لا تزال التقارير تشير إلى استمرار قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء قطاع غزة، ما يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين والنزوح وتدمير المنازل والبنية التحتية المدنية الأخرى، وفقاً لتحديث الوضع الإنساني للأمم المتحدة، الذي أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) - الأرض الفلسطينية المحتلة.

واعتبارًا من 12 أغسطس، تم تقليص "المنطقة الإنسانية" التي أعلنتها إسرائيل من جانب واحد في المواصي من 58.9 كيلومترًا مربعًا في أوائل عام 2024 إلى حوالي 46 كيلومترًا مربعًا، تغطي حوالي 12.6 في المائة من قطاع غزة.

 وفي المجموع، تم وضع حوالي 305 كيلومترات مربعة، أو ما يقرب من 84 في المائة من قطاع غزة، تحت أوامر الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي،" وفقًا للتحديث.

وتشير تقارير اليونيسف إلى أن أكثر من نصف المدارس المستخدمة كملاجئ للنازحين داخلياً تعرضت لقصف مباشر خلال الأشهر العشرة الماضية، مما أدى إلى عواقب مدمرة على الأطفال والأسر. 

ومنذ الرابع من يوليو، سجل مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة 21 ضربة على مدارس تستخدم كملاجئ في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 274 شخصاً، بما في ذلك النساء والأطفال.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا"، عبر حسابها بمنصة "إكس": "لا ينتهي النزوح في غزة. فقد أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لما يقرب من 84% من قطاع غزة - حوالي 305 كيلومتر مربع".

وأضافت: "يهرب الناس من أجل حياتهم، ويأخذون ما يستطيعون ويتركون كل شيء وراءهم. إنهم منهكون وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه".

Displacement never ends in #Gaza. Nearly 84% of the Gaza Strip - about 305 km² - has been placed under evacuation orders by the Israeli military

People run for their lives, grabbing what they can and leaving everything else behind. They are exhausted and have nowhere safe to go. pic.twitter.com/ojt2yzoFL2

— UNRWA (@UNRWA) August 13, 2024

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: قطاع غزة جيش الاحتلال من قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

كيف يعيش اللبنانيون على وقع تحذيرات الإخلاء؟

البقاع- "متنا من الرعب"، هكذا وصفت عُلا الرجب حالتها عندما فرّت وأسرتها من منطقة الوزاني الحدودية إلى البقاع الغربي هربا من إنذارات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي أعلن فيها نيته قصف الوزاني. وأضافت "لم يكن لدي متسع من الوقت سوى احتضان صغيري والفرار به بعيدا، لقد خرجنا بما علينا من ثياب، وما إن ابتعدنا حتى نفذ تهديده ودمر منازلنا".

وحال عُلا كحال مئات آلاف النازحين اللبنانيين الذين دفعتهم تحذيرات المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي إلى مغادرة منازلهم، أو الابتعاد مسافة 500 متر عن مبان، أو منشآت، أو مستودعات أسلحة يدعي المتحدث أنها موجودة وتابعة لحزب الله، وسيعمل على قصفها.

من جانبها، تصف حياة سلمان لحظات سماعها تحذيرات الإخلاء بالفاجعة. وتقول للجزيرة نت "تزاحمت في مخيلتي صور طفولتي، أهلي، وأصدقائي، ومدرستي. خفت كثيرا وأصابني دوار لم أستفق منه إلا في السيارة مع أهلي. لقد خسرنا كل شيء".

عُلا نازحة من قرية الوزاني فرّت بعد إنذارات إسرائيلية بقصفها (الجزيرة) أسباب

من جهته، يقول رضا الرجب (نازح من الوزاني) للجزيرة نت، إنه بعد ليل عاصف بالقصف المدفعي، تلقى مختار القرية اتصالا من جيش الاحتلال يبلغه فيه بقرار إخلاء القرية لأنه سيقصفها، وهذا ما حصل لاحقا، "ما يعني اعتماد العدو أكثر من صيغة في حربه النفسية".

لكن ما سبب هذه التحذيرات خاصة أن الجيش الإسرائيلي يقصف بشكل عشوائي ويقتل العشرات ويدمر المباني وينسف القرى من دون رادع؟

يُرجع الكاتب والمحلل السياسي يوسف مرتضى السبب المباشر إلى حجم الإدانة العالمية لما ارتكبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحق الشعب الفلسطيني من مجازر وتدمير وإبادة جماعية في غزة، "فخرج ببدعة التحذيرات المسبقة في حربه على لبنان لتلميع صورته على أنه يلتزم بقوانين الحروب من حيث تحييد المدنيين، وهذا مجانب للحقيقة والواقع".

وأكد مرتضى -للجزيرة نت- فشل نتنياهو في تحقيق أي هدف سياسي في حربه وفي تأليب البيئة الحاضنة لحزب الله لأن أسلوب التحذيرات لم يبدل صورته الدموية بعد مقتل نحو 3500 مدني لبناني، وجرح أكثر من 13 ألفا آخرين، وتدمير عشرات القرى ومئات الأبنية في كل البلاد.

فهل أصبح الشعب اللبناني أسير هذه التحذيرات؟

يوضح الكاتب مرتضى أن الموضوع له علاقة بخوف الناس وفزعهم في المناطق القريبة من الاستهداف مما يدفعهم إلى الهرب بعيدا طلبا للأمان، وعليه صاروا ينتظرون هذه التحذيرات. ويضيف "صحيح حصل تراجع بعدد المصابين، لكن في موازاة ذلك نشهد تدميرا ممنهجا طال أحياء ومجمعات سكنية وبنى تحتية ومنشآت عامة".

وبخصوص تصديق الشعب اللبناني لأدرعي، يؤكد المتحدث ذلك لأنه -برأيه- نفذ كل تهديداته التي تستهدف أمنهم. وأشار إلى اغتيال الاحتلال محمد عفيف مسؤول إعلام حزب الله عبر عملية تضليل بواسطة تغريدات تحذيرية لمبنى في رأس النبع، ثم نفذ اعتداءه بعيد ساعات على مبنى حزب البعث السوري في لبنان الذي يقع على مسافة بعيدة من الآخر الذي هدده، "إذن هو يستثمر موضوع التحذيرات المسبقة بأكثر من اتجاه".

ادعاء زائف

من جانبه، يرى الخبير العسكري العميد مارون خريش أن حجم الخسائر البشرية والعمرانية يفضح زيف ادعاء إسرائيل بأنها حريصة على المدنيين من خلال التحذيرات التي تسبق عمليات القصف. ويؤكد "العدو لا يهتم لسلامة المدنيين، فهو عندما يطلب منهم الابتعاد مسافة 500 متر عن الهدف الذي حدده، يكون قد وضع مربعا فارغا تماما يمكن رصده ومتابعة أي شخص يدخل أو يخرج منه".

وأضاف للجزيرة نت "يملك العدو تقنيات متطورة تمكنه من التقاط صور دقيقة حتى لرقم سيارة من ارتفاع 3 آلاف متر، أي أنه يتقصد تحديد مسافة الـ500 متر بهدف الرصد والتأكد من تدمير هدفه واصطياد أو متابعة أهداف جديدة، وبالتالي ليس لهذه المسافة علاقة بسلامة المدنيين، أصلا هو لا يسأل عنهم".

ويكشف العميد خريش عن هدف آخر وراء التحذيرات المسبقة بالإشارة إلى تشغيل الاحتلال لشبكات التجسس على الأرض باعتبارها عنصرا أساسيا لضخ المعلومات ومتابعة نتائج الغارات. ويلفت إلى خرائط المواقع المستهدفة حيث إن المسافة الفاصلة مع كل 500 متر مربع حددها الاحتلال، لا تتجاوز 100 متر، ما يعني أن "تدميرا ممنهجا يتم تنفيذه بخبث ودهاء".

وأصبح سلاح الإنذارات المسبقة علامة فارقة في حرب إسرائيل على لبنان، ووصل الأمر بأدرعي إلى تحديد مخارج الهروب الآمنة للسكان، فكيف يفسر الطب النفسي ذلك؟

تجيب أخصائية علم النفس والخبيرة المحلفة لدى المحاكم اللبنانية غادة أحمد الهواري بأن الاحتلال الإسرائيلي إذا كان يملك القدرة على تحديد مواقع الأمان، فقد يكون جزءا من إستراتيجية لإغراء الناس بالتجمع في أماكن محددة للسيطرة عليهم بسهولة، وهذا ما عبر عنه بعض الملمّين بالتكنولوجيا التي يستخدمها الاحتلال "مما يحيل على أن شخصيته سيكوباتية وخادعة وماكرة، ومبنية على استغلال الثغرات النفسية والاجتماعية لتحقيق غاياته".

تأثيرات نفسية

وحسب الأخصائية الهواري، أصبح الشعب اللبناني أسير تغريدات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي لأنها صارت جزءا من حياته اليومية، وقد تثير الغارات مشاعر القلق والخوف خاصة مع اقتراب موعدها، لكن مع مرور الوقت قد يبرز ويتطور نوع من الإنهاك النفسي أو التشبع العاطفي نتيجة لتكرار التحذيرات، "فنجد أن الناس تكيفت معها نفسيا واجتماعيا"، كما تقول للجزيرة نت.

وأما ذهاب الناس إلى المبنى المستهدف والابتعاد عنه 500 متر لتصويره وهو يدمر، فله دلالات نفسية تربطها المتحدثة بتفاعل الأفراد مع الأحداث المأساوية والصادمة، وتفسرها من خلال أبعاد متعددة، منها الإنكار، وتحدي المشاعر السلبية، والحاجة للتوثيق والتأكيد على الواقع، والإحساس بالقوة والتحكم، والبحث عن الانتباه والتعاطف، والتأقلم مع الصدمة، والتفاعل مع التكنولوجيا ووسائل التواصل.

ووفقا لها، فإن التصوير في سياق الغارات يمكن أن يكون مزيجا من الإستراتيجيات النفسية المختلفة.

وحسب الهواري، اعتاد الشعب اللبناني هذه المشاهد وباتت جزءا من يومياته، وتوضح أنه مع مرور الوقت يتكيف الأفراد مع الصدمات النفسية والظروف الصعبة، لكن هذا التكيف لا يعني بالضرورة الشفاء أو عدم تأثرهم بها.

ويمكن -برأيها- تفسير هذه الظاهرة النفسية من خلال عدة عوامل، منها الصدمة، والتقليل من حجم المعاناة (الإنكار)، وفقدان الأمل، والشعور بالعجز (الاكتئاب والقلق المزمن)، وهذا قد يؤدي إلى مزيد من التبلد العاطفي حيث قد يشعر الشخص بأن أي شيء سيحدث بعد ذلك هو أمر متوقع ولا يمكن تغييره.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
  • عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال سرية بحق جنوده وضباطه
  • 66 شهيدا و100 جريح في قصف إسرائيلي على مربع سكني شمال قطاع غزة
  • 100 شهيد خلال ساعات في مجزرتين بغزة.. تدمير مربع سكاني شمال القطاع (شاهد)
  • 100 شهيد خلال ساعات في عدة مجازر بغزة.. تدمير مربع سكاني شمال القطاع (شاهد)
  • الجيش الإسرائيلي يعترف بعدم استطاعته السيطرة على قطاع غزة
  • بالأسماء: الجيش الإسرائيلي يفرج عن أسرى عبر معبر كرم أبو سالم
  • الجيش اللبناني: إصابة عسكريين بعد استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لآلية في الجنوب
  • مندوب مصر بالأمم المتحدة: حان الوقت لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الدولتين
  • كيف يعيش اللبنانيون على وقع تحذيرات الإخلاء؟