سودانايل:
2025-02-23@23:00:42 GMT

أسباب انتصارات قوات الدعم السريع.!!

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

عندما يتنازل جيش أي بلد عن دوره، ويعتمد على الجيوش الموازية، من المؤكد أنه لن يكون في الصدارة بعد حين من الدهر، ولقد شهدت مؤسسة الجيش عبر تاريخها الطويل الممتد من حقبة الاستعمار، تغيرات عديدة، منها اختراقات الأحزاب السياسية واستقطابها للضباط كي يخدموا اجندتها، ما نتج عنه الانقلابات العسكرية المؤخرة لاستكمال نمو الدولة المدنية، وقد ولغ في إناء استخدام الجيش كذراع للوصول للسلطة أحزاب الأمة والشيوعي والبعث، وأخيراً الجبهة الإسلامية – المؤتمر الوطني – الاخوان المسلمون، الأحزاب غير الجديرة بالحديث عن التحولات المدنية وتوطين الديمقراطية، التي عملت على تكريس الدكتاتوريات العسكرية، وتآمرت مع الضباط العسكريين على إنهاء حيوات فترات الحكم المدني القصيرة الأجل، هذا السوس الذي تغلغل حزبياً وسياسياً داخل هيكل المؤسسة العسكرية، أحدث اضطراباً وتذبذباً في عقيدة العسكريين، فوزّع ولاءات الجند فيما بين هذه الاتجاهات الحزبية، وبذلك تعرّضت المؤسسة لعدد من الطعنات القاتلة والمميتة، في انقلابات نوفمبر ومايو ويونيو – عبود – نميري – البشير، وبعد هذه الجرائم الممنهجة المرتكبة بحق المؤسسة، لا يجب أن يتبنى المجرمون أمر إصلاحها أو إعادة تأسيسها، فهذه الانقلابات العسكرية بمثابة مسامير دقت على نعشها، ومن ثم لا يعقل أن يرجى منها خيراً ولا أملاً في أن تكون جسماً وطنياً، يعبر عن الأهداف المتعارف عليها للجيوش، فلم يكن جيشنا صماماً للأمان بل عمل على تلبية رغبات نخب سياسية، لا هم لها غير تسيّد المشهد العام دون رؤية تنموية تخدم الناس، وهذه الاختراقات الحزبية جعلت من المؤسسة آلية لتحقيق طموحات العاطلين والمتبطلين من الساسة.


النسخة الأخيرة للجيش جاءت بها الجبهة الإسلامية القومية – الاخوان المسلمين، فبلغت مبلغاً من العسف والتدمير المخطط والمدروس بحق المؤسسة، وهنا لسنا بحاجة لضرب الأمثلة بصناعة "الاخوان" للجيوش الموازية ابتداء من مليشيا الدفاع الشعبي وانتهاء بقوات الدعم السريع، إضافة إلى المليشيات المتمردة بدارفور وكردفان والنيل الأزرق، الداخلة مع الاخوان في شراكات سياسية في أساسها صفقات أكثر منها تفاهمات وطنية، وقامت قيامة من يعتقدون في وجود مؤسسة بمعنى كلمة مؤسسة، حينما انحازت قوات الدعم السريع لخيار الشعب في ثورته المجيدة ديسمبر، وقتها أصابت الصدمة عرّابي الجبهة الإسلامية – الاخوان، وعلموا أنهم من تسبب في الفصام بين المؤسسة والشعب، وانطلقت عاصفة الثورة بالزج بجهابذة التنظيم في السجون، وعملت لجنة إزالة التمكين، فعرف القوم أن المقاصل في طريقها لرقابهم، فانقلبوا على الوثيقة التي احتكموا إليها مدنيين وعسكريين، ولم يجدي الانقلاب، واستمر الدفع المدني، فلم يجد قوم الحسنين (حسن البنا وحسن الترابي)، غير إشعال حرب استئصال قوات الدعم السريع – شوكة الحوت، ومن الطبيعي أن يخيب فألهم وتتوالى انتصارات الأشاوس، لمبدأ أخلاقي وربّاني معلوم – (إن الله لا يحب المعتدين)، وجاء مسلسل انتصارات القوات المراد لها الإبادة، بسبب أنها غلّبت خيار الشعب، وانحازت من أول يوم لرغبة الناس في الخلاص من الطغمة الفاسدة، التي هي آخر نخب الانتهاز السياسي العائشة على جهد وعرق المقهورين، وعليه لن ينتصر الجيش الذي يقوده الفاسدون، التابعون للعهد الذي ولّى، وليس من الواقع في شيء أن يساند الناس من تسبب في مأساتهم، فالجيوش لا تحقق النصر بدون مسوغ مشروع لإشعالها الحروب، خاصة إذا كان الهدف من الحرب إعادة المفسدين الذين قضى الله أن ينتهي ملكهم.
السبب الجوهري في انتصارات قوات الدعم السريع على الجيش، من الجانب العسكري، التفوق العددي والخبرة التراكمية المكتسبة من حروب الفضاءات المفتوحة، بخلاف الجيش الذي يجيد حروب الغابات، وهذا الفارق الحرج لن يستطيع الجيش تعويضه إلّا بإعادة نفس القوات لصفه، الأمر الذي يعتبر من سابع المستحيلات، وقد رأينا إخفاق المليشيات المتمردة الخارجة عن الحياد في أن تعوّض هذا الفارق الحرج، وجاء ذلك بسبب أن الجندي في هذه المليشيات فقد بوصلة عقيدته القتالية، فما بين يوم وليلة أراد له قادته المرتزقون أن يقاتل نفس الجيش، الذي يعتبر في أدبيات هذه المليشيات التي كانت متمردة، أنه المتسبب الأول والأخير في أزمة السودان، وقد صدق طرحهم هذا حول الجيش الذي تحوّر إلى مليشيا تأتمر بأمر (أمير المجاهدين)، فالجندي المتمرد الأسبق الذي يقاتل الآن من أجل استرداد سلطة الحكم الإخواني، لا يؤمن بمبدأ هذا القتال الذي زج به فيه قادته المرتزقون عبدة الدولار، وليس لجيش سناء حمد (أميرة المجاهدين) غير الخروج عن مشروع إعادة النظام البائد حتى تئوي أفئدة السودانيين إليه، لكن طالما هو سادر في غي الجماعة المتطرفة، لن يتقدم شبراً، فخوض المعارك وانتظار نتائج جيّدة مقترن بالمسوغ المنطقي لخوضها، فحتى عصابات المافيا تحقق نصرها على حكومات القارة اللاتينية الضعيفة، بمنطق أن الجنود ورئيس المافيا يرفلون في نعيم المال المكتسب من هذه التجارة القذرة، أما في حال جيشنا ومرتزقته فيرفل القادة وحدهم تحت ظلال فلل تركيا وناطحات السحب بشرق أسيا، بينما يصطاد الجندي القطط ليشبع غريزة الجوع الكافر.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع السودانية تتفق مع حلفائها على تشكيل حكومة عبر ميثاق جديد

قال السياسيان السودانيان، الهادي إدريس، وإبراهيم الميرغني، إنّ: "قوات الدعم السريع ستوقع ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلّحة متحالفة معها، مساء اليوم السبت"، مبرزين أنهم من بين الموقعين على الميثاق.

وأوضح السياسيان، لوكالة "رويترز" أنّ الميثاق يأتي من أجل: "تأسيس حكومة سلام ووحدة في الأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية".

وقال إدريس إنّ: "من بين الموقعين على الميثاق والدستور التأسيسي، عبد العزيز الحلو الذي يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي ولديه قوات في ولاية جنوب كردفان. ويطالب الحلو منذ فترة طويلة بأن يعتنق السودان العلمانية".

تجدر الإشارة إلى أن كينيا، قد استضافت المحادثات، خلال الأسبوع الماضي، مما أثار جُملة تنديدات من السودان وانتقادات داخلية في كينيا للرئيس وليام روتو، بسبب ما وصفه بـ"إدخال البلاد في صراع دبلوماسي".

وفي حرب مستمرة منذ ما يقرب من عامين، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم منطقة دارفور بغرب البلاد، وعلى مساحات شاسعة من منطقة كردفان؛ فيما يتصدى لها الجيش السوداني في وسط البلاد، مندّدا في الوقت ذاته بتشكيل حكومة موازية.

وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، فإنه: "من غير المتوقع أن تحظى مثل هذه الحكومة، والتي أثارت قلق الأمم المتحدة، باعتراف واسع النطاق. إذ يقول مقربون من الحكومة إن تشكيلها سوف يُعلن من داخل البلاد".

وفي السياق نفسه، كانت الولايات المتحدة، قد فرضت في وقت سابق من هذا العام، عقوبات على محمد حمدان دقلو المعروف بلقب "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك الإبادة الجماعية.

إلى ذلك، اندلعت الحرب في السودان، عقب خلافات بين قوات الدعم السريع والجيش بخصوص ما يرتبط باندماجهما خلال مرحلة انتقالية، كانت تهدف للتحول إلى الحكم الديمقراطي، وهو ما تسبّب في تدمير مساحات شاسعة من البلاد ودفعت نصف السكان إلى أزمة معيشية صعبة، جرّاء المجاعة.

كذلك، تعيش السودان أزمة صحية طارئة، إذ أعلنت شبكة أطباء السودان، السبت، عن تسجيل 1197 إصابة بوباء الكوليرا، بينها 83 حالة وفاة في ولاية النيل الأبيض، المتواجدة في جنوبي السودان، وذلك خلال اليومين الماضيين.


وأوضحت الشبكة الطبية (غير حكومية)، عبر بيان لها: "تسبب الانتشار الواسع لمرض الكوليرا بولاية النيل الأبيض في وفاة 83 شخصا، فيما أصيب 1197 شخصا، تعافى منهم 259 شخصا حتى مساء أمس الجمعة، وغادروا مستشفى كوستي (حكومي) بولاية النيل الأبيض".

وأشار البيان نفسه إلى أن "الوضع الصحي بولاية النيل الأبيض كارثي بسبب تفشي الوباء"؛ فيما دعت شبكة أطباء السودان، السلطات الصحية في البلاد، لفتح عدد من المراكز بسبب ضيق المستشفيات.

وفي سياق متصل، كانت السلطات السودانية، قد أعلنت الأربعاء الماضي، عن مقتل 6 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة 3 آخرين، وذلك بقصف مدفعي نفّذته قوات الدعم السريع على مدينة أم درمان، المتواجدة غربي العاصمة الخرطوم.

وأوضحت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، في بيان، أن: "قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة في حق المدنيين باستهدافها الممنهج والمستمر للمواطنين المدنيين بمنطقة كرري بمدينة أم درمان غربي الخرطوم".

وبحسب البيان نفسه فإن: "القصف المدفعي الذي شنته اليوم أدى إلى وقوع مجزرة باستشهاد 6 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة 3 آخرين جراء وقوع القذائف داخل منزل الأسرة في حي الثورة بمنطقة كرري".

وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" منذ أيام، لصالح الجيش، بكل من ولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات).


إلى ذلك، تسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها. وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش السوداني يسيطر على 90 في المئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 في المئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي وكذا المطار الدولي.

وقبل أيام قليلة، أفاد سكان وعاملون في القطاع الطبي بأن قوات الدعم السريع السودانية قد شنّت هجمات على مخيم زمزم للنازحين، الذي يعاني من أزمة مجاعة حادة، وذلك في إطار محاولات القوات العسكرية تعزيز سيطرتها على معقلها في دارفور، بينما تتكبد خسائر أمام الجيش في العاصمة الخرطوم.

ومنذ نيسان/ أبريل من عام 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وذلك بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يحقق مكاسب ميدانية جديدة أمام الدعم السريع
  • قوات الدعم السريع توقع اتفاقا لإنشاء حكومة موازية في السودان وسط تقدم الجيش ميدانيا
  • الجيش السوداني يعلن استعادة القطينة من «قوات الدعم السريع»
  • الجيش السوداني يصل القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم .. وقوات الدعم السريع تتعرض لانتكاسات واسعة في عدة مدن سودانية
  • الجيش اليمني يتصدى لهجمات حوثية في عدة جبهات ويحقق انتصارات ميدانية
  • لجان مقاومة الديوم الشرقية: قوات الدعـم السـريع تنهب وتعتدي على السكان
  • الجيش السوداني يستعيد مدينة القطينة من مليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في أم درمان
  • قوات الدعم السريع السودانية تتفق مع حلفائها على تشكيل حكومة عبر ميثاق جديد
  • كاميرون هديسون: من المثير للاهتمام رؤية البيان الفاتر من الأمم المتحدة الذي يحذر من إنشاء الدعم السريع لحكومة موازية ولكن دون إدانته