الفرح والسرور النفوس جميعا فتجد الوجوه تطفح بالبشر وتتقارب القلوب , وتفيض مودّة ومحبة مع دروس تربوية في الأخلاق بما يكون من الأغاني والقصائد التي تمتدح البطولة وأهلها تخرج من قلوب تؤمن بما تقول , وألسنة اعتادت الصدق فتقع في أذان صاغية , وعقول واعية , فتشتعل لها مشاعر العزة والكرامة والفضيلة فيتنافس الناس على الفضيلة رغبة في نيل الاستحسان , وإعجاب الحسان , وسعيا للارتفاع بالسلّم الاجتماعي الذي ما كان ليسمح لأحد بالارتقاء إلا بما يبذله من جليل الأعمال , وكريم الأخلاق فتأتي المشاركة في مثل هذه المناسبات بدوافع الفرح بها والشوق إليها لأنّها فعلا مما يجلب السرور ويريح القلوب , ويدخل البهجة على النفوس , فلا إزعاج ولا تكلف ولا إسراف ولا خدش حياء .
ثمّ جالت الحياة جولة فتغيرت الجواهر والمعالم ولم يبق إلاّ أشكال زائفة فارغة من المضمون فأصبح الناس يرون مظاهر الفرح بدون فرح , والمشاركة لا تعدو أن تكون واجبا بما تلقيه كلمة الواجب من ظلال لا تخفى , وتكاليف لا مبرر لها , واستعراض كاذب أقلّ ما يقال فيها أنّها تكسر ظهر الأسرة الجديدة , كما تكسر قلوب الفقراء ومتوسطي الحال , فيكون الحفل مأتما باطنا يلبس لباس فرح زائف بما يظهر من أصوات غناء نشاز , وموسيقى صارخة على مكبرات الصوت المرعبة المزعجة , وتفجيرات تصمّ الأذان , وتخلق الرعب , وتستنزف المال وتلوث البيئة , ويختتم الحفل بالإسراف في تقديم الطعام الذي تذهب ثلاثة أرباعه للحاويات !!
إنّ ما يجري الآن يستوجب إعادة النظر لأنّ مثل هذه الأفراح لم تعد أفراحا , ولكنّها أصبحت أعباء على الجميع , فلا الظروف الاقتصادية تسمح بمثل هذا البذخ , ولا الظروف الاجتماعية تسمح بمثل هذه الأعباء , ولا الظروف النفسية تتقبّل مثل هذا الاستهتار , ولأنّ الناس تبع لكبرائهم في مثل هذه الأمور فالواجب على الكبار أن يكونوا قدوة للمجتمع في ذلك , فلم يعدّ مقبولا أن نعيش حياة الفقراء , ونحتفل احتفالات مترفي الأمراء .

مقالات ذات صلة متقاعدو الضمان وجمعيتهم 2024/08/12

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأمس اليوم مثل هذه

إقرأ أيضاً:

بول سكولز يطالب بإقصاء راشفورد: خذل الجميع ويؤثر سلبًا على الشباب

طالب بول سكولز، أسطورة مانشستر يونايتد السابق، باستبعاد المهاجم الإنجليزي ماركوس راشفورد من غرفة ملابس الفريق، مشيرًا إلى أن تصرفاته الأخيرة خذلت زملاءه وأثرت على معنويات اللاعبين الشباب في النادي.  

انتقادات سكولز 

صرّح سكولز في تصريحات نقلتها الصحف الإنجليزية: "أعتقد أن راشفورد خذل الكثيرين بمواقفه، والمدرب روبن أموريم يحاول إيصال هذه الرسالة للرأي العام". 

وأضاف: "يجب أن يكون راشفورد قدوة للاعبين الشباب في الفريق، مثل أليخاندرو جارناتشو، لكن بدلاً من ذلك يبدو واضحًا أنه لا يتدرب جيدًا أو يظهر الالتزام المطلوب".  

استحضار تجربة شخصية

استعاد سكولز موقفًا حدث له مع المدرب الأسطوري سير أليكس فيرجسون، حيث قال: "ذات مرة أخبرت فيرجسون أنني لا أرغب في اللعب ضد أرسنال، ورد عليّ بأنني خذلت زملائي. هذا الموقف ظل عالقًا في ذهني، ولم أتصور أن أكون في هذا الموضع. الآن أرى راشفورد يكرر نفس الأمر بأسلوب مختلف".

اتهامات بعدم الالتزام

أوضح سكولز أن المشكلة ليست في رفض راشفورد المشاركة، بل في الطريقة التي يظهر بها خلال التدريبات، حيث قال: "لا يبدو أنه يهتم بالفريق. تصرفاته توحي بعدم الالتزام، وهذا يؤثر سلبًا على أجواء غرفة الملابس".

رسالة صارمة

أنهى سكولز تصريحاته برسالة واضحة: "من يخذل زملاءه لا مكان له في غرفة الملابس. الفريق مليء باللاعبين الشباب الذين يعتبرونه نموذجًا، وإذا لم يكن قدوة، فعليه المغادرة فورًا". 

وضع راشفورد الحالي

راشفورد لم يشارك مع مانشستر يونايتد في آخر 11 مباراة بجميع البطولات، حيث استبعده المدرب روبن أموريم من القائمة الأساسية ولم يشركه سوى في مباراة واحدة. اللاعب، البالغ من العمر 27 عامًا، يواجه انتقادات شديدة بسبب تراجع أدائه وعدم التزامه.

تصريحات سكولز تسلط الضوء على ضرورة تحقيق الانضباط داخل الفريق، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها مانشستر يونايتد مؤخرًا.

مقالات مشابهة

  • الشرع في خطاب الرئاسة: العملية السياسية في سوريا تتطلب مشاركة الجميع
  • يمن اليوم .. حسين الأمس
  • اتجاهات تنظيم الأعراس لعام 2025
  • لاعبة تنس شهيرة تصدم الجميع بظهورها على كرسي متحرك
  • طيب يحتفل بزفاف نجله
  • الحركة اللبنانية الديمقراطية: نُطالب الجميع بحماية الصحافيين
  • الجميع مُعترض إلا الثنائي
  • «الدورة 56».. انطلاق فعاليات البرنامج الثقافي واليوم الخامس للمعرض يسجل 1٫5 مليون زائر
  • بول سكولز يطالب بإقصاء راشفورد: خذل الجميع ويؤثر سلبًا على الشباب
  • خبير عسكري: شعبية الرئيس السيسي هائلة الأمس واليوم سواء في مصر أو من الشعب الفلسطيني