سودانايل:
2024-09-10@20:31:43 GMT

أوقفوا شرعنة الإبادة الجماعية

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

hussainomer183@gmail.com

بقلم/ حسين بَقَيرة - برمنغهام

قال تعالى: "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" (صدق الله العظيم، سورة قريش، الآية 4).

جاء الأمن من الخوف في الآية مقترنًا بإطعام من الجوع لإبراز أهميته القصوى؛ فلا يمكن العيش دون أمن وغذاء، كما لا يمكن للإنسان أن يتذوق طعم الحياة بدون الأمان، تمامًا كما يحتاج للطعام ليقيه من الجوع.



تقاعس المجتمع الدولي بشكل كبير في حماية المدنيين العزل في السودان عمومًا، ودارفور خاصةً، ومدينة الفاشر المحاصرة من قبل مليشيا الجنجويد لأكثر من ثلاثة أشهر بصورة اخص، يُعد بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لمليشيا الدعم السريع الإرهابية للاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد المواطنين السودانيين. ما حدث في مدينة الجنينة، حيث دفن الناس وهم أحياء، يتكرر الآن في الفاشر. القصف المتعمد على الأحياء المكتظة بالسكان، والأسواق، والمستشفيات، والمناطق الحيوية أدى إلى تدمير كل شيء، ما لم يتحرك المجتمع الدولي عاجلا، سيؤدي هذا التواطؤ الدولي حتمًا إلى إبادة ما تبقى من الشعب السوداني في الفاشر ومدن أخرى، إضافة إلى النازحين في الأرياف والجبال والوديان الذين يبحثون عن الأمان في مناطق خالية من الحياة والخدمات.

بهذا، يكون المجتمع الدولي، ممثلًا في أمريكا والمملكة المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد شرعن قصف المدنيين بطريقة غير مباشرة بفشله الذريع في وقف هذه الانتهاكات الشنيعة.

الشعب الدارفوري بأكمله يرى أن ما يجري في أروقة المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية هو تماطل متعمد يمنح المليشيا المزيد من الوقت لاستمرار جرائمها ضد الشعب السوداني. هذا التقاعس يعكس فشل وعجز المجتمع الدولي في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. ويرى الشعب الدارفوري أن المجتمع الإقليمي والدولي يستغل هذه الحرب اللعينة لتنفيذ أجنداته دون أي وازع إنساني. إنها معركة مؤجلة ضد السودان وشعبه، ويبدو أن الوقت قد حان لتنفيذها عبر مليشيا الدعم السريع وكفيلها الإماراتي.

إن المسرحية المتوقعة لمفاوضات جنيف في 14/08/2024، التي دعت لها الولايات المتحدة الأميركية، تسعى لمساواة مليشيا الدعم السريع الإرهابية بالقوات المسلحة السودانية بطريقة مستفزة ومهينة لشعبنا العظيم. فبدلاً من دعوة الحكومة السودانية، اختزلوا الحكومة السودانية في الجيش بطريقة مخلة ومقصودة. الدعوة للتفاوض هي كلمة حق أريد بها باطل، بهدف خلق فتنة بين شرفاء الشعب السوداني.

إذا كان المجتمع الدولي جادًا في البحث عن الحلول ووقف معاناة الشعب المغلوب على أمره، فما الذي يمنعه من تسمية أطراف التفاوض في مفاوضات جنيف المقبلة بأنها: حكومة السودان، حركات الكفاح المسلح، المقاومة الشعبية من جانب، ومليشيا الدعم السريع من جانب آخر؟ بمان المليشيا الدعم السريع الأرهابية ليست لها مكانة مستقبلية في السودان ، لما لا يكون التفاوض علي استسلام مليشيا فقط؟من الواضح أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لخلق فتنة بين الشرفاء من أبناء الوطن من حركات الكفاح المسلح، المقاومة الشعبية، والقوات المسلحة الذين يحمون الشعب السوداني من براثن الجنجويد وأعوانهم.

الحكومة السودانية قامت باختيار أنبل الوطنيين ليرأس وفد التفاوض مع الأمريكيين في جدة بشأن تحديد الأولويات والتحضير لمفاوضات جنيف. في حينه، ظهر على الساحة من خانوا شعوبهم من قبل وأصبحوا أبواقًا للجنجويد والدول الأجنبية، أمثال مبارك الفاضل وخالد سلك وغيرهم، الذين أبدوا انزعاجهم من اختيار الوفد برئاسة محمد بشير أبو نمو، وزير المعادن بالحكومة القومية، ناسين أو متناسين أن الوزير يمثل الحكومة السودانية. خلل النخب النيلية يتمثل في عدم قدرتهم على تجاوز محطاتهم القديمة، على الرغم من أن الضحايا قد تجاوزوها وأثبتوا للعالم أن قادة حركات الكفاح المسلحة أكثر وطنية ونضجًا سياسيًا من الأحزاب التقليدية الموروثة بعلاتها الشنيعة التي أقعدت السودان وجعلته في تراجع مستمر حتى أوصلتنا إلى عهد الإبادة الجماعية.

كثير من العوائق والعراقيل التي يتعرض لها الشعب السوداني تأتي من الدول الإقليمية، مثل الحكومة التشادية. فالرئيس محمد إدريس ديبي، الذي يلعب دورًا مخزيًا ضد من ساعدوا والده الرئيس الراحل إدريس ديبي إبان ثورته. هذا الابن، الذي ورث الحكم من والده الشهيد، أصبح يقدس كرسي السلطة، وفي سبيل ذلك لا يبالي حتى لو أفنى العالم بأجمعه.

الشعب التشادي لم ولن ينسى ما قام به الدارفوريون من أعمال جليلة تجاه دولة تشاد، كما أن الدارفوريين لن ينسوا أدوار محمد كاكا المذلة الداعمة لمليشيات الدعم السريع المأجورة تنفيذًا لرغبات دويلة الإمارات العربية المتحدة. المؤكد أن كل من شارك في هذه الجرائم سيحاسب عاجلًا أم آجلًا، والتاريخ لا يرحم. نراه قريبًا، ويرونه بعيدًا.

تحية الصمود والتقدير لأبناء وبنات السودان الشرفاء المناضلين في الصفوف الأمامية من القوات المسلحة السودانية، والقوة المشتركة، وقوات القشن، وقوات ارت ارت، والمقاومة الشعبية الذين سطروا أروع البطولات في معركة مدينة الفاشر يوم السبت 10/08/2024، وجعلوا مليشيا الدعم السريع الإرهابية تجرجر أذيال الهزيمة.
رحم الله شهداءنا، والشفاء العاجل لجرحانا، والنصر حليفنا بإذن الله.

الشعب الدارفوري قال كلمته، ورسالته واضحة البيان خلال معركة الفاشر الكبرى تجاه ما يسمى بمفاوضات جنيف والمؤامرات المحاكة ضد السودان. على المجتمع الدولي الكف عن شرعنة الإبادة الجماعية بمساعدة الجنجويد في إبادة الشعب السوداني. واجب الضمير الإنساني يتطلب من الجميع، بما فيهم الدول النافذة، الوقوف مع الشعب السوداني الأعزل في فك حصار مدينة الفاشر والتخلص من إرهاب مليشيا الجنجويد، وذلك بإدراج قوات الدعم السريع ضمن المنظمات الإرهابية وإجبارها على الخروج من منازل المواطنين ووقف قصفها المتعمد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. أكاد أجزم أنه إذا أرادت الحكومة الأمريكية وقف المأساة في السودان، لكان بإمكانها فعل ذلك خلال ساعات معدودة، ولكن ما خفي كان أعظم. ما لا يعلمه الأمريكيون: أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وذاكرة الأمم الصادقة لا تنسى، والنصر آتٍ ولو كره الكارهون.

بقلم/ حسين بَقَيرة
بريطانيا - برمنغهام
الاثنين الموافق 12/08/2024  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع الحکومة السودانیة المجتمع الدولی الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل

قالت مصادر للجزيرة إن طيران الجيش السوداني شن -صباح اليوم الأحد- سلسلة غارات على عدد من مواقع قوات الدعم السريع بمدينتي الخرطوم وشرق النيل، في حين حاول الدعم السريع الهجوم على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأفادت بأن انفجارات قوية دوت ورافقتها أصوات أسلحة متوسطة فجر اليوم بالأحياء المتاخمة لسلاح المدرعات التابع للجيش السوداني جنوبي مدينة الخرطوم.

وأضافت أن طيران الجيش قصف تجمعات قوات الدعم السريع بمدينتي الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، والنهود أبرز مدن ولاية غرب كردفان.

من جانبه، أكد حاكم دارفور منّي أركو مناوي أن قوات الدعم السريع حاولت الهجوم على مدينة الفاشر من الاتجاه الشمالي والجنوبي الشرقي ليل أمس.

واتهم مناوي قوات الدعم السريع بالاستلاء على ممتلكات المواطنين بسوق محلية دار السلام جنوب شرق مدينة الفاشر أمس السبت تحت تهديد السلاح وإطلاق النار.

ملايين السودانيين اضطروا للنزوح داخل السودان وخارجه هربا من الحرب المستمرة (رويترز)

وصباح أمس السبت، نزحت مئات الأسر السودانية من مدينة بحري شمال الخرطوم بعد تبادل القصف المدفعي العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأفاد شهود عيان في منطقة حطّاب بمدينة بحري شمال الخرطوم بأن قوات الدعم السريع تحاول منذ 3 أيام السيطرة على قاعدة عسكرية للجيش السوداني في المنطقة.

وقالوا إن قوات الدعم السريع هاجمت منازل المواطنين جنوب حطّاب وأسرت بعضهم وأطلقت النار على آخرين.

ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أسفرت عن عشرات القتلى وأكثر من 10 ملايين نازح داخل السودان وخارجه.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني نفذ ضربات جوية لمواقع تجمعات قوات الدعم السريع في مناطق كبكابية وجبل عامر والضعين
  • مسؤولة أممية: النساء السودانيات يواجهن خطر العنف الجنسي والنزوح ويحتجن دعم المجتمع الدولي
  • قوات الدعم السريع تقتل 31 شخص في مدينة سنار السودانية
  • الدعم السريع يستهدف سوق سنار ويخلف عشرات القتلى
  • 21 قتيلا في السودان جراء قصف نُسب لقوات الدعم السريع
  • في قصف نُسب لقوات الدعم السريع.. 21 قتيلا في سنار السودانية
  • مجزرة جديدة على يد الدعم السريع.. 20 قتيلا بقصف سوق بمدينة سنار جنوبي البلاد
  • الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل
  • الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب: يوم اعتقالي حاول الدعم السريع اغتيال البرهان
  • تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتحذيرات للمواطنين