تحويل الجنود المشتبهين بتعذيب معتقل فلسطيني إلى الاعتقال المنزلي
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
اتفقت النيابة العامة العسكرية الإسرائيلية والدفاع العام العسكري على تحويل الجنود الخمسة المشتبهين بتعذيب جنسي بحق معتقل فلسطيني في منشأة الاعتقال "سديه تيمان" إلى الاعتقال المنزلي لمدة عشرة أيام.
وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه خلال الاعتقال المنزلي ستجري خدمة الاختبارات للبالغين، المسؤولة عن تقديم خدمات التشخيص والرقابة والرعاية والتأهيل للضالعين بأحداث جنائيّة، استطلاعا حول المشتبهين.
وأضاف البيان أنه في نهاية التحقيق، الأسبوع المقبل، سيتم إجراء استجواب للمشتبهين لتستخدم أقوالهم خلال محاكمتهم، وذلك قبل تقديم لوائح اتهام، وتحويل مواد التحقيق إلى محامي الدفاع.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن محامين من هيئة الدفاع العام العسكرية ادعوا أنه توجد صعوبات تعالت خلال التحقيق وطالبوا ببحثها بصورة عميقة.
وادعت النيابة العامة العسكرية أنها وافقت على تحويل الجنود المشتبهين إلى الاعتقال المنزلي بسبب استغراق استطلاع خدمة الاختبارات للبالغين وقتا طويلا، وبحجة أن للمشتبهين عائلات ولا يشكلون خطرا على الجمهور لدى إخلاء سبيلهم للاعتقال المنزلي.
وطلبت النيابة العسكرية، أول من أمس، تمديد اعتقال الجنود المشتبهين بهدف استكمال إجراءات التحقيق، لكنها أعلنت أيضا أنها لا تعارض إحالة المشتبهين إلى خدمة الاختبارات للبالغين، لإعداد تقرير قد يُوصي بإطلاق سراحهم بشروط معينة، بحسب بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، وذلك في ظل الضغوط التي يمارسها وزراء للإفراج عن المتورطين.
وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية، الأسبوع الماضي، مقطع فيديو مسربًا من كاميرات داخلية في "سديه تيمان" يوثق واقعة اعتداء الجنود جنسيًا على أسير فلسطيني من غزة .
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
هل ندرك قيمة تحرير معتقل محكوم بالمؤبد؟!
هل لنا أن ندرك معنى أن يتحرّر معتقل لدى هذا الاحتلال الغاشم وقد حكم عليه بالمؤبد مدى الحياة، أي أنهم يريدون له أن يموت في السجن ثم بعد موته تنقل جثته إلى ثلاجة الموتى أو مقبرة الارقام، حتى أن أهله وشعبه لا يحظون باستلام جثته ودفنها بما يليق بها من مكانة وتكريم لشخص دفع حياته كلها ثمنا لحرية شعبه؟
هل جرّبت مشاعر معتقل لا توجد حدود لنهاية حبسته؟ وهو بالمناسبة لا يقارن بين من هو محكوم عشرين أو خمس وعشرين سنة؛ لأن هذا لحكمه نهاية بينما المؤبد لا نهاية لحبسته إلا أن يلفظ أنفاسه الأخيرة هناك فينتقل إلى الرفيق الأعلى ويبقى حسرة في قلوب أهله وذويه.
هؤلاء قد قضوا في السجن بغالبيتهم ما يزيد عن عشرين سنة واشتعلت رؤوسهم شيبا، لقد رأيتموهم شيبا ولم تروهم أيام شبابهم، هذا الشيب المنتشر في الرأس كان لعذابات السجن ولبؤس حياة تجعل الولدان شيبا، ثم عوامل التعرية فيه كان لها الأثر البالغ على هذا الانتشار الأبيض
ثم إن هؤلاء قد قضوا في السجن بغالبيتهم ما يزيد عن عشرين سنة واشتعلت رؤوسهم شيبا، لقد رأيتموهم شيبا ولم تروهم أيام شبابهم، هذا الشيب المنتشر في الرأس كان لعذابات السجن ولبؤس حياة تجعل الولدان شيبا، ثم عوامل التعرية فيه كان لها الأثر البالغ على هذا الانتشار الأبيض.
هل ندرك أن أملهم الوحيد هو فقط صفقة تبادل يفتح الله بها عليهم أبواب السجن؟ وهل ندرك أن الوفاء الذي جسّده من أفرج عنهم في صفقة وفاء الأحرار كان بطريقة عظيمة لا مثيل لها في واقع أدار العالم كله ظهره لهم القريب قبل البعيد؟ لقد وعدوهم وانطلقوا من السجن ليعملوا المستحيل، لقد صنعوا طوفانا عظيما من أجل هذه اللحظات العظيمة.
هل ندرك حجم الخيبة والمرارة التي تملّا الصدر والقلب لمعتقل تركه تنظيمه عشرات السنين دون أن يعمل على تحريره، أو أن يحاول المرّة تلو الأخرى ليبعث الأمل ويبدّد مشاعر الألم من الإهمال وعدم القيام بالواجب التنظيمي المطلوب؟
هل ندرك أن هذا النفر العزيز من السنوار والضيف والشيخ صالح ووو.. قد نذروا حياتهم للوصول إلى هذه اللحظة؟ كان بإمكانهم كما فعل الكثيرون أن يركزوا ربابتهم ويسندوا ظهورهم على تاريخهم النضالي ويسيروا مرفوعي الرأس على ما قدّموا وكفى الله المؤمنين القتال، ولكنهم فعلوا العكس وبذلوا كل وقتهم وجهدهم وعصروا أدمغتهم وتفانوا بإراداتهم وعزائمهم..
هؤلاء الذين أدركوا معنى الحريّة ومعنى أن تحرّر أسيرا محكوما بالمؤبد وتنقذه من فم الموت عنوة، هؤلاء قلوبهم من ذهب وقد صنعوا منها مفتاحا ذهبيا لفتح هذه السجون المتوحّش سجّانها.
ليتنا ندرك قيمة هؤلاء الأحرار سواء كان المحرر بكسر الراء أو المحرّر بفتحها. فالحرية لا يعرف قيمتها إلا الأحرار الذين صفت نفوسهم من أية شائبة من شوائب العبودية إلا لله، ولن يدرك قيمة تحرير المؤبد من يرتع في حسابات دنيوية لا تعطي وزنا لقيمة الحريّة التي غابت شمسها عنا طويلا.