أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن قلقها واستيائها البالغين من سلسلة مقالات وفيديوهات تناولت الشأن الإعلامي بالمغرب بإساءة كبيرة، وتهجمت في جزء آخر منها على النقابة نفسها، من خلال استهداف عدد من عضوات وأعضاء أجهزة النقابة، في ما وصفته حملة ممنهجة استعملت فيها لغة تنهل من قاموس مليء بالقذف والسب والتشهير، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى حد الترهيب الفردي.

وأكدت النقابة أنه، وبقدر إيمانها وحرصها على صون حرية التعبير والرأي بمنسوب لا حدود له، فإنها تشدد أيضا وبالقدر نفسه على أهمية ربط هذه الحرية بالمسؤولية واحترام حريات الآخرين وكرامتهم.

وقالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية "إن شعار تخليق مهنة الصحافة الذي أضحى متاحا للجميع للتعبير عن آرائهم فيه، لا يعطي الحق لممارسة التضليل في المعلومات المقدمة والمعطيات المعبر عنها، والتي لا علاقة لها بواقع الحال المعبر عنه، بل إن عدم التحري من صحة المعطيات التي يتم الركوب عليها لاستهداف أشخاص في مواقع المسؤولية، يخرج الانتقاد من نطاقه المشروع إلى مستوى تصفية الحسابات، وهو أمر لا يقل خطورة عن العلل المتحجج بها".

وأدانت النقابة بشدة "كل التعبيرات المتنطعة التي تجعل حياة الأفراد مستباحة، ويتعدى الأذى الذي تسببه إلى المس بحياة محيط الشخص المستهدف"، متسائلة عن ذنب عائلات الأشخاص المشهر بهم، وفائدة الاستهداف المباشر لذمم وحياة الأفراد الذين يتحملون المسؤولية، وكيفية استيعاب نية النقد من أجل التصحيح في هكذا سلوك متهور وتصرف أرعن وأخرق".

واعتبر البيان "استغلال البعض لمساحات التواصل غير المنظم، وعدم تفعيل آليات المحاسبة القانونية على ما يرتكب من تشهير وترهيب بحق المواطنات والمواطنين، يشجع على التمادي في ممارسة إرهاب "جيب يا فم وقول"، في مسعى للتركيع تارة والابتزاز في أحايين أخرى، وخلق "سيبة" تدوس على كل القوانين والأعراف وقيم تامغرابيت تحت "يافطة محاربة الفساد"، بينما يبتعد هؤلاء بأفعالهم وتصرفاتهم الصبيانية عن مبادئ هذا الشعار".

وشددت النقابة الوطنية للصحافة المغربية على إيمانها واعتبارها "أن إساءة توظيف حرية التعبير بشكل صارخ يشكل خطورة بالغة على مكاسب سنوات من النضال الحقوقي، بل وتشك في الغايات والأهداف وراء هذا التمييع الذي يستهدف الحقل الإعلامي".

وبكل جرأة أكدت النقابة ذاتها، أن "تناغم الخرجات غير المسؤولة التي تستهدف الأشخاص والمؤسسات والتي تصل حد البلطجة، في استهداف الحياة الخاصة إلى درجة تهديد كيان أسر قائمة بأدوات جرمية، بعد ممارسة تستهدف حرية التعبير في ذاتها، وتشكل أفعال جرمية تستحق فتح تحقيق في شأن كل الأطراف المتورطة فيها".

وطالب البيان، ب "تدخل النيابة العامة وكل الجهات المختصة وفتح تحقيق عاجل من أجل الكشف عن كل خيوط هذه الشبكة المنظمة من المخططين والمنفذين، والتي تشكل خطرا على سمعة البلاد وحرمة مؤسساتها".

واعتبرت النقابة "أن مطمح تجويد المهنة وتنقية بيئتها من الشوائب والأشواك يواجه اليوم بخلط الأوراق واستعمال الأقنعة المختلفة للتباكي على هذا التشخيص المشترك، والهدف من ذلك هو إيقاف ورش إصلاح القطاع من مدخل الآلية القانونية لإبقاء الفوضى التي يتغذى منها خصوم المهنة والمندسين في سلطتها الرفيعة، وتحويلها إلى رسم للابتزاز الداخلي والخارجي، وإن كل من يساهم في هذا الجو البئيس من التنابز فهو متهم بتكريس هذا الوضع".

وزادت مؤكدة أن "خطورة ما تقترفه هذه المجموعات والأفراد البلطجية، سواء من الداخل أو الخارج، لا يقتصر ضرره على النقابة الوطنية للصحافة المغربية - تنظيما نقابيا ومسؤولين قياديين، بل يتعداه إلى المساس الممنهج بالمؤسسات الوطنية، بحيث يتم تصوير المغرب وكأنه بدون قضاء وبدون نيابة عامة تحمي حقوق الناس وأعراضهم وكرامتهم، وبدون أجهزة رقابية قانونية وأخلاقية وحقوقية، وكأننا أمام بلد يعد مرتعا للفوضى والتسيب، لا دولة مؤسسات تنعم بالأمن الاستقرار".

وأكدت النقابة "أن الانتقاد المشروع للقطاع والفاعلين فيه يعد خدمة للتقدم والتطوير، مشددة على أن هذا الانتقاد سيلحق ضررا بليغا بهذا المسعى، إذا ما تم توسل هذه الوسائل القذرة، كما دعت الجميع إلى تقدير أهمية هذه المرحلة في تاريخ قطاع الصحافة، بالامتناع عن التواطؤ في رعاية هذا الجو المنحط والبئيس، والاتجاه نحو النقاش العميق والهادئ لبلورة حلول وتصورات لمستقبل المهنة والمهنيين".

وختمت النقابة بيانها بالتذكير "بأولويات القطاع المتمثلة في إنتاج منظومة قانونية تحمي وتحصن المهنة والمهنيين، والتشبث بإعلاء أخلاقيات المهنة والممارسة النبيلة لإعادة الاعتبار لهذا القطاع، وتثمين العنصر البشري فيه عبر الإسراع بتوقيع الاتفاقية الجماعية، داعية الصحافيات والصحافيين والعاملات والعاملين إلى فرز النقاش الحقيقي عن الفوضى الخلاقة التي يحاول البعض إلهاءها فيها، والتوجه لاستكمل مهام بناء قطاع يستحق لقب السلطة الرابعة و "صاحبة الجلالة".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: النقابة الوطنیة للصحافة المغربیة

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة يلتقي بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية

التقى صبيحة اليوم الخميس  وزير الصحة عبد الحق سايحي بأعضاء النقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية.

في بداية اللقاء، استمع الوزير إلى الكثير من المسائل المتعلقة بالاختلالات التى لاحظتها و سجلتها هذه النقابة فيما يخص القوانين الأساسية مثل الاجحاف في الترقية لصالح الطبيب العام. و الطبيب المرجعي، و تراجع العلاوات و الادماج في الرتب الجديدة إضافة إلى مشكل العلاوات و الترقية. خلال المسار المهني و العمل خلال ساعات الاسبوع. كما طرح أيضا مسألة التضييق على العمل النقابي في بعض المؤسسات الصحية

بالمناسبة، ذكّر الوزير أن المسائل المتعلقة بالنشاط النقابي هو محل متابعة من قبل الإدارة المركزية و أنه لايسمح إطلاقا التضييق وهذا ما تضمنته التعليمات التي تم إصدارها من قبل الإدارة المركزية لتسهيل هذا الحق النقابي.
أما فيما يخص القوانين الأساسية فلقد أعلم الوزير الحاضرين أنه تم إنشاء لجنة على مستوى الوزارة لدراسة الاختلالات التى سجلت او لوحظت من قبلهم و التى سترفع إلى الهيئة المختصة بذلك في أقرب الآجال أقصاها أواخر شهر فيفري.

كما ثمّن أعضاء هذه النقابة هذه الإجراءات و اعتبروها خطوة إيجابية لتثمين المسار المهني للطبيب العام .

و بتعليمات من  الوزير ستتم برمجة اجتماعات ابتداء من الأسبوع المقبل مع هذه النقابة لإعداد مشروع في هذا الإطار .

مقالات مشابهة

  • نقيب المهندسين يرفض تهجير الفلسطينيين ويؤكد دعم النقابة للقضايا الوطنية
  • مطالبات بتعديل قانون نقابة المهندسين لضبط شروط القيد والدمغات الهندسية
  • مجلس المهندسين يضع ملفات رئيسية لتطوير المهنة وتحسين الخدمات
  • أمين الصندوق للمهندسين: النقابة تتبنى خطة شاملة لتطوير مزاولة المهنة
  • سايحي يلتقي النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية 
  • نقابة أعوان الحراسة الخاصة تستنكر قرار مستشفى بني ملال بطرد 10 حراس
  • نقيب السياحيين بالجيزة سابقًا: الدولة تستهدف الوصول لـ30 مليون سائح بحلول 2028
  • نقابة الصحفيين تحتفي برواد المهنة في حفل عيد ميلاد جماعي
  • بالكويت.. المبادرة الوطنية “إيد واحدة معاك يا سيسي” تؤيد قرار رفض التهجير
  • وزير الصحة يلتقي بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية