أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، أن هناك فرصة واعدة لتعزيز التواصل الثقافي بين العالم العربي وإيطاليا خصوصا وأن هناك قواسم وإرث ثقافي مشترك، ومن هنا أطلق اتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية مبادرة "لتعارفوا" التي تهدف إلى تعزيز التواصل بين العالم العربي ودول العالم.

وأضاف حنفي، خلال زيارته إلى مدينة ماتيرا الإيطالية، على رأس وفد من الأمانة العامة للاتحاد سلسة من الزيارات واللقاءات التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثماريّة والثقافية بين إيطاليا والعالم العربي، والتي بدءها من إيطاليا ونطمح إلى استكمالها مع باقي الدول مما يساهم في تعزيز التعاون في مجال السياحة والترفيه، حيث تتغذى اقتصادات معظم دول العالم على هذا القطاع الحيوي والذي يساهم بنسبة كبيرة في نمو الناتج المحلي الإجمالي".

ولبى وفد الأمانة العامة للاتحاد برئاسة الدكتور خالد حنفي دعوة بلدية TURSI، حيث زار الوفد مبنى البلدية وتم عقد مؤتمر صحفي بحضور رئيس البلدية وأعضاء مجلس البلدية وعدد من رجال الأعمال الإيطاليين، حيث جرى التركيز خلال المؤتمر الصحافي على الفرص المتاحة والواعدة والتي تهدف إلى فتح أبواب التعاون التجاري والاستثماري والتراثي مع العالم العربي.

وزار امين عام الاتحاد، بحضور الدكتور هاشم حسين، رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية(اليونيدو)، والدكتور أحمد نصر مدير عام شركة antika world، مؤسسة  CONFAPI MATERA التي تعنى بدعم المشاريع الصغيرة  والمتوسطة وريادة الأعمال، بحضور نخبة من رواد الأعمال. وقد تم الاطلاع خلال الاجتماع على عدد من المشاريع الرائدة التي تم تنفيذها من جانب المؤسسة.

وشدد على أهمية تعزيز التعاون بين اتحاد الغرف العربية ومؤسسة  CONFAPI MATERA التي تعد رائدة في مجال ريادة الأعمال، معتبرا أن رواد الأعمال هم المستقبل وأنهم هم من يديرون عجلة التنمية، مشيرا إلى أن قدرة رواد الأعمال على الصمود قد تجلّت خلال فترة انتشار جائحة كورونا، وقد أثبتوا أن لديهم القوة والطاقات اللازمة للاستمرار، على الرغم من الاضطراب الذي حدث في سلاسل التوريد.

وأشار إلى أن الشراكات التي تجري حاليا مع جامعة الدول العربية ومكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا ومع عدد من الشركاء في القطاع الخاص مكنت من توفير الرعاية لرواد الأعمال "ومن هذا المنطلق نحن مهتمون بتعزيز التنسيق مع مؤسسة  CONFAPI MATERA في سبيل نقل خبراتها في مجال ريادة الأعمال إلى رواد الأعمال العرب، وبالتالي توفير فرصة لتواصل العقول بين رواد الأعمال ومؤسسات مختلفة سواء كانت أكاديمية أو خدمية أو مالية".

وضمن فعاليات مهرجان "الربطانة" وهي مدينة تقع في جنوب إيطاليا ولا تزال شاهدا على الوجود العربي والإسلامي في إيطاليا حيث استطاع المسلمون إقامة حضارة وإبقاء إرث لا يزال شاهدا على وجودهم إلى يومنا هذا، جرى تكريم معالي امين اتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي، والمصمم عمار البشير من مملكة البحرين، حيث يقام هذا المهرجان في سياق الاحتفال بالتراث الثقافي العربي في المدن العربية في جنوب إيطاليا، والذي يهدف إلى تعزيز الواقع التجاري والتراثي والحضاري بين البلدان العربية وإيطاليا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية امين عام اتحاد الغرف جامعة الدول العربية جائحة كورونا الدكتور خالد حنفي نمو الناتج المحلي اتحاد الغرف العربیة العالم العربی رواد الأعمال

إقرأ أيضاً:

الناقد الإيطالي آلدو نيقوسيا: أحاول أن أنقل السينما العربية لطلابي في قاعات الجامعة

* الرقيب نجيب محفوظ حذف مشاهد من "القاهرة 30"!

* صلاح أبوسيف أضاف مشاهد إثارة حتى يصرف نظر الرقيب عن رسائله السياسية

* السينما المصرية كانت من أهم مفاتيحي لفهم اللغة العربية والولع بها

يُعرَف الأكاديمي والمترجم الإيطالي الدكتور آلدو نيقوسيا بدفاعه القوي عن القضية الفلسطينية في الأوساط الأوروبية، وولعه بالأدب العربي، حيث ترجم عدة أعمال روائية عربية إلى الإيطالية، ومؤخراً أصدر كتابه الجديد "المثقفون والرقابة في السينما المصرية" (1952-1999)، حيث يتتبع فيه تاريخ المعارك بين السينمائيين والرقابة في مصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

آلدو المُحاضِر في اللغة العربية والأدب العربي الحديث بجامعة باري بإيطاليا حصل عام 2004 على درجة الدكتوراه، حيث ناقشت أطروحته دور الرقابة في السينما العربية من عام 1967 إلى عام 1999، وهو ما يعني أن الكتاب جزء من رسالته. يقول: "نعم.. هذا الكتاب هو إعادة صياغة لجزء من رسالتي للدكتوراه التي نوقشت في جامعة نابولي أورينتالي. في تلك الرسالة اخترت نماذج محددة من أفلام تساهم في تفكيك الخطابات السائدة وإزالة الأساطير عن التاريخ الوطني لمعظم الدول العربية. وفي هذا الكتاب اقتصرت على التجربة السينمائية المصرية على مدى نصف قرن تقريباً، من بداية العصر الجمهوري إلى مطلع القرن العشرين، وذلك بحكم تقاليدها الطويلة ووجود مثقفين وصناع سينما جعلوا من أفلامهم أسلحة لمعارضة أو مقاومة خطابات الحكومات والمعايير الموروثة للتقاليد الأخلاقية والدينية، وقد أضفت بطبيعة الحال مراجع جديدة، ومواد أخرى، وحذفت الفصول التي لم تحلل السينما المصرية، وأعطيت أفضلية لأي فيلم حاول أن يعبر بجرأة عن رسالة مضادة لإملاءات القوى القائمة، السياسية والدينية، خاصة بعد التجربة المريرة التي عاشتها الشعوب العربية في نكسة عام 1967، وهي أكبر صدمة في ضمير العالم العربي".

ويضيف: "يمكن أن نعتبر الرقابة على الأفلام السينمائية (أو الرقابة الذاتية) مؤشرًا لوعي وذكاء المثقفين في أي بلد وحالة الحريات التي تُمنَع أو تُمنح في فترة ما. وبالمقارنة مع الأدب فإن الصورة تعد أخطر من الكلمة المكتوبة لأنها مباشرة وموجهة إلى كل فئات المجتمع".

أسأله: كيف حللت شخصية نجيب محفوظ الذي كان مديراً للرقابة في فترة من حياته؟ فيجيب: "حللت بعض الأفلام المقتبسة عن رواياته، خاصة "القاهرة 30" للمخرج صلاح أبو سيف وقد حذف محفوظ نفسه بعض مشاهد هذا الفيلم، وكذلك" ثرثرة فوق النيل" و"الكرنك" و"ميرامار" و"المذنبون" وغيرها من الأفلام. مشكلة الرقابة خلال النصف الثاني من القرن العشرين هي أنها كانت تعتبر "وليَّ أمر" لجمهور يتم التعامل معه كطفلٍ لم يبلغ سن الرشد".

في هذا الكتاب يأتي آلدو على ذكر أقوال مهمة لنجيب محفوظ ويوسف إدريس وصلاح أبو سيف وتوفيق صالح ويوسف شاهين وشادي عبد السلام ولينين الرملي وغيرهم من المثقفين الناشطين على الساحة المصرية، إضافة إلى مخرجين عرب وأجانب آخرين. ويؤكد أن السينما فن اجتماعي بامتياز ولذا شعر المثقفون بأهمية دورها في توجيه الجماهير وأذواقهم.

توقفت رحلة البحث في الكتاب عند عام 1999. يتمنى آلدو أن يتناول السينما في القرن الجديد من خلال كتاب آخر، ويلفت الانتباه إلى أنه تناول قضايا حساسة طرحتها أفلام مُنتَجة بعد عام 2000 مثل "عمارة يعقوبيان"، و"لي لي"، و"بحب السيما"، و"عين الشمس"، و" شرف" في مقالات نشرها خلال السنوات الأخيرة.

ويؤكد آلدو أنه في ما يخص أفلام الفترة الناصرية تابع باهتمام الدور الرائد للمخرج توفيق صالح الذي استقبله بحفاوة خلال إقامته في مصر. ويقول: "طبعاً بعض أفلام يوسف شاهين أثارت جدلاً كبيراً في مصر من ناحية الرقابة الدينية، لكن أخطر قضية كانت بمناسبة إنتاج فيلم "البريء" لعاطف الطيب في الثمانينيات، وهي أكبر من قضية فيلم "الكرنك" أو "زائر الفجر" مثلاً".

أسأله كيف تحايل المثقفون لتمرير إنتاجهم؟ فيقول: "أظن يأتي على رأس أذكى المخرجين في الفترة الناصرية صلاح أبوسيف الذي صار خبيراً بتكتيكات لتمرير رسائل أفلامه، مثلاً بإضافة مشاهد فيها إثارة جنسية للفت انتباه الرقابة عن المحتوى السياسي".

ويقول آلدو إنه اعتمد على مراجع مهمة لنقاد ومخرجين منهم سمير فريد وهاشم النحاس وسعيد مراد وكمال رمزي وأمير العمري ودرية شرف الدين وفيولا شفيق وخميس الخياطي ورفعت محمد وأحمد يوسف ودينا جلال، على سبيل المثال لا الحصر، وكذلك شهادات مهمة وملهمة لعلي أبو شادي ورقباء آخرين.

الكتاب صدر بالإيطالية فلماذا لم يفكر آلدو في إصداره بالعربية؟ يجيب: "بكل صراحة، كتابة بحث عن الرقابة وحرية التعبير الفني في مصر باللغة الإيطالية تبدو عملًا غير مفيد. فأنا واعٍ بمحدودية السوق الإيطالية، لذلك أتمنى أن يترجمه أحد إلى العربية في القريب، وللعلم فإن أكثر من نصف مصادر بحثي ترجمتها أنا من العربية إلى الإيطالية".

وحول سر ولعه بالثقافة العربية، خاصة المصرية، يقول: "السينما المصرية كانت من أهم مفاتيحي لفهم اللغة العربية والتمتع بتحف الأدب العربي المعاصر. لذا فأشكرها وأشكر المخرجين والمخرجات العرب ممن جعلوني متحمسًا لاكتشاف الروح المصرية والعربية على اختلاف تعابيرها وأنواعها. والآن أحاول أن أنقل السينما العربية لطلابي في قاعات الجامعات التي أدرِّس فيها الثقافة العربية. يقال إن السينما تخلق الذاكرة في حين أن التلفزيون يخلق النسيان، وأنا أضيف أن السينما تخلق عوالم ومشاعر مشتركة، ولو أن أوروبا شاهدت بشكل جيد أفلاماً عربية تنقل حكايات ومعاني جديدة لشهدنا في الشرق الأوسط مذابح وحروباً أقل، لكن على العكس، فقد صار مواطنو العالم العربي من أكبر مستهلكي المشاهد الغربية وذلك يشرح الانفتاح الكبير والمبالغ فيه على أنماط الحياة الغربية. أنا ضد هذا الاجتياح الأمريكي وأتمنى أن ينهل المشاهدون العرب من مصادر أخرى. الكرة في ملعب موزعي المصنفات الفنية وصناع القرار ووعي المشاهدين".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يبحث خلال اجتماع مع السفراء والمندوبين الدائمين للدول العربية لدى مجلس الأمن تعزيز التنسيق العربي المشترك
  • الناقد الإيطالي آلدو نيقوسيا: أحاول أن أنقل السينما العربية لطلابي في قاعات الجامعة
  • إطلاق «أكاديمية دبي للذكاء الاصطناعي» لتأهيل 10 آلاف من القادة الناشئين ورواد الأعمال
  • كلية التجارة بكفر الشيخ وأسطول للأوراق المالية يبحثان إطلاق مبادرة مجانية لنشر الثقافة المالية
  • رئيس العاصمة الإدارية للتنمية يستقبل نائب رئيس الوزراء البحريني لتعزيز أواصر التعاون العربي
  • الخارجية الإيطالي: التصعيد في البحر الأحمر يكبد دول المنطقة خسائر كبيرة
  • وزير الخارجية الإيطالي: سنعمل لوقف إطلاق النار في غزة
  • الرئيس السيسي يبحث مع نائب رئيس الوزراء الإيطالي سبل تعزيز التعاون الثنائي (صور)
  • وزير الخارجية مع نظيره الإيطالي: اتفقنا على تفعيل مجلس الأعمال المصري الإيطالي
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية