استغلال سيارات الدولة خارج العمل.. ريع سياسي تحول إلى فوضى عارمة
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
تعتبر قضية استغلال سيارات الدولة بالمغرب ظاهرة غريبة لا تواجد في أي بلد آخر.
وبات استغلال سيارات الدولة خارج نطاق القانون ، يعرف فوضى عارمة بسبب ضعف المراقبة و تهاون السلطات المسؤولة عن محاصرة هذا النوع الجديد من تبذير المال العام.
و يستفيد المسؤولون الحكوميون والموظفون السامون و رؤساء الجماعات الترابية و موظفون بهذه الجماعات من مجموعة من الامتيازات والتعويضات من أبرزها (سيارات الدولة) والتي توضع تحت تصرفهم لتسهيل مهامهم وضمان الظروف الملائمة لقيامهم بها، على أن تتحمل الدولة نفقاتها من تأمين وصيانة ووقود، وفق المرسوم رقم 2.
غير أن استعمالات تلك السيارات وعملية اقتنائها وإيجارها من قبل المسئولين ورؤساء المجالس الترابية (مجالس جهوية، مجالس اقليمية و مجالس محلية) تعرف اختلالات كثيرة وتبذيرا مفرطا للمال العام.
و يتوفر المغرب على أزيد من 115 ألف سيارة بالقطاعات العمومية والجماعات الترابية حسب معطيات رسمية غير محينة، تخصص لها الحكومة المغربية 1.2 مليار درهم سنويا (100 مليار و200 مليون سنتيم ) تشمل نفقات التسيير والصيانة والمحروقات والشراء و الكراء بالإضافة الى 44 مليون درهم للتامين.
هذه الأرقام تبرز بالواضح الأموال الكبيرة المرصودة لسيارات الدولة و الجماعات المحلية والتي يتم عبرها استنزاف المال العام بدون حسيب أو رقيب.
ويتجلى ذلك في تجاوزات استخدام هذه السيارات ، فبدل ان يتم استعمالها لتسهيل مهام المسئولين و عمل الإدارة ، فهي تستعمل في مجالات لا علاقة لها بالمصلحة العامة وذلك من خلال استغلالها من لدن مسئولين، خارج أوقات العمل ولأغراض شخصية بل والسفر بها نحو مناطق بعيدة عن مقرات عملهم على حساب ميزانية الدولة التي تؤدي مصاريف الوقود والصيانة.
في الوقت الذي نجد القانون ينص في مرسوم 2014 ينص على أنه لا ينبغي نقل أفراد غير عاملين بالإدارة عبر السيارات الوظيفية وأن سائق السيارة يجب عليه ان يتوفر على وثائق تهم الوجهة وطبيعة الراكبين معه وعددهم ووظيفتهم ، و المهام التي سيقومون بها وهو الأمر نفسه بالنسبة لأي تزود بالبنزين أو الصيانة ، إلا أن سيارات الدولة وسيارات المصلحة الحاملة لعلامة “المغرب” بالأحمر و “ج” بالنسبة لسيارات الجماعات الترابية يمكن أن تصادفها خارج اوقات العمل والمهام الادارية في الشواطئ والمنتجعات السياحية والحمامات، خاصة في العطل المدرسية و الصيفية ، و امام الأسواق و المتاجر الكبرى وأمام أبواب المدارس والفنادق الفخمة وغيرها من الاماكن الخاصة.
و تحولت هذه السيارات إلى ريع سياسي واجتماعي بامتياز ، يجعل بعض النفوس الضعيفة لا تتورع عن استعمال المال العام لشراء سيارات فخمة من المال العام دون حياء او خجل و هذا ما يعتبر حسب حماة المال العام “فسادا كبيرا و خيانة للأمانة”.
وما يزيد في الطين بله ان العديد من الجماعات الترابية و المجالس الاقليمية و الجهوية و الوزارات تلجأ إلى كراء سيارات الخدمة بـأثمنة خيالية من شركات لكراء السيارات غالبا ما تكون باسم افراد من عائلاتهم عوض شرائها وتسديد ثمن اقتنائها في مدة وجيزة لتصبح بعد ذلك ملكا للإدارة او الجماعة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الجماعات الترابیة سیارات الدولة المال العام
إقرأ أيضاً:
بلدية أبوظبي تنظم حملة «مركبتي نظيفة» للحفاظ على المظهر العام من السيارات المهملة
أبوظبي: الخليج
تواصل بلدية مدينة أبوظبي جهودها للحفاظ على المظهر الحضاري والجمالي لكافة المناطق الواقعة ضمن نطاقها الجغرافي، وتوعية أفراد المجتمع بتجنب المظاهر والسلوكيات السلبية، حيث نفذت البلدية من خلال مراكز البلدية الفرعية ومراكز الوجود البلدي حملة بعنوان (مركبتي نظيفة)، للحفاظ على المظهر العام من السيارات المهملة.
وهدفت الحملة، التي استمرت لمدة 5 أيام متتالية، إلى تعريف الأهالي بتأثير السيارات المهملة السلبي على البيئة والمظهر العام، وبالطرق السليمة للتعامل معها، وكذلك رفع مستوى الوعي المجتمعي وترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية بأهمية الحفاظ على المظهر الجمالي للمدينة.
وعمل مفتشو البلدية على رصد المركبات المهملة وإلصاق إنذارات عليها، وتوعية أصحاب المركبات من أفراد المجتمع بضرورة عدم ترك المركبات مهملة في الشوارع، أو مغطاة بالأتربة، بشكل يشوه المظهر الجمالي والحضاري للمدينة.
وتضمنت الحملة نشر العديد من المنشورات التوعوية عبر الحسابات الرسمية للبلدية على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر تطبيق «فريجنا» لتوعية أفراد المجتمع للارتقاء بمظهر وجمال المناطق والأحياء السكنية، وتعزيز الحفاظ على البيئة الصحية النظيفة والمظهر العام.