المنطقة عالقة بين الصمت الاستراتيجي والانتظار الاستراتيجي
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
#المنطقة #عالقة بين #الصمت_الاستراتيجي والانتظار الاستراتيجي – د. #منذر_الحوارات
اعتقد الكثيرون ان #ايران ستمتشق صواريخها من اللحظة الأولى لاغتيال المرحوم اسماعيل هنية وأنها ستغرق اسرائيل بكم لا يحصى من الصواريخ الباليستية بالشراكة مع حلفائها العرب لكن كل ذلك لم يحدث، فإيران التي تواجه ما يعرف ‘بحضن الموت الإسرائيلي’ والذي تكمن فكرته في انه إذا وجدت إسرائيل نفسها في موقف محاصر فإنها تلجأ إلى تصعيد كبير قد يؤدي إلى تدمير واسع للطرفين كنوع من الردع بمعنى ” إذا كنا سننهزم فلننهزم معاً ” .
استخدمت إيران وسائل عديدة لمراوغة خصومها ومن أهمها الصمت الاستراتيجي وهو نهج يعتمد على الامتناع عن اتخاذ مواقف علنية او الإدلاء بتصريحات رسمية بشأن قضايا معينة مما يعطيها مرونة سياسية ويمنع التصعيد ويبقي خياراتها مفتوحة بسبب إخفاء النوايا الحقيقية وكمظهر من مظاهر الثقة بالنفس وقد استخدمت هذه الوسيلة في المفاوضات على البرنامج النووي وفي أغلب النزاعات الإقليمية وهذه الطريقة جنبتها الضغوط ومكنتها من العمل من خلال حلفائها في المنطقة، أما بعد اغتيال هنية والذي يمثل انتهاك صارخ للسيادة الوطنية الإيرانية وتسبب في انهيار معادلة الردع التي كانت قائمة بين إيران وإسرائيل مما جعلها ملزمة بالرد لأن عدمه سيجعل اسرائيل تتمادى في اعتداءاتها، وهذه لحظة مربكة جداً لإيران لأنها لو ارادت المواجهة المباشرة لما اخترعت مفهومي الأذرع والدفاع المتقدم، لكن ايران لن تعدم الحيلة فها هي تبتدع مفهوماً جديداً يسميه البعض بالصبر الاستراتيجي والبعض الآخر بالانتظار الاستراتيجي، وهو مصطلح يشير إلى ايجاد مقاربة محسوبة ومدروسة في التعامل مع الضغوط والتحديات الخارجية ولاسيما مع الخصوم مثل الولايات المتحدة واسرائيل، وتنطوي هذه الاستراتيجية على التريث وتجنب المواجهة الفورية وانتظار ظروف وفرص أكثر ملائمة قبل اتخاذ إجراءات مهمة .
وفي هذا السيناريو تستخدم ايران الوقت كواحد من أدوات الصراع علّ وعسى ان تحصل تغيرات سياسية في المشهد السياسي العالمي او الإقليمي تفيد موقفها، او ان تحدث تغيرات سياسية لدى العدو قد تجنبها التصعيد وبالتالي الخسائر والاستنزاف، وفي ذلك السياق تستخدم المفاوضات لغايتين الأولى لكسب الوقت والثانية للحصول على صفقة كبيرة وهي معلومة بالنسبة لإيران، ويتيح لها الصبر الاستراتيجي ممارسة ضغط نفسي على خصمها في سبيل استنفاذ مقدراته في توقع شكل الرد وماهيته وهذا ما عبر عنه الأمين العام لحزب الله، إذاً ايران تستخدم هاتين الأداتين كي تعطي نفسها الفرصة للوصول إلى رد منضبط وهذا يشير بوضوح إلى أنها ليست بصدد خوض مواجهة كبرى .
مقالات ذات صلة مواقف غربية غريبة بشان مجزرة التابعين 2024/08/12ما سبق يشير إلى أن إيران ليست دولة متهورة وغبية فهي تهندس ردودها وفق استراتيجيات معلومة مسبقاً في مواجهاتها المختلفة، فهي غالباً تضع الهدف أو الأهداف التي تخوض لأجلها هذه المواجهات مع الولايات المتحدة او اسرائيل، وهي هنا لا تخرج عن الاعتراف بالنظام الإيراني وشرعنته غربياً والاعتراف بمكانتها الإقليمية والدولية كطرف قائد، والاعتراف بالبرنامج النووي الإيراني وفك الحصار عن ايران وودائعها في الغرب، وبسبب كل ذلك هي تحارب الغرب ولكنها امتنعت عن المواجهة المباشرة معه إلا في مناسبات قليلة، وبدل ذلك تمكنت من تجنيد أدوات تقوم بدور المواجهة المباشرة مع تلك القوى الدولية في أكثر من مكان في العالم وأهمها المنطقة العربية، فقد استعملت الطائفة في مكان وأججت بواسطتها القتل والدمار واستعملت القضية الفلسطينية في مكان آخر ونجحت في ذلك نجاحاً منقطع النظير، وعندما اقتضت حاجتها دمج أذرعها برغم صراع الدم بينهم تمكنت من توحيد الساحات بغض النظر عن اختلافاتهم الأيديولوجية وصراعاتهم الدموية بطريقة تدعو فعلاً إلى الانبهار، وذلك جعلها تصبح قوة ضاربة واستطاعت ان تضغط على جميع الأطراف لتحقيق مكاسب مهمة وضعتها في موقع اللاعب المؤثر على المستوى الإقليمي والعالمي.
بالتالي يبدو من العبث القول ان ايران يمكن أن تضحي بكل هذه المكاسب في مواجهة كبرى لأجل الإنتقام ولأجل منطقة استخدمتها هي وقضاياها وأشخاصها لتكون اداة في اليد الإيرانية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المذكورة أعلاه، بالتالي فإن الرد الإيراني لإستعادة الكرامة سيضمن ألا تنزلق هذه الدولة في مواجهة جادة مع الغرب لأن ثمن هذه المواجهة سيكون كبيراً وربما يطيح بكل شيء .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: المنطقة عالقة ايران
إقرأ أيضاً:
ورشة الملتقى الاستراتيجي الأول للإعلام والامن تصدر توصياتها
اوصت ورشة الملتقي الاستراتيجي الأول للاعلام والامن الوطني الذي نظمته الاداراة العامة للتوجيه المعنوي بالتعاون مع المركز العسكري للبحوث والدراسات الاستراتيجية باكاديمية نميري العسكرية العليا ومركز صوفيلارا ميديا سنتر التي اقيمت صباح اليوم بمباني جامعة التقانة اوصت بضرورة توحيد مصطلحات الأمن الوطني وتعزيز المهنية والمصداقية والتوعية الامنية اضافة الي تعزيز الكوادر والتدريب المستمر ومواكبة الخطاب الاعلامي للازمات والكوارث.وشددت التوصيات علي ضرورة إنشاء منصات إعلامية لمكافحة الارهاب وتفعيل مجلس التنسيق الاعلامي وتفعيل دور الدبلوماسية الشعبية.واكد الأستاذ احمد عثمان حمزه والي الخرطوم خلال مخاطبته الورشة ان الملتقي يأتي في وقت يشهد الانتصارات والتقدم للقوات المسلحة في كل المحاور وان هذا الانتصار يحتاج الي اسناد واهمها هو الإعلام.واشار الوالي الي ان المليشيا المتمردة ركزت جهدها لبناء ترسانات اعلامية وهي التي تقاتل بها عندما اصابها الوهن والضعف.وقال الوالي لابد ان يكون الاعلام حاضرا في ادارة هذه المعركةمشيرا الي بعض المهددات التي تواجه البلاد منها الوجود الاجنبي اذ ان الحدود مفتوحة وكان له اثر كبير في اشعال هذا التمرد إضافة الي السكن العشوائي وكان الحزام العشوائي واحدا من الوقود الذي ازكي نار الحرب اضافة الي شبكات المخدرات التي اصبحت من المهددات التي استهدفت الشباب وتزييف العملة متمنيا ان ترسم خطة إعلامية عاجلة لكشف المهددات التي تحاك ضد الوطن.وخاطب الجلسة مدير إدارة التوجيه المعنوي وجاءت مداخلة هاتفية من الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد ركن نبيل عبدالله.وقدمت خلال الجلسات اوراق عمل عن الأمن الوطني قدمها اللواء ركن معاش سعد حسن فضل الله وورقة ادوار الاعلام العسكري في اسناد العمليات القتالية قدمها العقيد ركن احمد يوسف النور وورقة الدور المطلوب من الاعلام في ظل الراهن قدمها د بدر الدين ادريس.وقدم الحضور من الاعلاميين والصحفيين نقاش مستفيض يعين علي تحسين الأداء وربط الاجهزة الاعلامية في نسق موحد.سوناإنضم لقناة النيلين على واتساب