أسباب انتصارات قوات الدعم السريع.!!
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
عندما يتنازل جيش أي بلد عن دوره، ويعتمد على الجيوش الموازية، من المؤكد أنه لن يكون في الصدارة بعد حين من الدهر، ولقد شهدت مؤسسة الجيش عبر تاريخها الطويل الممتد من حقبة الاستعمار، تغيرات عديدة، منها اختراقات الأحزاب السياسية واستقطابها للضباط كي يخدموا اجندتها، ما نتج عنه الانقلابات العسكرية المؤخرة لاستكمال نمو الدولة المدنية، وقد ولغ في إناء استخدام الجيش كذراع للوصول للسلطة أحزاب الأمة والشيوعي والبعث، وأخيراً الجبهة الإسلامية – المؤتمر الوطني – الاخوان المسلمون، الأحزاب غير الجديرة بالحديث عن التحولات المدنية وتوطين الديمقراطية، التي عملت على تكريس الدكتاتوريات العسكرية، وتآمرت مع الضباط العسكريين على إنهاء حيوات فترات الحكم المدني القصيرة الأجل، هذا السوس الذي تغلغل حزبياً وسياسياً داخل هيكل المؤسسة العسكرية، أحدث اضطراباً وتذبذباً في عقيدة العسكريين، فوزّع ولاءات الجند فيما بين هذه الاتجاهات الحزبية، وبذلك تعرّضت المؤسسة لعدد من الطعنات القاتلة والمميتة، في انقلابات نوفمبر ومايو ويونيو – عبود – نميري – البشير، وبعد هذه الجرائم الممنهجة المرتكبة بحق المؤسسة، لا يجب أن يتبنى المجرمون أمر إصلاحها أو إعادة تأسيسها، فهذه الانقلابات العسكرية بمثابة مسامير دقت على نعشها، ومن ثم لا يعقل أن يرجى منها خيراً ولا أملاً في أن تكون جسماً وطنياً، يعبر عن الأهداف المتعارف عليها للجيوش، فلم يكن جيشنا صماماً للأمان بل عمل على تلبية رغبات نخب سياسية، لا هم لها غير تسيّد المشهد العام دون رؤية تنموية تخدم الناس، وهذه الاختراقات الحزبية جعلت من المؤسسة آلية لتحقيق طموحات العاطلين والمتبطلين من الساسة.
النسخة الأخيرة للجيش جاءت بها الجبهة الإسلامية القومية – الاخوان المسلمين، فبلغت مبلغاً من العسف والتدمير المخطط والمدروس بحق المؤسسة، وهنا لسنا بحاجة لضرب الأمثلة بصناعة "الاخوان" للجيوش الموازية ابتداء من مليشيا الدفاع الشعبي وانتهاء بقوات الدعم السريع، إضافة إلى المليشيات المتمردة بدارفور وكردفان والنيل الأزرق، الداخلة مع الاخوان في شراكات سياسية في أساسها صفقات أكثر منها تفاهمات وطنية، وقامت قيامة من يعتقدون في وجود مؤسسة بمعنى كلمة مؤسسة، حينما انحازت قوات الدعم السريع لخيار الشعب في ثورته المجيدة ديسمبر، وقتها أصابت الصدمة عرّابي الجبهة الإسلامية – الاخوان، وعلموا أنهم من تسبب في الفصام بين المؤسسة والشعب، وانطلقت عاصفة الثورة بالزج بجهابذة التنظيم في السجون، وعملت لجنة إزالة التمكين، فعرف القوم أن المقاصل في طريقها لرقابهم، فانقلبوا على الوثيقة التي احتكموا إليها مدنيين وعسكريين، ولم يجدي الانقلاب، واستمر الدفع المدني، فلم يجد قوم الحسنين (حسن البنا وحسن الترابي)، غير إشعال حرب استئصال قوات الدعم السريع – شوكة الحوت، ومن الطبيعي أن يخيب فألهم وتتوالى انتصارات الأشاوس، لمبدأ أخلاقي وربّاني معلوم – (إن الله لا يحب المعتدين)، وجاء مسلسل انتصارات القوات المراد لها الإبادة، بسبب أنها غلّبت خيار الشعب، وانحازت من أول يوم لرغبة الناس في الخلاص من الطغمة الفاسدة، التي هي آخر نخب الانتهاز السياسي العائشة على جهد وعرق المقهورين، وعليه لن ينتصر الجيش الذي يقوده الفاسدون، التابعون للعهد الذي ولّى، وليس من الواقع في شيء أن يساند الناس من تسبب في مأساتهم، فالجيوش لا تحقق النصر بدون مسوغ مشروع لإشعالها الحروب، خاصة إذا كان الهدف من الحرب إعادة المفسدين الذين قضى الله أن ينتهي ملكهم.
السبب الجوهري في انتصارات قوات الدعم السريع على الجيش، من الجانب العسكري، التفوق العددي والخبرة التراكمية المكتسبة من حروب الفضاءات المفتوحة، بخلاف الجيش الذي يجيد حروب الغابات، وهذا الفارق الحرج لن يستطيع الجيش تعويضه إلّا بإعادة نفس القوات لصفه، الأمر الذي يعتبر من سابع المستحيلات، وقد رأينا إخفاق المليشيات المتمردة الخارجة عن الحياد في أن تعوّض هذا الفارق الحرج، وجاء ذلك بسبب أن الجندي في هذه المليشيات فقد بوصلة عقيدته القتالية، فما بين يوم وليلة أراد له قادته المرتزقون أن يقاتل نفس الجيش، الذي يعتبر في أدبيات هذه المليشيات التي كانت متمردة، أنه المتسبب الأول والأخير في أزمة السودان، وقد صدق طرحهم هذا حول الجيش الذي تحوّر إلى مليشيا تأتمر بأمر (أمير المجاهدين)، فالجندي المتمرد الأسبق الذي يقاتل الآن من أجل استرداد سلطة الحكم الإخواني، لا يؤمن بمبدأ هذا القتال الذي زج به فيه قادته المرتزقون عبدة الدولار، وليس لجيش سناء حمد (أميرة المجاهدين) غير الخروج عن مشروع إعادة النظام البائد حتى تئوي أفئدة السودانيين إليه، لكن طالما هو سادر في غي الجماعة المتطرفة، لن يتقدم شبراً، فخوض المعارك وانتظار نتائج جيّدة مقترن بالمسوغ المنطقي لخوضها، فحتى عصابات المافيا تحقق نصرها على حكومات القارة اللاتينية الضعيفة، بمنطق أن الجنود ورئيس المافيا يرفلون في نعيم المال المكتسب من هذه التجارة القذرة، أما في حال جيشنا ومرتزقته فيرفل القادة وحدهم تحت ظلال فلل تركيا وناطحات السحب بشرق أسيا، بينما يصطاد الجندي القطط ليشبع غريزة الجوع الكافر.
إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تؤكد استعادة منطقة الزرق.. والمشتركة تنفي
أكدت قوات الدعم “تحريرها اليوم الأحد منطقة الزرق بولاية شمال دارفور وطرد المعتدين من القوات المعتدية، وتوعدت بملاحقتها في أي مكان”
الزرق – كمبالا: التغيير
قالت قوات الدعم السريع إن القوة المشتركة ارتكبت تطهيرًا عرقيًا بحق المدنيين العزل في منطقة الزُرق وتعمدت ارتكاب جرائم قتل لعدد من الأطفال والنساء وكبار السن وحرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين والمركز الصحي والمدارس وجميع المرافق العامة والخاصة.
وأعلنت القوة المشتركة السبت، عن سيطرتها الكاملة على منطقة الزرق شمال دارفور، التي تمثل أكبر قاعدة عسكرية لقوات الدعم السريع في غرب السودان.
وأوضحت قوات الدعم السريع في (بيان) اليوم، أن “استهداف المدنيين في مناطق تخلو من الأهداف العسكرية، يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويعكس العمل الجبان، وحالة الإفلاس والهزيمة وعدم القدرة على مجابهة الأشاوس في ميادين القتال”.
وتقع قاعدة الزُرق العسكرية في الحدود المشتركة ما بين السودان وتشاد وليبيا، وتعد أكبر قاعدة عسكرية للدعم السريع، وتم تأسيسها في العام 2017، وانشئت فيها المدارس والمشافي والأسواق، إلى جانب إنشاء مطار بالمنطقة.
وطالبت الدعم السريع المنظمات الإقليمية والدولية بإدانة هذه الممارسات الفظيعة التي ارتكبت بحق المدنيين الأبرياء ومحاولات من أسمتهم مرتزقة الحركات تحويل الصراع إلى صراع قبلي لخدمة أجندة الجلاد.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل يشن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية مكثفة على منطقة الزرق بغرض تدمير العتاد العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع.
وشددت الدعم السريع على أن “تحرير منطقة الزرق بشمال دارفور يؤكد قدرة قواتنا على حسم جيوب المرتزقة ومليشيات البرهان التي بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة في دارفور، وقريباً ستدك قواتنا آخر معاقلهم في جميع أنحاء السودان وتخليص كامل البلاد من هيمنة عصابة العملاء والإرهابيين”.
من جهته، “كذب” الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى، بيان قوات الدعم السريع بتحرير منطقة الزُرق بولاية شمال دارفور.
وقال حسين في تصريح لـ(التغيير)، إن حديث “مليشيا الدعم السريع” عن استعادة منطقة الزرق غير صحيح وقواتنا ما زالت موجودة بالمنطقة. وأضاف: “بقايا المليشيا هربت من الزُرق جنوبًا باتجاه كُتم وكبكابية”.
وتابع: “نتوقع هجوما من مليشيا الدعم السريع في أي وقت بعد ترتيب صفوفها ونحن جاهزين لها تمامًا”.
ويشهد محور الصحراء في ولاية شمال دارفور منذ أشهر مواجهات عنيفة بين قوات الدعم السريع والقوة المشتركة والجيش السوداني، أدت إلى مقتل ونزوح الآلاف من المدنيين الذين يعانون ظروفا إنسانية صعبة في المخيمات.
الوسومالجيش السوداني الدعم السريع الزرق القوة المشتركة