بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" فإنه منذ إطلاق حملتها الانتخابية للبيت الأبيض ضد دونالد ترامب في 21 تموز/ يوليو بعد انسحاب بايدن من السباق، نجحت هاريس في تنشيط أجزاء كبيرة من القاعدة الديمقراطية التي ستكون حاسمة لتأمين فوزها في الانتخابات الرئاسية، من الناخبين الشباب، إلى النساء، والأشخاص الملونين.



ولكن بالنسبة لأولئك الذين يرون الحرب في غزة باعتبارها القضية الحاسمة للحملة - والعديد منهم يتركزون في جنوب شرق ميشيغان حيث انعدام الثقة في الحزب الديمقراطي الآن عميق - هناك حذر من المرشحة الجديدة للحزب.


تقول فاطمة (24 عاما)، التي كانت جالسة على مقعد في ساحة صغيرة في وسط ديربورن، التي تضم مجتمعا عربيا  كبيرا في ولاية ميشيغان، إنها في حالة ذهول بسبب عدد القتلى الفلسطينيين الفادح في غزة والضربات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وهي غير متأكدة مما إذا كانت ستدعم الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وتضيف فاطمة، التي أعطت صوتها لبايدن في الانتخابات السابقة، إن هاريس قد تكون "ربما" أفضل من بايدن، الذي يرى الكثيرون في ديربورن أنه يدعم سلوك "إسرائيل" في غزة بشكل مفرط، لكن الأمر سيعتمد على ما سيحدث في الأسابيع المقبلة. وقالت: "إذا تمكنا من إعطاء الفلسطينيين الأمل أو الراحة، فهذا هو السبب الوحيد الذي يجعلني أصوت لها".


من جهتها قالت عبير، وهي امرأة مسنة خارج متجر بقالة محلي في ديربورن تندم على التصويت لصالح بايدن في عام 2020 وليس لديها "أي فكرة" عما ستفعله في تشرين الثاني/ نوفمبر: "يميل معظم مجتمعنا نحو الحزب الديمقراطي لكن معظمهم يشعرون أنهم لا يريدون التصويت".

"كنت سأبقى على الهامش وأراقب - ما لم توضح [هاريس] موقفها بشأن هذه القضية بأن هذا الشيء (العدوان على غزة) يجب أن يتوقف".

وعلى الرغم من أن هاريس لم تؤيد أي تحول في سياسة بايدن تجاه "إسرائيل"، إلا أنها سعت إلى إبعاد نفسها عن بنيامين نتنياهو. ولم تحضر خطابه المشترك أمام الكونغرس في واشنطن الشهر الماضي والتقت به بشكل منفصل عن بايدن. وبعد ذلك، قالت إن التزامها بأمن "إسرائيل ثابت"، لكنها لن "تلتزم الصمت" في مواجهة معاناة الفلسطينيين.

وقال جيم زغبي، مؤسس مجموعة المناصرة المعهد العربي الأمريكي، إن هاريس بذلت منذ بداية الصراع المزيد من الجهد "للتواصل" مع المجتمع العربي. وتوقع "أنها ستستعيد الكثير من الأشخاص الذين كانوا مترددين أو منزعجين من الإدارة" لكنه أضاف "عليها أن تحافظ" على موقفها.

ومن المرجح أن تكون معايرة رسالتها بشأن الشرق الأوسط هو التحدي الأكبر في السياسة الخارجية لحملة هاريس. في يوم الأربعاء، بعد وصولها إلى مطار ديترويت لحضور تجمع انتخابي كبير، أجرت هاريس ما وصفه مساعدوها بأنه "مشاركة موجزة" مع النشطاء، الذين قادوا أكثر من 100 ألف شخص في الولاية للتصويت "غير ملتزمين" في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بدلا من بايدن في وقت سابق من العام في رد فعل قوية ضد البيت الأبيض.

أصبحت ليلى العبد، إحدى قادة الحركة، عاطفية عندما أخبرت هاريس أنهم يريدون دعمها، لكنهم بحاجة إلى سياسة في غزة من شأنها "إنقاذ الأرواح الآن"، بما في ذلك حظر الأسلحة على "إسرائيل".

ولكن بينما خرج النشطاء بانطباع بأن هاريس منفتحة على مناقشة إنهاء نقل الأسلحة إلى "إسرائيل"، أزال فيل غوردون، مستشارها للأمن القومي، وهمهم صباح الخميس.

وكتب غوردون على منصة "إكس": "ستضمن (هاريس) دائما أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد إيران والجماعات الإرهابية المدعومة من إيران. إنها لا تدعم حظر الأسلحة على إسرائيل. ستواصل العمل لحماية المدنيين في غزة ودعم القانون الإنساني الدولي".

علاوة على ذلك، خلال تجمع ديترويت، قاطع المتظاهرون هاريس مرارا وتكرارا وهم يهتفون "كامالا كامالا، لا يمكنك الاختباء، لن نُصوّت للإبادة الجماعية".

ردت في البداية قائلة: "أنا هنا لأننا نؤمن بالديمقراطية. صوت الجميع مهم". لكنها قالت لهم لاحقا: "هل تعلمون ماذا؟ إذا كنتم تريدون فوز دونالد ترامب، فقولوا ذلك. وإلا، دعوني أتحدث". وهتفت لها الغالبية العظمى من الحشد.

بعد الحدث، قالت المتظاهرة زينب حكيم، 21 عاما، إن هاريس "لم تُبدِ احتراما قط". وقالت: "أسمع هذا الخطاب كثيرا - أنت ملونة، أنت مسلمة، أنت فلسطينية، هل تعتقدين أن حياتك ستكون أفضل تحت حكم ترامب".

وأضافت: "[لكن] بالنسبة لأصدقائي الفلسطينيين، إذا كان أقاربهم وشعبهم يتعرضون للمذابح في عهد بايدن وربما في عهد كامالا، فهذا ليس أفضل بالنسبة لهم".

يوم الجمعة في أريزونا، بعد أن تعرضت للمقاطعة مرة أخرى، قالت هاريس: "لقد كنت واضحة. الآن هو الوقت المناسب للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنجاز صفقة الرهائن. الآن هو الوقت المناسب".

الواقع الحسابي هو أن أي انشقاقات من القاعدة الديمقراطية التقليدية يمكن أن تساعد ترامب وتحدث فرقا في ولايات ساحة المعركة المتوازنة للغاية بما في ذلك ميشيغان.

ولكن بالنسبة لمعظم الناخبين، فإن غزة ليست القضية الوحيدة في الانتخابات. إذا كان أداء هاريس قويا بما يكفي بين الناخبين الديمقراطيين والمستقلين والمترددين، فقد تكون قادرة على تحمل بعض الخسائر بسبب الصراع في الشرق الأوسط. إن إظهار الصلابة ضد المحتجين يمكن أن يساعدها في صد الانتقادات من اليمين بأنها ليبرالية للغاية.

إن ما يحدث دبلوماسيا في الشرق الأوسط قد يكون مهما أيضا لآفاقها في هزيمة ترامب. تحاول واشنطن، جنبا إلى جنب مع مصر وقطر، المساعدة في التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يوقف الأعمال العدائية بين "إسرائيل" وحماس ويؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة والسجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم "إسرائيل".

وقال كايل كونديك من مركز السياسة بجامعة فيرجينيا: "أعتقد أنها تحاول جعل منتقدي سياسة الإدارة بشأن إسرائيل وغزة يشعرون بأنهم مسموعون، لكنها أيضا لا تبدو ميالة إلى الضغط من أجل ما يريده بعض الناشطين، أي حظر مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل". وأضاف: "ربما تجعل الحقيقة البسيطة أنها ليست بايدن على الأقل بعض منتقدي بايدن أكثر تقبلا لها".


ومع ذلك، فإن مهدي كازان، الذي يدير محلا لبيع الآيس كريم في ديربورن، على الحياد. وهو ناخب سابق لترامب صوت أيضا لصالح باراك أوباما في الماضي، ويميل إلى الحزب الجمهوري مرة أخرى لكنه يرى أن هاريس "مناسبة لمنصب" الرئيس أيضا. وقال: "يتعين عليّ أن أشاهد المناظرات وأرى أيهما أكثر منطقية".

ويترك صمت هاريس بشأن الشرق الأوسط والسياسة الخارجية بشكل عام على مسار الحملة الانتخابية علامة استفهام لدى البعض في ديربورن.

قال دو، أستاذ الهندسة البالغ من العمر 72 عاما والذي لا يزال غير متأكد من هوية المرشح الذي سيصوت له: "نحن لا نعرف أي شيء عنها . ماذا ستفكر في غزة؟ ماذا ستفكر في الغزو الروسي لأوكرانيا، وماذا ستفكر في العلاقة مع الصين، والوضع الاقتصادي بأكمله؟ عليها أن تخبر الجمهور". لكن فاطمة واضحة أنه على الرغم من أنها غير متأكدة من هاريس إلا أنها لن تصوت أبدا لترامب. وقالت: "أعلم أنه ضد وقف إطلاق النار، وأعلم أن جرائم الكراهية ستكون أسوأ أيضا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية هاريس الانتخابات ميشيغان العربي امريكا العرب انتخابات ميشيغان هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الانتخابات الشرق الأوسط فی دیربورن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجنرال الأميركي الذي لا تريد إسرائيل ضرب إيران دون وجوده

أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تعوّل كثيرا على أحد كبار الضباط في القيادة العسكرية الأميركية وتنظر إليه كحليف رئيسي لها ولا تريد ضرب إيران من دون وجوده.

وأوضحت، في تقرير لألون ستريملينغ رئيس مكتب الأخبار ليديعوت أحرونوت بمنطقة تل أبيب–حيفا، أن هذا الضابط هو الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأميركية وهو أحد أقوى حلفاء إسرائيل في البنتاغون.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: غزة مدينة المذبحة الثانيةlist 2 of 2الجوع ألجأ الغزيين لأكل سلاحف البحرend of list

وأشار ستريملينغ إلى أن كوريلا أصبح الصوت الرائد داخل الجيش الأميركي الداعي لتنفيذ ضربة إسرائيلية-أميركية مشتركة ضد المنشآت النووية الإيرانية، ومع اقتراب نهاية فترة ولايته يتوق المسؤولون الإسرائيليون إلى التحرك.

وذكر التقرير أن كوريلا، بنى مظلة إقليمية من الروابط الدفاعية ولعب، منذ هجوم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول دورا محوريا في تعزيز التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك الشروع في نشر حاملات الطائرات الأميركية في المنطقة.

ترامب يختار الدبلوماسية

والآن، مع بقاء بضعة أشهر فقط في منصبه، يقود كوريلا مجموعة في واشنطن تضغط من أجل عمل عسكري منسق ضد إيران، وهو موقف يعارضه آخرون في البيت الأبيض، ويفضلون المشاركة الدبلوماسية فقط.

إعلان

ووفقا للتقرير، انقسم فريق المناقشات الداخلية الأميركية خلال الأشهر الأخيرة إلى معسكرين: أحدهما يدعو لضربة عسكرية مشتركة، والآخر يدعو إلى الدبلوماسية. وفي نهاية المطاف، وقف الرئيس دونالد ترامب إلى جانب الأخير، متجاهلا خطط إسرائيل العملياتية.

فشل نتنياهو

وبحسب ما ورد، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سافر إلى واشنطن في محاولة أخيرة لإقناع ترامب بإعطاء الضوء الأخضر للعملية، لكنه فشل.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الجيش الإسرائيلي وضع خطة تتضمن ضربة جوية مشتركة وغارة كوماندوز لكنه لم يكن جاهزا عمليا قبل أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ونتيجة لذلك، ركزت إسرائيل في التخطيط لهجوم جوي منفرد، الأمر الذي يتطلب أيضا دعما أميركيا.

وقام كوريلا ومستشار الأمن القومي مايك والتز بتقييم كيفية مساعدة الولايات المتحدة في هجوم إسرائيل المنفرد، حيث نشر البنتاغون أصولا عسكرية في المنطقة، بما في ذلك حاملتا طائرات وبطاريات باتريوت وثاد وقاذفات القنابل بي-2، وهي خطوة فسرت على نطاق واسع على أنها إعداد لضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران.

فرص النجاح تضيق

ويقول محللون دفاعيون إسرائيليون إن نافذة الهجوم الناجح على البرنامج النووي الإيراني تغلق بسرعة. ووفقا لمصادر استخباراتية إسرائيلية وأميركية، فإن الجمع بين المكاسب العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة والاضطرابات الداخلية في إيران والتحالف الجيوسياسي الحالي يوفر فرصة نادرة لضربة فعالة.

وأضاف هؤلاء المحللون أنه من الممكن أن تضيق هذه النافذة بشكل كبير بمجرد تنحي كوريلا، حيث لا يزال موقف خليفته غير واضح.

علاقة عميقة

يُذكر أن علاقة كوريلا مع إسرائيل عميقة، إذ كانت زيارته الأولى لها كضابط شاب في العشرينيات من عمره، ومنذ ذلك الحين زارها عشرات المرات، وأكثر من 15 مرة في العامين الماضيين فقط.

وأكدت قيادة الجنرال للقيادة المركزية الأميركية على نهج عملي قائم على التكنولوجيا للتنسيق الدفاعي الإقليمي، وتجنب التحالفات الرسمية مثل حلف الناتو لصالح التكامل وراء الكواليس.

إعلان

ومن المعروف عن كوريلا أيضا اهتمامه الدقيق بالتفاصيل، "إنه يعرف نوع كل ذخيرة أطلقت على إسرائيل في هجوم إيران الفاشل أبريل/نيسان 2023، وأين تم وضع كل صاروخ اعتراضي".

مقالات مشابهة

  • غالانت يكشف كذب إسرائيل: لم يكن هناك نفق بمحور فيلادلفيا بل قناة بعمق متر واحد وتم تسويقها على أنها نفق عميق
  • المغرب.. تظاهرة حاشدة أمام ميناء طنجة رفضاً لرسو سفينة تنقل أسلحة لـ”إسرائيل”
  • بايدن : البابا فرانسيس أحد أهم القادة في عصرنا
  • فانس في الهند تمهيدا لزيارة ترامب والصين حاضرة
  • إسرائيل ومحادثات إيران النووية.. غياب عن الطاولة وحضور في الكواليس
  • الجنرال الأميركي الذي لا تريد إسرائيل ضرب إيران دون وجوده
  • الكرة في ملعب موسكو.. وفي ميناء الدقم أيضا
  • غزة تجوع والمساعدات تتعفن خارج أسوارها، فهل تعفنت الإنسانية أيضاً ؟ّ!
  • إبراهيم شعبان يكتب: قصف إيران.. ترامب يتلاعب بالعالم من أجل إسرائيل
  • شركة “Maersk” تنفي الاتهامات المتداولة بشأن نقل شحنات عسكرية إلى إسرائيل