متى ستردّ إيران؟ كيف ستردّ؟ لن تردّ إيران؟! تحليل يجيب على التساؤلات وخيار ثالث يتعلق بالحوثيين
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
يترقّب العالم، والدول في المنطقة على وجه الخصوص، ردّاً إيرانياً على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران. لا أحد يملك إجابة مقنعة حتى الآن حول طبيعة هذا الردّ المتوقع أو توقيته، ولا أحد يستطيع وضع خيارات إيران، بما فيها عدم الردّ من الأساس، على الطاولة، واختيار ما يراه الأفضل والأكثر إقناعاً للداخل الإيراني وللحلفاء والتشكيلات الموالية.
هل يمكن لإيران أن تقوم بردّ جدي دون أن تستدعي حرباً طاحنة في المنطقة، قد تكون هي إحدى ضحاياها؟ وهل يمكنها السكوت والخضوع للمناشدات الغربية وللتخويف الأمريكي الإسرائيلي، دون أن تخسر هيبتها وطموحها كقوة إقليمية مؤثرة في المنطقة؟ وما هي الطريقة الأسلم لتقول لشعبها وللعالم: "أنا هنا"، دون خسارات على المستوى الاستراتيجي؟
قبل محاولة الإجابة على هذه التساؤلات قد يفيدنا النظر في عملية الاغتيال ذاتها؛ لماذا تمّت في إيران تحديداً وليس في الدوحة أو بيروت أو أنقرة، أو أي مكان آخر لا يستدعي كل هذه التبعات؟ هذا هو السؤال الأهم برأيي، والذي يجب الوقوف عنده فلسطينياً قبل أي شيء أو اعتبار آخر، ومن أجل ذلك لا بد من تحليل بعض المعطيات السابقة لعملية الاغتيال، وأهمها:
أولاً، لقد فاز الإصلاحي مسعود بزكشيان، أو تمت هندسة فوزه رئيساً للجمهورية الإيرانية، وذلك خلفاً لأحد أكثر المحافظين المتشدّدين في تاريخ إيران الحديث، وهو الرئيس إبراهيم رئيسي. وبهذا الفوز، أو التفويز، فإن إيران ستذهب إلى لغة ومواقف سياسية أكثر اعتدالاً تجاه الغرب والمنظومة الدولية عموماً.
لقد كان خطاب الرئيس الجديد في حفل تنصيبه دليلاً ساطعاً على الحنكة السياسية الجديدة والذكاء في اختيار المفردات. لقد رسم الخطوط العامة للسياسة الإيرانية في المنطقة وفي العالم، دون أن يثير حفيظة الغرب، ودون أن يستعدي المتشدّدين في الداخل، ولا نبالغ لو قلنا إنه تم الاعتناء حتى بالشكل والقاعة والحضور، لتظهر إيران الجديدة كقوة لا يُستهان بها، وفي نفس الوقت ليست معزولة أو "مارقة" كما يفضّل نتنياهو واليمين الغربي وصفها. يضاف إلى ذلك تعيين محمد جواد ظريف، المقبول من الغرب، والذي قاد مفاوضات الملف النووي مع حكومة أوباما، كنائب للرئيس للشؤون الاستراتيجية.
لا يريد نتنياهو وحكومته وكافة أركان الدولة الإسرائيلية هذا الشكل الجديد لإيران، فهو يفقدهم الادعاء المتكرّر بالتهديد الوجودي الذي يحيق بهم من قِبل هذا العدو المتربّص والجاهز، وهم لا يريدون لمفاوضات الملف النووي الإيراني أن يُعاد فتحها مع الغرب. باختصار، هم يريدون إيران متشدّدة وسهلة الوصف بالإرهابية والداعمة للإرهاب، وفوق ذلك معزولة دولياً، ليسهل تجنيد الغرب ضدها في أي حرب حالية أو قادمة.
لهذا السبب، فإن اغتيال شخص بمكانة إسماعيل هنية لدى محور المقاومة، وداخل إيران تحديداً، سيدفع الأخيرة نحو التشدّد، وسوف يُفقد رئيسها الجديد أوراقه في مواجهة هذا التشدّد وأقطابه، وفي نفس الوقت سوف يحرجها إن هي تظاهرت وكأن شيئاً لم يكن.
ثانياً، لقد بدأت الحكومة الإسرائيلية حربها على قطاع غزة في الثامن من أكتوبر الماضي بثلاثة مصطلحات مدروسة تماماً، وهي "حيوانات بشرية" و "داعش" و "هولوكوست جديد"، ولقد استطاعت أن تجنّد العالم ومراكز قراره المهمة من أجل شرعنة انقضاضها الوحشي على الشعب الفلسطيني، بفصائله ومدنييه ومؤسساته ومستشفياته وبنيته التحتية كاملة وبلا استثناءات.
لكن الحرب طالت أكثر مما يجب، وما نتج عنها من كارثة إنسانية متكاملة الأركان في القطاع، ومن خسائر لا يستهان بها لدى المعتدي وجيشه وبنيته الاقتصادية، ومن عدم القدرة على الحسم العسكري السريع والذهاب إلى الترتيبات السياسية، جعل العالم يغير من رؤيته وانخراطه في هذه الحرب. لقد تسبب انفلات القوة الغاشمة، وما نتج عنها من أعداد غير مسبوقة للضحايا، بأن فقدت المصطلحات السابقة تأثيرها لدى الغرب والمؤسسات الدولية.
لم يعد العالم يصدّق أو يتعاطى مع فكرة الداعشية التي تمّ إلصاقها بالفلسطينيين، ولم يعد يستطيع سماع مبرّر الهولوكوست وهو يرى إبادة يومية تتمّ بحقهم، إبادة تتعدّى فكرة الانتقام لما حصل في السابع من أكتوبر، أو تنسجم مع الهدف المعلن للحرب وهو استعادة الرهائن. إذن، ومن وجهة نظر نتنياهو وحكومته، فلا بد أن نلصق بهؤلاء الفلسطينيين تهمة أخرى يمكن للعالم، أو على الأقل للحكومات اليمينية فيه، أن تغضّ الطرف عن قتله اليومي بسببها أو استناداً إليها.
إنهم إيرانيون. إنهم حلفاء لهذه الدولة "الإرهابية". هكذا يريد نتنياهو أن يصفنا. لا أحد ينكر بالطبع ما يحدث على معظم الساحات التي تديرها إيران من مواجهة عسكرية مع إسرائيل، ولا أحد يمكنه نفي العلاقة المباشرة للحوثيين بإيران، أو حزب الله بإيران، لكن للفلسطينيين عموماً، خصوصية مشتقة من كونهم أصحاب القضية، ومن كونهم يتمتعون بطيف كبير متنوّع من الرؤى السياسية، وطيف كبير أكثر تنوعاً من الحلفاء في العالم، ولا يمكن زجّهم بسهولة أو اختصارهم كـ "تشكيل إيراني"، أو كحليف فقط لإيران. هذه الخصوصية بالتحديد لا يريدها نتنياهو أن تستمرّ، وهو يفعل كل ما يستطيع لوضع الفلسطينيين وقضيتهم كجزء من "المشكلة" الإيرانية في الإقليم.
لنتخيل لو أن الاغتيال تمّ في بلد آخر مثلاً، أي بلد كان، ساعتها ستظل عملية الرد مقتصرة على الفلسطينيين وفصائلهم، وفي أفضل الأحوال، سيتسبب ذلك بأزمة دبلوماسية مع البلد الذي تمّت فيه عملية الاغتيال.
نتنياهو يعرف ما يريد؛ وما يريده هو إزاحة إيران نحو التشدّد أكثر، ووضع الفلسطينيين في نفس السلة معها، كعدو، ليس له وحسب، بل للخليج وللعالم بأسره، وهذا يسهّل عليه الاستمرار في قتلهم والضغط من أجل تهجيرهم تحت أنظار العالم المتفرج، إن لم نقل المتفهّم
لكن نتنياهو يعرف ما يريد؛ وما يريده هو إزاحة إيران نحو التشدّد أكثر، ووضع الفلسطينيين في نفس السلة معها، كعدو، ليس له وحسب، بل للخليج وللعالم بأسره، وهذا يسهّل عليه الاستمرار في قتلهم والضغط من أجل تهجيرهم تحت أنظار العالم المتفرج، إن لم نقل المتفهّم.
بعد كل هذا، كيف ستردّ إيران؟ وهل ستغامر بكل ما اشتغلت عليه في الأشهر الأخيرة من صورة جديدة يمكنها من خلالها قطف نتائج سياسية؟ برأيي المتواضع، وقد أكون مخطئاً على أية حال، فإن رداً على شاكلة الرد السابق لن يحصل، فذاك كان استعراضاً للقوة هدفه القول إن إيران قادرة وتمتلك ما يمكنها بواسطته إيذاء إسرائيل. إذن لا داعي لاستعراض جديد للقوة لن يقدّم أو يؤخّر. الخيار الثاني هو الذهاب إلى رد حقيقي من الأراضي الإيرانية نحو إسرائيل مباشرة، وهذا سيضع إيران في مواجهة جدية مع أمريكا، وهي لا ترغب بذلك ولا تريد المغامرة به.
مع نفي هذين الخيارين فإن الخيارات تتقلّص إلى الردّ عبر الحلفاء في المنطقة؛ فيما يخصّ اليمن، لا أظن أن رداً، في إطار قدرات الحوثيين، يمكنه أن يكون قابلاً للترويج كرد مقنع من قِبل إيران، أما فيما يخصّ حزب الله، فلديه أولوية الرد على اغتيال قائده فؤاد شكر، إن كان لا بد من ردّ، ناهيك عن حساباته السياسية التي تخصّ الداخل اللبناني، وفوق ذلك كله: هل ستضحّي إيران نفسها بهذه القوة الحليفة والقريبة من إسرائيل؟ لا أعتقد.
يتبقى لدينا الساحة السورية وساحة الضفة الغربية، فالرد من هاتين الساحتين، ومهما كانت تداعياته واستمرارها، ونتائجه وكارثيتها، يمكن لجميع الأطراف أن تتفق على عدم تسميته "حرباً إقليمية"... فلننتظر.
*كتب عامر بدران
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: فی المنطقة ما یرید فی نفس لا أحد من أجل دون أن
إقرأ أيضاً:
العالم لا يرى إلا بعين واحدة.. هكذا تعامل جيش الاحتلال مع جثامين الشهداء الفلسطينيين
#سواليف
في الوقت الذي ناشد العالم والاحتلال #المقاومة_الفلسطينية بضرورة تسليم #جثامين_الأسرى_الإسرائيليين التي احتفظت بهم، تحتجز سلطات الاحتلال جثامنين 665 شهيداً في مقابر الأرقام والثلاجات، منذ ستينيات القرن الماضي حتى يومنا هذا.
لم تقف #جرائم_الاحتلال عند #الإخفاء_القسري لجثامين #الشهداء الفلسطينيين فحسب، بل مارست أشكالاً متعددة من الإجرام والانتهاكات بالتنكيل في جثامين الشهداء، فيما تصاعدت هذه الجرائم بالتزامن مع #حرب_الإبادة_الجماعية على قطاع والتي بدأت في 7 تشرين أول/أكتوبر 2023.
إحراق ومقابر جماعية وسرقة جثامين
مقالات ذات صلة وفاة وعدة إصابات إثر حادث سير مروّع في المفرق / صور 2025/02/20بعد انسحاب جيش الاحتلال من عدة مناطق في قطاع #غزة؛ كُشف الستار عن #جرائم_واسعة ارتكبها جنود الاحتلال ووثقت آلاف الحالات التي كانت شواهد على التنكيل بجثامين الشهداء الفلسطينيين وسرقة بعضها، وعُثر على مئات الجثامين بعد تعرضها لعمليات تشويهٍ في أزقة وشوارع قطاع غزة.
وكشفت المؤسسات الحقوقية ومنها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، آلاف الحالات والمقابر الجماعية التي دفن بها جيش الاحتلال جثامين شهداء فلسطينيين في محاولته لإخفاء جرائمه، فضلاً عن اعتداء قواته على عشرات المقابر، من خلال تعمد قصفها واستهدافها، ونبش وتخريب القبور فيها، وسرقة جثامين الفلسطينيين.
وقامت قوات الاحتلال بدهس جثامين الشهداء بالمدرعات العسكرية في ساحة مجمع الشفاء الطبي أثناء اقتحامه في شهر آذار/مارس 2024 الماضي، ثم دفنتهم بشكل جماعي وسرقت بعض الجثث.
وتكررت مشاهد نهش الحيوانات الضالة لجثامين شهداء ارتقوا برصاص جيش الاحتلال في قطاع غزة، بعد أن منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من سحبهم ودفنهم، حيث تكدست الجثامين في الشوارع والأزقة وبدأت بالتحلل في مشهد امتهن الكرامة الإنسانية.
الضفة الغربية.. امتداد #الإجرام_الإسرائيلي
بالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، مارس جيش الاحتلال ذات السياسات الإجرامية بحق جثامين الشهداء في الضفة الغربية، في عدة وقائع تم توثيقها.
أبرز هذه الوقائع عندما قصفت طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال ثلاثة مقاومين وهم أشرف نافع، ومحمد بديع، وأبو عبدو، خلال العدوان على مخيم طولكرم في شهر تموز 2024، وبعد استهداف الشهداء، تقدمت جرافة لجيش الاحتلال وقامت بالتنكيل في جثامينهم وسحلها ثم التجول بها في شوارع المدينة قبل سرقتها.
تلا ذلك تنكيل جيش الاحتلال في ذات الطريقة بجثمان الشهيد ماجد أبو زينة في مخيم الفارعة يوم 7 أيلول/سبتمبر 2024، وقامت في حينها جرافة لجيش الاحتلال برفع جثمان أبو زينة وسحله وتمزيق ملابسه عبر رافعتها الحديدية ذات الأسنان المدببة إلى خارج المخيم، قبل أن تتمكن طواقم الهلال الأحمر من نقله إلى المستشفى.
وفي ذات الشهر، قام جنود الاحتلال بالتنكيل بجثامين ثلاثة شهداء في بلدة قباطية، بعد إعدامهم وإلقائهم عن سطح أحد المنازل.
جرائم مستمرة منذ عقود
منذ أن احتلت العصابات الصهيونية القرى والمدن الفلسطينية في أحداث حرب النكبة عام 1948، مارست هذه العصابات الانتهاكات بحق جثامين الفلسطينيين المتكدسة بعد المجازر، فألقت بها في آبار المياه ودفنت بعضها في مقابر جماعية بعد تجريف وسحل الجثامين، وكشفت بعض التحقيقات الصحافية والوثائقيات عن مقابر جماعية احتوت جثامين فلسطينيين، أقام الاحتلال عليها الساحات العامة ومواقف السيارات، كما حدث في مجزرة قرية الطنطورة.
وبعد النكبة استمرت هذه السياسة في حالاتٍ فردية، ضد الفلسطينيين الذين حاولوا دخول فلسطين بعد تهجيرهم، حيث أُخفيت جثامين بعضهم وأُلقي بعضها على الحدود مع لبنان والأردن والضفة الغربية.
مع انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة في ستينيات القرن الماضي، نجحت بعض المجموعات العسكرية التابعة لها بالتسلل إلى داخل فلسطين المحتلة، استشهد بعض هؤلاء المقاومين واحتجزت جثامينهم، ومنذ ذلك الحين برز اسم “مقابر الأرقام” وهي أماكن مخصصة تقوم حكومة الاحتلال بدفن جثامين شهداء فلسطينيين فيها، دون أي إجراءات أو بياناتٍ رسمية للدفن، والاكتفاء بنسب أرقامٍ للجثامين دون أي معلومات عنها.
وكشفت عدة تحقيقات صحفية عن سرقة الاحتلال للأعضاء البشرية من جثامين الشهداء الفلسطينيين وتحويل هذه الأعضاء لكليات الطب والمستشفيات الإسرائيلية، ثم نقل هذه الجثامين ودفنها في مقابر الأرقام، ومؤخراً أصبحت بعض عمليات الاحتجاز تتم في ثلاجات جثث.
كما ويمتلك الاحتلال لأكبر بنك جلدٍ في العالم، وصدرت تحقيقات صحافية مختلفة عن أن مصدر هذا البنك هو جثامين الفلسطينيين المحتجزة لدى الاحتلال، وعند تسليم بعض الجثامين أكد ذوريهم وجود آثار عمليات واسعة في مناطق الأعضاء الحيوية بالجسم كالكلى والأمعاء والقلب، ما يؤكد تعرض الجثامين لسرقة الأعضاء.
ولا يقف التنكيل بجثامين الشهداء عند احتجازها أو دفنها بمقابر جماعية، بل هناك صنف آخر أشد همجية ووحشية، وهو الاعتداء على الجثامين وسحلها وتكثيف إطلاق النار عليها.
وُثقت إحدى هذه الحالات أمام الكاميرات عام 1978 عندما قتل جنود الاحتلال الشهيدة دلال المغربي بعد عملية “الساحل”، ووثقت الكاميرات حينها قيام “يهود باراك” أحد رؤساء وزراء الاحتلال سابقاً، بسحل جثمان الشهيدة بعد ارتقائها، إضافةً إلى مئات الحالات المشابهة وغير الموثقة إعلامياً.
ومن هذه الحالات إطلاق جنود الاحتلال النار على جثمان الشهيد عماد عقل عند اغتياله عام 1993 بعد التأكد من موته، ومن ثم قام أحد جنود الاحتلال بطعن الجثمان بالسكين عدة مرات.
وعكست عمليات الاغتيالات في انتفاضة الأقصى مدى وحشية جنود الاحتلال بالتنكيل في جثامين الشهداء، أبرز هذه العمليات، اغتيال الشهداء: يوسف السركجي، نسيم أبو الروس، جاسر سمارو، وكريم مفارجة، في مدينة نابلس عام 2002 وقيام جنود الاحتلال باقتلاع عيونهم وتقطيع أطراف بعضهم، ثم إحراق الشقة بهم، وهذه واحدة من مئات عمليات التنكيل الوحشية المشابهة.
بالمقابل، تجسدت ازدواجية المعايير لدى الصليب الأحمر الدولي وغيره من مؤسسات المجتمع الدولي اليوم خلال عملية استلامه لجثامين أسرى الاحتلال.
وبينما سعى الصليب الأحمر لاستلام جثامين أسرى الاحتلال في مراسم رسمية، لم يتعامل هو وغيره من المؤسسات الدولية مع قضية جثامين الفلسطينيين المحتجزة بذات الطريقة، حيث سلم جثامين الشهداء الفلسطينيين في أكياس زرقاء وداخل شاحنات تفتقر لأبسط مقومات الكرامة الإنسانية، عدة مرات خلال شهور حرب الإبادة الجماعية، حيث يرى العالم كل شيء، ولا يرى الحق الفلسطيني.