الجديد برس:

دشنت صنعاء المرحلة الأولى مما تسميها «التغييرات الجذرية» بتكليف القيادي الجنوبي، أحمد غالب الرهوي اليافعي، تشكيل حكومة «تغيير وبناء»، فيما جرى تعيين رئيس الحكومة السابق، عبد العزيز بن حبتور، عضواً في «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم.

هذه الخطوة التي باركها مجلسا النواب والشورى، أثارت استياءً واسعاً في أوساط الموالين للتحالف السعودي – الإماراتي، إذ اعتبرها مقرّبون من الحكومة الموالية للتحالف خطوة في اتجاه تجذير سلطات حركة «أنصار الله»، في المحافظات الشمالية، كما عدّها ناشطون تابعون لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي»، المحسوب على الإمارات، رسالة واضحة إلى المكونات الجنوبية التي تطالب بالانفصال عن اليمن، وعلى رأسها «الانتقالي».

وبالفعل، أكدت الخطوة تمسك حركة «أنصار الله» باتفاق الوحدة الموقّع بين شطرَي البلاد عام 1990، والذي يلزم السلطات في صنعاء بمنح منصب رئيس الحكومة لشخصية جنوبية لـ«تعزيز الشراكة الوطنية».

وفي أول رد فعل على ذلك، دعا نائب رئيس «الانتقالي»، هاني بن بريك، في منشور على منصة «إكس»، أبناء المحافظات الشمالية إلى احترام «إرادة شعب الجنوب في الاستقلال»، معتبراً أن «الوحدة اليمنية انتهت»، ولوّح بفرض «الانفصال بالقوة ومواجهة أيّ مساعٍ للاستمرار في الوحدة».

ولعل ما أثار قلق «الانتقالي» أن المكلّف بتشكيل حكومة «التغيير والبناء» في صنعاء ينحدر من قبيلة يافع التي تمتد من محافظة أبين إلى محافظة لحج جنوب البلاد، فيما يخشى المجلس، الذي فقد شعبيته في محافظة أبين خلال الفترة الماضية، أن تنضم قبائل من أبين ولحج إلى صف رئيس حكومة صنعاء الجديد، ولا سيما أن اليافعي الذي انضم إلى حركة «أنصار الله» مطلع عام 2010، شخصية اجتماعية معروفة في أبين، وشغل عدداً من المناصب في المحافظة، قبل أن يتم تعيينه عضواً في «المجلس السياسي الأعلى» عام 2019، كممثل للمحافظات الجنوبية.

وكان قد أثار تأخير تشكيل حكومة «البناء والتغيير» لمدة عام، منذ أن أعلن قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، عن نية التغيير، موجة تساؤلات في الأوساط الشعبية خلال الأشهر الماضية، واعتبره البعض مرتبطاً بحل سياسي ينهي الصراع في اليمن، إلا أن التأخير بدا أكثر ارتباطاً بدخول اليمن جبهة الإسناد لفلسطين.

وفي هذا الشأن، أرجع الحوثي، في خطابه لمناسبة العام الهجري الجديد، تأخّر تشكيل هذه الحكومة إلى التداعيات التي فرضتها عملية «طوفان الأقصى».

ستتولّى الحكومة الجديدة إجراء إصلاحات إدارية واسعة

ولن تكون حكومة «التغيير والبناء» بقوام 44 وزارة كما كانت الحكومات السابقة، بل جرى تقنين الوزارات ودمج عدد منها، ومعالجة الازدواج الوظيفي بين الوزارات والمؤسسات، وإنهاء التضارب في المهام بين الجهات الحكومية، لتكون الحكومة مصغرة ذات مهام مركّزة ومحدّدة، يراد منها رفع مستوى الخدمات، و«مواجهة التحديات التي تعيق مسار التنمية».

وأكدت مصادر في حركة «أنصار الله»، لـ«الأخبار»، أن حكومة البناء والتغيير هي حكومة كفاءات وطنية بين «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» وشركائه في صنعاء، وأشارت إلى أنها ستتولى عملية إصلاحات إدارية واسعة تشمل السياسات الإدارية والآليات السابقة وأساليب العمل، بما «يحقّق الهدف في خدمة الشعب والنهوض بالبلد ومعالجة المشاكل الاقتصادية».

ولفتت المصادر إلى أن «المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية سوف تشمل أيضاً إصلاح المنظومة القانونية والقضائية، ومعالجة الاختلالات التي يعانيها القضاء» في المناطق الواقعة تحت سيطرة «أنصار الله»، باعتبار ذلك «خطوة إيجابية ستعزز ثقة المواطنين والمستثمرين بالسلطة القضائية، وستعمل على تسريع بت القضايا المنظورة أمام المحاكم».

ويترقّب الشارع اليمني في صنعاء معالجات شاملة لأهم الملفات المتعلّقة بصرف مرتّبات موظفي الدولة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، في ظلّ تراجع معدّلات دخل الأسر، وانكماش قطاع الأعمال، وتراجع فرص العمل مقابل ارتفاع أعداد طالبي العمل، وتراجع دور الدولة الخدمي في مجالات الصحة والتعليم، جرّاء توقّف عشرات المشاريع الاستثمارية في هذه القطاعات على مدى تسع سنوات من العدوان والحصار.

كما يترقّبون إنعاش الاستثمار المحلي في مختلف القطاعات، واتباع سياسات جاذبة لرؤوس الأموال، ورفع معدلات الإنتاج الوطني من الصناعات المدنية، وإعداد خطط زراعية تدفع نحو رفع معدلات الإنتاج الوطني من الحبوب، كضرورة للحدّ من الفجوة الكبيرة التي يعانيها الأمن القومي للغذاء.

وعلى رغم أن هذه الملفات التي ورثتها «حكومة البناء» من الحكومة السابقة، ويعدّ بعضها من تداعيات الحرب على اليمن، هي ملفات ثقيلة، إلا أن هناك آمالاً لدى الشارع اليمني بأن تدفع «أنصار الله» الحكومة الجديدة إلى النجاح.

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: تشکیل حکومة أنصار الله فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

صفقات أحزاب العوائل تعوق تشكيل حكومة كردستان

17 مارس، 2025

بغداد/المسلة: تسود تحذيرات من ان تشكيل حكومة إقليم كردستان سيقوم من جديد على الصفقات والترضيات والصراعات العائلية والحزبية في عوائل السلطة والأحزاب الحاكمة.

وينتظر الكرد، الكابينة التاسعة برئاسة مسرور بارزاني التي تلوح في الأفق، وسط اتفاقات مقتصرة على طرفين فقط، هما الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، حزبي السلطة الحاكمين.

النائب الكردي السابق غالب محمد أطلق تحذيراً صريحاً، مشيراً إلى أن إعادة اختيار مسرور بارزاني رئيساً لحكومة الإقليم الجديدة سوف يقود إلى الفشل، في ظل المؤشرات التي تكشف عن أزمة سياسية عميقة.

وتشير المعطيات إلى أن عملية تشكيل الحكومة تتسم بالغموض والتكتم، حيث يبدو أن الحزبين الكبيرين يسعيان لتقاسم النفوذ عبر صفقات بعيدة عن الأعين.

وهذا النهج، الذي يعتمد على الترضيات بين عائلتي بارزاني وطالباني، يثير قلق المراقبين من أن تكون الكابينة التاسعة امتداداً لسياسات سابقة لم تحقق الاستقرار المنشود. تصريحات غالب محمد تعكس وجهة نظر شعبية متزايدة ترى أن استمرار هيمنة الحزبين قد يفاقم التحديات بدلاً من حلها.

وفي قلب الأزمة، تبرز الصراعات العائلية كعامل معقد. فالتنافس داخل عائلة بارزاني نفسه، بين مسرور ونيجيرفان، يشكل عقبة إضافية أمام توحيد الرؤى.

تقرير  أشار إلى أن الصراع يؤثر على توزيع الحقائب الوزارية، حيث يسعى كل طرف لتعزيز سيطرته على الموارد والمؤسسات الأمنية. هذا الوضع يعزز الانطباع بأن الحكومة الجديدة قد تكون أداة لتصفية الحسابات بدلاً من خدمة مصالح الإقليم.

من زاوية أخرى، تبدو الاتفاقات المحدودة بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني محاولة لاستبعاد القوى المعارضة، مثل حركة التغيير وحزب الجيل الجديد، اللذين انتقدا بشدة هذا النهج.

و كتب الصحفي الكردي آزاد قادر: “حكومة جديدة بوجوه قديمة، صفقات بين الحزبين لن تجلب سوى المزيد من الأزمات”. هذا الرأي يتماشى مع تحذير غالب محمد، مؤكداً أن غياب الإصلاحات الحقيقية قد يدفع الإقليم نحو هاوية الفشل.
 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • صفقات أحزاب العوائل تعوق تشكيل حكومة كردستان
  • في اشتباك دام لساعات..حركة أنصار الله تستهدف حاملة طائرات أمريكية
  • 31 قتيلا وأكثر من 100 جريح في ضربات أمريكية على اليمن
  • 31 قتيلا على الأقل في ضربات أميركية تستهدف اليمن  
  • ارتفاع عدد ضحايا الغارة الأمريكية على اليمن.. و"أنصار الله" تتوعد
  • بعد قصف صنعاء : بيان هام وعاجل للمكتب السياسي لأنصار الله الحوثيين
  • وردنا الآن من صنعاء| بيان هام وعاجل للمكتب السياسي لأنصار الله.. وهذا ما جاء فيه
  • تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط
  • ولي العهد يهنئ السيد مارك كارني بمناسبة تشكيل حكومة كندا الجديدة
  • بن شرادة: هدف حكومة الدبيبة قد يكون تعطيل وعرقلة الانتخابات وإرباك المشهد السياسي