سودانايل:
2025-05-03@04:00:55 GMT

أوقفوا شرعنة الإبادة الجماعية

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

hussainomer183@gmail.com

بقلم/ حسين بَقَيرة - برمنغهام

قال تعالى: "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" (صدق الله العظيم، سورة قريش، الآية 4).

جاء الأمن من الخوف في الآية مقترنًا بإطعام من الجوع لإبراز أهميته القصوى؛ فلا يمكن العيش دون أمن وغذاء، كما لا يمكن للإنسان أن يتذوق طعم الحياة بدون الأمان، تمامًا كما يحتاج للطعام ليقيه من الجوع.



تقاعس المجتمع الدولي بشكل كبير في حماية المدنيين العزل في السودان عمومًا، ودارفور خاصةً، ومدينة الفاشر المحاصرة من قبل مليشيا الجنجويد لأكثر من ثلاثة أشهر بصورة اخص، يُعد بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لمليشيا الدعم السريع الإرهابية للاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد المواطنين السودانيين. ما حدث في مدينة الجنينة، حيث دفن الناس وهم أحياء، يتكرر الآن في الفاشر. القصف المتعمد على الأحياء المكتظة بالسكان، والأسواق، والمستشفيات، والمناطق الحيوية أدى إلى تدمير كل شيء، ما لم يتحرك المجتمع الدولي عاجلا، سيؤدي هذا التواطؤ الدولي حتمًا إلى إبادة ما تبقى من الشعب السوداني في الفاشر ومدن أخرى، إضافة إلى النازحين في الأرياف والجبال والوديان الذين يبحثون عن الأمان في مناطق خالية من الحياة والخدمات.

بهذا، يكون المجتمع الدولي، ممثلًا في أمريكا والمملكة المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد شرعن قصف المدنيين بطريقة غير مباشرة بفشله الذريع في وقف هذه الانتهاكات الشنيعة.

الشعب الدارفوري بأكمله يرى أن ما يجري في أروقة المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية هو تماطل متعمد يمنح المليشيا المزيد من الوقت لاستمرار جرائمها ضد الشعب السوداني. هذا التقاعس يعكس فشل وعجز المجتمع الدولي في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. ويرى الشعب الدارفوري أن المجتمع الإقليمي والدولي يستغل هذه الحرب اللعينة لتنفيذ أجنداته دون أي وازع إنساني. إنها معركة مؤجلة ضد السودان وشعبه، ويبدو أن الوقت قد حان لتنفيذها عبر مليشيا الدعم السريع وكفيلها الإماراتي.

إن المسرحية المتوقعة لمفاوضات جنيف في 14/08/2024، التي دعت لها الولايات المتحدة الأميركية، تسعى لمساواة مليشيا الدعم السريع الإرهابية بالقوات المسلحة السودانية بطريقة مستفزة ومهينة لشعبنا العظيم. فبدلاً من دعوة الحكومة السودانية، اختزلوا الحكومة السودانية في الجيش بطريقة مخلة ومقصودة. الدعوة للتفاوض هي كلمة حق أريد بها باطل، بهدف خلق فتنة بين شرفاء الشعب السوداني.

إذا كان المجتمع الدولي جادًا في البحث عن الحلول ووقف معاناة الشعب المغلوب على أمره، فما الذي يمنعه من تسمية أطراف التفاوض في مفاوضات جنيف المقبلة بأنها: حكومة السودان، حركات الكفاح المسلح، المقاومة الشعبية من جانب، ومليشيا الدعم السريع من جانب آخر؟ بمان المليشيا الدعم السريع الأرهابية ليست لها مكانة مستقبلية في السودان ، لما لا يكون التفاوض علي استسلام مليشيا فقط؟من الواضح أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لخلق فتنة بين الشرفاء من أبناء الوطن من حركات الكفاح المسلح، المقاومة الشعبية، والقوات المسلحة الذين يحمون الشعب السوداني من براثن الجنجويد وأعوانهم.

الحكومة السودانية قامت باختيار أنبل الوطنيين ليرأس وفد التفاوض مع الأمريكيين في جدة بشأن تحديد الأولويات والتحضير لمفاوضات جنيف. في حينه، ظهر على الساحة من خانوا شعوبهم من قبل وأصبحوا أبواقًا للجنجويد والدول الأجنبية، أمثال مبارك الفاضل وخالد سلك وغيرهم، الذين أبدوا انزعاجهم من اختيار الوفد برئاسة محمد بشير أبو نمو، وزير المعادن بالحكومة القومية، ناسين أو متناسين أن الوزير يمثل الحكومة السودانية. خلل النخب النيلية يتمثل في عدم قدرتهم على تجاوز محطاتهم القديمة، على الرغم من أن الضحايا قد تجاوزوها وأثبتوا للعالم أن قادة حركات الكفاح المسلحة أكثر وطنية ونضجًا سياسيًا من الأحزاب التقليدية الموروثة بعلاتها الشنيعة التي أقعدت السودان وجعلته في تراجع مستمر حتى أوصلتنا إلى عهد الإبادة الجماعية.

كثير من العوائق والعراقيل التي يتعرض لها الشعب السوداني تأتي من الدول الإقليمية، مثل الحكومة التشادية. فالرئيس محمد إدريس ديبي، الذي يلعب دورًا مخزيًا ضد من ساعدوا والده الرئيس الراحل إدريس ديبي إبان ثورته. هذا الابن، الذي ورث الحكم من والده الشهيد، أصبح يقدس كرسي السلطة، وفي سبيل ذلك لا يبالي حتى لو أفنى العالم بأجمعه.

الشعب التشادي لم ولن ينسى ما قام به الدارفوريون من أعمال جليلة تجاه دولة تشاد، كما أن الدارفوريين لن ينسوا أدوار محمد كاكا المذلة الداعمة لمليشيات الدعم السريع المأجورة تنفيذًا لرغبات دويلة الإمارات العربية المتحدة. المؤكد أن كل من شارك في هذه الجرائم سيحاسب عاجلًا أم آجلًا، والتاريخ لا يرحم. نراه قريبًا، ويرونه بعيدًا.

تحية الصمود والتقدير لأبناء وبنات السودان الشرفاء المناضلين في الصفوف الأمامية من القوات المسلحة السودانية، والقوة المشتركة، وقوات القشن، وقوات ارت ارت، والمقاومة الشعبية الذين سطروا أروع البطولات في معركة مدينة الفاشر يوم السبت 10/08/2024، وجعلوا مليشيا الدعم السريع الإرهابية تجرجر أذيال الهزيمة.
رحم الله شهداءنا، والشفاء العاجل لجرحانا، والنصر حليفنا بإذن الله.

الشعب الدارفوري قال كلمته، ورسالته واضحة البيان خلال معركة الفاشر الكبرى تجاه ما يسمى بمفاوضات جنيف والمؤامرات المحاكة ضد السودان. على المجتمع الدولي الكف عن شرعنة الإبادة الجماعية بمساعدة الجنجويد في إبادة الشعب السوداني. واجب الضمير الإنساني يتطلب من الجميع، بما فيهم الدول النافذة، الوقوف مع الشعب السوداني الأعزل في فك حصار مدينة الفاشر والتخلص من إرهاب مليشيا الجنجويد، وذلك بإدراج قوات الدعم السريع ضمن المنظمات الإرهابية وإجبارها على الخروج من منازل المواطنين ووقف قصفها المتعمد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. أكاد أجزم أنه إذا أرادت الحكومة الأمريكية وقف المأساة في السودان، لكان بإمكانها فعل ذلك خلال ساعات معدودة، ولكن ما خفي كان أعظم. ما لا يعلمه الأمريكيون: أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وذاكرة الأمم الصادقة لا تنسى، والنصر آتٍ ولو كره الكارهون.

بقلم/ حسين بَقَيرة
بريطانيا - برمنغهام
الاثنين الموافق 12/08/2024  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع الحکومة السودانیة المجتمع الدولی الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

السودان يشتعل.. «الدعم السريع» تسيطر على النهود وتعتقل نشطاء

أعلنت “قوات الدعم السريع” سيطرتها الكاملة على مقر اللواء “18 مشاة”، التابع للجيش السوداني، في مدينة النهود، العاصمة المؤقتة لولاية غرب كردفان.

وأكدت مصادر ميدانية انسحاب الجيش السوداني من مقر اللواء في مدينة النهود إلى مدينة الخوي، فيما دخلت “قوات الدعم السريع” مقر القيادة وانتشرت في أنحاء المدينة.

وفي سياق متصل، وثق مقطع فيديو متداول اندلاع حريق في مصفاة الأبيض، بولاية شمال كردفان، نتيجة قصف بطائرات مسيّرة من قبل قوات الدعم السريع.

من جانبها، أعلنت غرف طوارئ غرب كردفان أن “قوات الدعم السريع” اعتقلت ستة من أعضاء غرفة طوارئ النهود، ونقلتهم إلى جهة مجهولة، وأشارت، في منشور على “فيسبوك”، إلى أن مدينة النهود تستضيف أكثر من 45 ألف نازح في المخيمات ومراكز الإيواء، بالإضافة إلى سكانها الأصليين، معربةً عن قلقها على مصير المعتقلين وسلامة جميع المدنيين في النهود.

وأفادت مصادر إعلامية بتصفية عدد من العلماء وأساتذة الجامعات في مدينة النهود على يد أفراد من قوات الدعم السريع.

وفي مدينة الفاشر، يسود الهدوء منذ صباح الجمعة، دون تسجيل اشتباكات مباشرة، رغم استمرار القصف المدفعي المتقطع من قِبل “قوات الدعم السريع”، كما رُصد تحليق مكثف لطائرة تابعة لها منذ الساعة الثامنة صباحًا وحتى اللحظة.

قوات الد ع م ال سر ي ع تسيطر على رئاسة اللواء 18 النهود فجر اليوم الجمعة؛ والجيش والمستنفرين ينسحبون إلى مدينة الخوي؛ بحسب مصادر تحدثت مع "دروب".#النهود_الان pic.twitter.com/Zd6zkzwEvj

— صحيفة دروب الإلكترونية (@Droub92402) May 2, 2025

“أوكسفام”: عدد النازحين في السودان يرتفع إلى 12.7 مليون في أكبر أزمة إنسانية بالعالم

أعلنت منظمة “أوكسفام” الدولية، اليوم الجمعة، أن عدد النازحين في السودان بلغ 12.7 مليون شخص، في ما وصفته بأنه أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم حالياً.

وقالت المنظمة في بيان نشرته على حسابها الرسمي بمنصة “إكس”، إن نصف سكان السودان يواجهون خطر الجوع، فيما تعاني خمس مناطق من مجاعة فعلية، وأضافت أن واحداً من كل اثنين من السودانيين بات يعاني من نقص الغذاء الحاد.

وأشارت المنظمة إلى أن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أطلقتها الأمم المتحدة لم يتجاوز 10% حتى الآن، محذرة من أن موسم الأمطار المرتقب وتراجع حجم المساعدات الدولية قد يدفع بملايين آخرين إلى حافة الكارثة.

وفي تقرير سابق صدر في 14 أبريل 2025، أكدت “أوكسفام” أن الحرب المستمرة منذ اندلاعها في أبريل 2023 بالعاصمة الخرطوم، تسببت في كارثة إنسانية شاملة اجتاحت البلاد وامتدت إلى دول الجوار، دون مؤشرات على انحسارها.

وأضاف التقرير أن أكثر من 9 ملايين شخص نزحوا داخل السودان، وهو أعلى عدد نازحين داخلياً على مستوى العالم، في حين لجأ نحو 3.7 مليون شخص إلى دول مجاورة، وبهذا يبلغ عدد الفارين من العنف منذ بداية النزاع ما يقارب 13 مليون شخص، ما يجعلها واحدة من أكبر أزمات النزوح منذ الحرب العالمية الثانية.

وأكدت المنظمة أن المدنيين في السودان ما زالوا يواجهون أوضاعاً مروعة، تشمل القتل والتجويع والانتهاكات الجسيمة، في ظل غياب أي حلول سياسية تنهي الأزمة المستفحلة.

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع يُدخل السودان في حرب الظلال.. ماذا حدث؟
  • الحكومة السودانية تهدد وتوعد في بيان ساخن بعد سقوط النهود في يد الدعم السريع
  • أطباء السودان: الدعم السريع تقتل 100 مدني بمجزرة جنوب البلاد
  • السودان.. الدعم السريع يسيطر على النهود بشكل كامل
  • السودان يشتعل.. «الدعم السريع» تسيطر على النهود وتعتقل نشطاء
  • الحكومة الموريتانية تنأى بنفسها عن زيارة مستشار الدعم السريع بعد جدل واسع
  • اغتيال مراسل إذاعي في معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
  • مصدر عسكري: قوات الدعم السريع تقصف القصر الجمهوري في الخرطوم بمدفعية بعيدة المدى
  • ???? من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع؟
  • عاجل | مصدر عسكري بالجيش السوداني للجزيرة: ارتفاع عدد الجنود القتلى في قصف مليشيا الدعم السريع بمدينة كوستي إلى 11