لماذا يرفض اليهود المتشددون اقتحام «بن غفير» للمسجد الأقصى؟
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
قال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إن اقتحام المسجد الأقصى يعد قضية سياسية؛ إذ يحاول إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، وزعيم حزب القوى اليهودية، فرض أفكاره على الحكومة الإسرائيلية على الساحة السياسية في إسرائيل، وعلى الشعب الفلسطيني، من خلال السعي لاقتسام ساحة المسجد الأقصى ما بين اليهود والمسلمين، وذلك عن طريق تقسيم ساحة الحرم الشريف بما في ذلك المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية تقسيما زمنيا ومكانيا.
وأكد «عبود»، خلال حديثه مع «الوطن»، أن هذا التقسيم يسعى إليه «بن غفير» بحيث يصلي اليهود المتطرفون بداية من الساعة 7 صباحا حتى الظهر، ثم يصلي المسلمون الظهر وينصرفون ويدخل اليهود وهكذا، أما مكانيا يصلي اليهود صلاتهم عند الحائط الغربي بزعم أنه حائط المبكى وهذه مزاعم غير صحيحة، فذلك فذلك الحائط فأحد جدران حرم الشريف موجودة منذ فترة الوجود العثماني في فلسطين وليس له علاقة باليهود.
وهناك هدف آخر يريد أن يحققه «بن غفير» بمثل هذه الاقتحامات، وهي إشعال فتيل الحرب في الشرق الأوسط وجر المنطقة إلى التصعيد الغير مقبول ظل التوترات بين إسرائيل وحزب الله من ناحية وإيران من جانب آخر، بحسب «عبود»، الذي أشار إلى أن «بن غفير» يحاول استفزاز المسلمين في شتى أنحاء العالم عن طريق مثل هذه التصرفات الاستفزازية.
وعلى مستوى الداخل الإسرائيلي، تعد مسألة اقتحام مسجد الأقصى محل خلاف فقهي، بمعنى أن هناك عددا كبيرا جدا بل الغالبية العظمى من رجال الدين اليهود يؤمنون بأن لا يحق لهم منطقة الحرم الشريف بزعم أنه هذه المنطقة كانت فيها قدس الأقداس فيما مضى وهو زعم مردود عليه، وفقا لوصف أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، والذي أوضح اعتقاد رجال اليهود بشأن أنهم غير طاهرين وغير مؤهلين دينيا لدخول هذه المنطقة.
ومن ثم يلقى اقتحام «بن غفير» والمستوطنين الإسرائليين رفضا من رجال الدين اليهود أنفسهم، لكن التيار الذي ينتمى إليه «بن غفير» يتبنى أفكار صهيونية شديدة التطرف لا يهمه الفقه اليهودي ومقتديات الفقه اليهودي كل ما يهمه بسط نفوذ الإسرائيلية والاحتلال الاسرائيلي على القدس بأكملها من مشرقها لمغربها، وفقا لـ«عبود»، الذي قسم التيار اليهودي الديني عرقيا إلى قسمين شرقيين وغربيين.
واليهود الغرب «الأشكيناز» من بينهم الحريديم الذين ينتمون لحزب «شاس» يرفض ما يتبناه تيار «بن غفير» الذي عبار عن تسار ديني يتبنى فكرة بناء المستوطنات على أساس ديني، كما يؤمن بإسرائيل الكبرى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المسجد الأقصى بن غفير إسرائيل دولة الاحتلال المسجد الأقصى بن غفیر
إقرأ أيضاً:
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
اقتحم مستوطنون صهاينة، صباح اليوم الاثنين، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة العدو الإسرائيلي.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى، وتجولوا في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية منه.
وفرضت شرطة العدو إجراءات مشددة على دخول المصلين الوافدين للمسجد، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.
وكانت “جماعات الهيكل” المزعوم دعت المستوطنين إلى تصعيد محاولاتهم لإدخال وذبح قرابين ما يسمى “عيد الفصح” العبري في المسجد الأقصى ومحيطه، اعتبارًا من اليوم، أي قبل أسبوع من بدء العيد اليهودي في 13 أبريل الجاري، والذي يستمر لمدة أسبوع.
وتأتي هذه الدعوات، في سياق تصاعد محاولات المستوطنين لفرض طقوسهم الدينية داخل الأقصى، وسط تحذيرات فلسطينية من تداعيات هذه الخطوة على الأوضاع في المدينة المقدسة.
في المقابل، أطلقت هيئات دينية ووطنية فلسطينية نداءات عاجلة لحشد أكبر عدد ممكن من المرابطين في المسجد الأقصى، خاصة خلال الأيام القادمة التي تسبق عيد “الفصح” العبري.
وأكدت الدعوات على أهمية الرباط والتواجد المكثف في باحات الأقصى منذ ساعات الفجر الأولى لإفشال مخططات المستوطنين ومنع أي محاولة لإدخال القرابين أو تنفيذ الطقوس التلمودية.
وحذّرت من أن هذه المحاولات تمثل تصعيدًا خطيرًا يستهدف تهويد المسجد الأقصى وفرض وقائع جديدة على الأرض
وأكدت أن الدفاع عن الأقصى واجب ديني ووطني يستدعي تكثيف الحضور في المسجد خلال هذه الفترة الحساسة.