بقلم: حسن أبو زينب عمر
ما زلت أضرب مترب القدمين ..أشعث في الدروب تحت الشموس الأجنبية متخافق الأسمار ..أبسط بالسؤال يدا ندية صفراء من ذل وحمى ذل شحات غريب بين احتقار وانتهار وازورار أو خطية والموت أهون من خطية من ذلك الاشفاق ..تعصره العيون الأجنبية بدر شاكر السياب رغم تسريبات نسبت للوزير محمد بشير أبو نمو رئيس وفد الحكومة للتشاور مع أمريكا في جدة بحث الجيش لعدم التفاوض في سويسرا فضلا عن حملات عناصر النظام البائد الرافضة لإيقاف الحرب فسوف تظل (جنيف) التي تحمل لقب مدينة السلام (القشة) التي يتعلق بها السودان ببرهانه وجنجويده للإفلات من كابوس الطوفان بعد أن انتهت كل تدخلات الوسطاء في اديس أبابا ونيروبي وكمبالا والقاهرة الى مجرد اجتهادات أشبه بفرض الكفاية إذا قبل بها البعض سقطت عن الآخرين.
حتى الآن فان الجزء البارز من جبل الثلج الذي يسبح فوق سطح بحيرة جنيف هو الإيقاف الفوري والنهائي للعمليات العسكرية وانهاء الحرب والفصل بين القوات المتحاربة فضلا عن فتح ممرات آمنة لإجلاء المحاصرين والتوصيل الفوري للمساعدات الغذائية والدوائية لكل محتاجيها في مختلف الولايات تحت اشراف المنظمات الأممية .. نقطة سطر جديد. (2) لكن إذا كان الهدف الأول الذي يعلو ولا يعلى عليه هو حقن الدماء ووقف نزيف الحرب وتعطيل آلة تدمير ما تبقى من مقدرات وممتلكات السودان وهو يعتبر قطع شك أكبر المكاسب فان هذا وحده لا يكفي وعليه لابد أن يأتي بعدها مواجهة جذور الأزمة الطاحنة ودونه ترف وافق مسدود كما يقول ياسر عرمان. السؤال الأكثر الحاحا هو ثم ماذا بعد؟ .. الذي يسترعي الانتباه هنا هو حماس وجاهزية حميدتي بقبول التفاوض دون قيد أو شرط فهو يقدم على طاولة المفاوضات منتشيا ومزهوا بما حصده فقواته تضع يدها على 70% من ولايات السودان فضلا على منشآت السيادة في الخرطوم وتحاصر حاميات الجيش فيما طلب البرهان مقابلة الوسيط الامريكي وممثل الإدارة الامريكية في الخرطوم (بيرلو) الذي وصل بالفعل الى جنيف قبل الدخول الى طاولة المفاوضات. (3) الخبراء أماطوا اللثام عن سر هذا الطلب دون أن يذكروا عما اذا كان شرطا من جانب الجيش لقبول التفاوض وقالوا انه يتعلق بتنفيذ أجندة جدة بخروج قوات الدعم السريع من البيوت والمنشآت المحتلة أولا ..الذي يسترعي الانتباه ان أي من الطرفين لا يستطيع الادعاء انه الكاسب في هذه الحرب المدمرة التي قدرت خسائرها 200 مليار دولار وهو رقم فلكي قياسي لدولة ترزح تحت خط الفقر ولا أحد في المجتمع الدولي وعلى رأسه الدول الكبرى يعترف بالجنرالين فقد أدرجت العديد من الشركات التي تعمل تحت امرتهما في القائمة السوداء فضلا عن أن كروتا حمراء اشهرت في وجه الاثنين فالبرهان لانقلابه على حكومة ديموقراطية وحميدتي لتورطه في جرائم وانتهاكات استدعت ادراج حركته في القائمة الارهاب . (4) السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتوقع اكتساح الانتخابات الأمريكية وتوليه مجددا رئاسة أمريكا للمرة الثانية تقوم على مبدأ أمريكا أولا بعكس السياسة الخارجية لبايدن .. الشواهد هناك كثيرة فهو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي خرج على تقاليد وأعراف راسخة تم النص عليها في مواثيق الأمم المتحدة بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عام 1945 بهزيمة دول المحور (المانيا واليابان) وحرمانها من التسلح حتى للدفاع عن نفسها تاركة مبدأ الحماية على عاتق دول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة ولكن ترامب قلب عاليها سافلها وطلب من هذه الدول دفع تكاليف الحماية cash down .. نفس هذا المبدأ استخدمه مع دول الخليج وطلب منها جهارا نهارا شراء السلاح الأمريكي للتصدي لمخاطر ومطامع التوسع الإيراني حتى لا ترفع أمريكا يدها من هذه المهمة وتتركها لقمة سائقه لإيران. (5) لقد درجت سياسة واشنطن على استخدام الجزرة والعصا في سياستها الخارجية وجزرتها في السودان لم تتجاوز التبرع ب230 مليون دولار تخصص للأعمال الإنسانية ولا أعتقد انا ستتبنى مشروعا لإعمار السودان مثل مشروع مارشال الأمريكي الذي استهدف ألمانيا بعد أن تحولت كل مبانيها الى كومة من التراب ينعق فوقها البوم اذ لم ينجو من الدمار سوى مبنى المستشارية الذي لم تجد القوات الروسية المندفعة من الشرق والتي كانت أول الواصلين اليه سوى أشلاء من أطفال هتلر وزوجته الذين سبقوه في تعاطي سم السيانيد فيما لازال مكان جثة الفو هرر لغزا يحير العلماء حتى الآن . (6) لا أحد يدري حتى الآن الخطوة الثانية التي سيقدم عليها الوسيط الأمريكي بعد وقف العمليات العدائية وتوفير ملاذات آمنة لعمليات الإغاثة الانسانية بل لا أحد يدري كيف ستتعامل واشنطن دي سي مع الشياطين التي ستنشق بها الأرض من صراعات بين الحركة الإسلامية التي تعترض على وقف إطلاق النار وقحت التي تطالب بالحكم المدني فضلا عن الحركات المسلحة التي تطلب قضمة في الكيكة أمام تقارير خبراء تشكك في وجود مزيدا من الجذر في جعبة أمريكا فهل ستلجأ الى العصا مسنودة على رافعة البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة؟ (7) هذا هو حلم كل من اكتوى بجحيم الحرب وذاق ويلاتها وتجرع سمومها ويطلب صادقا بإبعاد الجنرالين الذين جلبا للملايين العار والموت والدمار من أي دور في الحياة السياسية الآن والى الأبد now and for ever ودونه فما لديك سوى الدموع وسوى انتظار دون جدوى للرياح وللقلوع كما يقول الشاعر العراقي السياب الذي نفاه عبد الكريم القاسم الى الكويت ولم يعد الى وطنه سوى جثة هامدة ملفوفة في قطعة كفن.
oabuzinap@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية:
فضلا عن
إقرأ أيضاً:
بنك السودان المركزي يحدد فئات العملة القديمة التي ما تزال سارية
البنوك تلقت توجيهات بتنوير العملاء بهذه المعلومات لضمان وضوح الإجراءات.
بورتسودان – تاق برس
أعلن بنك السودان المركزي توجيهاته للبنوك بمواصلة عمليات استبدال العملة يومي الجمعة والسبت من الساعة الثامنة صباحًا حتى السادسة مساءً.
وأكد رئيس لجنة غرفة العمليات والمتابعة لاستبدال العملة بالبنك المركزي، عبدالرحمن محمد عبدالرحمن، لوكالة السودان للأنباء (سونا)، أن الفئات النقدية من فئتي 100 و200 جنيه ما زالت سارية وقانونية للتداول.
وأضاف أن البنوك تلقت توجيهات بتنوير العملاء بهذه المعلومات لضمان وضوح الإجراءات.
وكشف عبدالرحمن، بعد جولة تفقدية شملت عددًا من البنوك مثل بنك الجزيرة الأردني، بنك الخليج، بنك المال المتحد، وبنك أفريقيا، عن زيادة الإقبال على فتح الحسابات، والإيداعات، وتنشيط الحسابات.
وأوضح أن الجولة ركزت على مراقبة عمليات توريدات الشركات، الربط الشبكي، وحالات الاشتباه والتزييف، مع التأكيد على ضرورة وجود مسؤول الالتزام أثناء عمليات استلام الأموال من الشركات للتحقق من التحصيل والتأكد من خلوها من أي شبهات مالية أو تزوير.
وأضاف أن الوفد اطمأن على كفاءة ماكينات كشف التزييف، العد، والفرز، مشيرًا إلى أن عمليات استبدال العملة تسير بشكل جيد وسلس.
استبدال العملةالعملة السودانيةبنك السودان المركزي