غارديان: باكستان وعرقلة الجنرالات للأمة
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
انتقدت افتتاحية غارديان اليوم ما وصفته بعرقلة جنرالات باكستان للأمة، لافتة إلى أنه في الوقت الذي يصارع فيه بلد يبلغ عدد سكانه 250 مليون نسمة أزمات متعددة يستمر الصراع السياسي على مستقبل رئيس الوزراء السابق عمران خان.
ووصفت الصحيفة الأزمات المتعددة التي تواجه البلاد بأنها ليست صعبة فحسب، بل جسيمة، حيث سقط 6 ملايين شخص في براثن الفقر منذ الفيضانات المدمرة التي غمرت ثلث البلاد العام الماضي، ويعاني نحو طفلين من كل 5 أطفال في المناطق المتضررة من توقف النمو بسبب سوء التغذية.
ووسط كل هذا، أعطت حكومة شهباز شريف المنتهية ولايتها الأولوية لإجراء تعداد جديد وإعادة ترسيم حدود الدوائر.
وترى الصحيفة أن السبب الحقيقي هو تأجيل الانتخابات العامة التي كان من المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام. وبات الغرض واضحا من خلال حقيقة أن الإعلان تم في اليوم نفسه الذي اعتقل فيه عمران خان، بعد أن حكمت عليه محكمة بالسجن 3 سنوات بتهم فساد ومنعته من ممارسة السياسة لمدة 5 سنوات.
وأشارت إلى تمرير البرلمان أكثر من 50 مشروع قانون في يومين فقط، مانحا سلطات صارمة إلى جهاز المخابرات العسكرية.
ولفتت الصحيفة إلى ملاحظة أحد المراقبين الباكستانيين المخضرمين بأن إبعاد خان عن الانتخابات لا يعني إبعاده عن المشهد السياسي، وأن الجيش والسياسيين المدنيين المتنافسين يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق الأخير معا.
وختمت الغارديان بأن تدخل الجيش في الحياة العامة ليس هو الحل لأوجه القصور السياسية، وأنه لا يمكن أن يكون الجنرالات هم الحل للأزمة الدائمة في البلاد، وأنهم جزء كبير من المشكلة.
وفي سياق متصل، علق مقال بموقع ميدل إيست آي بأن عمران خان هو بالضبط ما تكرهه الولايات المتحدة في سياسي باكستاني من أن يكون "صاحب مبدأ".
ولفت المقال إلى أن عدم وجود إدانة من الولايات المتحدة لسجن خان لدوافع سياسية يؤكد فقط تاريخ واشنطن الطويل في تفضيل الطغاة، في إشارة إلى حكم العسكريين المذعنين لمصالحها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يمضي قدما في خطة الجنرالات
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الثلاثاء أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانه المستمر على شمال قطاع غزة، يطبق بشكل تدريجي ما تعرف بخطة الجنرالات التي تهدف لتهجير أهالي قطاع غزة، وأنه يمنع عودة المهجرين إلى ديارهم في جباليا.
جاء ذلك في التقرير الذي أعده المحلل العسكري للصحيفة يوآف زيتون، الذي يقوم بجولات مرافقة لقوات الاحتلال في عدوانها المستمر في غزة ولبنان وحتى سوريا.
وقال التقرير إنه حسب خطة جيش الاحتلال، من المتوقع أن يظل الثلث الشمالي من قطاع غزة مقطع الأوصال، ولا يسمح لسكانه المهجرين بالعودة، ما لم يغير اتفاق تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الصورة.
وأضاف أن هذه الخطة "لا تقتصر على العمليات القتالية فحسب، بل تتضمن منع سكان غزة من العودة إلى منازلهم في بعض المناطق التي تم تدميرها أو تأثرت بشدة من جراء العمليات العسكرية. وفي مقدمة هذه المناطق تقع مدينة جباليا ومحيطها، إلى جانب مناطق أخرى مثل بيت حانون وبيت لاهيا".
فلسطينيون في مخيم جباليا (الفرنسية) تطل على مستوطناتوأرجع زيتون سلوك الجيش إلى أن هذه المناطق "تطل على مستوطنات إسرائيلية". كما وصف التقرير ما يجري في شمال غزة بأنه خطة عسكرية ممنهجة للقضاء على المقاومة على أساس "خطة الجنرالات" التي صاغها اللواء الاحتياطي غيورا آيلاند.
إعلانوأضاف أن هذه الخطة "تركز على تطهير مناطق غزة من "العدو" بطريقة منهجية، بحيث يتم تدمير البنية التحتية لحركة حماس في تلك المناطق، مع فرض سياسة إخلاء للمدنيين ومنع عودتهم إلى مناطق تم تطهيرها".
وأشار زيتون إلى أن شمال غزة شهد نزوحا جماعيا للسكان، وزعم أن عدد السكان الذين تم ترحيلهم من هذه المناطق بنحو 65 ألف شخص، تم دفعهم إلى المناطق الجنوبية في قطاع غزة، خاصة إلى مدينة غزة التي أصبحت نقطة تجمع رئيسية للاجئين.
ونقل التقرير -عن مصادر بالجيش الإسرائيلي- أنه "سيتم الحفاظ على منطقة شمال غزة كمنطقة خالية من السكان لفترة طويلة، إلا إذا طرأت تغييرات كبيرة على الوضع السياسي، أو تم التوصل إلى اتفاق هدنة مع حماس قد يغير من الواقع القائم".
نازحون قادمون من بيت لاهيا إلى جباليا شمال القطاع مطلع الشهر الجاري (الفرنسية) سياسة أكدها وزير الدفاعولفت المحلل العسكري إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في تغريدة له، قال فيها "بعد أن نهزم حماس، سنسيطر على غزة كما هو الحال في يهودا والسامرة"، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تؤكد السياسة إسرائيلية بعدم السماح بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في إشارة إلى هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حماس على إسرائيل في تلك الفترة.
وبحسب ما أكده زيتون، فإن الحكومة والجيش الإسرائيليين يسعيان "إلى الحد من قدرة حماس على إعادة تجميع صفوفها وتشكيل تهديد عسكري جديد، ويعتبران ذلك خطوة ضرورية لضمان عدم استعادة حماس قوتها العسكرية، حيث إن عودة المدنيين إلى المناطق القريبة من معاقل حماس قد تسهم في إعادة بناء قدرتها على التحرك والتخطيط".
ويشرح المحلل العسكري خطة الجيش الإسرائيلي بالقول إنه "من المرجح أن يحقق الجيش الإسرائيلي الجزء الرئيسي والأهم من خطة الجنرالات: التطهير المنهجي لمناطق واسعة في شمال قطاع غزة من العدو الواحدة تلو الأخرى، دون إعادة سكان القطاع إلى ديارهم. والسبب في ذلك هو أنه لكي تنجح حماس في إعادة التأهيل والتعافي، فإنها تحتاج إلى شرطين: وجود سكان غزة بالقرب من نشطائها وقادتها، وغياب حكومة بديلة في قطاع غزة".
إعلانولكنه في المقابل ينتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية التي ترفض إسرائيل إقامة بديل حاكم لحماس، وقال "إذا لم تتغير هذه السياسة، فمن المتوقع أن يبقى نظام حماس في غزة لسنوات قادمة، فضلا عن أن خطة الجنرالات ستثير انتقادات من الداخل والخارج".
ويختم بالإشارة إلى تداعيات هذه الخطة، ويقول "من المتوقع أن يبقى الشمال الغزي منطقة غير مأهولة لفترة طويلة، وأن تكون المناطق الجنوبية هي المنطقة الوحيدة التي ستستوعب سكان غزة في حال استمرت العمليات العسكرية".