دبي-الوطن:
تسعى شركة اندكس القابضة إلى إحداث تغيير جذري في عملياتها من خلال دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة في جميع الشركات التابعة لها على الصعيدين المحلي والعالمي.وتم مؤخراً تكريم الشركة على التزامها بالابتكار في قمة CIO 200 العالمية في دورتها الإماراتية للعام 2024، حيث حصدت جوائز عدة، بما في ذلك جائزة الريادة في التكنولوجيا المتطورة، وجائزة CIO 200، وجائزة الأسطورة من لجنة منتدى CIO العالمية.

وقد تسلم هذه الجوائز المرموقة السيد شاكر العويناتي، رئيس تقنية المعلومات، مما يبرز التزام اندكس القابضة بالتميز واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق نجاح تجاري استثنائي في العصر الرقمي.
دمج التكنولوجيا استراتيجياً عبر جميع القطاعات يعزز الابتكار
تقوم اندكس والشركات التابعة لها، ضمن فعالياتها ومن خلال جميع الخدمات التي تقدمها، بدمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والذي يعتبر أمراً أساسياً لتقديم تجربة تسجيل سلسة للمشاركين وتجربة مستخدم متميزة بالإضافة إلى تحسين الكفاءة التشغيلية. حيث كان لهذا التطور التكنولوجي تأثير إيجابي على جميع الشركات التابعة لاندكس، مما زاد من الكفاءة، وسهّل سير العمل، وزاد من نمو الإيرادات بشكل ملحوظ. فمن خلال توقع وتلبية احتياجات المستخدمين بواسطة الذكاء الاصطناعي، قامت الشركة بتحسين تجربتها العامة وترسيخ سمعتها كرائدة في الصناعة.
من جانبه، صرح السيد شاكر العويناتي، رئيس تقنية المعلومات لدى اندكس القابضة قائلاً: “أحدث التزامنا بدمج الذكاء الاصطناعي عبر جميع الشركات التابعة لنا، ثورة في نهجنا في الأعمال. فمن خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي، قمنا بتبسيط العمليات، وتحسين عمليات اتخاذ القرار، وفتح آفاق جديدة للابتكار. هذا التطور التكنولوجي هو جزء أساسي من استراتيجيتنا لضمان بقائنا في طليعة توجهات الصناعة ومواصلة تقديم فوائد استثنائية لعملائنا والمعنيين”.
الذكاء الاصطناعي يعزز إيرادات صناعة المؤتمرات والمعارض:
تتصدر اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض، عضو في اندكس القابضة، مجال دمج الذكاء الاصطناعي عبر قطاعات متعددة، مما يعكس الدور المحوري لدولة الإمارات في دفع النمو التجاري في صناعة المعارض والمؤتمرات. ويتجلى هذا النهج المبتكر في فعاليات بارزة مثل معـرض ومؤتمـر دبي الـدولي للإغاثة والتطويـر – ديهاد، ومؤتمر الإمارات الدولي لطب الأسنان ومعرض طب الأسنان العربي – إيدك دبي، ومؤتمر ومعرض دبي العالمي لأمراض الجلد والليزر – دبي ديرما.
ومن خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، تمكنت اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض من إحداث تجارب فعاليات سلسة، مما عزز مكانتها كرائدة في الصناعة. وفي عام 2024، سهلت الشركة صفقات تجارية مباشرة وغير مباشرة بقيمة تقارب 49 مليار دولار أمريكي، مما يمثل زيادة بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي.
وبصفتها إحدى الشركات الرائدة في تنظيم المعارض التجارية المتخصصة في قطاع الرعاية الصحية، جذبت اندكس أكثر من 180,000 مشارك من أكثر من 25 دولة في النصف الأول من عام 2024، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 250,000 بحلول نهاية العام. ويعود نجاح هذه الفعاليات إلى الاستفادة من أحدث قنوات الاتصال، والتي تشكل أساساً في جذب الجمهور المستهدف وتوفير فرص التعليم والتواصل من الدرجة الأولى. ويعد هذا النهج ضرورياً لمواكبة التطورات المستمرة في العلوم والتكنولوجيا والبحث في مجال الرعاية الصحية.
وحول دمج الذكاء الاصطناعي داخل الشركة وأهمية ذلك في تعزيز الاقتصاد الإماراتي قال المهندس أنس المدني، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لاندكس القابضة: “إن التزامنا بدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عبر الشركات التابعة لنا يحدث تغيراً في صناعة المعارض والمؤتمرات. ولا يقتصر ذلك على تعزيز الابتكار وتحسين الكفاءة وتحقيق التفرد بل يساهم أيضاً في تحقيق فوائد اقتصادية ملموسة. وبينما نواصل وضع معايير جديدة، فإننا نفخر بدورنا في تعزيز مكانة دولة الإمارات كقوة رائدة في سوق المعارض العالمية.”
علاوة على ذلك، فإنه من خلال الاستفادة الاستراتيجية من التكنولوجيا المتقدمة للذكاء الاصطناعي، تعزز الشركة الكفاءة التشغيلية بشكل كبير عبر تقديم تجارب مخصصة تلبي احتياجات كل موظف على حدة. ويتيح دمج الذكاء الاصطناعي لشركة اندكس توقع احتياجات الأعضاء والاستجابة لها بشكل استباقي، مما يحسن من تجربة العمل الشاملة ويعزز مكانتها كرائدة في الصناعة.
وتعكس اندكس القابضة ريادتها من خلال مبادرات استباقية في مجالي التقدم الاقتصادي والتكنولوجي، مسلطة الضوء على الأثر العميق للتفكير المبتكر والتكنولوجيا الحديثة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: دمج الذکاء الاصطناعی الشرکات التابعة من خلال

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي في المسرح

لستُ من القلقين حول توظيف الذكاء الاصطناعي فـي المسرح على المستويات جميعها، لكن قلقي ينبع ككثيرين (المؤلف والمخرج والسينوغراف) من الاعتماد الكامل فـي توجيه الذكاء الاصطناعي للقيام بمهمات عديدة كزرع نواة الحكاية وتأليفها وتسليمها إلى المخرج الذي بدوره سوف يعدلها وحصر عدد ممثليها، فعلى سبيل الشاهد عوضَ أن تكون المسرحية متضمنة عددا من الممثلين أو الجوقة بتعبير الكلاسيكيين، يمكن للذكاء الاصطناعي اقتراح اختزالها فـي مونودراما أو ديودراما. ولا يقف الأمر بالاستفادة من قدرة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته عند هذا الأمر، بل يُمكنه التمدد إلى مستويات متعددة كاختيار نوع الإضاءة والأزياء والموسيقى المناسبة والقاعة المثالية الصالحة لتقديم العرض وكذلك قدرته على انتخاب الجمهور الملائم، من الأعمار والشرائح .

أعود إلى سؤال قديم سألته نفسي بعد قراءاتي لقصة حُلم الحكيم الصيني (جوانج زو)، وكان السؤال: هل يُمكن تحقيق حلم جوانج زو فوق خشبة المسرح على وجه الحقيقة، لا وجه المجاز؟ أمّا الحلم فتروى قصته كما يلي: «رأيتُ أنا جوانج زو مرّةً فـي منامي أنّني فراشةٌ تُرفرفُ بجناحيها فـي هذا المكان وذاك، أنا فراشةٌ حقا من الوجوه جميعها، ولمْ أَكنْ أُدركُ شيئا أكثرَ منْ تتبعي لخيالاتي التي تُشعرني بأنّني فراشة، أمّا ذاتي الإنسانيّة، فلم أكنْ أُدركها البتّة، ثُمَّ استيقظتُ على حينِ غفلة وها أنا ذا مُنطرحٌ على الأرض رجلا كما كنت، ولستُ أعرفُ الآن هل كنتُ فـي ذلكَ الوقتِ رجلاً يحلمُ بأنّه فراشة، أو أنّني الآن فراشةٌ تحلمُ بأنّها رجل».

لم أخفِ دهشتي أو متعتي بحلم جوانج زو. منطلقات الحلم ليس صراعا بين الأنا والذات فحسب، أو بين الحقيقي وغير الواقعي، أو المحسوس واللامحسوس، بل أعدّه درسا تأسيسيا فـي تربية الخيال الإبداعي وتنمية مستوياته، ومحفزا للابتكار وآلية أوليّة لتشريح التفكير الناقد.

منذ اختراع الأساطير، والإنسان يسعى باحثًا عن تفسير الماورائيات والموجودات من حوله. كانت الأفكار الغريبة وتشظياتها تحفر فـي داخله، فلا يستكين، ولا يهدأ. فلماذا وصل بنا الخوف أن نرى ما نتخيله مجسدا فوق الخشبة؟ هل سببه الخوف لمجرد الخوف؛ لأن الإنسان عدو ما يَجهل؟ فـي سياق الابتكار والإبداع والطموح بالذهاب مع الخيال إلى عوالم غير مُدركة ولا ملموسة، لم يكن مثلا صانعا أول طائرة حقيقية (الأخوان رايت - 1903م) إلا تراكما لحق بأفكار مَن سبقهم من محاولات فـي الطيران بدأها (عباس بن فرناس 810 - 887م) الذي حاول «الطيران عن طريق القفز من مكان مرتفع عن طريق أجنحة من الحرير وريش الطيور».

هذه المحاولات وغيرها الكثير كانت دافعا لتطوير البحث فـي مجالات العلوم التي من بينها علم الحاسوب، حتى جاء اكتشاف الذكاء الصناعي Artificial Intelligence- AI الهادف «إلى إنشاء أنظمة وبرامج قادرة على محاكاة القدرات العقلية البشرية، مثل التفكير والتعلّم واتخاذ القرارات وحل المشكلات. يعتمد الذكاء الاصطناعي على خوارزميات وتقنيات تمكّن الآلات من أداء مهام تتطلّب ذكاء بشريا».

الناظر إلى الذكاء الاصطناعي المُنطلق من فعل المُحاكاة Mimesis يعيدنا إلى المعلم الأول أرسطو. فالمحاكاة نقلا عن (معجم المصطلحات المسرحية - للدكتور أحمد بلخيري - ص396) هي «تقليد أو عرض شيء. وفـي الأصل تعتبر المحاكاة تقليدا لشخص بوسائل فـيزيقية أو لغوية؛ هذا الشخص يمكن أن يكون شيئا أو فكرة، كما يمكن أن يكون بطلا أو إلها. وفـي شعرية أرسطو يتحدد الإنتاج الفني انطلاقا من كونه تقليدا للفعل».

ليس من شك فـي أن موضوعة المحاكاة هي منطلق جميع الفنون والأفكار والإبداع، وأن السعي البشري بالتقدم العلمي إنما يهدف إلى السيطرة على الوجود والتمركز فـي العالم والتحكم فـي المسار البشري والهيمنة عليه بتعطيل أجزاء من قدراته الحيوية، فالعقل البشري الجامح الذي لا يعترف بوجود إله يُنظم الكون، لا تُهمه الأخلاق ولا القوانين ولا الأعراف التي وضعها الإنسان لتنظيم العلاقات بين الناس على امتداد الحضارات المنتجة.

أعود من جديد إلى أرسطو، ولكن هذه المرة فـي فلسفته التي نظر من خلالها إلى الوجود، الفلسفة التي شكلّت أساسا لنظرية الدراما فنيا لا تاريخيا. فـي كتابها (المسرح بين الفكر والفن) تناقش الأكاديمية الراحلة الدكتورة نهاد صليحة بتوسع المسرح بين النظرية الدرامية والنظرة الفلسفـية متتبعة فـي أحد فصوله أسباب هيمنة النظرية الدرامية الأرسطية على المسرح الغربي حتى القرن العشرين، متمثل ذلك كما تقول فـي وجود «تشابه الأيديولوجيا التي بطنت النظرية الأرسطية للدراما مع جوهر الأيديولوجيات التي تلتها»، فنظرية أرسطو بحسب قولها لم «تكن فلسفته مجرد بحث موضوعي غير مغرض فـي الحقيقة والوجود، بل كانت طرحا على مستوى الوعي أو اللاوعي- لتصور نظري، أو رؤية للعالم تتضمن تأصيل نظام سياسي - اجتماعي - أخلاقي معين». إن نظرة أرسطو إلى الوجود بجعل العالم يتحرك نحو غاية مسبقة محسوبة لا دخل فـيها للإنسان تجعل من وجود تشابه بين نظريته عملا أو فكرا يستعاد بفعل الذكاء الاصطناعي. صحيح أن هذا الأخير ينطلق من وفرة المعلومات والخوارزميات لدى الإنسان ومحاولة محاكاتها وابتكار لحظات جديدة أو قدرات خارقة، فـي حين أن نظرية المحاكاة تتمظهر أو تتمركز فـي القدرة على إنتاج وتقليد الفعل البشري.

إن المنطلق الأخلاقي وعلاقته بالذكاء الاصطناعي كسؤال مرحلي هو أحد منطلقات الملتقى الفكري المصاحب للدورة الخامسة عشرة لمهرجان المسرح العربي التي أقيمت فـي مسرح العرفان بالعاصمة مسقط للفترة من 10-15 يناير 2024م. حمل الملتقى على مدى يومين العنوان التالي: (المسرح والذكاء الاصطناعي بين صراع السيطرة وثورة الإبداع)، وبين عناوين الأوراق النقدية التي قدمها الباحثون: «المساحة الرمادية بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي: تجربة مسرحية كونتراست»، للدكتور أسامة لاذقاني، وورقة بعنوان «حول التصميم»، للدكتور محمد مبارك تسولي، وورقة «الإضاءة المسرحية البديلة: استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي فـي التصميم الإبداعي»، للدكتور عماد الخفاجي، وورقة «قناع الفـيروفـيوس... برامج وسائطية فـي الدراما: قناع فـيروفـيوس لدمج حركة الممثل والتكنولوجيا والإنترنت»، للدكتور أيمن الشريف، وورقة «الذكاء الاصطناعي وتوليد النص المسرحي» للأستاذ عبداللطيف فردوس، وورقة «الصوت... المؤثرات الخاصة: الصوت المحيطي والهولوجرافـي والمؤثرات البصرية التفاعلية بين الآلة والممثل»، للأستاذين وسام قطاونة وحسن حينا، وورقة «التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي.. البديل الغامض»، للدكتور خليفة الهاجري، وورقة «التصميم والابتكار - الإبداع» للباحث Shen Qian، وورقة «تصميم إضاءة نحو المستقبل» للباحث Guo Jin Xin، فإن العناوين تضعنا أمام تحديات عدة أهمها: محاولة الذكاء الاصطناعي محاكاة (العقل) البشري لا (الفعل) فـي ظل الخوارزميات التي تعمل بآلية معقدة تستطيع أن تفـيد الإنسان فـي مناحي الحياة العلمية والطبية والفنية، وأنها تقدر أن توجهه التوجيه الذي يراه الذكاء الاصطناعي بأنه «الأمثل»، فـي المقابل قصور الذكاء الاصطناعي عن معرفة المشاعر والأحاسيس من جهة، والحاجة إلى ضوابط أخلاقية صارمة تحفظ للإنسان خصوصيته من جهة مقابلة، هي مسائل فـي غاية الصعوبة. فهل هناك حدود للذكاء الاصطناعي لا يستطيع تجاوزها؟ إن الصانع بتعبير الفلاسفة للذكاء الاصطناعي هو الإنسان، وكما قدم الدكتور يوسف عيدابي فـي افتتاحية الملتقى الفكري بالقول: «المسرح والتقانة صنوان، تأتي التكنولوجيا بجديدها الذي يذهب بعد حين إلى قديم، ويأتي جديد آخر. ولكن ما يثير هو أن الذكاء الاصطناعي يصادم فـي (الخَلق)، هو يكتب ويُخرج ويُمثل وينتج ويفعل بنا ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسيّر، هو لا يؤمن إلا بقدرته وأقداره... هو الهو! - ولكنه من خلق الإنسان الفاني - مع هذا الذكاء يتراجع المؤدي/ الإنسان إلى المرتبة الثانية - الآلة تكون لها الأولوية، وهذا إشكال وجوهره فـي هذا الجدل الذي لن ينتهي.

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات وتقنية المعلومات يناقش مع وزراء وقادة كبرى الشركات التقنية في دافوس 2025 تجربة المملكة الريادية في الذكاء الاصطناعي والابتكار
  • لأول مرة.. معرض الكتاب يستخدم الذكاء الاصطناعي| تفاصيل
  • ما هو دور الذكاء الاصطناعي في التحول المناخي وعلاقته فى دفع النمو
  • إطلاق مبادرة "التقنيات العميقة" لدعم المبتكرين في مجال التكنولوجيا
  • الذكاء الاصطناعي في المسرح
  • إطلاق مبادرة لتصنيف واعتماد الشركات الموثوقة في مجال الذكاء الاصطناعي بدبي
  • دبي.. مبادرة لاعتماد الشركات الموثوقة في الذكاء الاصطناعي
  • لتبسيط مهامك وتسهيل عملك.. إليك أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي
  • جولة ثانية من الحوار الاستراتيجي بين عُمان وسنغافورة تناقش التعاون في التكنولوجيا المتقدمة والاقتصاد الرقمي
  • بمشاعر تشبه البشر.. "إليزا" روبوت فتاة يغير مفهوم الذكاء الاصطناعي