بمواجهة الاقتحام المفاجئ.. بوتين يوجه غضبه نحو الغرب
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
وجه الرئيس، فلاديمير بوتين، الاثنين، انتقادات حادة للغرب بشأن التوغل الأوكراني في الأراضي الروسية الذي استمر لمدة أسبوع، وذلك خلال اجتماع "متوتر" مع كبار مسؤوليه يعكس كيف أربك الهجوم المفاجئ الكرملين، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
واعتبرت الصحيفة الأميركية نقلا عن محللين، أن هدفين رئيسيان كان وراء تحرك أوكرانيا، أولهما، سحب القوات الروسية من خطوط المواجهة في شرق أوكرانيا، والاستيلاء على أراض يمكن استخدامها كورقة مساومة في مفاوضات السلام المستقبلية.
وأصر بوتين، متحدثا مع رؤساء الأمن وحكام المناطق في مقر إقامته خارج موسكو، على أن الهجوم لن يليّن موقفه التفاوضي. وحتى مع تسارع موسكو للرد على التوغل في منطقة كورسك، واصلت القوات الروسية قصف القوات الأوكرانية في الشرق، حسبما قال مسؤولون عسكريون أوكرانيون، الاثنين.
وحمّل الرئيس الروسي الدول الغربية مسؤولية الهجوم، قائلا إن "الغرب يحاربنا بأيدي الأوكرانيين"، مكررا وصفه المعتاد للحرب التي بدأها قبل 30 شهرا، بأنها حملة بالوكالة ضد روسيا من قبل الغرب.
وفي تصريحاته العلنية الأكثر تفصيلا حتى الآن عن الهجمات، قال بوتين أيضا إن كييف "بمساعدة أسيادها الغربيين" تحاول إبطاء تقدم القوات الروسية المشاركة فيما يسميه الكرملين "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.
وتساءل بوتين أيضا عن مدى إمكانية إجراء مفاوضات مع عدو يتهمه بإطلاق النار عشوائيا على المدنيين الروس والمنشآت النووية، مضيفا "سيحصل العدو بالتأكيد على الرد الذي يستحقه، وستتحقق جميع أهدافنا، بلا شك".
وذكرت وكالة الأنباء الروسية الحكومية "ريا نوفوستي"، الثلاثاء، نقلا عن المكتب الصحفي لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي يتخذ خطوات "مجنونة" تهدد بالتصعيد إلى ما هو أبعد بكثير من أوكرانيا، حسبما نقلته رويترز.
وبعد أشهر من التراجع على الجبهة الشرقيّة، أطلقت أوكرانيا عملية غير مسبوقة في كورسك تعد الأكبر والأنجح التي تنفّذها كييف حتّى الآن، وأكبر هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
ووّجه بوتين جيشه لطرد القوات الأوكرانية والعمل مع خدمة حرس الحدود "لضمان الحماية الموثوقة لحدود الدولة"، فيما يمثّل اعترافا بفشل روسيا في هذا الصدد، بحسب نيويورك تايمز.
ويمثل الاقتحام لدى الرئيس الروسي انتكاسة غير متوقعة، لأن جيشه ظل متفوقا لعدة أشهر على الجبهة الشرقية في أوكرانيا حيث يتقدم ببطء، وفقا لفرانس برس.
وأعلن الجيش الروسي، الاثنين، سيطرته على بلدة ليتشني شرق أوكرانيا.
وأكد حاكم كورسك بالوكالة، أليكسي سميرنوف، الاثنين، أن القوات الأوكرانية سيطرت على 28 بلدة في المنطقة.
وأبلغ سميرنوف بوتين بأن العملية الأوكرانية تمتد في منطقة بعمق 12 كلم وعرض 40 كلم.
وأشار إلى أن "عدد القتلى المدنيين 12 وعدد الجرحى 121 بينهم عشرة أطفال" جراء التوغل في كورسك.
ولم يتسن التحقق من صحة ادعاءاته بشكل مستقل، رغم أن وصف مدى تقدم أوكرانيا كان يتفق تقريبا مع تقديرات المحللين.
في رسالته اليومية، أكد زيلينسكي أن هجوم كورسك كان "مسألة أمنية" بالنسبة لأوكرانيا بسبب الضربات الروسية التي تستهدف أراضيها.
كما دعا مرة أخرى الغرب إلى السماح باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية، قائلا: "يجب إرغام روسيا على السلام".
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، الاثنين، ادعى رئيس القوات المسلحة الأوكرانية، الجنرال أولكسندر سيرسكي، السيطرة على أكثر من ضعف المساحة التي ذكرها المسؤول الروسي، "حوالي 1000 كلم مربع."
وفي حين قُتل مدنيون روس سابقا بسبب القصف الأوكراني بالقرب من الحدود، فإن هذه هي المرة الأولى التي تستولي فيها القوات الأوكرانية على موطئ قدم في الأراضي الروسية. وقال سميرنوف إن 121 ألف شخص فروا من المنطقة الحدودية، وأن السلطات تعمل على إجلاء 59 ألفا آخرين.
وفي مقابلات، قال بعض سكان المنطقة إنهم صُدموا من تطور الأحداث، رغم وجود تكهنات منذ فترة طويلة بأن أوكرانيا قد تهاجم.
وحذر مسؤولون روس من أن توغل أوكرانيا قد يتوسع. في منطقة بيلغورود المجاورة، قالت السلطات إنها تقوم بإخلاء منطقة كراسنوياروجسكي الحدودية، وأن 11 ألف شخص قد غادروا بالفعل.
وأخبر بوتين، في اجتماعه التلفزيوني، حاكم منطقة حدودية ثالثة، بريانسك، أنه بينما يبدو الوضع "هادئا نسبيا" في الوقت الحالي، "هذا لا يعني أن نفس الوضع سيبقى غدا".
وشكل التوغل في روسيا تحولا كبيرا في مسار الحرب الحرب، منذ إطلاق الكرملين لغزوه، في فبراير عام 2022، وسعي القوات الروسية لفرض سيطرتها على أكثر من 18 بالمئة من أوكرانيا.
وفشل هجوم أوكراني مضاد العام الماضي؛ وهذا العام، كانت الحرب في الغالب صراعا في شرق البلاد، مع تقدم القوات الروسية أحيانا بضعة أقدام في كل مرة. انخفضت المعنويات الأوكرانية، وتزايد الضغط على القادة الأوكرانيين للتفاوض على اتفاق.
وكان التوغل في الأراضي الروسية، بعيدا عن خط المواجهة، وسريا لدرجة أن بعض الجنود الأوكرانيين والمسؤولين الأميركيين، قالوا إنهم لم يكونوا على علم به مسبقا.
ومع ذلك، لا توجد إشارة حتى الآن إلى أن الصدمة تدفع روسيا إلى إعادة توجيه قوات الخطوط الأمامية من شرق أوكرانيا. بدلا من سحب تلك الألوية، يبدو أن روسيا كانت تعيد نشر وحدات من مستوى أدنى إلى منطقة كورسك، وفقا لإحاطة، الأحد، من معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة.
ووصف التحليل القوة الروسية بأنه "تم تجميعها على عجل" وأنها "غير مستعدة" لاستجابة منسقة.
وقال جنود أوكرانيون على طول خط المواجهة الشرقي، إنهم ما زالوا يشعرون بالضغط من الروس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة الأراضی الروسیة القوات الروسیة منطقة کورسک التوغل فی فی منطقة
إقرأ أيضاً:
روسيا تعلن السيطرة على 12 بلدة و100 كيلومتر بمنطقة كورسك
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أنّ قواتها سيطرت على 12 بلدة وأكثر من 100 كيلومتر مربع في منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، حيث حقّقت تقدمًا كبيرًا في الأيام الأخيرة. وجاء في بيان الوزارة أن "وحدات من مجموعة +الشمال+ حررت 12 بلدة خلال العمليات الهجومية". وفق تعبيرها.
من جانبه، أكّد الجيش الأوكراني، أمس الاثنين، أنه يعمل على تعزيز قواته التي تقاتل في هذه المنطقة الروسية، وذلك في ظل التقدم السريع للقوات الروسية.
ويأتي هذا التقدم في وقت علّقت فيه الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخباراتية العسكرية مع كييف، وهي مساعدة كانت أساسية للسماح للقوات الأوكرانية بضرب أهداف داخل الأراضي الروسية والحفاظ على مواقعها في المنطقة.
إلى ذلك، حذّر مسؤول أوكراني كبير من أن تجميد تبادل المعلومات الاستخبارية الأميركية لفترة طويلة سوف يمنح لروسيا "تفوقًا كبيرًا" في ساحة المعركة. وتتقدم القوات الروسية بسرعة نحو سودجا، وهي مركز مهم للغاز والمدينة الرئيسية في المنطقة التي يسيطر عليها الأوكرانيون.
تعزيز القوات الأوكرانية
قال رئيس أركان الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، أمس الاثنين، إنه يعمل على تعزيز قواته التي تقاتل في منطقة كورسك، مؤكدًا أن الوضع على الحدود بين البلدين لا يزال "تحت السيطرة". وكانت القوات الأوكرانية قد احتلت مئات الكيلومترات المربعة في منطقة كورسك بعد هجوم مباغت شنته في آب/ أغسطس 2024.
لكن القوات الروسية قد استعادت منذ ذلك الحين أكثر من ثلثي الأراضي التي احتلتها أوكرانيا، بدعم من آلاف الجنود الكوريين الشماليين، وفقًا لتقارير كييف وسيول والغرب. وفي منتصف شباط/ فبراير الماضي، قالت أوكرانيا إنها لا تزال تسيطر على 500 كيلومتر مربع من الأراضي.
وفي السياق نفسه، يفيد المحللون العسكريون بأن القوات الأوكرانية تواجه وضعًا صعبًا، حيث تخشى أن يتم محاصرتها في ضوء التقدم الروسي الذي يهدد خطوط إمدادها اللوجستية.
ومع ذلك، استبعد سيرسكي هذا الاحتمال، مشيرًا إلى أنّ: "الوحدات تتخذ إجراءات في الوقت المناسب للمناورة نحو خطوط دفاع مواتية"، وهي صيغة يستخدمها عادة الجانبان الروسي والأوكراني للإشارة إلى الانسحاب التكتيكي.
كورسك كورقة مقايضة
قال المسؤولون الأوكرانيون إنّهم يأملون في استخدام هذا الجيب من الأراضي الروسية الخاضع لسيطرتهم كورقة مقايضة خلال محادثات السلام المحتملة مع موسكو. ويأتي هذا التصريح في إطار الجهود الدبلوماسية التي قد تُفضي إلى تسوية للنزاع المستمر بين البلدين.
وبهذا، تظل منطقة كورسك ساحة معركة ساخنة في الصراع الروسي الأوكراني، حيث تسعى كل من القوتين لتعزيز مواقعها على الأرض في ظل تطورات عسكرية ودبلوماسية متسارعة.