سودانايل:
2025-01-03@12:01:04 GMT

اسطوانة حكومة السودان وعرقلة مفاوضات جنيف!

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

رشا عوض

الاصرار الغبي على عدم التفاوض باسم القوات المسلحة بل باسم حكومة السودان الهدف منه ان يسيطر الكيزان وعملاءهم على المفاوضات تحت لافتة وفد حكومي رغم عدم وجود حكومة اصلا منذ ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١! بل يوجد وزراء مكلفون وخلايا كيزانية نشطة تتحكم فيما تبقى من مؤسسات مدنية وعسكرية ، في سبيل هذا المكسب الكيزاني الرخيص والوضيع يعرقلون مفاوضات جنيف ويعرضون وحدة السودان للخطر!
فاذا اعترف العالم بحكومة في بورسودان يمكن ان يتجه الدعم السريع لاعلان حكومة في مناطق سيطرته وينضاف تعقيد جديد الى الوضع المعقد اصلا !
الموقف الصحيح هو انتفاء الشرعية السياسية تماما عن ما يسمى حكومة بورسودان وعن اي حكومة يشكلها الدعم السريع لو نفذ ذلك! ، الاولوية يجب ان تكون لايقاف الحرب ثم تأسيس شرعية سياسية جديدة على اسس دستورية جديدة بتوافق وطني عريض!
الكيزان يساومون المجتمع الدولي بدماء السودانيين وجوعهم وتشردهم!
يقولون للعالم اما ان تعترف بسلطتنا واما سنعرقل اي تفاوض واي مشروع سلام!
وبالفعل بدأت العرقلة بافشال محادثات جدة ثم الاعلان عن عدم ذهاب الجيش الى جنيف!
هل من قذارة اكثر من ذلك؟
هل من عدو للشعب السوداني في هذه اللحظات الحرجة اكثر من الذين يعرقلون السلام !
حكومة بورتكيزان دي اصلا حاكمة شنو؟ وحاكمة منو؟
وما هي تجهيزاتها لاستقبال ملايين النازحين لو سقطت الدمازين وولايات النيل الابيض ونهر النيل والشمالية او لو سقطت القضارف؟
عدم التفاوض معناه استمرار الحرب بشراسة !
واستمرار الحرب كما علمتنا التجربة لا يعني سوى سقوط مزيد من الولايات وتشرد ملايين البشر اضافة الى الملايين التي تفترش الارض الان في القضارف وكسلا وغيرها من المدن الامنة الى حين اشعار اخر!

   

.

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أزمة السودان وخطاب الإقصاء

في الذكرى التاسعة والستين لاستقلاله، لا يحتاج واقع الحال في السودان إلى كثير من التوصيف في ظل المعاناة الهائلة التي سببتها الحرب، والانقسام الحاد بين النخب السياسية، ولغة الإقصاء التي تعمق الأزمة وتعقد الحلول، لنبقى ندور في حلقة مفرغة بحثاً عن استقرار مفقود، ونهضة معطلة في بلد الفرص الضائعة بسبب صراعات النخب التي تأبى أن تنتهي.

منذ فجر الاستقلال في مطلع يناير (كانون الثاني) من عام 1956، شكلت النخب السياسية والعسكرية والمدنية والاقتصادية، حجر الزاوية في تشكيل مساره، وكانت خلافاتها وصراعاتها وإخفاقاتها، العقبة الكؤود أمام استقراره وتقدمه، وسبباً رئيسياً في استمرار أزماته ومعاناته، وتبديد ثرواته وإضاعة فرص تحقيق تنمية مستدامة رغم كل الإمكانات والموارد الهائلة المتوفرة للبلد.

قد يبحث الناس عن أعذار وأسباب أخرى مثل هشاشة الدولة، والانقسامات الموروثة منذ الاستقلال في بلد متعدد الهويات والثقافات، إضافة إلى التدخلات الخارجية، والنزاعات المسلحة، والفقر، وضعف البنية التحتية، وضعف الاستثمارات، وعدم الاستقرار في ظل متلازمة التناوب بين دورات حكم عسكري طويلة، وفترات حكم مدني ديمقراطي قصيرة.

كل هذه عوامل لعبت دوراً بلا شك، لكن فشل النخب يبقى عاملاً أساسياً في تعثر السودان. وأي محاولة أمنية لتحليل هذا الفشل وأسبابه، ستجد نمطاً متكرراً من الخلافات والصراعات المزمنة على حساب بناء الدولة، وعلى حساب تغليب الرؤية الوطنية المشتركة لبناء مؤسسات قوية، ولإدارة التنوع بما يجعله عامل قوة لا سبباً من أسباب الضعف والحروب المزمنة.

وسط كل ذلك يبرز الإقصاء بوصفه من أبرز السمات والأمراض التي طبعت أداء النخب السودانية منذ الاستقلال وحتى اليوم، ولعبت دوراً رئيسياً في تعميق أزماته ومشاكله. لم يقتصر الإقصاء على محاولات إبعاد الخصوم عن المشاركة السياسية، بل امتد إلى نواحٍ أخرى.

اجتماعياً؛ ظهر الإقصاء في التمييز على أسس قبلية وعرقية وجهوية ودينية، وفي سياسات التهميش للأطراف التي خلقت فجوة بين المركز والمناطق الأخرى ما أسهم في تأجيج الغضب المكبوت، واستغلته بعض الأطراف كورقة سياسية أو لإشعال الحروب، والمطالبة بالانفصال مثلما حدث في حالة الجنوب. اقتصادياً؛ عانى البلد من غياب التنمية المتوازنة، ما أدى إلى تركيز الاستثمارات والخدمات في دائرة ضيقة محورها العاصمة والمناطق القريبة منها، بينما أُهملت التنمية في الأقاليم، وبقيت المجتمعات الريفية تشكو من التهميش وتشعر بأنها لم تستفد من عائدات الموارد الطبيعية والثروات، وكثير منها متركز في مناطقها.

مع غياب رؤية وطنية جامعة، وفشل النخب في التوافق على مشروع جامع يعكس تنوع البلد، ويقود إلى تطوير رؤية توافقية حول كيفية الحكم وآلياته، بقيت الصراعات هي السمة السائدة، واستخدم الإقصاء أداة إما للوصول إلى السلطة، أو لإحكام القبضة عليها، بعزل وإضعاف المكونات الأخرى.

وظهر التأثير السلبي لذلك عندما أدت الصراعات السياسية إلى تسليم الحكم إلى العسكر بقيادة الفريق إبراهيم عبود في أول انقلاب يشهده البلد بعد عامين فقط من استقلاله لم يعرف خلالهما طعم الهدوء من المشاحنات السياسية.

استمرت هذه الدوامة ولم تفرز فترات حكم مدني قصيرة تعقبها فترات حكم عسكري طويلة فحسب، بل إنها أحبطت حتى الفترات الانتقالية التي أعقبت ثلاث ثورات شعبية حملت آمالاً عريضة أجهضتها صراعات النخب، ومناورات الإقصاء. وحتى لا نغوص عميقاً في التاريخ يمكننا النظر إلى مآلات الأمور منذ ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018، وكيف أجهضت صراعات النخب وخطاب الإقصاء آمال الثورة وقوضت الفترة الانتقالية، واشتركت في تأجيج الأجواء بالشكل الذي أدى إلى الحرب، ويسهم الآن في تأجيجها.

وبينما يدفع المواطن المغلوب على أمره أبهظ الأثمان، تستمر الخلافات وتعاني الساحة السودانية من استقطاب حاد، ومن خطاب إقصائي ينذر باستمرار الأزمات حتى عندما تنتهي الحرب. فالحديث المتكرر الذي نسمعه عن حوار وطني شامل للخروج بالسودان من أزمته الراهنة، ومشاكله المعقدة، يبقى في الواقع أسير الخطاب الإقصائي. فليس خافياً على أحد أنه في لب هذا الصراع هناك من يرى أنه لا بد من إقصاء الإسلاميين (أو الكيزان) وتحجيم الجيش، بينما يرد الإسلاميون برؤية ترى في الحرب الفرصة للعودة إلى المشهد والتصدي لمحاولة إقصائهم عنه.

ما يحتاجه السودانيون الذين يتوقون لانتهاء الحرب وعودة الأمن والاستقرار هو وفاق شامل وحوار لا يستثني أحداً، بدلاً من المعادلات الإقصائية الصفرية التي قادت إلى مهلكة الحرب وتسهم في إطالة أمدها.

من دون هذا التوافق لن يتحقق للسودان الاستقرار المطلوب حتى لو توقفت الحرب؛ لأن جبلاً من التحديات سينتظره لإعادة الإعمار بعد الدمار الهائل الذي حدث. المصلحة الوطنية في هذا المفترق الحرج تقتضي تغليب لغة الوفاق، أما الإقصاء السياسي فينبغي أن يكون أمره للشعب عبر صناديق الانتخاب، إذا عرفنا كيف نصل إليها.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • ظهور صادم لثعابين ضخمة وعملاقة في نهر النيل.. ما القصة؟
  • ما هي الرؤى بعد الحرب ؟
  • أزمة السودان وخطاب الإقصاء
  • تعنت إسرائيلي.. الجمود يسيطر على مفاوضات إطلاق النار في غزة.. وجيش الاحتلال يواصل إخلاء شمال القطاع
  • خبراء: حكومة نتنياهو ستنتحر سياسيا إذا تمسكت بمواصلة الحرب
  • وزير خارجية السودان: نرفض تكوين حكومة موازية للبلاد
  • غزة 2025.. مفاوضات مسدودة وأمل ضائع في ظل تواصل الحرب
  • فيضان النيل الأبيض يهدد جزيرة أبا ويكشف أزمات السودان المتفاقمة
  • غزة.. الجمود يسيطر على مفاوضات وقف إطلاق النار وجيش الاحتلال يواصل إخلاء شمال القطاع
  • حكومة بورتسودان تتكفل بتأهيل ملعب كريمة شمال البلاد بتكلفة مليون دولار