سودانايل:
2025-03-18@05:28:58 GMT

أوقفوا شرعنة الإبادة الجماعية

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

hussainomer183@gmail.com

بقلم/ حسين بَقَيرة - برمنغهام

قال تعالى: "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" (صدق الله العظيم، سورة قريش، الآية 4).

جاء الأمن من الخوف في الآية مقترنًا بإطعام من الجوع لإبراز أهميته القصوى؛ فلا يمكن العيش دون أمن وغذاء، كما لا يمكن للإنسان أن يتذوق طعم الحياة بدون الأمان، تمامًا كما يحتاج للطعام ليقيه من الجوع.



تقاعس المجتمع الدولي بشكل كبير في حماية المدنيين العزل في السودان عمومًا، ودارفور خاصةً، ومدينة الفاشر المحاصرة من قبل مليشيا الجنجويد لأكثر من ثلاثة أشهر بصورة اخص، يُعد بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لمليشيا الدعم السريع الإرهابية للاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد المواطنين السودانيين. ما حدث في مدينة الجنينة، حيث دفن الناس وهم أحياء، يتكرر الآن في الفاشر. القصف المتعمد على الأحياء المكتظة بالسكان، والأسواق، والمستشفيات، والمناطق الحيوية أدى إلى تدمير كل شيء، ما لم يتحرك المجتمع الدولي عاجلا، سيؤدي هذا التواطؤ الدولي حتمًا إلى إبادة ما تبقى من الشعب السوداني في الفاشر ومدن أخرى، إضافة إلى النازحين في الأرياف والجبال والوديان الذين يبحثون عن الأمان في مناطق خالية من الحياة والخدمات.

بهذا، يكون المجتمع الدولي، ممثلًا في أمريكا والمملكة المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد شرعن قصف المدنيين بطريقة غير مباشرة بفشله الذريع في وقف هذه الانتهاكات الشنيعة.

الشعب الدارفوري بأكمله يرى أن ما يجري في أروقة المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية هو تماطل متعمد يمنح المليشيا المزيد من الوقت لاستمرار جرائمها ضد الشعب السوداني. هذا التقاعس يعكس فشل وعجز المجتمع الدولي في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. ويرى الشعب الدارفوري أن المجتمع الإقليمي والدولي يستغل هذه الحرب اللعينة لتنفيذ أجنداته دون أي وازع إنساني. إنها معركة مؤجلة ضد السودان وشعبه، ويبدو أن الوقت قد حان لتنفيذها عبر مليشيا الدعم السريع وكفيلها الإماراتي.

إن المسرحية المتوقعة لمفاوضات جنيف في 14/08/2024، التي دعت لها الولايات المتحدة الأميركية، تسعى لمساواة مليشيا الدعم السريع الإرهابية بالقوات المسلحة السودانية بطريقة مستفزة ومهينة لشعبنا العظيم. فبدلاً من دعوة الحكومة السودانية، اختزلوا الحكومة السودانية في الجيش بطريقة مخلة ومقصودة. الدعوة للتفاوض هي كلمة حق أريد بها باطل، بهدف خلق فتنة بين شرفاء الشعب السوداني.

إذا كان المجتمع الدولي جادًا في البحث عن الحلول ووقف معاناة الشعب المغلوب على أمره، فما الذي يمنعه من تسمية أطراف التفاوض في مفاوضات جنيف المقبلة بأنها: حكومة السودان، حركات الكفاح المسلح، المقاومة الشعبية من جانب، ومليشيا الدعم السريع من جانب آخر؟ بمان المليشيا الدعم السريع الأرهابية ليست لها مكانة مستقبلية في السودان ، لما لا يكون التفاوض علي استسلام مليشيا فقط؟من الواضح أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لخلق فتنة بين الشرفاء من أبناء الوطن من حركات الكفاح المسلح، المقاومة الشعبية، والقوات المسلحة الذين يحمون الشعب السوداني من براثن الجنجويد وأعوانهم.

الحكومة السودانية قامت باختيار أنبل الوطنيين ليرأس وفد التفاوض مع الأمريكيين في جدة بشأن تحديد الأولويات والتحضير لمفاوضات جنيف. في حينه، ظهر على الساحة من خانوا شعوبهم من قبل وأصبحوا أبواقًا للجنجويد والدول الأجنبية، أمثال مبارك الفاضل وخالد سلك وغيرهم، الذين أبدوا انزعاجهم من اختيار الوفد برئاسة محمد بشير أبو نمو، وزير المعادن بالحكومة القومية، ناسين أو متناسين أن الوزير يمثل الحكومة السودانية. خلل النخب النيلية يتمثل في عدم قدرتهم على تجاوز محطاتهم القديمة، على الرغم من أن الضحايا قد تجاوزوها وأثبتوا للعالم أن قادة حركات الكفاح المسلحة أكثر وطنية ونضجًا سياسيًا من الأحزاب التقليدية الموروثة بعلاتها الشنيعة التي أقعدت السودان وجعلته في تراجع مستمر حتى أوصلتنا إلى عهد الإبادة الجماعية.

كثير من العوائق والعراقيل التي يتعرض لها الشعب السوداني تأتي من الدول الإقليمية، مثل الحكومة التشادية. فالرئيس محمد إدريس ديبي، الذي يلعب دورًا مخزيًا ضد من ساعدوا والده الرئيس الراحل إدريس ديبي إبان ثورته. هذا الابن، الذي ورث الحكم من والده الشهيد، أصبح يقدس كرسي السلطة، وفي سبيل ذلك لا يبالي حتى لو أفنى العالم بأجمعه.

الشعب التشادي لم ولن ينسى ما قام به الدارفوريون من أعمال جليلة تجاه دولة تشاد، كما أن الدارفوريين لن ينسوا أدوار محمد كاكا المذلة الداعمة لمليشيات الدعم السريع المأجورة تنفيذًا لرغبات دويلة الإمارات العربية المتحدة. المؤكد أن كل من شارك في هذه الجرائم سيحاسب عاجلًا أم آجلًا، والتاريخ لا يرحم. نراه قريبًا، ويرونه بعيدًا.

تحية الصمود والتقدير لأبناء وبنات السودان الشرفاء المناضلين في الصفوف الأمامية من القوات المسلحة السودانية، والقوة المشتركة، وقوات القشن، وقوات ارت ارت، والمقاومة الشعبية الذين سطروا أروع البطولات في معركة مدينة الفاشر يوم السبت 10/08/2024، وجعلوا مليشيا الدعم السريع الإرهابية تجرجر أذيال الهزيمة.
رحم الله شهداءنا، والشفاء العاجل لجرحانا، والنصر حليفنا بإذن الله.

الشعب الدارفوري قال كلمته، ورسالته واضحة البيان خلال معركة الفاشر الكبرى تجاه ما يسمى بمفاوضات جنيف والمؤامرات المحاكة ضد السودان. على المجتمع الدولي الكف عن شرعنة الإبادة الجماعية بمساعدة الجنجويد في إبادة الشعب السوداني. واجب الضمير الإنساني يتطلب من الجميع، بما فيهم الدول النافذة، الوقوف مع الشعب السوداني الأعزل في فك حصار مدينة الفاشر والتخلص من إرهاب مليشيا الجنجويد، وذلك بإدراج قوات الدعم السريع ضمن المنظمات الإرهابية وإجبارها على الخروج من منازل المواطنين ووقف قصفها المتعمد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. أكاد أجزم أنه إذا أرادت الحكومة الأمريكية وقف المأساة في السودان، لكان بإمكانها فعل ذلك خلال ساعات معدودة، ولكن ما خفي كان أعظم. ما لا يعلمه الأمريكيون: أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وذاكرة الأمم الصادقة لا تنسى، والنصر آتٍ ولو كره الكارهون.

بقلم/ حسين بَقَيرة
بريطانيا - برمنغهام
الاثنين الموافق 12/08/2024  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع الحکومة السودانیة المجتمع الدولی الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

مقتل وجرح العشرات بقصف لـ«قوات الدعم السريع» في السودان

أعلنت السلطات السودانية، فجر الاثنين، “مقتل 6 مدنيين وإصابة 36 آخرين بجروح، إثر قصف مدفعي نفذته “قوات الدعم السريع” على مدينة أم درمان غرب الخرطوم”.

وقالت حكومة ولاية الخرطوم في بيان: “قصفت مليشيا الدعم السريع بالمدافع الحارات الغربية بحي الثورة بأم درمان أثناء صلاة التراويح مساء الأحد، وأدت إلى استشهاد 6 مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة 36 مدنيا بينهم 18 طفلا”.

وأضافت: “كما شمل القصف المدفعي الحارتين 29 و43 بحي الثورة، والحارة 50 بمنطقة المرخيات، أثناء تواجد الأطفال بميدان لكرة القدم، وطال القصف المواطنين داخل منازلهم”.

واستهدف الهجوم الذي وقع، الأحد، “أحياءً سكنية في شمال أم درمان، وأصاب مدنيين داخل منازلهم، وأطفالاً كانوا يلعبون كرة القدم”، حسبما أفاد المكتب الإعلامي لولاية الخرطوم.

وكان أعلن الجيش السوداني “سيطرته على مواقع استراتيجية وسط الخرطوم، ليضيق الحصار على “الدعم السريع” في القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية وسط العاصمة”.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، “بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق”.

وفي ولاية الخرطوم، المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على “مدينة بحري” شمالا، ومعظم أنحاء “مدينة أم درمان” غربا، و75 بالمئة من عمق “مدينة الخرطوم” التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال “الدعم السريع” في أحياء شرق المدينة وجنوبها.

ومنذ أبريل 2023 يخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلّفت “أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا”.

ويتقاسم طرفا النزاع السيطرة على مناطق مختلفة؛ إذ يمسك الجيش “بالشمال والشرق، واستعاد مؤخراً مساحات كبيرة من الخرطوم ووسط السودان”، بينما تسيطر “قوات الدعم السريع” على “معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب”.

مقالات مشابهة

  • قائد «درع السودان» يتبرأ من جرائم «الدعم السريع» ويؤكد أنه جزء من الجيش
  • أطباء السودان  تكشف عن قتلى وجرحى بسبب اشتباكات بين منسوبي الدعم السريع 
  • مقتل وجرح العشرات بقصف لـ«قوات الدعم السريع» في السودان
  • الجيش السوداني يحاصر الدعم السريع بالخرطوم والسلطات تكتشف مقبرة جماعية
  • الجيش السوداني يضيق الحصار على الدعم السريع ويقترب من القصر الرئاسي
  • السودان.. «الدعم السريع» يهدد بالتصعيد ويحدد خريطة عملياته
  • عاجل | وزير الخارجية السوداني للجزيرة نت: الحكومة الموازية وُلدت ميتة ولن يكون لها دور في مستقبل السودان
  • بعد تهديد ترامب لطهران.. أول تعليق إيراني على الضربة الأمريكية العنيفة ضد الحوثيين في اليمن
  • حميدتي: الدعم السريع لن يخرج من الخرطوم أو القصر الجمهوري
  • الجيش السوداني يتقدم بالفاشر والدعم السريع يقتل 8 مدنيين بالخرطوم