سواليف:
2024-09-10@21:03:41 GMT

الأعراس بين الأمس واليوم / منى قاسم

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

#الأعراس بين #الأمس و #اليوم

#منى_قاسم


الاحتفال بالأعراس عادة عربية متوارثة , وسنّة إسلامية متّبعة , جاءت تعبيرا عن الفرح بأهمّ مستلزمات استمرار الحياة على هذا الكوكب والتي لا تكون إلاّ بالتقاء آدم وحوّاء بميثاق غليظ قائم على المودّة والرحمة لتكوين أسرة بها تستمرّ الحياة , والاطمئنان النفسي لكلّ منهما علاوة على ما يؤديه هذا الارتباط المقدس من بناء علاقات اجتماعية بين الأسر المتصاهرة , فكان الأمر الطبيعي أن يقابل هذا الحدث بالفرح والسرور من صاحبيه وأهليهما ومن يمتّ لهما بصلة المودّة والمحبة , وأن يتمّ التعبير عن هذا الفرح بما يسرّ الناس ويجعلهم يشتركون بالفرح والسرور , فكان الاجتماع والغناء , وإطعام الطعام .


كانت الأعراس في الماضي تمثّل أفراحا فعلية تجلب السرور للجميع بدون تكلّف أو مظاهر بذخ أو إزعاج إذ يتعاون الجميع وخاصّة المقتدرين على توفير ما يلزم هذا الاحتفال , ويشارك الجميع بسرور في هذا الحفل بعفوية لا تكلّف فيها , ولا تصنّع فيفرح الأطفال بما ينالونه مما يشتهون , وبما يسمح لهم من لعب , وتغنّي النساء وتختلط زغاريدهن بما يحتفل به الرجال بما اعتادوا عليه من غناء وسباق خيل ومباراة في رماية الأهداف , فيشعر الجميع بطعم السرور الماتع , وينتظرون مثل هذه المناسبة بشوق شديد .
احتفال بسيط لكنّه مهيب إذ يعمّ الفرح والسرور النفوس جميعا فتجد الوجوه تطفح بالبشر وتتقارب القلوب , وتفيض مودّة ومحبة مع دروس تربوية في الأخلاق بما يكون من الأغاني والقصائد التي تمتدح البطولة وأهلها تخرج من قلوب تؤمن بما تقول , وألسنة اعتادت الصدق فتقع في أذان صاغية , وعقول واعية , فتشتعل لها مشاعر العزة والكرامة والفضيلة فيتنافس الناس على الفضيلة رغبة في نيل الاستحسان , وإعجاب الحسان , وسعيا للارتفاع بالسلّم الاجتماعي الذي ما كان ليسمح لأحد بالارتقاء إلا بما يبذله من جليل الأعمال , وكريم الأخلاق فتأتي المشاركة في مثل هذه المناسبات بدوافع الفرح بها والشوق إليها لأنّها فعلا مما يجلب السرور ويريح القلوب , ويدخل البهجة على النفوس , فلا إزعاج ولا تكلف ولا إسراف ولا خدش حياء .
ثمّ جالت الحياة جولة فتغيرت الجواهر والمعالم ولم يبق إلاّ أشكال زائفة فارغة من المضمون فأصبح الناس يرون مظاهر الفرح بدون فرح , والمشاركة لا تعدو أن تكون واجبا بما تلقيه كلمة الواجب من ظلال لا تخفى , وتكاليف لا مبرر لها , واستعراض كاذب أقلّ ما يقال فيها أنّها تكسر ظهر الأسرة الجديدة , كما تكسر قلوب الفقراء ومتوسطي الحال , فيكون الحفل مأتما باطنا يلبس لباس فرح زائف بما يظهر من أصوات غناء نشاز , وموسيقى صارخة على مكبرات الصوت المرعبة المزعجة , وتفجيرات تصمّ الأذان , وتخلق الرعب , وتستنزف المال وتلوث البيئة , ويختتم الحفل بالإسراف في تقديم الطعام الذي تذهب ثلاثة أرباعه للحاويات !!
إنّ ما يجري الآن يستوجب إعادة النظر لأنّ مثل هذه الأفراح لم تعد أفراحا , ولكنّها أصبحت أعباء على الجميع , فلا الظروف الاقتصادية تسمح بمثل هذا البذخ , ولا الظروف الاجتماعية تسمح بمثل هذه الأعباء , ولا الظروف النفسية تتقبّل مثل هذا الاستهتار , ولأنّ الناس تبع لكبرائهم في مثل هذه الأمور فالواجب على الكبار أن يكونوا قدوة للمجتمع في ذلك , فلم يعدّ مقبولا أن نعيش حياة الفقراء , ونحتفل احتفالات مترفي الأمراء .

مقالات ذات صلة متقاعدو الضمان وجمعيتهم 2024/08/12

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأمس اليوم مثل هذه

إقرأ أيضاً:

مفاهيم السعادة

البحث عن السعادة مطلب مهم في حياة الإنسان، فمنذ أن يتفتح وعيه على الحياة، وهو ينشد أن يكون في هذه الدائرة ولا يفارقها.

ولكن هل السعادة في المال أو الولد أو القناعة.؟ لا شك أن سعادة الإنسان تتعلق بأشياء عديدة؛ كالعافية والمال والتكاثر وتحقيق الأمنيات، وليس بالضرورة أن يحصل الإنسان على كل أسباب السعادة، بل عليه أن يواجه المنغصات، بينما هو يستمتع بالحياة، وكل إنسان له زاوية في قالب السعادة، حتى الأولاد لهم سعادة خاصة.

ومن واجبنا أن نبحث عن السعادة في حياة الأطفال، وكيف يمكن تعزيزها من خلال الأنشطة التعليمية والترفيهية، التي تعكس قيم الفرح والتفاؤل، ولا يخفي علينا تأثير السعادة على نموهم وتطورهم بشكل إيجابي.

السعادة تأتي من عوامل متعددة؛ مثل القبول الذاتي، والعلاقات الإيجابية، وممارسة النشاطات التي تحبها، وتحقيق الأهداف الشخصية. يمكن أن تكون السعادة أيضًا ناتجة عن الشعور بالامتنان والتقدير للأشياء الصغيرة في الحياة. السعادة في القلب تعكس الفرح والرضا الداخلي، عندما يكون الإنسان سعيدًا في قلبه، ينعكس ذلك على حياته بشكل إيجابي، ويؤثر على علاقاته وسلوكياته بطريقة إيجابية.

إن السعادة لها أهمية خاصة في حياة الإنسان، فهي تساهم في تحسين الصحة النفسية والعقلية، وتزيد من مستوى الرضا والإيجابية في الحياة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، تساعد على بناء علاقات قوية مع الآخرين.
لا بد أن نضع معيارًا للسعادة يختلف من شخص لآخر.
وقفة:
السعادة أن تعيش على إرضاء الله وحده؛ لا البشر.

مقالات مشابهة

  • برعاية هند بنت مكتوم.. «نسائية دبي» تنظم العرس الجماعي.
  • في البقاع..مقتل قائد عسكري بارز في حزب الله اللبناني
  • بالفيديو... إليكم لحظة إغتيال إسرائيل للقيادي في حزب الله محمد الشاعر
  • جنوب لبنان | هل وصل الجميع للخطوة صفر من الحرب الشاملة؟
  • جنوب لبنان| هل وصل الجميع للمسافة صفر من الحرب الشاملة؟
  • عن ردّ الحزب.. تصريحٌ جديد لافت من نعيم قاسم
  • التنمية المحلية: فتح تراخيص البناء بالشروط والإجراءات الجديدة
  • مفاهيم السعادة
  • زخات مطر
  • الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16