«في أول شهرين من عام 2024، تم الإبلاغ عن 3 حوادث على الأقل في السودان تتعلق بالألغام الأرضية أو مخلفات الحرب القابلة للانفجار، مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا، بينهم أطفال».

كمبالا ــ  التغيير

أدلة جديدة على استخدام الجيش والدعم السريع، ألغامًا أرضية في صراعهما العسكري الدائر منذ 15 ابريل، اكدتها ،المنسقة المقيمة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، في تغريدة على منصة اكس بتاريخ 28 فبراير.


وفي يناير قّتل 10 مدنيين بولاية نهر النيل، إثر انفجار لغم أرضي بحافلة كانت تقلهم من منطقة شرق الجزيرة كانت في طريقة إلى مدينة شندي، ومع حلول فصل الخريف، كشفت الأمطار الغزيرة عن ألغام أرضية مدفونة في شارع الجيلي شمال العاصمة الخرطوم، وفقا لغرفة طوارئ بحري.

تبادل الاتهامات

يتبادل الجيش وقوات الدعم السريع، الاتهامات، حول المسؤولية عن تلك الألغام، حيث أكدت الوحدة الهندسية التابعة لقوات الدعم السريع، رصد، العديد من المناطق الملوثة بالألغام التي زرعتها القوات المسلحة، في مناطق مختلفة، منها الشارع الرابط بين الجيلي و بحري، ومنطقة شرق النيل، وكذلك الطريق الرابط بين سنار والقضارف، بينما يعتبر الجيش، أن الدعم السريع هو من زرع الألغام بصورة عشوائية ودون خرائط، بهدف الانتقام وإلحاق الضرر بالمدنيين، مما جعل مهمة فرق الإزالة أكثر تعقيدًا.
وفي خضم تلك الاتهامات تظل مخلفات الحرب في السودان تشكل تهديدًا خطيرًا على حياة المدنيين ويضاعف معاناتهم بعد انتهاء الحرب.

وسيلة انتقام

اعتبر الخبير العسكري، اللواء متقاعد، أمين إسماعيل مجذوب، زراعة الألغام في المناطق الحضرية عملية خطيرة، نظرًا لافتقار المدنيين إلى الخبرة في التعامل معها وأوضح في حديثه لـ «التغيير» أن الدعم السريع لجأ لزرع الألغام في الأحياء السكنية لمنع الجيش من الدخول إليها، باعتبارها مناطق تمركز قياداته، كما قام بزراعة الألغام بعد انسحابه من الأحياء، كوسيلة للانتقام وإلحاق الضرر بالمدنيين.
وأشار إلى أن انتشار الألغام سيؤدي، على المدى القريب والبعيد، إلى حوادث قاتلة أو إلى بتر الأطراف، خصوصًا بين الأطفال والنساء، إضافةً إلى الأضرار التي تلحق بالمواشي. وأكد أن القوات المسلحة والمنظمات الدولية المتخصصة في إزالة الألغام تبذل جهودًا كبيرة في هذا الصدد، رغم أن الزراعة تمت بصورة عشوائية وبدون خرائط مما صعّب من مهمة هذه الفرق.

ألغام حول المعسكرات

بالمقابل أكد عضو وفد التفاوض بالدعم السريع محمد المختار الضاوي، أن الوحدة الهندسية التابعة لقوات الدعم السريع رصدت عددًا كبيرًا من المناطق المزروعة بالألغام، بواسطة الجيش في شارع الجيلي الرابط بين الجيلي و بحري، وكذلك في منطقة شرق النيل، والطريق الرابط بين سنار والقضارف.
وقال الضاوي في مقابلة مع «التغيير» إن الجيش قام بزرع ألغام بشرية وآليات حول معسكراته، مما يهدد حياة المواطنين والبيئة بسبب الطبيعة غير المرئية لهذه الألغام، والتي تتسبب في خسائر كبيرة بين المدنيين. وأدان الضاوي سلوك القوات المسلحة في زرع الألغام في المناطق المأهولة بالسكان، مشددًا على أن الوحدة الهندسية ستعمل على إزالة هذه الألغام لتخفيف الآثار الكارثية التي تخلفها.
وذكر أن الوحدة قامت سابقًا بإزالة عدد كبير من الألغام في منطقة العيلفون. وأكد الضاوي أن الجيش يجب أن يدرك أن المتضرر الأول من زراعة الألغام هو المواطن. ودعا وكالات الأمم المتحدة والجهات المعنية بالألغام إلى أخذ هذا السلوك الإجرام تجاه المدنيين في الحسبان.

لا دليل

مدير المركز القومي لمكافحة الألغام، العميد ركن خالد حمدان، نفي وجود ألغام تمت زراعتها من قبل طرفي الحرب، وقال حتي الآن لا يوجد دليل يثبت وجودها، و اعتبر أن الحديث عنها شائعات يظهر فقط في وسائل الإعلام
وأوضح في حديثه مع «التغيير» أن زراعة الألغام في المدن أمر صعب، وقال إن أي حديث عن وجودها يحتاج إلى تحقيق دقيق، مثلما هو الحال في منطقة الجيلي التي لم يتم تأكيد وجود ألغام فيها حتى الآن، واعتبر أن هذه ادعاءات تستدعي التحقيق من خلال إرسال فرق مختصة لاستكشاف مدى صحتها.
وذكر أن اتيام المكافحة تقوم حاليًا بعمليات تطهير في مدينة أم درمان القديمة، حيث نجحت في إزالة مخلفات المعارك، ما يمهد لعودة المواطنين إلى مناطقهم بأمان.
وقال حمدان : «هناك اعتقاداً سائداً بين المواطنين بأن أي جسم ينفجر يعتبر لغمًا، وقد تبين ذلك من البلاغات التي استلمها المركز حول وجود ألغام في أم درمان. لكن عند فحص المواقع المبلغ عنها، يتضح أن الجسم المذكور هو دانة أو جزء منها لم ينفجر. لذلك، يجب على المواطنين أن يدركوا الفرق بين الألغام وبقايا الحرب الأخرى»،
و أكد أن المركز ينفذ حملات توعية للمواطنين في ولايات السودان الشمالية والشرقية حول كيفية التعامل مع مخلفات الحرب وآلية الإبلاغ عنها.
وذكر أن الفرق المتخصصة في إزالة الألغام، عادة ما تنتشر بعد انتهاء الحروب في المناطق المتأثرة، حيث تعمل على تنظيفها من مخلفات الحرب لتأمينها للسكان.

الوسومألغام إتهامات الجيش الدعم السريع معركة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: ألغام إتهامات الجيش الدعم السريع معركة

إقرأ أيضاً:

في قصف نُسب لقوات الدعم السريع.. 21 قتيلا في سنار السودانية

قُتل 21 شخصا الأحد في قصف استهدف سوق مدينة سنار في جنوب شرقي السودان، ونُسب إلى قوات الدعم السريع، غداة رفض حكومة البلاد نشر قوة مستقلة لحماية المدنيين.

وأوردت شبكة أطباء السودان أن الحصيلة بلغت 21 قتيلا، مشيرة إلى أن "أكثر من 70 شخصا أصيبوا" أيضا في هذا القصف المدفعي الذي نسبته إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

ونددت الشبكة بما وصفتها بالمجزرة في حق المدنيين في سنار، "واستهداف الدعم السريع لمواقع تجمعات المواطنين بالأسواق مما أدى لخسائر كبيرة وسط المدنيين العزل". 

شبكة أطباء السودان: مقتل 21 شخص وإصابة أكثر من 70 آخرين جراء قصف مدفعي للدعم السريع على سنار.https://t.co/4eZ7rKWT8w#شبكة_اطباء_السودان pic.twitter.com/aIpss15aKJ

— Sudan Doctors Network - شبكة أطباء السودان (@SDN154) September 8, 2024

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق دقلو المعروف بحميدتي.

ودفع النزاع بالبلاد إلى حافة المجاعة، وتندد المنظمات الإنسانية منذ أشهر بانعدام الأمن الذي يمنعها من إيصال المساعدات.

وسيطرت قوات الدعم السريع أواخر يونيو على مدينة سنجة عاصمة سنّار. وأدت المعارك في الولاية إلى نزوح نحو 726 ألف شخص، وفق المنظمة الدولية للهجرة التي تفيد بأن سنّار كانت تستقبل أساسا أكثر من نصف مليون نازح بسبب الحرب بين الجيش والدعم السريع.

وتربط سنّار بين وسط السودان وجنوبه الشرقي الخاضع لسيطرة الجيش.

في أغسطس، قُتل 80 شخصا على الأقل وأصيب عشرات بجروح في هجوم شنته قوات الدعم السريع على قرية جلنقي في ولاية سنّار حسب مصدر طبي وشهود.

جرائم ضد الإنسانية

والجمعة، دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

وخلُص الخبراء المكلّفون من مجلس حقوق الإنسان، في تقرير، إلى أنّ طرفي النزاع "ارتكبا سلسلة مروّعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم يمكن وصف كثير منها بأنّها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وفي بيان لها السبت، أكدت وزارة الخارجية السودانية أن "حماية المدنيين أولوية قصوى لحكومة السودان"، مندّدة بـ"استهداف الميليشيا الممنهج للمدنيين والمؤسسات المدنية" في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وتحدثت الوزارة عن "تناقض غريب" يحمله تقرير البعثة، إذ استنكرت "التوصية بحظر السلاح عن الجيش الوطني (وبأن) توكل مهمة حماية المدنيين لقوة دولية لا يعرف متى ستشكّل".

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيانها "ترفض حكومة السودان توصيات بعثة تقصي الحقائق جملة وتفصيلا"، ورأت أنها "تجاوز واضح لتفويضها وصلاحيتها".

كما اعتبرت الوزارة أنّ "دور" مجلس حقوق الإنسان الأممي هو "دعم المسار الوطني إعمالا لمبدأ التكاملية وليس السعي لفرض آليه خارجيه بديلة".

ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، حسب أرقام الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الأحد في مدينة بورتسودان إن "المجتمع الدولي يبدو أنه نسي السودان ولا يولي اهتماما كبيرا للنزاع الذي يمزقه أو عواقبه على المنطقة".

وأوضح المدير العام الذي وصل الى بورتسودان السبت في زيارة رسمية أنّ "حجم الطوارئ صادم، وكذلك الإجراءات غير الكافية التي تُتّخذ للحد من الصراع".

وأشار إلى احتياج 14,7 مليون شخص في السودان إلى إغاثة عاجلة، موضحا أن التمويل المطلوب لهؤلاء يبلغ 2,7 مليار دولار "لم يتم توفير سوى أقل من نصفه".

ودعا المسؤول الأممي العالم "إلى الاستيقاظ ومساعدة السودان للخروج من الكابوس الذي يعيشه".

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني نفذ ضربات جوية لمواقع تجمعات قوات الدعم السريع في مناطق كبكابية وجبل عامر والضعين
  • قوات الدعم السريع تقتل 31 شخص في مدينة سنار السودانية
  • الدعم السريع يستهدف سوق سنار ويخلف عشرات القتلى
  • الجيش يحبط أكبر هجوم بمسيرات الدعم السريع على الفاشر
  • 21 قتيلا في السودان جراء قصف نُسب لقوات الدعم السريع
  • في قصف نُسب لقوات الدعم السريع.. 21 قتيلا في سنار السودانية
  • القوات اليمنية تطهر مساحات جديدة من ألغام الحوثي
  • مقتل طالبة جراء المواجهات بين الجيش والدعم السريع في الأبيض
  • الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل
  • تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتحذيرات للمواطنين