لم يعد الأمن الشخصي تحت القصف الإسرائيلي وحده ما يثير القلق لدى اللبنانيون، إذ امتد في الفترة الأخيرة من اندلاع حرب شاملة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، إلى الخوف من تهديد الأمن الغذائي والدوائي جراء أزمة نقص الوقود.
وحسب تقرير لـ "بي بي سي"، حذر مراقبون من أنه في حالة توقفت الموانئ والمطارات، قد تتوقف بعض الدول عن تلقي الإمدادات الأساسية، مما يؤدي لنقص حاد في الغذاء والدواء والمحروقات.

وحسب التقرير أكد المشرف على التخطيط للطوارئ في لبنان، ناصر ياسين، أن إمدادات الغذاء قد تكفي 5 أشهر في حالة فرض حصار إسرائيلي كما حدث في عام 2006، لكن الديزل الذي يعمل على تشغيل المولدات التي تغذي كل شيء من المستشفيات إلى الإنترنت لن يكفي سوى 5 أسابيع.

وأضاف ياسين، أن الامدادات الحالية لا تكفي سوى لـ5 أسابيع فقط ما يبعث على القلق بالنظر إلى اعتماد البلاد على المولدات لتشغيل كل شيء من المستشفيات والمخابز إلى الإنترنت بسبب محدودية الكهرباء التي توفرها حكومة تصريف الأعمال.

الوزير أكد أيضًا أن لبنان سيحتاج 100 مليون دولار شهريًا لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات في أسوأ الظروف.

كما حذر رئيس نقابة أصحاب الأفران في صيدا وجنوب لبنان، زكريا العربي، من أزمة نقص فعلية في الخبز قد تقع إذا توسعت الحرب، وقال إن الأفران لا تمتلك مخزونًا احتياطيًا من الطحين.

في سياق آخر، فإن الحرب المحتملة بين حزب الله وإسرائيل قد تزيد من موجات النزوح على الحدود، إذ تشير البيانات الرسمية إلى وجود ما يقرب من 100 ألف نازح لبناني، وتشير التقديرات إلى أن نزوح 250 ألف شخص سيتطلب تمويلًا شهريًا بقيمة 50 مليون دولار لمدة 3 أشهر.
وأدى الصراع إلى نزوح ما يزيد على 100 ألف من سكان جنوب لبنان، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

كما توقع تقرير "بي بي سي"، أن تشهد البلدان ذات الاقتصاد الهش تراجعًا إضافيًا، خصوصًا تلك التي تواجه أزمات في قطاعات حيوية مثل القطاع المصرفي في لبنان، أو الدول التي تتعرض دائم لعقوبات دولية كإيران وبعض الجهات الفاعلة في اليمن وسوريا والعراق، مما سيزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعاني منها هذه الدول وشعوبها.

المخاوف اللبنانية من اندلاع الحرب الموسعة، دفعت العديد من العائلات للانتقال من المناطق المهددة بالاستهداف الاسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان حيث توجد مقرات حزب الله اللبناني، للبحث عن مساكن في مناطق آمنة، لكنهم فوجئوا بمغالاة في قيمة الإيجارات التي ارتفعت بشكل جنوني.

وحسب تقرير للمعهد اللبناني لدراسات السوق، تسجل أسعار الإيجارات أرقامًا توازي راتب 4 أشهر للموظف العادي، إذ زادت قيمة إيجارات الشقق بنسبة 300% إلى 500%، مبينًا أن الوحدة التي كانت تكلف إيجارًا 300 دولار أصبحت تكلف 1000 دولار كحد أدنى وتصل لحد الألفين.

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تنتشر إعلانات لأصحاب مكاتب عقارية تطالب الباحثين عن الأمان بمبالغ تصل لـ4 أضعاف من الأسعار العادية، وتحديدًا في جهة قرى الجبل مثل "عالية والشوف والمتن وبعبدا والحازمية وكسروان وبعض المناطق في الشمال وغيرها من المناطق التي تعد أكثر أمنًا".

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

عدن تترقب انفراجة في أزمة الكهرباء مع وصول شحنتي وقود إسعافية

شمسان بوست / متابعات:

في إطار الجهود المبذولة لتأمين الخدمات الأساسية وتخفيف معاناة المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن، انطلقت اليوم شحنتا وقود إسعافية مخصصتان لمحطات توليد الكهرباء، وذلك في خطوة تهدف إلى دعم الشبكة الكهربائية وتفادي الانقطاعات المتكررة التي تشهدها المدينة.

وتأتي هذه الخطوة بالتنسيق مع الجهات الحكومية والجهات الممولة، كاستجابة عاجلة للاحتياجات الطارئة التي فرضتها الظروف المعيشية الصعبة والطلب المتزايد على الطاقة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم الصيف الذي يشهد ذروة استهلاك الكهرباء.


ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن الشحنتين محملتان بكميات كافية من الوقود لتشغيل المحطات الكهربائية في عدن لفترة مؤقتة، ريثما يتم تأمين دفعات إضافية بشكل منتظم. ومن المتوقع أن تسهم هذه الكميات في رفع القدرة التوليدية وتقليص ساعات الانطفاء خلال الأيام القادمة، في حال استمرار وصول الوقود دون انقطاع.

يُذكر أن العاصمة عدن كانت قد شهدت خلال الأسابيع الماضية تراجعًا كبيرًا في خدمة الكهرباء بسبب نفاد الوقود، الأمر الذي أثار موجة من الاستياء الشعبي وخلق أعباء إضافية على كاهل المواطنين.


ويترقب أبناء عدن وصول الشحنتين خلال الساعات المقبلة على أمل أن تُحدثا انفراجة مؤقتة في أزمة الكهرباء، في انتظار حلول أكثر استدامة تعالج جذور المشكلة وتضمن استقرار الخدمة بشكل دائم.

مقالات مشابهة

  • عدن تترقب انفراجة في أزمة الكهرباء مع وصول شحنتي وقود إسعافية
  • الأمم المتحدة تعلن نفاد الغذاء والماء والوقود في غزة
  • صنعاء تنفي مزاعم “نفاد الوقود” وتصفها بالاشاعات
  • صنعاء تعلن قرب نفاد مخزون الوقود لديها 
  • الحوثيون يعلنون قرب نفاد مخزون الوقود في مناطق سيطرتهم
  • قصة أزمة داخل حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يكشفها
  • غزة على شفا المجاعة: غارات على مدار الساعة ومخزونات الغذاء إلى نفاد
  • تقرير أمريكي: حزب الله أداة استراتيجية لطهران على حساب سيادة لبنان
  • منظمة دولية: غزة تعيش أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب
  • نفاد الوقود الخاص بمركبات الدفاع المدني في جنوب قطاع غزة