تفاصيل جرائم الاحتلال البشعة بحق الأسرى.. ومطالبات بالتدخل العاجل
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
كشف عدد من الأسرى المحررين، عن تفاصيل تتعلق بالجرائم التي يرتكبها الأسرى بحق المعتقلين في السجون، والذين تصاعدت أعدادهم بشكل غير مسبوق من اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن المحررين الفلسطينيين، أن الأسرى يتعرضون للضرب المتكرر، والتكدس الشديد لزنازين الاعتقال، ومنع الحصص الغذائية الأساسية عنهم.
واعترف مسؤولون إسرائيليون بأنهم جعلوا الظروف "أشد قسوة" على الفلسطينيين في السجون، وتفاخر وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، بأن السجون الإسرائيلية لن تكون "معسكرات صيفية" للفلسطينيين تحت إشرافه.
وقال أربعة فلسطينيين محررين لـ"أسوشيتد برس" إن "المعاملة ساءت بشكل كبير في السجون التي تديرها الوزارة منذ هجمات السابع من أكتوبر"، وأفرج عن بعضهم بعد اعتقال دام لعدة أشهر بأجساد هزيلة وجروح نفسية عميقة.
وكان السجين الخامس، معزز عبيات، هزيلا للغاية لدرجة أنه لم يتمكن من التحدث عن تجربته بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحه في يوليو الماضي، بعد ستة أشهر قضاها في سجن النقب جنوب فلسطين المحتلة، وكان ضعيف البنية وغير قادر على التركيز، ولم يستطع سوى التحدث لعدة دقائق، قائلا "لقد تعرضت للضرب بانتظام". والآن داخل منزله خارج بيت لحم، لا يستطيع عبيات 37 عاما، النهوض من كرسيه.
وتقول ابنة عمه، آية عبيات إنه "يهلوس طوال الليل، ويقف في منتصف المنزل وهو في حالة صدمة، ويتذكر العذاب والألم الذي حل به".
ومثل جميع المعتقلين، احتجز عبيات بموجب قانون الاعتقال الإداري، الذي يسمح للاحتلال باحتجاز أي شخص إلى أجل غير مسمى دون توجيه تهمة.
وبحسب "أسوشيتد برس" وصف السجناء الآخرون ظروفا مماثلة على الرغم من احتجازهم في أماكن مختلفة.
وبينما لم يستطع عبيات التحدث إلا لفترة وجيزة، فقد تحدث السجناء الأربعة الآخرون للوكالة مطولا، وطلب أحدهم عدم الكشف عن هويته خشية إعادة اعتقاله.
وتتطابق رواياتهم مع تقارير صادرة عن منظمات حقوقية، وثقت الانتهاكات في سجون الاحتلال الإسرائيلية.
وركزت حالة الذعر بين المنظمات الحقوقية بشأن إساءة معاملة السجناء الفلسطينيين بشكل أساسي على السجون العسكرية، خاصة معتقل "سدي تيمان"، وهي قاعدة صحراوية اعتقلت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلية 10 جنود للاشتباه في ممارسة اعتداء جنسي على معتقل فلسطيني.
ووضع في منشأة احتجاز داخل القاعدة معظم الفلسطينيين الذين اعتقلوا، في مداهمات بقطاع غزة منذ بدء الحرب.
فيما ينفي الجنود، الذين أطلق سراح خمسة منهم منذ ذلك الحين، تهمة الاعتداء الجنسي على الأسير. وقال محاميهم إنهم استخدموا القوة للدفاع عن أنفسهم ضد معتقل هاجمهم أثناء عملية تفتيش، لكنهم لم يعتدوا عليه جنسيا.
ويقول منذر عميرة، وهو ناشط سياسي في الضفة الغربية كان محتجزا في سجن عوفر، إن الحراس يضربون المعتقلين بانتظام بهدف العقاب أو دون أي سبب على الإطلاق، ويضيف أنه و12 سجينا آخرين تقاسموا زنزانة بها 6 أسرة فقط وبضع بطانيات رقيقة، وكانوا يتجمدون من البرد خلال أشهر الشتاء.
وذكر عميرة أنه عندما كان السجناء يضطرون للذهاب إلى المراحيض، كانوا مكبلين وظهورهم محنية، ولم يسمح لهم بالخروج إلا مرتين في الأسبوع لمدة 15 دقيقة.
واحتجز عميرة بموجب اعتقال إداري بسبب منشوراته على موقع فيسبوك، التي تنتقد الاحتلال. وقال إنه فقد 33 كيلوغراما من وزنه خلال الأشهر الثلاثة التي قضاها في الاعتقال بسبب قلة الطعام.
وقال عميرة إن الجنود أمروه بخلع ملابسه ومد ساقيه، ثم ضربوه عندما ألقي القبض عليه أول مرة في ديسمبر من العام الماضي. وأفاد بأن أحد الحراس فحص أعضاءه التناسلية بواسطة جهاز الكشف عن المعادن أثناء الفحص الذي أعقب ذلك.
وقال جميع المعتقلين الأربعة السابقين الذين تحدثوا مطولا إن الجوع ربما كان أعظم تحد واجهوه.
وأشار عمر عساف، أستاذ اللغة العربية المتقاعد في رام الله، الذي احتجز في عوفر أيضا، إلى أن وجبة الإفطار كانت تتكون من 250 غراما من اللبن الزبادي وحبة طماطم أو فلفل واحدة يتقاسمها خمسة أشخاص. وقال أيضا إنه تم استجوابه بشأن منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما ذكر أن كل معتقل كان يحصل في الغداء والعشاء على ثلثي كوب من الأرز ووعاء من الحساء يتقاسمه مع الآخرين. وتابع "لم نر لون الفاكهة.. ولا قطعة من اللحم".
وفرضت سلطات الاحتلال أوضاعا بالغة الصعوبة عقب 7 أكتوبر، وفقا لمحمد الصالحي، الذي كان يقضي في ذلك الوقت عقوبة السجن لمدة 23 عاما في سجن بالقدس.
وقال إنه بعد أيام من الهجوم، جرد الحراس زنزانته من كل شيء، بما في ذلك الملابس. وفي النهاية، زاد عدد النزلاء في الزنزانة من ستة إلى 14، وتم إزالة الستائر في الحمامات المشتركة. وأطلق سراح الصالحي في يونيو بعد انتهاء محكوميته.
من جانبه، أكد مكتب إعلام الأسرى في تصريح صحفي، أن "استمرار ارتكاب الاحتلال جرائم بشعة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، وبشكل أخص الأسرى في السجون من قتل وتعذيب واغتصاب وأفعال، فاقت ما يحدث من جرائم في كل سجون العالم؛ يتحمل مسؤوليتها وتبعاتها بشكل كامل حكومة الاحتلال المجرمة".
وجدد المكتب نداءه لكافة الجهات والمؤسسات والهيئات التي ترفع شعار حقوق الإنسان، بالعمل العاجل على كشف أوضاع الأسرى الذين يموتون كل يوم بفعل الإجرام الصهيوني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الأسرى الفلسطينيين الانتهاكات الاحتلال جرائم بشعة فلسطين الأسرى الاحتلال انتهاكات جرائم بشعة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی السجون
إقرأ أيضاً:
معاناة مضاعفة لعائلات الأسرى الأشقاء في سجون الاحتلال
نابلس- لا يشغل بال الفلسطينية هالة حنني (أم محمد) غير التفكير بأولادها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فتبيت وهي تفكر بهم وتصحو على ذلك أيضا، ولا تملك غير الدعاء لهم في ظل ما يكابده الأهالي من معاناة وقهر على فراق أبنائهم ومنع زيارتهم أو التواصل معهم بأي شكل في سياق حملات الاعتقال المتصاعدة.
ويوما بعد آخر يزداد قلق أهالي الأسرى على أبنائهم، فممارسات الاحتلال القمعية تجاههم وظروف الاعتقال وآلياته المذلة فاقت الوصف، في ظل تسجيل أرقام قياسية في أعداد الأسرى وقتل الاحتلال العشرات منهم، وأكثر من غيرهم عانى ذوو الأسرى ممن لديهم أكثر من أسير بسجون الاحتلال كحال أم محمد التي باتت تحاصرها الهواجس والقلاقل من كل مكان.
وعبر هاتفها جلست الستينية أم محمد ترصد آخر الأخبار عن أبنائها الثلاثة الأسرى وهم صهيب ومحمد وجمال لعلها تجد ما يهدئ روعها ويطمئنها عليهم، خاصة جمال الذي أصيب بوعكة صحية في معتقله ولا تعرف عنه شيئا، ثم تبحث في الهاتف ذاته عما تختزنه من صور لهم تقر بها عينها بين حين وآخر.
أمهات الأسرى يطالبن بكشف جرائم الاحتلال بحق أبنائهن داخل السجون (الجزيرة) قلق مركّبيعد الفراغ والتشتت أخطر وأسوأ ما تعيشه أم محمد وعائلتها هذه الأيام، فاعتقال أبنائها -كما تقول للجزيرة نت- تركها تصارع مصاعب الزمن وحدها في منزلها الكائن في حارة القبة وسط بلدة بيت فوريك قرب نابلس شمالي الضفة الغربية، فقد كانوا ثلاثتهم يملؤون المكان ويكسرون وحدتها، وزاد اعتقالهم هواجسها وخوفها عليهم وعلى عوائلهم خارجه.
وتضيف أم محمد -التي سبق أن جربت مرارة السجن باعتقال أشقائها وأبنائهم وأحفادها وزوجها الشيخ حسام حنني وإبعاده إلى مرج الزهور لعام كامل مطلع تسعينيات القرن الماضي، وهي اليوم تعيشه مرة أخرى مع أبنائها- أن "الاعتقال هذه المرة كان أصعب وأشد بفعل تغييب أبنائي قسرا وحجب أي خبر عنهم".
وتقول "منذ نحو 4 عقود وأنا أقارع الاحتلال وسجونه، لكن الاعتقال في هذه الأيام أشد مرارة وألما، خاصة أن الاحتلال يمنع الزيارات ويقطع كل أشكال التواصل مع الأسرى ويحرمهم من أبسط حقوقهم من الطعام والشراب واللباس، وحتى ظروف الاحتجاز".
إعلانكل ذلك وأكثر يزيد في حزن أم محمد، وتعيش خوفا دائما على مصير أبنائها، خاصة عندما تسمع عنهم ما لا تطيق في ظل انتشار الأمراض واستشهاد نحو 50 أسيرا تحت التعذيب منذ بدء الحرب على غزة، وتضعف أكثر كلما سألها أحفادها عن آبائهم الأسرى.
ولا تدع والدة الأسرى المكلومة أي خبر أو معلومة عنهم تفوتها، وتواصل سؤال الأسرى المحررين عن أبنائها وماذا حل بهم، ولا تدخر جهدا لدى المؤسسات المتابعة لشؤون الأسرى للغرض ذاته، لعلها تحظى بما يخفف حزنها وقلقها عليهم، فكل ما تعرفه عنهم هو أماكن اعتقالهم فقط.
وحسب نادي الأسير الفلسطيني، شنت إسرائيل منذ بدء عدوانها على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 12 ألف اعتقال ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس، ولا يزال يقبع منهم 10 آلاف و300 أسير في سجونها، وهي أرقام لا تشمل حالات الاعتقال من قطاع غزة التي بلغت آلافا، استشهد منهم العشرات ولم يفصح الاحتلال عن هوياتهم، وهم رهن الاخفاء القسري، إلى جانب كثيرين أعدموا ميدانيا.
وتُقلق هذه المعلومات والظروف التي يعيشها الأسرى ذويهم وتجعلهم في حالة تخوّف مستمر على حياتهم، وهي حالة مركبة ومضاعفة تعيشها العائلات التي لديها أكثر من أسير كحال أم محمد حنني، وإيمان حمزة التي يغيّب الاحتلال اثنين من أبنائها خلف قضبانه.
إيمان حمزة ترفع صورة تجمع ولديها الأسيرين خلال فعالية تضامنية مع الأسرى (الجزيرة) غياب له ثمنهوعند دوار الشهداء وسط نابلس التقت الجزيرة نت بإيمان حمزة التي جاءت كعادتها لتشارك في فعالية نظمت للتضامن مع الأسرى، وحملت صورة واحدة تجمع ابنيها الأسيرين عماد الدين وأحمد ياسين (في العشرينيات من العمر)، وهتفت كالعشرات من أمهات الأسرى وذويهم منددة بجرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق الأسرى، وناشدت المؤسسات الحقوقية والإنسانية.
وطوال ساعة من الاعتصام التضامني لم تفارق الدموع إيمان، وتقول للجزيرة نت إنها وعائلتها تفتقدهما كثيرا، وهي لا تعرف أدنى معلومات عنهما، ويقلقها أكثر حال عماد الذي اعتقل وهو مصاب برصاص الاحتلال في قدمه، ورأته في صورة انتشرت عبر مواقع التواصل لأسرى داخل سجن إسرائيلي وأيديهم وأرجلهم مكبلة وملقون أرضا.
إعلانوشكّل غياب الأسيرين الشقيقين فارقا في حياة عائلتهما، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، ولا سيما والدهما المصاب بمرض السرطان، وأرهقها أكثر عدم معرفة أخبارهما، ودفعا حتى الآن وبعد نحو عامين على اعتقالهما أكثر من 2300 دولار أجرة للمحامين للاطمئنان عليهما، فكلاهما لا يعرف ما حل بأخيه، وتصلهما معلومات متضاربة عن عائلتهما.
وفي الفعالية التضامنية شاركت إيمان وزوجها -الذي أنهى على عجل جلسة علاجه في المشفى وحضر إلى دوار الشهداء لمؤازرتها- وحملت العديد من الأمهات صور أبنائهن الأسرى، ومنهن كثيرات لهن أسيران أو أكثر، وحضرن لنصرة أبنائهن وإيصال رسائل إلى كل العالم للوقوف معهم، مطالبات بـ"وضع حد لجرائم الاحتلال التي تفتك بأبنائهن" كما تقول إيمان ورفيقاتها.
ظروف صعبةومثل إيمان تعيش عائلة إعمر في مدينة قلقيلية العذاب مضاعفا باعتقال أبنائها نور الدين ونضال وعبد السلام منذ سنوات طويلة، وقد حُكموا بالسجن المؤبد مرات عدة.
وأخطر ما تعانيه عائلات الأسرى اليوم -خاصة من لديها أكثر من أسير- كما يقول مدير نادي الأسير الفلسطيني في نابلس مظفر ذوقان هو "الخوف والقلق على مصير أبنائها، في ظل ارتفاع وتيرة الاعتقالات وكذلك عمليات قتلهم داخل السجون بفعل التعذيب والعقاب غير المسبوق".
و"ثمة خشية على حياتهم فعلا، خاصة أن الاحتلال يمنع زيارتهم" وفق ذوقان، ويضيف "هناك صمت دولي على جرائم الاحتلال شجعه على التمادي أكثر ضدهم، كما يواجه الأسرى الأشقاء سياسة عقاب أخرى تتمثل بمنع لقائهم ببعضهم، وبالتالي زيادة معاناتهم النفسية".
وإضافة إلى ذلك فاقم اعتقال الأشقاء المعاناة الاقتصادية لذويهم، بسبب ما يحتاجونه من مصاريف وتكاليف مادية كبيرة، خاصة تلك التي تدفع للمحامين لمتابعة ملفاتهم، واحتياجات الأسرى أنفسهم.