سودانايل:
2024-11-07@06:39:34 GMT

بين البرهان وبول كيقامي!

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

أحمد الملك

أزمات بلادنا تتفاقم، موت ونزوح ودمار، حرب عبثية قضت على الأخضر واليابس، سيول أغرقت أجزاء واسعة من البلاد، كأنه مكتوب على اهل هذه البلاد المنكوبة أن يتحد غضب الطبيعة مع وحشية الحرب في مطاردة الناس في كل مكان.
وسط لا مبالاة من حكومة الأمر الواقع، كيزانها يدقون طبول الحرب والتعبئة، غير عابئين بمعاناة الناس التي تتفاقم في كل يوم، حتى أولئك الذين نجحوا في الخروج من البلاد، يعانون مشاكل شتى تبدأ من إجراءات الدخول المعقدة، ومن ضعف الموارد بعد ان فقدوا كل شيء في بلادهم.

حتى الذين اجبروا على النزوح من ديارهم الى أماكن أكثر أمانا داخل الوطن، واجهتهم مشاكل المأوى والغذاء والدواء، قبل أن تتعرض معسكرات النزوح الى الفيضانات والسيول.
قائد سلطة الأمر الواقع الذي فقد شرعيته بالانقلاب، نزع بزة الميدان وارتدى البدلة الكاملة (مثله مثل أي رئيس مدني منتخب) وطار الى كيغالي، مثله مثل سلفه البشير الذي كان كلما اشتدت عليه الخطوب، طار عبر الحدود، لإثبات (رجولة طائرة) في مواجهة المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت أمر اعتقال بحقه بتهمة إبادة شعبه!
يفعل البرهان الشيء نفسه حين ينصاع لأوامر التنظيم الكيزاني بمواصلة الحرب، يحتكر التنظيم الاسلاموي الاجرامي (الجنوح للسلم) بحسب أقوال المحققة سناء، كسُلّم أخير يهيئ له النزول الى اتفاق مع المليشيا التي صنع منها عدوا ليحارب الشعب السوداني وثورته.
طار قائد الجيش الى كيغالي، ترك الناس جوعى وموتى ومن نجا من دمار الحرب اكتسحته السيول، ترك الناس غرقى ومشردين في مدن النزوح وعبر الحدود، يموتون عطشا وجوعا وتطاردهم العصابات في غابات اثيوبيا، تركهم يقفون في صفوف الطعام الشحيح في عاصمة البلاد ويفتقدون الى ابسط الاحتياجات الإنسانية، تركهم يأكلون أوراق الشجر ويموت الأطفال بسبب الجوع في معسكرات اللجوء غربا.
تركهم وطار الى كيغالي حتى لا تفوته فرصة تنصيب بول كيقامي، كيقامي الذي لم تحمله الى السلطة أحلام والده، بل قلوب شعبه الذين أخلص في خدمتهم، حتى صنع خلال سنوات قليلة من بلد خرج من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية الى رحاب التسامح المجتمعي والتنمية التي تبدأ من الانسان، حتى صارت بلاده مضرب المثل في كيف تنهض الشعوب وتتسامى على جراحاتها، وتمضي الى المستقبل، بينما البرهان وكيزانه ونظامهم السابق والحالي لا هم لهم سوى تعميق جراحات شعبنا، وصب المزيد من الزيت على كل نار فتنة تشتعل في هذه البلاد.
أنها مأساة وطن تسلط عليه تنظيم شيطاني، لم يكتف بتعذيب شعبه ونهب موارده طوال أكثر من ثلاثة عقود، فأشعل حربا لا تبقي ولا تذر أملا في العودة الى السلطة على أشلاء وطن، أو تمزيقه واغراقه في الفوضى والخراب.
#لا_للحرب
#جنيف_الفرصة_الأخيرة_للسلام

 

ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

آخرها الحرب على غزة.. فلسطيني يطوع حبات الزيتون في أعماله الفنية

في مشهد اصطف فيه الإمام وخلفه المصلون وأدوا صلاة الجنازة على عدد من الشهداء المضرجين بدمائهم جسَّد الشاب الفلسطيني نضال أسمر عبر حبات الزيتون عمله الفني التشكيلي الأخير، وأكمل لوحته (الحرب على غزة) التي روت -وبأدق التفاصيل- المعاناة والقهر ولا سيما الموت.

آخر أعمال الشاب نضال أسمر صلاة الجنازة على الشهداء (الجزيرة)

على طريقته، وبمثل هذا الشهر من كل عام وتزامنا مع موسم الزيتون، اعتاد الشاب أسمر ومنذ أكثر من عقدين النقش على حبات الزيتون، وبإبداعه يخرج لوحة فنية تتكامل فيها أركان العمل المميز الذي ينقل عبره رسائل مختلفة والتي غالبا ما تتزامن وحدث عام يعيشه الفلسطينيون، مما يجعلها كأعمال فنية فيها عنصر الغرابة والجمال تحظى بقبول واسع.

عمل فني يحتاج إلى بعض التركيز والإبداع (الجزيرة)

كان لمشهد الجنازة الذي أعده أسمر أمامنا بمنزله في بلدة روجيب قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ومكث فيه زمنا، آخر المواضيع التي استكمل بها لوحته حول الحرب على غزة، وهو العنوان الأوسع الذي جسَّد تحته أعماله، فاستعرض دور الطبيب والمسعف ورجل الإنقاذ والصحفي وحال الناس مع التهجير والفقد والمعاناة بأشكالها المختلفة.

أدوات بسيطة وعمل إبداعي

لا يحتاج أسمر، كما يقول للجزيرة نت، سوى لفكرة تدور يقلبها في رأسه ثم يسقطها عملا فنيا متقنا وبضع حبات من الزيتون وأعواده، ومن ثم كاميرا يوثق عبرها عمله، ويقوم بعرضه لجمهوره، فبغير التصوير لن يتمكن من حفظ أعماله، خاصة أن الزيتون يعرف بتأكسده السريع وتعفنه.

يحدثنا نضال أسمر (33 عاما) بينما كان يواصل نقشه على حبات الزيتون لإنتاج لوحته الجديدة، ويقول إنه ألِفَ هذا العمل منذ 21 عاما عندما كان طفلا صغيرا، حيث يقوم مع نهاية كل موسم زيتون بأخذ تلك الحبات، وينقش عليها عملا معينا مجسدا بها أحد مشاهد نهاية الموسم وفرحة المزارعين بذلك وغيرها من الأفكار.

منذ أكثر من عقدين يمارس نضال أسمر عمله الفني (الجزيرة)

ويضيف "لاقت الأعمال قبولا بين الناس ونالت إعجابهم، وصاروا يسألونني عن عنوان العمل وما إذا كان بالإمكان توسعته لتناول عدة أفكار، وذات مرة وفي العام 2020 عكفت على إعداد عمل وتجهيزه وبقي النشر، لأتفاجأ بهدم الاحتلال منزلا في قريتنا، فاستعرضت الهدم عبر خيمة وهدم وحالة حزن وغضب وأوصلت رسالتي".

حين يحكي الزيتون

ومن ثم أعددت عملا عن عملية "نفق الحرية" وهروب 6 أسرى من سجون الاحتلال، ومن ثم حالة المقاومة بشمال الضفة الغربية لا سيما كتائبها المقاومة ومجموعات عرين الأسود والشهداء والجنائز وكل ما يدور في فلك ذلك.

وهذا العام برزت أعمال أسمر بشكل أكبر لطرحها موضوع الحرب على غزة، واستمد أفكاره من أبرز ما تداوله الناس من القهر والجوع والحرمان والمعاناة، وأبرزها عبارة "روح الروح" لمن فقد حفيدته، و"يا رب ابني" و"يوسف أشقر وشعره كيرلي" وعلها كلمة الزميل وائل الدحدوح "معلش، بدهم ينتقموا منا في أولادنا" كانت أبرز تلك الأعمال.

أعمال الفنان نضال أسمر تجسد معاناة الفلسطينيين وآلامهم (الجزيرة)

ويقول أسمر بلهجته الفلسطينية "خليت (جعلت) حبات الزيتون تحكي"، أي أنه استطاع أن يوصل بعمله رسالته بكل فحواها ومحتواها الكامل، ويضيف "حبة الزيتون أفضل ما يعكس رسالة الفلسطيني، وترمز لتمسكه بأرضه وثباته فيها ورفضه للتهجير".

ويعاني أسمر وعائلته كباقي أهالي قريته روجيب وقرى فلسطينية كثيرة من مصادرة الاحتلال لأرضهم المقدرة بنحو 100 دونم (الدونم=ألف متر مربع)، ويحرمهم الوصول إليها وقطف زيتونهم، وبفعل الاستيطان يمنعهم منذ نحو ربع قرن من رعايتها والعمل بها.

وأي كان لون حبة الزيتون، خضراء أم سمراء، ليس مهما بالنسبة لأسمر، فهو يختار عمله بما يتناسب معها، والأهم برأيه تناسق العمل، فيختار أعواد الزيتون الملائمة للشكل الذي يريد، "وبهذا صعوبة كبيرة، فليس شرطا أن تجد دوما عودا مناسبا، كإشارة النصر مثلا أو أخرى تبين حالة الجلوس أو يدين مرفوعتين وهكذا".

ويحتاج إنتاج العمل الواحد كما يقول أسمر لنحو 5 أيام لإصداره بشكل كامل، ويقول إن النقش على حبات الزيتون وجعل اللوحة مكتملة الأركان بكل تفاصيلها يستغرق وقتا، إضافة لعملية التصوير والمعالجة للصور، وأكثر أهمية هو اختياره الفكرة والإعداد لها.

بضع حبات من الزيتون وأعواده هو ما يحتاجه أسمر إضافة للتصوير وقبل ذلك كله الفكرة (الجزيرة) قبول وسعة انتشار

ووجد الشاب أسمر نفسه بأعمال تعبر عن هموم الناس ومعاناتهم بفعل الاحتلال أكثر من التطرق لمواضيع اجتماعية عادية، خاصة وأن الناس يتداولون صور تلك الأعمال على صفحاتهم، وهو يحتفظ أيضا على هاتفه الشخصي بمئات المقاطع المصورة التي تظهر آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني والتي يترجمها لاحقا إلى أعمال فنية جميلة.

بتجربته الجديدة والموسمية ينقل الشاب نضال أسمر عبر لوحاته الفنية عملا يحكي "بالصوت والصورة" حسب وصفه واقع الفلسطينيين من منظور آخر أحبه الناس وصار مقبولا ومنتشرا بينهم بشكل كبير، كما يقول.

وزيادة في التعريف بعمله واتساع رقعته عبر مواقع التواصل عمد إلى شرح كل عمل فني وكتابة إلى ماذا يرمز، ومن ثم ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، وأمام كل محاولاته للإبداع وتطوير ذاته، يبقى حفظ عمله من حبات الزيتون ولفترة زمنية أطول أكثر معضلة تواجهه.

مقالات مشابهة

  • جيل زد السوري الذي دفع الثمن مبكرا
  • مسئول أممي: شمال غزة لا يصلح للحياة والوضع يتخطى الخيال
  • لم يقرأوا أو يسمعوا، ماذا دها من قرأ وسمع؟
  • بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
  • خاصة الطلاب.. السيسي يوجه بإزالة العقبات التي تواجه السودانيين في مصر
  • الرئيس السيسي يؤكد إلتزامه بحل كل العقبات التي تواجه السودانيين وخاصة شريحة الطلاب في مصر
  • آخرها الحرب على غزة.. فلسطيني يطوع حبات الزيتون في أعماله الفنية
  • البرهان: الشعب السوداني يواجه حربا استهدفت مستقبله ومقدرات شعبه
  • البرهان: نفخر بالنهضة التي حققتها مصر في جميع الخدمات الإنسانية
  • تحالف العزم يعرب عن دعمه الكامل للمبادئ التي اعلن عنها السيد السيستاني لإدارة البلاد