سودانايل:
2025-04-07@16:25:55 GMT

مفاوضات جنيف ..العصا لمن عصى !

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

بقلم: حسن أبو زينب عمر

ما زلت أضرب مترب القدمين ..أشعث في الدروب تحت الشموس الأجنبية متخافق الأسمار ..أبسط بالسؤال يدا ندية صفراء من ذل وحمى ذل شحات غريب بين احتقار وانتهار وازورار أو خطية والموت أهون من خطية من ذلك الاشفاق ..تعصره العيون الأجنبية بدر شاكر السياب رغم تسريبات نسبت للوزير محمد بشير أبو نمو رئيس وفد الحكومة للتشاور مع أمريكا في جدة بحث الجيش لعدم التفاوض في سويسرا فضلا عن حملات عناصر النظام البائد الرافضة لإيقاف الحرب فسوف تظل (جنيف) التي تحمل لقب مدينة السلام (القشة) التي يتعلق بها السودان ببرهانه وجنجويده للإفلات من كابوس الطوفان بعد أن انتهت كل تدخلات الوسطاء في اديس أبابا ونيروبي وكمبالا والقاهرة الى مجرد اجتهادات أشبه بفرض الكفاية إذا قبل بها البعض سقطت عن الآخرين.

حتى الآن فان الجزء البارز من جبل الثلج الذي يسبح فوق سطح بحيرة جنيف هو الإيقاف الفوري والنهائي للعمليات العسكرية وانهاء الحرب والفصل بين القوات المتحاربة فضلا عن فتح ممرات آمنة لإجلاء المحاصرين والتوصيل الفوري للمساعدات الغذائية والدوائية لكل محتاجيها في مختلف الولايات تحت اشراف المنظمات الأممية .. نقطة سطر جديد. (2) لكن إذا كان الهدف الأول الذي يعلو ولا يعلى عليه هو حقن الدماء ووقف نزيف الحرب وتعطيل آلة تدمير ما تبقى من مقدرات وممتلكات السودان وهو يعتبر قطع شك أكبر المكاسب فان هذا وحده لا يكفي وعليه لابد أن يأتي بعدها مواجهة جذور الأزمة الطاحنة ودونه ترف وافق مسدود كما يقول ياسر عرمان. السؤال الأكثر الحاحا هو ثم ماذا بعد؟ .. الذي يسترعي الانتباه هنا هو حماس وجاهزية حميدتي بقبول التفاوض دون قيد أو شرط فهو يقدم على طاولة المفاوضات منتشيا ومزهوا بما حصده فقواته تضع يدها على 70% من ولايات السودان فضلا على منشآت السيادة في الخرطوم وتحاصر حاميات الجيش فيما طلب البرهان مقابلة الوسيط الامريكي وممثل الإدارة الامريكية في الخرطوم (بيرلو) الذي وصل بالفعل الى جنيف قبل الدخول الى طاولة المفاوضات. (3) الخبراء أماطوا اللثام عن سر هذا الطلب دون أن يذكروا عما اذا كان شرطا من جانب الجيش لقبول التفاوض وقالوا انه يتعلق بتنفيذ أجندة جدة بخروج قوات الدعم السريع من البيوت والمنشآت المحتلة أولا ..الذي يسترعي الانتباه ان أي من الطرفين لا يستطيع الادعاء انه الكاسب في هذه الحرب المدمرة التي قدرت خسائرها 200 مليار دولار وهو رقم فلكي قياسي لدولة ترزح تحت خط الفقر ولا أحد في المجتمع الدولي وعلى رأسه الدول الكبرى يعترف بالجنرالين فقد أدرجت العديد من الشركات التي تعمل تحت امرتهما في القائمة السوداء فضلا عن أن كروتا حمراء اشهرت في وجه الاثنين فالبرهان لانقلابه على حكومة ديموقراطية وحميدتي لتورطه في جرائم وانتهاكات استدعت ادراج حركته في القائمة الارهاب . (4) السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتوقع اكتساح الانتخابات الأمريكية وتوليه مجددا رئاسة أمريكا للمرة الثانية تقوم على مبدأ أمريكا أولا بعكس السياسة الخارجية لبايدن .. الشواهد هناك كثيرة فهو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي خرج على تقاليد وأعراف راسخة تم النص عليها في مواثيق الأمم المتحدة بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عام 1945 بهزيمة دول المحور (المانيا واليابان) وحرمانها من التسلح حتى للدفاع عن نفسها تاركة مبدأ الحماية على عاتق دول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة ولكن ترامب قلب عاليها سافلها وطلب من هذه الدول دفع تكاليف الحماية cash down .. نفس هذا المبدأ استخدمه مع دول الخليج وطلب منها جهارا نهارا شراء السلاح الأمريكي للتصدي لمخاطر ومطامع التوسع الإيراني حتى لا ترفع أمريكا يدها من هذه المهمة وتتركها لقمة سائقه لإيران. (5) لقد درجت سياسة واشنطن على استخدام الجزرة والعصا في سياستها الخارجية وجزرتها في السودان لم تتجاوز التبرع ب230 مليون دولار تخصص للأعمال الإنسانية ولا أعتقد انا ستتبنى مشروعا لإعمار السودان مثل مشروع مارشال الأمريكي الذي استهدف ألمانيا بعد أن تحولت كل مبانيها الى كومة من التراب ينعق فوقها البوم اذ لم ينجو من الدمار سوى مبنى المستشارية الذي لم تجد القوات الروسية المندفعة من الشرق والتي كانت أول الواصلين اليه سوى أشلاء من أطفال هتلر وزوجته الذين سبقوه في تعاطي سم السيانيد فيما لازال مكان جثة الفو هرر لغزا يحير العلماء حتى الآن . (6) لا أحد يدري حتى الآن الخطوة الثانية التي سيقدم عليها الوسيط الأمريكي بعد وقف العمليات العدائية وتوفير ملاذات آمنة لعمليات الإغاثة الانسانية بل لا أحد يدري كيف ستتعامل واشنطن دي سي مع الشياطين التي ستنشق بها الأرض من صراعات بين الحركة الإسلامية التي تعترض على وقف إطلاق النار وقحت التي تطالب بالحكم المدني فضلا عن الحركات المسلحة التي تطلب قضمة في الكيكة أمام تقارير خبراء تشكك في وجود مزيدا من الجذر في جعبة أمريكا فهل ستلجأ الى العصا مسنودة على رافعة البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة؟ (7) هذا هو حلم كل من اكتوى بجحيم الحرب وذاق ويلاتها وتجرع سمومها ويطلب صادقا بإبعاد الجنرالين الذين جلبا للملايين العار والموت والدمار من أي دور في الحياة السياسية الآن والى الأبد now and for ever ودونه فما لديك سوى الدموع وسوى انتظار دون جدوى للرياح وللقلوع كما يقول الشاعر العراقي السياب الذي نفاه عبد الكريم القاسم الى الكويت ولم يعد الى وطنه سوى جثة هامدة ملفوفة في قطعة كفن.

oabuzinap@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فضلا عن

إقرأ أيضاً:

الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية

كتب الدكتور عزيز سليمان استاذ السياسة و السياسات العامة

في زمن يتداخل فيه الدخان الأسود برائحة البارود، وتصدح فيه أنين الأطفال وسط خرائب المستشفيات والمدارس و محطات الكهرباء و المياه ، يبدو السودان كلوحة مأساوية رسمها الجشع البشري. لكن، يا ترى، من يمسك بالفرشاة؟ ومن يرسم خطوط التدمير الممنهج الذي يستهدف بنية تحتية سودانية كانت يومًا ما عصب الحياة: محطات الكهرباء التي كانت تضيء الدروب، والطرق التي ربطت المدن، ومحطات مياه كانت تنبض بالأمل؟ الإجابة، كما يبدو، تكمن في أجنحة الطائرات المسيرة التي تحمل في طياتها أكثر من مجرد قنابل؛ إنها تحمل مشروعًا سياسيًا وجيوسياسيًا ينفذه الجنجويد، تلك المليشيا التي فقدت زمام المبادرة في الميدان، وانكسرت أمام مقاومة الشعب السوداني و جيشه اليازخ و مقاومته الشعبية الصادقة، فاختارت أن تُدمر بدلاً من أن تبني، وتُرهب بدلاً من أن تقاتل.
هذا النهج، يا اهلي الكرام، ليس عبثًا ولا عشوائية. إنه خطة مدروسة، يقف خلفها من يدير خيوط اللعبة من الخارج. الجنجويد، التي تحولت من مجموعة مسلحة محلية إلى أداة في يد قوى إقليمية، لم تعد تعمل بمفردها. الطائرات المسيرة، التي تقصف المدارس والمستشفيات، ليست مجرد أدوات تكنولوجية؛ إنها رسول يحمل تهديدًا صامتًا: “إما أن تجلسوا معنا على طاولة المفاوضات لننال حظنا من الثروات، وإما أن نجعل من السودان صحراء لا تحتمل الحياة”. ومن وراء هذا التهديد؟ الإجابة تلوح في الأفق، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي باتت، بحسب الشواهد، الراعي الأول لهذه المليشيا، مستخدمةً مرتزقة من كل أنحاء العالم، وسلاحًا أمريكيًا يمر عبر شبكات معقدة تشمل دولًا مثل تشاد و جنوب السودان وكينيا وأوغندا.
لكن لماذا السودان؟ الجواب يكمن في ثرواته المنهوبة، في أرضه الخصبة، ونفطه، وذهبه، ومياهه. الإمارات، التي ترى في السودان ساحة جديدة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي، لم تتردد في استغلال الخلافات الداخلية. استخدمت بعض المجموعات السودانية، التي أُغريت بوعود السلطة أو خدعت بذريعة “الخلاص من الإخوان المسلمين”، كأدوات لتفكيك النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. لكن، هل هذه الذريعة الدينية أو السياسية كافية لتبرير تدمير أمة بأكملها؟ بالطبع لا. إنها مجرد ستار يخفي وراءه طمعًا لا حدود له.
الجنجويد، التي انهزمت في المعارك التقليدية، لجأت إلى استراتيجية الإرهاب المنظم. الطائرات المسيرة ليست مجرد أسلحة؛ إنها رمز لعجزها، ولكن أيضًا لدعمها الخارجي. فكل قصف يستهدف محطة كهرباء أو طريقًا أو مصدر مياه، هو رسالة موجهة إلى الحكومة السودانية: “لن نوقف حتى تجلسوا معنا”. لكن من يجلسون حقًا؟ هل هي الجنجويد وحدها، أم القوات المتعددة الجنسيات التي تجمع بين المرتزقة والمصالح الإماراتية؟ أم أن الجلسة ستكون مع الإمارات نفسها، التي باتت تتحكم في خيوط اللعبة؟ أم مع “التقدم”، ذلك الوهم الذي يبيعونه على أنه مخرج، بينما هو في الحقيقة استسلام للعدوان؟
هنا، يجب على الحكومة السودانية أن تتذكر أنها ليست مجرد ممثلة لنفسها، بل هي وكيلة عن شعب دفع ثمن أخطاء الحرية والتغيير، وأخطاء الإخوان المسلمين، وأخطاء السياسات الداخلية والخارجية. الشعب السوداني، الذي قاوم وصبر، يطالب اليوم بموقف واضح: موقف ينبع من روحه، لا من حسابات السلطة أو المصالح الضيقة. يجب على الحكومة أن تتحرى هذا الموقف، وأن تعيد بناء الثقة مع شعبها، بدلاً من الاستسلام لضغوط خارجية أو داخلية.
ورأيي الشخصي، أن الحل لا يبدأ بالجلوس مع الجنجويد أو راعيها، بل بفك حصار الفاشر، وتأمين الحدود مع تشاد، ورفع شكاوى إلى محكمة العدل الدولية. يجب أن تكون الشكوى شاملة، تضم الإمارات كراعٍ رئيسي، وتشاد كجار متورط، وأمريكا بسبب السلاح الذي وصل عبر شبكات دول مثل جنوب السودان وكينيا وأوغندا. كل هذه الدول، سواء من قريب أو بعيد، ساهمت في هذا العدوان الذي يهدد استقرار إفريقيا بأكملها.
في النهاية، السؤال المرير يبقى: مع من تجلس الحكومة إذا قررت الجلوس؟ هل مع الجنجويد التي أصبحت وجهًا للعنف، أم مع القوات المتعددة الجنسيات التي لا وجه لها، أم مع الإمارات التي تختبئ خلف ستار الدعم الاقتصادي، أم مع “صمود” التي يبدو وكأنها مجرد وهم؟ الإجابة، كما يبدو، ليست سهلة، لكنها ضرورية. فالسودان ليس مجرد ساحة للصراعات الإقليمية، بل هو تراب يستحقه اهله ليس طمع الطامعين و من عاونهم من بني جلدتنا .

quincysjones@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • إيران ترفض خوض أي مفاوضات مباشرة مع أمريكا
  • مستشار ترامب: أكثر من 50 دولة تواصلت مع الرئيس الأمريكي لبدء مفاوضات حول التعريفات الجمركية
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: أمريكا فشلت في اليمن الذي يواصل الصمود رغم القصف المستمر
  • أمريكا.. وفشل سياسة العصا الغليظة
  • إيران ترد على دعوة أمريكا للتفاوض وتعلق على تهديدات ترامب
  • ‏⁧‫رسالة‬⁩ من نوع آخر إلى ( ⁧‫صدر الدين الگبنچي‬⁩) الذي يريد يقاتل أمريكا من العراق دفاعا عن ايران !
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن