أخبارنا المغربية ـــ الرباط 

كشفت جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، أنه "في ظل تفاقم أزمة الشباب المغاربة المفقودين والسجناء والمحتجزين المرشحين للهجرة في مختلف مسارات الهجرة، سواء بتونس أو ليبيا أو الشقيقة الجزائر، برزت إلى الوجود وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، مافيات النصب والاحتيال على العائلات، مستغلة الوضعية العامة، ولجوء الأمهات والعائلات للأسف لأساليب الشعوذة كالعرافات والشوافات، فضلا عن تعرضها للنصب والاحتيال من طرف شبكات جزائرية".

 

وأوضحت الجمعية، في بلاغ لها، تتوفر “أخبارنا“ على نسخة منه، أن" عناصر هذه المافيات من ليبيا والجزائر تتواصل خاصة عبر وسطاء مغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المسانجير والواتساب، لحث العائلات بتسليم مبالغ مالية للوسطاء لتحويلها، بعد إيهامها بكونهم محامين وموثقين قانونيين، قد عثروا على مفقودين، والتدخل لدى السلطات الجزائرية والليبية للإفراج عن أبنائهم، بل تعدى الأمر الاتصال بعائلات لديها أقرباء متوفين بالجزائر لإرسال حوالات عبر أوربا لتأدية “رسوم” مستودعات الأموات وللقيام بإجراءات نقل الجاثمين مع العلم أن إيداع الجاثمين بالمستودعات لا يخضع للأداء". 

وزاد المصدر مبرزا أن "هؤلاء المتصلين من أجل النصب والاحتيال يحاولون إقناع العائلات ويؤكدون على ضرورة الأداء للبحث عن المفقودين والتواصل مع المحتجزين والسجناء عبر وسطاء تجار بالناضور وفاس ووجدة". 

وتابعت الجمعية أنه بلغ إلى علمها "أن المئات من الأسر والعائلات تعرضت للنصب والاحتيال وقامت بتحويلات مهمة سواء بالمغرب أو عبر دول أوربية كفرنسا – بلجيكا- هولندا – اسبانيا- وألمانيا لشبكات بالجزائر". 

واسترسلت الجمعية أن "العديد منهما يدعي أعضاءها وتوهم العائلات بكونها أصدقاء ومتعاونين مع الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة بوجدة الذي يعتبر عملها مجاني وتطوعي". 

هذا، وأكدت الجمعية عن تضامنها المطلق واللامشروط مع العائلات، وحقها في معرفة مصير أبناءها، وانحيازها إلى جانب العائلات ومطالبها العادلة والمشروعة، فضلا عن إدانتها لما وصفته بهذا التصرف وما شابهه الذي يستغل الحالة المزرية النفسية والاجتماعية للعائلات. 

كما حذرت العائلات المعنية في مختلف أرجاء الوطن من التعامل مع هذه المافيات التي "تلعب أحيانا للأسف بعض الأسر دور الموجه والوسيط مع هؤلاء السماسرة الذين يدعون تواصلهم مع محامين وموثقين قضائيين وإداريين وبمجرد توصلهم بالتحويلات يغيرون أرقام هواتفهم ووسطائهم المتعددين".

وشددت الجمعية على أنها "لن تدخر جهدا في فضح هذه المافيات والسماسرة المتاجرة بمآسي العائلات واستغلال الظروف النفسية والاجتماعية التي يعيشونها، وأنها ستتخذ جميع التدابير القانونية في المتابعة والمطالبة بفتح تحقيقات في الموضوع ومتابعة هذه المافيات والوسطاء قضائيا". 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

عن العشق المغربي لفلسطين.. حالة عشق لا تتكرر يا عبد الله!

"حالة عشق لا تتكرر يا عبد الله فلسطين" (الشاعر مظفر النواب)

(1)
في ساحة "الفنا" الشهيرة في مدينة مراكش السياحية يقف عدد من بائعي العصائر الشعبية الفقراء الكرام، يبيعون العصير البارد الرخيص لري العطاشى في الساحة التي لا تعرف الهدوء، وفي نفس الوقت يروون عطشهم الشخصي لفلسطين، من خلال رفع أعلامها فوق العربات البالية، فالعطش قد يرويه العصير، أما فلسطين فلا ارتواء منها لمغربي!

وفي محلات الملابس الشعبية في السويقة في الرباط وغيرها من الأسواق الشعبية في المدن المغربية الأخرى، ترى الكوفية الفلسطينية إلى جانب القفطان والجلابية المغربية، وتلمح "تي شيرت" المنتخب الفلسطيني للكرة -الذي لم يحقق يوما أي إنجاز!- إلى جانب "تي شيرت” حكيم زياش أحد أبطال "أسود الأطلس" الحاصلين على المركز الرابع في كأس العالم 2022، والمعروف بمواقفه الداعمة لفلسطين.

يحب المغاربة فلسطين دون تكلف، ودون ادعاء، حتى أنهم لا يتحدثون عن هذا الحب عندما يعلمون أنك فلسطيني، ربما لأنهم لا يرون في هذا الحب منّة أو فضلا على فلسطين، أو لأنهم يعتقدون أن الحب لهذه الأرض، ومقدساتها، وقضيتها، هو شعور لا يحتاج إلى شرح، وأنه يستدعي الصمت أكثر من الكلام، خصوصا في ظل المجزرة المستمرة في قطاع غزة.

يبعد المغرب جغرافيا عن فلسطين حوالي 4000 كلم، لكن المغرب موجود في فلسطين. يشهد على هذا "باب المغاربة" في القدس، وتشهد على هذا علامات تركتها عروق دم أقدام الحجاج المغاربة الذين مروا في حواري القدس القديمة أثناء رحلة حجهم
(2)

في قاعة المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية المغربي، يقف مئات الشباب والشابات والرجال والنساء يغنون لفلسطين. يرفعون أعلامها إلى جانب أعلام المغرب. يهتفون بأصوات عالية، ولكنة مغربية لا تخطئها فلسطين: الشعب يريد إسقاط التطبيع!

ثمة آلاف من العرب المغاربة، والأمازيغ المغاربة في القاعة، كلهم يلوحون بعلم فلسطين. لا يفرّق العرق هنا بين المغاربة في الانتماء لما يعتبرونه قضية وطنية تماما مثل قضيتهم الأولى، "وحدة التراب المغربي".

يشغل الـ"دي جي" النشيط أغاني فلسطينية إلى أجانب أغاني الحزب قبيل الافتتاح الرسمي للمؤتمر. لا غضاضة هنا أو مزاحمة بين الشأن الوطني المغربي والشأن الوطني المغربي الفلسطيني. يحفظ المؤتمرون عن ظهر قلب أناشيد "حسام الأحمد" و"أبو راتب" وأسماء أخرى لا أعرفها تغني لفلسطين، يرددونها بحماسة كبيرة لا تقل عن حماستهم لأغاني بلادهم وحزبهم.

تقف فرقة "الحسام" المغربية الملتزمة بآلاتها الموسيقية، وطبولها الكبيرة وشغفهم الذي لا يحده سقف سوى السماء، يغنون لفلسطين والمغرب ووحدته الترابية بلهجة جميلة وألحان تحلق بنا مع التراث المغربي والأندلسي، يرددون كلمات صادقة، بصدق عشقهم لفلسطين.

تغني فرقة السماح لمحمد الدرة. هل لا يزال أحد يتذكر أيقونة الدم الفلسطيني "الدرة" بعد كل هذه الجرائم والإبادة؟ نعم، يتذكره المغاربة، ويغنون له كما غنوا له عند أول قطرة دم سقطت من جسده الغض، الذي لم تستطع يدا أبيه النحيلتان حمايته من رصاص الغدر الصهيوني، فالعشق الحقيقي لفلسطين -كما هو في المغرب- لا يقدَم أبدا.

(3)

يبعد المغرب جغرافيا عن فلسطين حوالي 4000 كلم، لكن المغرب موجود في فلسطين. يشهد على هذا "باب المغاربة" في القدس، وتشهد على هذا علامات تركتها عروق دم أقدام الحجاج المغاربة الذين مروا في حواري القدس القديمة أثناء رحلة حجهم من المغرب إلى الحرمين الشريفين مرورا بالأقصى. يا الله! ما أقبح القوة والسياسة، فكيف يصدق العالم القوي كله "دولة" عمرها أصغر من عمر علامات أقدام المغاربة في حارات القدس العتيقة؟!

لم يترك المغرب في فلسطين حارة وبابا مغربيا فقط، بل ترك على تخومها أفضل ما فيها، شهداء كثيرين قضوا على طريق النضال الفلسطيني الطويل للتحرير والكرامة، من بينهم الشهيد عبد الرحمن أمغار، والرفيق الكراكي بنعلال النومري، والأمازيغي مصطفى علال صديق قزيبر المدفون في منطقة أرفود، والرفيق الحسين بن يحيى الطنجاوي الذي دفن أولا في فلسطين قبل أن ينقل جثمانه في عملية تبادل عام 2008 ليدفن في الرشيدية، ليكون جسده العظيم ودماؤه النازفة رابطا بين أرض فلسطين وأرض المغرب.

(4)

يبعد المغرب عن فلسطين آلاف الكيلومترات، ولكن فلسطين -على الحقيقة- موجودة في كل شوارع ومدن وقرى المغرب. لا يمر أسبوع دون أن تمتلئ شوارع المغرب من أقصاه إلى أقصاه دعما لفلسطين وتنديدا بالمجزرة التي ترتكب في غزة ورفضا للتطبيع بين المغرب ودولة الإجرام.

في كل أسبوع تتوشح شوارع طنجة، والدار البيضاء، وعشرات المدن والنواحي المغربية بالعلم الفلسطيني. لم تهدأ هذه المظاهرات رغم طول زمن الإبادة واعتياد الكثيرين للمجزرة، ويأس الكثيرين أيضا من جدوى المظاهرات، ولكن المغاربة لم يسمحوا لأنفسهم باعتياد قتل إخوانهم الفلسطينيين، ولم يسائلوا أنفسهم عن جدوى نشاطهم، بل قرروا أن يدافعوا عن أنفسهم وكرامتهم من خلال الوقوف في المكان الصحيح، ومن خلال اتخاذ الموقف الذي لا يصح للمغربي إلا أن يكون في صفه.

وحتى قبل المجزرة والإبادة الأخيرة، كانت فلسطين دائما حاضرة في أغاني ألتراس الأندية المغربية، من الرجاء الرياضي إلى الوداد البيضاوي، حيث كانت فلسطين إلى جانب الهموم الشعبية مادة للهتافات والغناء في الملاعب، حتى أصبحت أغنية مدرجات ألتراس الرجاء "رجاوي فلسطيني" أغنية عربية تجوب البلاد جميعها، تتحدث بلهجة مغربية صار العرب يبحثون فيها ليفهموها أكثر، والأهم، ليفهموا أن هموم هذه الأمة واحدة، فسبحان رب فلسطين الذي جعلها مادة للوحدة بين كل المتضادين!

تحدث عشرات السياسيين المغاربة قبل أيام في المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية المغربي، أم أقول الفلسطيني؟ وكل الأحزاب المغربية فلسطينية! بدون استثناء واحد، لم تغب فلسطين عن كلمة أي متحدث منهم. كانت فلسطين حاضرة في الكلمات جنبا إلى جنب مع المغرب
يالي عليك القلب حزين.. وهادي سنين.. تدمع العين.. لحبيبة فلسطين.. آه يا وين العرب نايمين.. آه يا زينة البلدان قاومي… ربي يحميك.. من ظلم الإخوة العديان، ومن الطامعين فيك.. ما نسمح فيك يا غزة… مالكي بعيدة علي (رغم بعدك عني).. يا رفح ورام الله.. أمتنا راها مريضة.. مرضوها بالمشاكل.. وفساد الحكومات.. والعربي عايش الويل.. مستقبل كلو ظلمات.. والراوي صوت الشعوب المقهورة.. والحرية لفلسطين.. وإن شاء الله في القدس الفرحة تدوم.. رجاوي فلسطيني.. حبيبت نمشي شكون يديني (أحب أن أمشي.. فمن يأخذ بيدي؟).

(5)

تحدث عشرات السياسيين المغاربة قبل أيام في المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية المغربي، أم أقول الفلسطيني؟ وكل الأحزاب المغربية فلسطينية!

بدون استثناء واحد، لم تغب فلسطين عن كلمة أي متحدث منهم. كانت فلسطين حاضرة في الكلمات جنبا إلى جنب مع المغرب. كانت مأساة غزة، وصمودها، وحق الفلسطيني في المقاومة، مادة أساسية في كل الكلمات: من متحدثي العدالة والتنمية، إلى الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله، إلى الاستقلالي العريق والوزير السابق محمد الخليفة، إلى رئيس الحركة الشعبية الأمازيغية محمد أوزين. لم تسقط "فلسطين" ولو سهوا من كلام أي متحدث صعد إلى المنصة. ولعلك إذا شاهدت هذا المؤتمر تساءلت: هل هذا مؤتمر حزب مغربي؟ أم فلسطيني؟ ولا حاجة حقيقة للتساؤل هنا، ففلسطين هي قضية مغربية.. هذه حقيقة لن تغيرها أي سياسة أو تحولات.

كان جميع المتحدثين فلسطينيين تماما، مثل الضيوف الذين تحدثوا من فلسطين: الدكتور مصطفى البرغوثي، والأستاذ فوزي برهوم، اللذين لم يكن وجودهما إلا بروتوكولا، لأن فلسطين كانت قضية المؤتمر، حتى قبل أن يلقيا كلمتيهما.

في المؤتمر، تشعر بثقل قضية التطبيع على قيادات ومناضلي حزب العدالة والتنمية، كأن مشاركة رئيس الحكومة ورئيس الحزب السابق في التوقيع على اتفاق التطبيع بين المغرب ودولة الاحتلال جبل ثقيل على الجميع، على العثماني نفسه، وعلى بنكيران رئيس الحزب الحالي، وعلى كل مناضل في الحزب. تحدث بنكيران عن هذا التوقيع، ورفضه وأكد أن الحزب لم ولن يوافق على التطبيع، وكان موقفه واضحا في هذا، وإن كان قد تلطف بالعثماني بقوله إنه وضع في موقف حرج، و"ناور" من خلال تأكيده أن الحزب يرفض التطبيع ولكنه لا يدين الدولة!

لم يكن موضوع التطبيع في حديث رئيس الحزب الذي يشبه الدخول في حقل ألغام إلا لأن الحزب يشعر بثقل التاريخ عليه، ولو لم يكن هذا الموضوع مغربيا بامتياز لاختار بنكيران أو أي رئيس آخر للحزب السكوت عن هذا التاريخ الذي يعتبر أي كلام فيه صعبا، ولكنك في المغرب لا تستطيع أن تهمل شأنا فلسطينيا، تماما كأي شأن مغربي!

x.com/ferasabuhelal

مقالات مشابهة

  • وزارة العدل تحدد ضوابط تثبيت البيوع العقارية ونقل الملكية للحد من ‏ظاهرة التزوير والاحتيال
  • بنكيران رد فاتح ماي حملة انتخابية : أصلي من سوس والأمازيغ إخواننا
  • كيان وهمي وشهادات مزيفة.. حبس المتهم بالنصب والاحتيال على المواطنين بالجيزة
  • كيان وهمي.. التحقيق مع المتهم بالنصب والاحتيال على المواطنين بالقاهرة
  • رئيس الجمهورية يشدد على مواصلة البحث عن المفقودين من الكورد الفيليين
  • عن العشق المغربي لفلسطين.. حالة عشق لا تتكرر يا عبد الله!
  • معدل العقم في تركيا يسجل 20%
  • العائلات بمشروع بيت لاهيا يعيشون في خيام ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة
  • الثنائي الشيعي يوسّع هامش حرية العائلات
  • الوزير الشيباني يلتقي رئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالأشخاص المفقودين في سوريا