اليونسيف: المجاعة تأكل السودانيين والعالم لا يسمع ولا يرى!
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
حذّر المتحدث العالمي باسم منظمة “اليونسيف” التابعة للأمم المتحدة، جيمس ألدر، من كارثة إنسانية قد تتجاوز السودان، منوهًا إلى “أن الأطفال يموتون، والمجاعة بدأت”.
وقال ألدر لموقع “إرم نيوز”: إنّ “العنف المتصاعد في السودان المستمر منذ 16 شهرًا، تسبّب بمقتل أو إصابة آلاف الأطفال، كما رأينا وعمليات التجنيد الإجباري، وذلك الوضع المروّع كان بعيدًا عن أعين العالم”.
وأضاف: “نحن نتحدّث عن المناطق التي يمكننا كمنظمة أممية الوصول إليها، وعن المشاهد المروّعة التي نراها، لكنّنا نعلم أنّ الوضع أسوأ بكثير في المناطق التي لا يمكن الوصول إليها”.
وأشار إلى أنّ “العالم بأسره يعلم عن تلك المعاناة، لكنّه يغلق عينيه، ويتجاهل العذاب الكبير الذي يعانيه ملايين الأطفال السودانيين”.
وقال: إن “تجاهل ما يحدث في السودان يمثل استمرارًا لمسار خطير من “اللامبالاة” العالمية تجاه حياة الأبرياء في السودان”، موضحًا أنّ “الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس تضرّر أو دُمر، فيما نعلم أنّ العديد من العاملين في الخطوط الأمامية من ممرضات وأطباء وأخصائيين اجتماعيين لم يتقاضوا أجورهم”.
وشدّد على أنّ “الكوليرا والملاريا والحصبة، تشكل تهديدًا متزايدًا خصوصًا بالنسبة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية”، قائلًا: لذا فإنّ اهتمامنا بالأطفال هنا في السودان ليس مجرّد التزام أخلاقي، بل هو أمر بالغ الأهمية لتفادي الوقوع في كارثة إنسانية قد يكون لها آثار تتجاوز السودان”.
وأضاف ألدر الذي يزور السودان، حيث يتمركز حاليًا في العاصمة الخرطوم، أنّ “عدد سكان العاصمة يبلغ 10 ملايين شخص، اضطر نصفهم على الأقل إلى الهرب، والعديد منهم هرب أكثر من مرّة من أماكن عدّة”.
وقال: “نحن نرى هنا أن الطفولة تُدمر، بالأمس كنت في المستشفى، حيث يتواجد فيها أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و11 و13 عامًا، أصيبوا بجروح خطيرة بعد سقوط قذيفة بملعب لليونيسيف، بينما كانوا يلعبون كرة القدم، وقد قُتل طفلان في مساحة يُفترض أن تكون آمنة للأطفال”.
وكشف عن “تأكيدات أنّ بعض أجزاء السودان ستصل إلى المجاعة، واليونيسف والأمم المتحدة تحذّران منذ وقت طويل من أنّ أطفال السودان لا يمكنهم الانتظار وهم الآن يموتون”.
وشدّد على أنه “ليس هناك أسوأ من إعلان حالة المجاعة، وقد وصلنا إليها بالفعل في بعض أنحاء السودان، لكن ثمّة حاليًا 700 ألف طفل يعانون من أخطر أشكال سوء التغذية، إنّه سوء تغذية حاد وشديد، وهذا أعلى رقم موجود على الكوكب، داعيًا إلى معالجته”.
وأردف: “نحن الآن نعلم كيف يمكننا إنقاذ حياتهم لو كانت لدينا القدرة على الوصول والتمويل المطلوب، وعندها لا داعي لأن نخسر أحدًا، لكن عندما لا نستطيع الوصول إليهم، ولم نحصل على التمويل، فهناك مخاطرة أن نخسر عشرات الآلاف من الأطفال، والأمر لا يتعلق بنقص المعرفة، بل بنقص الإرادة”.
وأسف “ألدر”، لعدم توفّر الأماكن الآمنة للأطفال، قائلًا: “لدينا الآن 14 مليون طفل، وأكثر من نصف أطفال البلاد يحتاجون إلى مساعدات إنسانية”.
وعن رسالته إلى المجتمع الدولي، قال إلدر، إنّ “اليونيسيف والأمم المتحدة تدعوان منذ أشهر إلى تأمين الوصول -من دون عوائق- إلى أولئك الأطفال الذين يحتاجون الدعم”.
وختم إلدر بالقول: “يجب أن يتوقف ذلك النزاع ويجب أن نضمن حماية الأطفال والنساء والبنية التحتية المدنية”.
هذا وبحسب بيانات الأمم المتحدة، تتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل2023 ما أسفر عن نحو13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: المجاعة في السودان فی السودان
إقرأ أيضاً:
جنوب السودان «على شفا الانزلاق مجدداً إلى حرب أهلية»
جوبا: «الشرق الأوسط» تسبّبت المواجهات الدائرة في شمال شرقي دولة جنوب السودان في نزوح نحو 50 ألف شخص، فيما عرضت سفارات غربية عدّة الاضطلاع بدور الوساطة لتفادي تدهور الوضع، على ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)» في تقرير لها.
وقال نيكولاس هايسوم، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى جنوب السودان، إن البلد «على شفا الانزلاق مجدّداً إلى حرب أهلية» تهدّد بنسف سنوات من الجهود المبذولة لصون سلام هشّ.
ومنذ نهاية فبراير (شباط) الماضي، أدّت أعمال العنف إلى نزوح 50 ألف شخص، منهم 10 آلاف عبروا الحدود باتجاه إثيوبيا، وفقاً لـ«مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)» في جنوب السودان.
وتشهد مقاطعة الناصر في ولاية أعالي النيل معارك بين قوات موالية للرئيس سلفا كير ومجموعة «الجيش الأبيض» التابعة لنائبه الأول رياك مشار؛ مما يهدّد بتقويض اتفاق تقاسم السلطة الهشّ.
وأشارت «الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)»، وهي كتلة من دول شرق أفريقية، إلى أنّه في 4 مارس (آذار) الحالي، تمكّن «نحو 6 آلاف مقاتل من (الجيش الأبيض)» من الاستيلاء على معسكر لجيش جنوب السودان في هذه المقاطعة. وفي ليل الأحد - الاثنين، «نفّذ جيش جنوب السودان ضربات جوية على مواقع للمتمرّدين في مقاطعة الناصر؛ ما أدى إلى مقتل 20 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال»، وفق ما أفاد به المفوّض الإداري بالمقاطعة جيمس غوتلواك .
ومساء الاثنين، أعلن حزب مشار «تعليق مشاركته» في بعض الهيئات الأمنية المنشأة بموجب «اتفاق السلام» لعام 2018، وذلك حتى إطلاق سراح مسؤولين سياسيين وعسكريين ينتمون إلى صفوفه أُوقفوا مؤخراً. وكتب نائب الحزب، أويت نتنائيل بييرينو، على «فيسبوك»، أن «أيّ مشاركة للأعضاء في ما تعرف بـ(الآليات الأمنية والسياسية) تُعلَّق بمفعول فوري»، مشيراً إلى أن عمليات التوقيف «تهدّد جوهر» اتفاق السلام.
وعرضت سفارات غربية عدّة في جوبا، منها سفارات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا، الثلاثاء، التوسّط بين سلفا كير ورياك مشار لتنظيم «لقاء بينهما وإطلاق حوار مباشر لعودة السلام وصونه».
وقالت نائبة الممثل الخاص لبعثة الأمم المتحدة لدى السودان وجنوب السودان، أنيتا كيكي غيبو، إنّ «أعمال العنف تزيد من تعريض المجتمعات الضعيفة للخطر، وتجبر على تعليق الخدمات الحيوية». وحضّت «جميع الأطراف على السماح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول بأمان إلى المحتاجين، خصوصاً النساء والأطفال وكبار السن».
وفي ظلّ أعمال العنف الدائرة بالبلد، اضطر عاملون في مجال الإغاثة الإنسانية إلى المغادرة، وأُغلقت وحدة لمعالجة الكوليرا في الناصر، في حين يتفشّى المرض بسرعة في البلد، كما في السودان المجاور وإثيوبيا.
وكشفت منظمة «أطباء بلا حدود»، الجمعة، عن أن العنف في جنوب السودان «يفاقم الوباء. وقد اضطرّ آلاف الأشخاص إلى النزوح، وباتوا عاجزين عن الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية ومياه الشرب، وهي عوامل أساسية (لمنع) الانتشار السريع للكوليرا».
ومنذ استقلاله عن السودان في عام 2011، يواجه جنوب السودان أعمال عنف تحول دون وضع حد للحرب الأهلية الدامية بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار. وأدى هذا الصراع إلى مقتل نحو 400 ألف شخص ونزوح 4 ملايين بين عامي 2013 و2018 عام توقيع اتفاق سلام تتهدّده الاشتباكات الجديدة في الشمال الشرقي.
وفي بداية مارس الماضي، تعرّضت مروحية للأمم المتحدة لإطلاق نار أدى إلى مقتل قائدها وجنرال في جيش جنوب السودان. ومؤخراً، أكدت رئيسة «لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان» في جنوب السودان، أنّ البلاد دخلت «في انحدار مثير للقلق من شأنه أن يمحو سنوات من التقدّم نحو السلام».
وقال طبيب يعمل في المنطقة من «اتحاد الإغاثة الدولية»، وهو منظمة غير حكومية مهددة باقتطاعات الموارد الأميركية التي أقرّتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب: «لا أمل بتاتاً للنازحين واللاجئين العائدين».
وقال إن «السودان المجاور؛ حيث نزح نحو 11 مليون شخص بسبب الحرب الدائرة، هو خير مثال للسرعة التي يمكن بها لدولة أن تغرق في حرب كارثية»، داعياً كلّ الأطراف إلى تهدئة التوتّرات «قبل فوات الأوان».