عبد الله علي إبراهيم

(تشكو قحت وأضرابها لطوب الأرض عن الفلول وكيدهم للثورة حتى حملوهم وزر الحرب القائمة يريدون بها العودة إلى دست الحكم. وحاشاهم في قحت وأضرابها ذكر الخدمات السخية التي قدموها هم هؤلاء أنفسهم لهؤلاء الفلول خلال الفترة الانتقالية الموءودة. فلا أعرف خدمة بذلوها طوعاً أشد نكيراً عليهم من تبنيهم "تظلم" الفول من لجنة التمكين بحذافيره من فرط لين ركبهم.

فتجنبوا اللجنة بدلاً من التضامن معها بتوسيع فقهها وإصلاح عوجها وخطابها وأدائها. وكان ميسوراً. بدلاً عن ذلك تجنبوا اللجنة وتفرقوا عنها أيدي سبأ. وكان أكبر نزوح عنها في مذكرة احتشد حولها بالمئات صفوة الرأي وغير الرأي ليقترحوا قيام مفوضية لمحاربة الفساد باعتزال مطبق للجنة التفكيك لم يخل من غمز لها ولمز. بل انتخبت المذكرة عبد الرحمن الأمين، الصحفي الاستقصائي، ليكون رئيساً عليها. ما فرطت المذكرة في شيء. وظنوا أنهم يحسنون عملاً ولم يكن ذلك منهم سوى "كبة زوغة" من إحسان مبدأ المحاسبة كما تقرر في الوثيقة الدستورية بقوة ودماثة. وظنوا من فرط حسن نيتهم في غير موضعه أن الفلول سيرضون عن مفوضيتهم ما لم يرضوه من لجنة التفكيك.
وكتبت يومها أنقد ذلك الفرار الجماعي واوضح السياسة التي من ورائه. وآمل بإعادة نشر هذه الكلمات أن تأخذ تقدم نفسها بالشدة حيال عورتها خلال الحكومة الانتقالية لأن أكثر لوثتهم بالكيزان هذه الأيام إنما هو وظيفة لامتناعهم الغليظ عن اقتحام تجربة الحكومة الانتقالية بجراءة وشفافية).

توقفت طويلا عند مذكرة وجوه القلم والرأي والمهن التي مهروها بتوقيعاتهم في ١٦ سبتمبر 2021 الجاري تزكية للصحفي عبد الرحمن الأمين لرئاسة مفوضية الفساد المزمع قيامها. وبدت لي المذكرة لأول وهلة كطريق غير موفق لتسمية مفوض ليكون على رأس مؤسسة للثورة. فهذه محاصصة بالثقل الرمزي لمن وقعوا على المذكرة. وهو نهج رغبنا في تفاديه. ثم من يضمن ألا يقع ما يعرف ب"نسخ القط" أي أن يستنسخ آخرون من ذوي الثقل الرمزي المذكرة في تزكية غير عبد الرحمن. وعدد هذا الاستنساخ في الليمون. ونختلق مواجهة نحن في غنى عنها.
ولو كنت مكان أهل المذكرة لترددت طويلاً في تزكية مثل عبد الرحمن من سودانيي المهجر للوظيفة، أي وظيفة. فلو تسنى لهم مطالعة حِجاج الثورة المضادة (talking points) لعرفوا أن الامتناع عن ترشيح مثله بعد عامين من الثورة أولى ناهيك بأنه قد يعوز المزكون الدليل على نجاح من سبقه منهم إلى الوظيفة العامة في الثورة. ورغبت أن نتخلص من عادة الحشد المعارض التي صلحت لزمانها ونحن حيال إدارة الدولة. فقد أزعجتني مذكرة مثل هذا نادت بفصل وزيرة التعليم العالي احتجاجاً على موضوع هين جداً.
وما قرأت ديباجة المذكرة حتى بدت لي كخطة سياسية ماكرة لاستبدال لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو واسترداد الأموال. فلم تذكر المذكرة لجنة التفكيك بتاتاً وإن طاعنتها هنا وهناك. وستجد أن مفهوم المذكرة لمفوضية الفساد هو نفسه المفهوم الذي تعمل به لجنة إزالة التمكين. فجاء في ديباجة المذكرة وجوب تفكيك "مافيا الفساد" التي تشكلت في ظل نظام الإنقاذ وتعيق الانتقال الديمقراطي. وهو ما تقوم به ليومنا لجنة تفكيك التمكين في إطار تفويضها بتأمين التحول الديمقراطي من شرور هذه المافيا العائدة للإنقاذ. وكان آخر ما قامت به هو التربص بحسابات أفراد منها في المصارف أرادوا تسريب أموالهم المودعة لغيرهم تأميناً له من غائلة التفكيك.
غير خاف إن أهل المذكرة ضربوا صفحاً عن لجنة التفكيك لأسباب لم يصرحوا بها وإن كانت مما لا يضوى له نار. ورتبوا لاستبدالها بمفوضية محاربة الفساد مما أوقعهم غير محتسبين في خرق الوثيقة الدستورية التي قضت بتكوين لجنة لتفكيك نظام الإنقاذ سياسياً واقتصادياً وكادراً في نفس الوقت الذي فيه دعت لقيام مفوضية لمحاربة الفساد تختص بفساد المرحلة الانتقالية وما بعدها. وسبق لدوائر سياسية في اليمين واليسار أن دعت، وقد تحرجت كل بسببها من أداء لجنة التفكيك، إلى الإسراع بتكوين مفوضية الفساد قطعا لطريق لجنة التفكيك القائمة وحكماً عليها بالموت، ولكن عن سكات، لا حد شاف لا دري.
ويبين هذا القتل المخاتل أوضح ما يكون في عبارة في المذكرة دعت إلى "تفكيك حيوي" للفساد بتشكيل "مفوضية حقيقية لمكافحة الفساد بحسب المعايير العالمية، وبسلطات كاملة، وبعضوية شخصيات نزيهة ومستقيمة وعادلة". فالإيحاء هنا فاضح: إن اللجنة القائمة للتفكيك غير حقيقية ولا تحتكم إلى معايير عالمية، ولا سلطات لها كاملة (؟)، والأعضاء فيها غير نزيهين ولا مستقيمين ولا عادلين. فإن لم يكن هذا طعناً في لجنة إزالة التمكين فكيف يكون الطعن؟ لقد صدعوا برأيهم في لجنة إزالة التمكين صدعاً طابقوا في أكثره مطالب الثورة المضادة ولم يكلفوا أنفسهم مع ذلك حتى مجرد ذكر اللجنة. فاللبيب بالإشارة يفهم.
ووجد أهل المذكرة بغيتهم لقيادة اللجنة في الصحفي عبد الرحمن الأمين الذي لم يكف عن تبخيس لجنة التفكيك بالعبارة الصريحة مثل قولة إن كل ما نسمعه عنها "عبارة عن تخدير لا أكثر ولا أقل". وله صبر عجيب على الترفع عن ذكرها في برامج تلفزيونية طويله بينما يخوض في تكليفها الثوري خوضاً كما سنرى.

IbrahimA@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الرحمن

إقرأ أيضاً:

«أبو العينين»: مصر تحقق انتصارات يوميا بالصمود في مواجهة مخططات تفكيك الدولة

استعرض الإعلامي أحمد موسى، خلال تقديمه برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، كلمة النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، أثناء تهنئة الرئيس السيسي والمصريين بذكرى العاشر من رمضان، في الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم الاثنين.

كما وجه النائب محمد أبو العينين، التحية لشهداء الوطن في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر، قائلا: تحية لكل من قدموا أرواحهم فداء لمصر.

ووجه أبو العينين خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، التحية للرئيس محمد أنور السادات، والرئيس الراحل محمد حسني، الذي تم في عهده تحرير آخر شبر في أرض مصر.

وقال وكيل البرلمان: نحقق كل يوم انتصارات بالصمود المصري بكسر كافة المخططات التي تسعى لتفكيك الدولة بفضل القيادة السياسية والجسارة المصرية للرئيس السيسي، وآخرها الموقف من مبادرة إعادة إعمار غزة، ودعم القضية الفلسطينية.

وقال أبو العينين: رفض مصر للتهجير من أثمن الاستثمارات في العصر الحديث لصالح القضية الفلسطينية.

وفيما يتعلق باتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين حكومة جمهورية مصر العربية وحكومة المملكة العربية السعودية، أكد أن بنودها هي طلب كل مستثمر وليس المستثمر المصري أو السعودي فقط.

وأشار وكيل مجلس النواب، إلى أن رئيس مجلس الوزراء، أعلن حل ما يقرب من 90% من مشكلات الاستثمارات السعوديين.

وأوضح أبو العينين، أن الاتفاقية نمطية وحق طبيعي لأي مستثمر يعمل في مصر، أو مستثمر مصري في السعودية، لاسيما وأنها استحدثت بعض الأمور مثل تأجيل السداد في بعض الحالات.

وقال: مصر تتعرض للظلم بسبب التعويضات الناجمة عن قضايا التحكيم الدولي، مشيرا إلى أن ما أقرته الاتفاقية بين مصر والسعودية في هذا الشأن فكر جديد لصالح الاستثمار بين البلدين.

وطالب وكيل مجلس النواب، بأهمية حسم إشكالية تحديد سعر الصرف في قضايا التعويضات الناتجة عن التحكيم الدولي.

وأشار إلى أهمية أن نكون أمام قانون جديد للاستثمار، وفقا لمنظومة جديدة تساهم في حل كافة المشكلات، مع العمل على التسويق لذلك.

«روان أبو العينين» تكشف تفاصيل خطة مصر لإعادة إعمار غزة «فيديو»

«التهجير الطوعي» مؤامرة إسرائيلية - أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.. تفاصيل ترويها روان أبو العينين| فيديو

سفاح الإسكندرية.. روان أبو العينين تكشف غموض قاتل السيدات في المعمورة

مقالات مشابهة

  • مصر.. تفكيك 3 عصابات تحتال على المواطنين بتطبيق FBC
  •  لجنة تعويض المتضررين من حريق الأصابعة تعاين الأضرار التي لحقت بالمنازل
  • مفوضية الانتخابات تصادق على تحديث سجل الناخبين
  • مسئول أممي: تفكيك الأونروا سيعمق معاناة اللاجئين الفلسطينيين
  • نائب رئيس قطاع التمكين الاجتماعي بحياة كريمة: قافلة السعادة تقدم الدعم لنحو 25 ألف مستفيد |شاهد
  • «أبو العينين»: مصر تحقق انتصارات يوميا بالصمود في مواجهة مخططات تفكيك الدولة
  • مفوضية الأمم المتحدة: يجب عدم السماح بانتشار الجوع مرة أخرى في غزة
  • إلا التفكيك.. طهران تحدد مسار مفاوضاتها مع واشنطن حول البرنامج النووي
  • إلا التفكيك.. طهران تحدد مسار مفاوضتها مع واشنطن حول البرنامج النووي
  • إيران: لن نفاوض على تفكيك البرنامج النووي السلمي