الأسبوع:
2024-09-10@21:11:19 GMT

في حب التتار «2»

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

في حب التتار «2»

مرة أخرى، أريد أن أنبه إلى ضرورة تصحيح المفاهيم الشائعة خاصة بين أجيالنا الجديدة، حول لصق جريمة تدمير بغداد الأولى 1258م بالتتار، خالطين في ذلك بينهم وبين المغول، وأقول مرة أخرى إن هناك فرقا كبيرا بين المغول الذين دمروا حاضرة الإسلام، وبين التتار الذين عرفوا الإسلام قبل ذلك العام بكثير، بل واستعانوا ببغداد من أجل تعميق القيم الإسلامية في مجتمعهم.

والحقيقة إن انتشار الإسلام في تتارستان وبين شعوب بلغار الفولغار، هو أكبر دليل على إن الإسلام لم ينتشر بالسيف، وهى التهمة الأولى التي يروج لها رافضوه - حيث بدأ الانتشار على يد التجار الذين كانوا يروحون ويجيئون على طريق الحرير الشهير، وما يؤكد ذلك أن ملك البلغار "ألموش" طلب إلى الخليفة العباسي المقتدر بالله، إرسال من يعرف أبناء بلاده بالدين الحنيف، وقد تحقق ذلك بالبعثة التي وصلت بلغار الفولغا عام 922م، وكان من بين أفرادها الرحالة الشهير أحمد بن فضلان.

لم يرفع التتار قط سيفا في وجه الإسلام والمسلمين، بل إن السيف رفع في وجههم لحقب تاريخية كثيرة، كان التتار يواجهون فيها ما يمكن تسميته "التطهير الديني" متلازما مع التطهير العرقي، غير أن ثبات التتار على دينهم وهويتهم الحضارية، وتضحياتهم التاريخية من أجل ذلك، يقدم لنا ملحمة إنسانية كبرى، فى تاريخ النضال الإنسانى، مثلها مثل نضال جنوب إفريقيا ضد التمييز العنصري، ونضال السكان المحليين في أمريكا ضد طمس هويتهم التاريخية والثقافية، وهو نضال أتى ثماره، فى الظهور الساطع والمتصاعد للخطاب الديني المعاصر، الذى يأتينا من "قازان" عاصمة تتارستان، والتي باتت أحد حواضر الإسلام الكبرى فى هذا العصر، جنبا إلى جنب مع كونها حاضرة إنسانية، تقدم لنا نموذجا في التعايش والتسامح بين بنى الإنسان، على أخلاف أعراقهم ودياناتهم.

وقد يتفاجئ البعض، حين أقول إن الزعيم الروسى فلاديمير بوتين، هو واحد من أكبر داعمى المسلمين فى وقتنا هذا، بل يمكن القول إن حال المسلمين في روسيا فى عهد بوتين، يختلف قلبا وقالبا عن حالهم فى غير عهده، الذى شهد مثلا قبل عامين إعلان عام 2022 عاما للتراث الثقافي لشعوب روسيا، والذى أتى متناغما مع قرار تنظيم فعاليات الاحتفاء بالذكرى 1100 للاعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب بلغار الفولغا، ما وصفه المفتي راوي عين الدين بأنه سيساعد على التعبير عن التراث الروحي والثقافي الإسلامي بشكل أكثر وضوحاً في سياق الفضاء الاجتماعي والثقافي بالكامل لروسيا.

قدمت بما سبق، لأنني أريد أن أقول أن الخطبة التي ألقاها الأمام رواي عين الدين من منبر المسجد الجامع بموسكو أثناء تلك الاحتفالية، قدمت مفهوما عصريا للخطاب الإسلامي، تصلح طريقا يتقدم بنا إلى الإسلام، وإلى فهم مقاصده الإنسانية الخالصة، وأقول يتقدم بنا لأنني لا أحبذ تلك الجمل الخاطئة التي تتمحور حول العودة إلى الإسلام، وأقول مقاصده الإنسانية، لأنها تحمل الجوهر الممتد، الكامن في المعنى القرآني "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".

الإمام راوي عين الدين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، رئيس مجلس شورى المفتي لروسيا، ولد في قرية شالي في تتارستان عام 1959، أي في ظل الاضهاد الديني الذى عاناه مسلمو تتارستان في عصر الاتحاد السوفيتي، وكان يمكن أن تنتج هذه المعاناة نموذجا إنسانيا مغايرا تماما، لشخصية سماحة المفتي الذى يرفض العنف والإرهاب وكل ما يسيئ إلى الإنسان. وفى المجمل فأن تجربة المعاناة طهرت وأصقلت وسمت بالنفس، بدلا من تلقيها في هاوية الرغبة في الانتقام وتصدير المعاناة إلى الآخرين.

فى تلك الخطبة المنيرة المستنيرة تحدث سماحة المفتي عن البعثة البغدادية عام 922 م وعن دخول شعوب بلغار الفولغا إلى الإسلام، كما تحدث عن علاقتهم مع العالم الإسلامي وعن علاقتهم مع جيرانهم المختلفين عرقيا ودينيا إلى أن قال: "ذهبت السلطة، والكنوز والثروات، والجيوش والقوافل.. لكننا بقينا نحن أحفاد أولئك الذين تبنوا دين الله، وبقي ديننا وإيماننا معنا، ذلك الفضل الكبير، والنعمة العظيمة، والرحمة الواسعة من الله، التي حصلنا عليها بطريقة حرة وسلمية دون إكراه".

هناك إذن اعتزاز عميق ببقاء الدين والإيمان معا، رغم كل التغيرات والتحولات الحادة التي حدثت حولهم وبينهم، بما فيها التغيرات الأيديولوجية المدعومة بقوة عسكرية هائلة، وأجهزة حاكمة شديدة القهر والبطش، التي كانت تعاقب بالإعدام على ما تعتقده الأرواح.

"بقاء الدين والإيمان معا" جملة مضيئة في مبناها ومعناها، وفيها من فضاءات الفقه والتفقه، ما يجعلنا نتأكد أن أخطر ما قد يصيب المتدين، أن يكون تدينه شكليا لا إيمان فيه، وأن أجمل ما ينعم به المؤمن، أن يتناغم دينه مع إيمانه، وهذا بالفعل كما قال الإمام، فضل ونعمة ورحمة من الله، خاصة أنها أتت "بطريقة حرة وسلمية ودون إكراه".

مع كل هذا الاعتزاز، إلا أن هذا الاعتزاز لا ينفى الآخر، بل يدعم فكرة "لتعارفوا"حيث قال سماحة المفتى فى خطبته: "لقد تعلمنا على مدى قرون طويلة من التعايش بين المسلمين وممثلي مختلف الديانات والأعراق في روسيا أن نتوصل إلى حلول وسط بشأن مواضيع مختلفة ومعقدة ومثيرة للجدل في بعض الأحيان.

وكان رجال الدين الاسلامي دائماً يدعون إلى بناء مجتمع مستقر ومزدهر يتمتع فيه المسلمون بحقوق متساوية مع الأرثوذكس واليهود والبروتستانت والكاثوليك والبوذيين. واليوم، وعلى الرغم من بعض الصعوبات، لدينا أشياء كثيرة نفتخر ونعتز بها، ويمكننا أن نقدمها للعالم كله على أنها من إنجازاتنا"

فمنذ 1100 عام، ما فتئت مساجدنا على أراضي روسيا الحديثة تحث الناس وتدعوهم للخير والصلاح وتحذرهم من ارتكاب الآثام. وفي كل عظة، نتحدث عن الجمال الأخلاقي لديننا الحنيف، عن الصلاح والرحمة، وندعو إلى التآخي والمحبة والوئام".

تجربة الإمام راوي عين الدين، جعلته يحذر دائما من العنف والتطرف، أو من أفكار العنف والتطرف باعتبار أن الخطر يأتي من الفكرة أو الأيديولوجية التي تدعو لذلك، ولذلك يقول في حوار له عام 2012: " نرفض التطرف في الدين بكل أشكاله.. التطرف بحد ذاته يعتبر الأيديولوجية وبدون هذه الأيديولوجية لا يمكن ان ينمو التطرف والراديكالية التي تشجع على القيام بالعمليات الإرهابية، لذلك يجب علينا ان نضع أيضا أيديولوجية خاصة تقف ضد أيديولوجية التطرف وتستطيع مواجهة الظواهر السلبية التي تنشأ عن ذلك".

ويعترف: "نحن نعاني من أن قسما من شبابنا وقع تحت تأثير الإسلام المتشدد من خلال النشاط الواضح للحركات الراديكالية والمتطرفة خاصة في شمال القوقاز الأكثر تأثرا بذلك. وانعكس هذا الأمر على منطقة الفولغا، لذلك نجد بعض الأئمة الذين يقولون انه لدينا تيار تقليدي في الإسلام ويدعون الى اتباع نفس السلوك الذي سار علية آباؤنا وأجدادنا وهناك آخرون يعتبرون أن الإسلام يجب ألا يقف مكانه وانما يجب ان يتطور ويتماشى مع التقدم العالمي وانه على المسلم ان يتلاءم مع الزمن الذي يعيش فيه. ولذلك اليوم في روسيا تجري عملية الاعتراف بالمتغيرات التي تحدث في العالم.. وأن على المسلم ان يجد مكانه في ظل هذه المتغيرات والتعايش بسلام مع القوميات والأديان الأخرى.

ولذلك يجب على رجال الدين في بلادنا العمل من اجل أن يكون مسلمونا متنورين ومتعلمين واختصاصين ناجحين ليتمكنوا من إيجاد مكانتهم المرموقة في المجتمع الروسي"

ويطالب: "على العالم الإسلامي أن يدافع عن مصالحة وثقافته وتاريخه وتقاليده العريقة، ولا يحق لأحد أن يلزمه بأية ديمقراطية لأن الإسلام نفسة هو الديمقراطية. لذلك نعتبر أن العالم الإسلامي له الحق باختيار طريق تطوره بعيدا عن التدخل الخارجي وفرض الدساتير الجديدة على الشعوب وتوزيع الثروات كما يريدون.. هذا أمر غير مقبول. ويجب أن تعيش الشعوب كما تشاء وتقرر مصيرها بنفسها وهنا أتذكر أحد أسماء الله الحسنى وهو العادل.. فهو يدعونا للتعامل بالعدل".

ويضيف: "ما نريده هو أن ينظر إلينا العالم ليس على أننا عالم نفط وغاز وحسب بل عالم السلام والمحبة. وأننا نحترم جميع الثقافات والأديان، ونخشى الله وننشر السلام بكل بقاع الأرض".

والحقيقة أنني أدعو مجددًا إلى التوقف أمام أفكار الإمام راوي عين الدين، الذى دائما ما يتحدث عن جوهر الإسلام، لا عن تلك القضايا التافهة والهامشية والسخيفة، التي تصدر عن كثيرين يطلقون على أنفسهم علماء دين، وهم يشغلون الأمة عن قضاياها الحقيقية، ربما تنفيذا لأجندات غربية، تعرف أن هزيمة المسلمين والعرب تأتى أولا من داخلهم، كما أريد أن ندرس جيدا أفكاره حول التعايش مع الآخر، وعلى التطور مع التقدم العالمي، وهو ما يركز عليه الإمام راوي عين الدين، ابن التتار الذين انتشر الإسلام بينهم بدون إكراه، ابن التتار الذى يريد عالما بدون إكراه.

اقرأ أيضاًفى حب التتار - 1.. «قازان» عاصمة المستقبل الإنسانى

«الحرب على غزة و مستقبل التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط» ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: بغداد الديمقراطية التتار الثقافات والأديان

إقرأ أيضاً:

«نجيب محفوظ».. حياً

أخبرنى نادل مقهى الفيشاوى العجوز الذى كان يقوم على تلبية طلباته وخدمة مريديه بأنه يظهر فى المقهى مرتين منذ رحيله عن عالمنا فى 30 أغسطس 2006، ثم اقترب منى متفرساً فى وجهى صائحاً: عرفتك يا بنتى، أنت من جالسته طوال نهار مولده فى ديسمبر العام الماضى، ورأيتك تبكين أمامه، ممسكة بكتابه «أصداء السيرة الذاتية» وهو يستمع إليك باهتمام وأنت تقرأين عليه رؤى شيخه التائة عبدربه، مرتباً على كتفك كلما فاضت دموعك وكثرت حركات يديك فى الهواء.

ثم صمت لبرهة وقال: تحدثوا فى المقهى أيام عما كتبته فى جريدة «الوفد» حينها بعنوان «نجيب محفوظ الذى أعرفه»، شكرته ببضع كلمات وقلت: هل نهار رحيله هو ظهوره الثانى فى المقهى؟ فأجاب بنعم، ثم بصوت هامس لا يريد أن يسمعه أحد غيرى قال: لكن لا يظهر إلا لمن يريد، ليس كل من بالمقهى يشعر بوجوده.

نكست رأسى وانصرفت أجلس على نفس الطاولة التى جاورته فيها فى ديسمبر العام الماضى، مرت الساعات وأنا أتلفت حولى وأطيل النظر فى الممر الطويل الذى يعج بالمارة والسائحين ويوصل لباحة المقهى من ناحية مسجد سيدنا الحسين.

بدأت خيوط شمس المغيب تتسلل إلى طاولتى لتعكس على زجاج أكواب الشاى وفناجين القهوة المستهلكة لوناً برتقالياً خافتاً يدعو إلى التأمل والسكون.

وبينما أنا فى حالة من الغفوة والأنتباة من طول الانتظار، هيئ لى أنه قادم بهيئته القديمة الممتلئة، وبذلته الرمادية الشهيرة، ممسكاً بكتابه الأخير «أحلام فترة النقاهة»، ابتسم حين لمحنى، ثم اقترب وجلس فى الطرف المقابل من طاولتى، طال الصمت بيننا، ثم ثحدث كمن يحدث شخصاً أمامه بصوته الأبوى الهادئ: إن الموت غاية كل حى، وإذا ألقينا بنظرة إلى الوراء قلنا: إن الميت قد وُجد قبل الحى.

وأضاف: قبل رحيلى عن هذا العالم، ومع تقدمى فى العمر وموت كثير من الأصدقاء وصعوبة الحركة بعد حادث الاعتداء علىَّ عام 1994 لم يعد أمامى يا بنتى عزاء إلا فى «أحلام فترة النقاهة».

أنصت فى إكبار لشيخنا الروائى الكبير «نجيب محفوظ» وتذكرت قوله فى أصداء سيرته الذاتية: كان‏ ‏الموت‏ ‏ما زال‏ ‏جديداً‏، ‏لا‏ ‏عهد‏ ‏لى ‏به‏ ‏إلا‏ ‏عابراً‏ ‏فى ‏الطريق‏، ‏وكنت‏ ‏أعلم‏ ‏بالمأثور‏ ‏من‏ ‏الكلام‏ ‏أنه‏ ‏حتماً‏ ‏لا‏ ‏مفر‏ ‏منه‏، ‏أما‏ ‏عن‏ ‏شعورى ‏الحقيقى ‏فكان‏ ‏يراه‏ ‏بعيداً‏ ‏بعد‏ ‏السماء‏ ‏عن‏ ‏الأرض.

ثم تذكرت فى روايته «قشتمر» يقول أحد الصغار: «نينة قالت لى إننا كلنا سنموت». ويعقِّب الراوى قائلاً: «لا يتصور أن تموت أمه أو يموت أبوه. وليس فى قوله جديد فى ما يبدو ولكن شعورهم آمن بأن الموت حتم مؤجل إلى أجل غير مسمى. كلنا نسلِّم بالموت بألسنتنا، أما قلوبنا فترمى به إلى موضع فى الزمان قصى».

أما عبارته النافذة: «الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة» من روايته المربكة «أولاد حارتنا» فشتت ذهنى لثوانٍ قبل أن أعود وأنتبهة لتوافد الجمع إلى الطاولة، لمحت من بين عشاق شيخنا «نجيب محفوظ» من البسطاء شلته «الحرافيش» كما أسماها وتضم راحلون وأحياء: المخرج توفيق صالح والكاتب الروائى ثروت أباظة والكاتب الصحفى محمد عفيفى والفنان أحمد مظهر ورسام الكاريكاتير بهجت عثمان والفنان التشكيلى توفيق شفيق والطبيب يحيى الرخاوى والكاتب عادل كامل.

وقد كانت هذه المجموعة نسجت صداقة «بنجيب محفوظ» امتدت على مدار سنوات طوال، وضمت عدد من الكتاب والفنانين التشكيليين يجتمعون بشكل دائم فى المقاهى حيث يتبادلون أحاديث الثقافة والأدب والفن.

حينما هدأت ضجة الوافدين من حول كاتبنا وشيخنا الكبير «نجيب محفوظ» قال: سأختار من دون ترتيب حلم من أحلام مخطوطى «أحلام فترة النقاهة»، ثم شق صفحات الكتاب ووضع يده على صفحة بعينها، ثم بدأ يقرأ حلمه الخامس قائلاً: حلمت أننى أسير على غير هدى وبلا هدف، ولكن صادفتنى مفاجأة لم تخطُر لى فى خاطرى، فصرت كلما وضعت قدمى فى شارعٍ انقلب الشارع سيركاً.

اختفت جدرانه وأبنيته وسياراته والمارة، وحلَّ محل ذلك قبة هائلة بمقاعدها المتدرِّجة وحِبالها الممدودة والمُدلَّاة وأراجيحِها وأقفاصِ حيواناتها، والممثِّلون والمُبتكِرون والرياضيُّون، حتى البلياتشو.

سكت «نجيب محفوظ» ومال برأسه إلى حائط المقهى، بينما ساد الصمت الجميع، وبدأ المتحلقون حوله يغمضون أعينهم، ليحلم كل ضيف بسيرك حياته، فأتبعتهم فى استسلام وأغمضت عينى. 

مقالات مشابهة

  • أستراليا: لن تمنح تأشيرات سفر للمستوطنين الذين يستولون على الأراضي الفلسطينية
  • الإطارى أو الحرب
  • شعار «بيبى» الملعون
  • عن ضرورة التسامح والتنوع الدينيين
  • عاجل| من هم التجار الذين رفعوا أسعار البيض لمستويات قياسية؟
  • فضل دعاء الأم في الإسلام
  • الزنان
  • «نجيب محفوظ».. حياً
  • الصحة تكشف نسبة الأطفال الذين تلقوا لقاح شلل الأطفال في غزة
  • من هم الذين يريدون انهاء دور القضاء العراقي؟