يعد التهاب المفصل التنكسي من أكثر أمراض العظام انتشارا، وهو غالبا ما يصيب كبار السن. وعلى الرغم من أنه مرض غير قابل للشفاء، إلا أنه يمكن مواجهته والحد من آثاره السلبية على جودة الحياة من خلال اتباع نمط حياة صحي يقوم على التغذية الصحية والمواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية.
وأوضح البروفيسور هانو شتيكل، طبيب العظام في العاصمة الألمانية برلين، أن التهاب المفصل التنكسي عبارة عن تلف غير قابل للتجدد يصيب الأنسجة الغضروفية المفصلية، التي تعمل على تقليل الاحتكاك الناتج من حركة المفاصل الدائمة، وتعمل كوسادة لحماية العظام.
وأضاف شتيكل أن تآكل هذه الطبقة الواقية بسبب المرض يؤدي إلى احتكاك الأنسجة العظمية، ويصحب الاحتكاك التهابات تصيب جوف المفصل وتتسبب في الآلام.
وبشكل عام فإن جميع المفاصل في الجسم معرضة لتغيرات وتلف في النسيج الغضروفي، ولكن أكثر المفاصل شيوعا بالإصابة بهذا المرض هي مفاصل الركبة والورك؛ لكونها أكثر المفاصل تحملا لوزن الإنسان.
عوامل الخطورة والأعراضوأشار شتيكل إلى أن عوامل الخطورة المؤدية إلى التهاب المفصل التنكسي تتمثل في العوامل الوراثية والتقدم في العمر والبدانة، بالإضافة إلى التحميل الزائد على المفصل بسبب التعرض لإصابة أو بسبب طبيعة العمل، فعلى سبيل المثال تتسبب مهنة تصفيف الشعر في التحميل على مفصل إصبع الإبهام.
أما أعراض التهاب المفصل التنكسي فتتمثل في الشعور بألم وخشونة في المفصل، بالإضافة إلى التورم ومحدودية الحركة.
نمط حياة صحيومن جانبه، أشار طبيب العظام الألماني سفين أوسترماير إلى أن التهاب المفصل التنكسي غير قابل للشفاء، ولكن يمكن مواجهته والحد من آثاره السلبية على جودة الحياة من خلال اتباع نمط حياة صحي؛ حيث ينبغي إقلال الوزن من أجل التمتع بوزن طبيعي، بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين والخمر.
من المهم أيضا ممارسة تمارين تقوية العضلات؛ نظرا لأن العضلات تحيط بالمفصل وتعمل على ثباته واستقراره (وكالة الأنباء الألمانية)وأضاف أوسترماير أن التغذية المضادة للالتهابات تلعب دورا مهما في مواجهة التهاب المفصل التنكسي؛ حيث ينبغي الابتعاد عن الأغذية، التي تحفز العمليات الالتهابية في الجسم مثل الدقيق الأبيض والسكر ومنتجات اللحوم المعالجة، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الأطعمة المقلية؛ لأنها تحتوي على الأحماض الدهنية المتحولة.
وبشكل عام، ينبغي اتباع نظام غذائي يعتمد على القليل من اللحوم والكثير من الخضروات والكربوهيدرات المعقدة مثل منتجات الحبوب الكاملة، علاوة على ضرورة دمج الأحماض الدهنية غير المشبعة مثل أحماض أوميجا 3 في النظام الغذائي؛ لأنها تعمل على الحد من العمليات الالتهابية. وتتمثل المصادر الغذائية لهذه الأحماض في الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل، بالإضافة إلى الجوز وبذر الكتان.
كما أن بعض التوابل مثل الكركم والزنجبيل تعد مفيدة للمفاصل؛ نظرا لأنها تندرج ضمن المواد المضادة للالتهابات.
ومن المهم أيضا المواظبة على ممارسة الرياضات والأنشطة الحركية الصديقة للمفاصل مثل ركوب الدراجات الهوائية والسباحة والمشي باستخدام العصي واليوجا والبيلاتس.
وفي المقابل ينبغي الابتعاد عن الرياضات، التي قد تشكل عبئا على المفاصل بسبب الحركات الضاغطة وتغير الاتجاه السريع مثل رياضات الكرة والركض والتنس.
ومن المهم أيضا ممارسة تمارين تقوية العضلات؛ نظرا لأن العضلات تحيط بالمفصل وتعمل على ثباته واستقراره، وكلما تم تدريب العضلات بصورة أفضل، تمكن المرء من تحريك المفصل بشكل أحسن، علاوة على أن العضلات القوية تحد من الالتهابات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
أمور ينبغي مراعاتها عند الدخول في المناظرات.. تعرف عليها
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن المسلم عند الدخول في المناظرة؛ يجب أن يعلم أنه وسيلة لنقل كلام الله إلى الناس، وليس كفيلاً عليهم ولا حفيظاً عليهم ولا وكيلاً عليهم وليس عليهم بمسيطر.
آداب المناظرةأضاف علي جمعة، في منشور عن آداب المناظرة، أن الهداية بيد الله سبحانه وتعالى، وليست قوة الجدال أو فصاحة القول هي التي تهدي القلوب، بل هو فضل من الله وهداية منه. كما أن من استحوذ عليه الهوى لا يستطيع الرد حتى على الحجج البسيطة.
وتابع: الدعوة لا تنجح بمجرد مهارة الخطاب أو اللباقة بل بالإخلاص وإنكار الذات. ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، وما يخرج من اللسان يصل فقط إلى الأذن.
وأشار إلى ضرورة ضرب الأمثلة المتعددة لتناسب اختلاف العقول ومستويات الإدراك، وهذا أسلوب قرآني لتعليم البشر.
وذكر علي جمعة، قصة الرجل الذي مر على القرية الخاوية وحدث له ما حدث ، تُظهر قدرة الله على البعث بعد الموت، وهو ما يؤكد الإيمان بالنشأة الثانية كما كانت النشأة الأولى.
ضوابط المناظرات الدينيةكشف الحسن البخاري، الباحث في شئون الرد على الإلحاد والتطرف، عن ضوابط إقامة المناظرات في الأمور الدينية.
وقال الحسن البخاري، في فيديو لـ"صدى البلد"، إن المناظرة كي تكون نافعة ومفيدة، تحتاج لأن تكون بين شخصين على دراية بالموضوع قيد النقاش.
وأضاف أن المناظرة لا يصح أن يكون بين متخصص وآخر جاهل، فلابد أن تكون متكافئة الطرفين، ويكون الطرفان على دراية من العلم والاحترام المتبادل، حتى لا تتحول إلى مشاجرة وعنف وتجاوز في الكلام.
وأشار إلى أن المناظرة العلمية، تتم عن طريقة عرض الحجج العلمية والأدلة في الردود، فهي ليست مسرحية بهلوانية، أو التشكيك في الطرف الآخر.
وذكر أن المناظرة كي تكون مفيدة، ومحققة لأهدافها، تحتاج إلى أن يكون كل طرف من الأطراف، باحثا عن الحق والحقيقة، ولديه استعداد أنه لو تبين له الحق من الطرف الآخر، يعترف به ويأخذه ويقره.
كما يتطلب أن يكون الجمهور من أهل التخصص، لأنهم هم الذين سيقومون أدلة الطرفين.