طرح إعلان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن مقتل أسير إسرائيلي وإصابة أسيرتين بجراح خطيرة، بعد إطلاق النار عليهم من مجندين اثنين مكلفين بحراسة أسرى العدو؛ تساؤلات حول الرسائل التي يحملها الإعلان وانعكاساته على مجريات الحرب ومفاوضات صفقة تبادل الأسرى.

ووصف نشطاء الحادثتين بأنهما عبارة عن "إعدام" لأسرى الاحتلال، وذلك كرد فعل طبيعي على مجازر الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة والمستمرة منذ أكثر من 10 أشهر، وربطوا الحادثتين بتهديد سابق للقسام في بداية الحرب.



وقال أبو عبيدة مساء الاثنين، إنه "في حادثتين منفصلتين قام مجندان من المكلفين بحراسة أسرى العدو بإطلاق النار على أسير صهيوني وقتله على الفور، بالإضافة إلى إصابة أسيرتين بجراح خطيرة، وتجري محاولات لإنقاذ حياتهن".

وحمّل الناطق باسم القسام حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر، وما يترتب عليها من ردات الفعل، التي تؤثر على أرواح الأسرى الصهاينة، مشيرا إلى أنه "تم تشكيل لجنة لمعرفة التفاصيل، وسيتم لاحقا الإعلان عنها".

"فكرة ثورية ونوعية"
وجاء إعلان القسام بعد يومين من مجزرة "الفجر"، التي استهدفت المصلين في مركز إيواء بمدرسة التابعين في حي الدرج بمدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد نحو 100 فلسطيني وإصابة آخرين.

وبهذا الصدد، يقول الكاتب يوسف الدموكي إن "فكرة مقتل أسير في غزة على يد أحد حراسه وإصابة أسيرتين بجراح خطيرة، وربطها كرد فعل على مجازر الاحتلال، هي فكرة ثورية ونوعية".

وأوضح الدموكي أن الحادثتين "تغيّر تفاعل المجتمع الإسرائيلي تمامًا مع محارق البشر في المدارس والخيام، لأنهم يعلمون أن ثمة ثمنًا مباشرًا سيدفع، وأي اندفاع من نتنياهو لإثبات عناده بمجازر أبشع لإنهاء أوراق الضغط بيد "المراغمة" سيكون معناها مدمرا داخليا لدى مستوطنيه".




وتابع: " تجعل جيش الاحتلال وقطعانه يفكرون أكثر من مرة باختبار صبر شباننا العالي منقطع النظير بتعاملهم الرفيع مع الأسرى، وفق أخلاقيات لا توجد إلا لدى الطرف الوحيد النظيف من أطراف الحرب الوحشية. هؤلاء من لحم ودم".

وأكد أن إعلان القسام من شأنه "تحييد جهود الاحتلال في تفتيت الحاضنة الشعبية، وبدلا من ذلك ترسيخ أن هؤلاء الشبان لهم عائلات وأهل يقتلون على مرأى العالم كل يوم، فهم جزء من هذا الشعب ومن فلذات أكباده".

"شعور جماعي مكبوح بقوة"
وذكر أن "وقوع حادثين منفصلين للسلوك ذاته، يعني أن ذلك ليس فعلا فرديا طائشا، وإنما شعور جماعي مكبوح بقوة، لكن حدوثه بذلك الشكل والتوقيت والتوازي يعني أن فعلا جماعيا أقرب للحدوث، وأن فعلا واحد أنتجت ردات فعل متقاربة ومتجانسة".

ولفت إلى أن إعلان أنه "سيكون هناك تحقيق في الحادثة، فيه عدة زوايا؛ أن آلية عمل "المراغمة" متماسكة حتى في هذه الظروف ويمكن "تشكيل لجنة تحقيق"، ثم إن العمل يمشي بالمسطرة فلا يمكن البناء على تصرفات فردية، وثالثًا أن نتائج التحقيق بحد ذاتها تتحول إلى إرباك للعدو، وورقة مساومة".

وبيّن الدموكي أن "المراغمة" تملك ما يكفي من الدهاء للتعامل مع هكذا عدو مراوغ، لكنها تتعامل بتحفظ وتعقل وكياسة بأكبر قدر ممكن، لكن ذلك لا يعني أنها تتعامل "بدروشة" مع ذلك الكم من الخداع، وقادرة على كوي قلوب الإسرائيليين، مع طمأنة شعبها العزيز.



ونوه إلى أن "حدوث ذلك بعد أيام قليلة من تولي قيادة جديدة، لم تكن غائبة بالطبع عن القيادة السابقة والقرارات، يرسل رسائل أن ذلك ليس تغييرا "شكليا"، وإنما هناك طرق يمكن سلكها باختلاف مذاهب التعامل بين القادة، وأن "إسرائيل" تتعامل مع متغيرات جديدة على أعلى مستوى، بينما تتعامل المقاومة مع قيادة واحدة لم تتغير حتى حُفظ أداؤها، وعُرفت طريقتها الناتجة من جمود وأنانية".

رسالة قوية للعالم
من جانبه، قال الباحث الفلسطيني محمد الرنتيسي إن "رسالة القسام عن مقتل أسير مجند وإصابة أسيرتين على أيدي آسريهم رداً على المجازر المتكررة من العدو ورداً على التعدي وقتل أسرى فلسطينيين، هي رسالة قوية للعالم".

وأضاف أن الرسالة تؤكد أنه "إن كنا نضبط أنفسنا كحركة رغم المجازر، لن نستطيع ضبط الأفراد ومشاعرهم أمام استمرار قتل عائلاتهم"، مشددا على أنه "رسالة مبطنة سيفهمها العدو قبل الصديق"، وفق قوله.

وفي هذا السياق، تفاعل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع إعلان كتائب القسام، مؤكدين أن "مجندين حماس هم أيضا بشر يرون فظاعات ما يرتكبه الاحتلال في كل دقيقة من مجازر ومذابح، ويعتبرون مقتل الأسير رد طبيعي على هذه المجازر، والرسالة الثانية لنتنياهو أننا نقتل أسراك مثلما أنت تقتلهم بصواريخك".

وترصد "عربي21" أبرز الردود والتعليقات، التي كتبها النشطاء تعليقا على مقتل الأسير الإسرائيلي وإصابة أسيرتين بجراح خطيرة لدى كتائب القسام.



الرسالة التي بعثتها #حماس من قتل أسير إسرائيلي وإصابة أسيرتين بجروح خطيرة هو أن مجندين حماس هم أيضا بشر يرون فظاعات مايرتكبه الإحتلال في كل دقيقة من مجازر ومذابح ..ويعتبرون مقتل الأسير رد طبيعي على هذه المجازر والرسالة الثانية لنتنياهو أننا نقتل أسراك مثلما أنت تقتلهم بصواريخك pic.twitter.com/lk7e4Y2skm

— Maya rahhal (@rahhalmaya83) August 12, 2024

كل من سيتكلم عن حقوق الأسرى
بعد مقتل أسير صهيوني عند حماس على يد أحد حراسه ..
وكان صامتا عما جرى للأسرى الفلسطينيين في سجون الصهاينة ،
ولم يستنكر المجازر في غزة ، نقول له :
كف عنّا لسانك ، وأكرمنا بسكوتك !
ودع عنك دموع التماسيح !#غزة #فلسطين #رفح #جباليا#الشجاعية #خان_يونس pic.twitter.com/KPeCsCIgLh

— عبدالعزيز الفضلي (@abdulaziz2002) August 12, 2024

مقتل أسير صهيوني وإصابة اثنين في حادثتين منفصلتين في #غزة بعد إطلاق المكلفين بحراستهم النار عليهم!

المكلّفين بالحراسة في النهاية بشر وبالطبع لديهم ردّات فعلٍ على هول المجازر التي يقوم بها الاحتلال! #الجزائر ????????

— ???????? أحمد داود ????????‏ ‏ (@AhmadDaoud14) August 12, 2024

عزيزي المواطن العربي، يرجى ربط الأحزمة، فنحن على متن رحلة ازدواجية المعايير للعالم النجس الذي شاهد على الهواء مباشرةً اغتصاب أسير فلسطيني دون أي تعليق يُذكر، سوى التعبير عن "قلق"، وهو ينبح ككلب خنزير على مقتل أسير صهيوني على يد مقاوم شريف.

— MaramHakeem???????? (@MaramHakiem18) August 12, 2024

حماس الجديدة او حماس السنوار رفضت الذهاب للمفاوضات ووصفتها بمضيعة للوقت،كذلك امس سربت خبر مقتل او اعدام اسير وربطته بمجازر نتنياهو،واضح ان هناك سياسة جديدة تختلف كليا عن السابق✅✅✅.

— حيزوم (@DonatelloCarmen) August 13, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية القسام حماس الأسرى الاحتلال غزة حماس غزة الأسرى الاحتلال القسام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وإصابة أسیرتین أسیر صهیونی مقتل أسیر

إقرأ أيضاً:

استشهاد أسير فلسطيني قبل 3 أيام من الإفراج عنه من سجون الاحتلال

أعلنت مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى، اليوم الخميس، استشهاد أسير فلسطيني من بلدة حوارة جنوب نابلس، في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، ليرتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى داخل سجون الاحتلال منذ حرب الإبادة الجماعية إلى 64.

وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك، أن الشهيد مصعب حسن عديلي (20 عاما) معتقل منذ 22 آذار/ مارس لعام 2024، ومحكوم بالسجن الفعلي لمدة عام وشهر، وكان من المقرر الإفراج عنه بعد ثلاثة أيام.

ولفت البيان إلى أن استشهاد عديلي يضاف إلى سجل شهداء الحركة الأسيرة، الذين ارتقوا نتيجة للجرائم الممنهجة التي تمارسها منظومة سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير مسبوق، منذ بدء الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.

وأوضح أنه باستشهاد الأسير عديلي، فإن عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين منذ الإبادة يرتفع إلى (64)، وهم فقط المعلومة هوياتهم في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري، من بينهم على الأقل (40) من غزة.

وأكد أن "هذه المرحلة تشكل في تاريخ الحركة الأسيرة وشعبنا الأكثر دموية، وبذلك فإن عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 بلغ حتى اليوم (301)، فيما بلغ عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم (73) من بينهم (62) منذ الإبادة".



وأضاف البيان أن "قضية استشهاد المعتقل عديلي في يوم الأسير الفلسطيني، تشكل جريمة جديدة في سجل منظومة التوحش الإسرائيلي التي مارست كل أشكال الجرائم، بهدف قتل الأسرى، ولتشكل هذه الجرائم وجهاً آخر من أوجه الإبادة المستمرة".

وشدد على أنّ "وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين، ستأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف منهم في سجون الاحتلال، واستمرار تعرضهم بشكل لحظي لجرائم ممنهجة، أبرزها: التعذيب، والتجويع، والاعتداءات بأشكالها كافة، والجرائم الطبية، والاعتداءات الجنسية، وتعمد فرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية أبرزها مرض (الجرب – السكايبوس)، هذا فضلا عن سياسات السلب والحرمان غير المسبوقة بمستواها".

وحمّل البيان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل عديلي، مطالبا المنظومة الحقوقية الدولية، بالمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد إلى المنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وُجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحها العالم لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.

مقالات مشابهة

  • استشهاد أسير فلسطيني قبل 3 أيام من الإفراج عنه من سجون الاحتلال
  • بوتين يستقبل أسرى سابقين بغزة في الكرملين ويُثني على حماس
  • حماس: 17 أبريل يوما عالميا للتضامن مع الأسرى وفضح جرائم الاحتلال
  • ماذا وراء دعوة عقيلة وحفتر لمهجري الشرق الليبي إلى العودة سريعا؟
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • ماذا وراء دعوة عقيلة وحفتر لمهجري الشرق الليبي بالعودة سريعا؟
  • بعد اعلان حماس فقدان الاتصال بآسري الجندي الأمريكي الإسرائيلي.. من هو عيدان ألكسندر؟
  • ماذا وراء الحديث عن نزع سلاح المقاومة كشرط لوقف الحرب في غزة؟
  • نحو 40 شهيدا في غزة إثر استمرار المجازر الوحشية.. بينهم عائلة كاملة
  • بعد مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال.. سرايا القدس تعلن قنص قنّاص إسرائيلي بحي الشجاعية