عبدالله مكاوي
abdullahaliabdullah1424@gmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
(تيت تيت ابوجبيهة حديد)
لم اجد تاييد لاهلنا في ابوجبيهة وهم يخرجون الي الشوارع ويتحدون المخاطر، مطالبين بوقف الحرب اللعينة، التي اوقفت حال العباد ودمرت البلاد، افضل من التشجيع اعلاه، والذي ارتبط بالرياضيين في بلدنا. مع العلم ان الرياضيين اكثر قطاعات المجتمع حماسا واخلاصا وانتماءً صادقا لفرقهم.
واذا كانت الدمازين وعطبرة لهما قصب السبق في اشعال ثورة ديسمبر المغدورة، فقد حجزت ابوجبيهة مركز المقدمة، في التنديد بهذه الحرب الاجرامية التي تستهدف المواطنين وبقية مكونات الوطن، وكأن هنالك تنافس بين المتقاتلين علي من يحدث خسائر اكبر سواء في صفوف الابرياء (من قبل الجنجويد) او البنية التحتية (بواسطة الجيش)، او اغراق البلاد في دوامة الخراب وجرها للفوضي الشاملة.
وما يحسب لابناء ابوجبيهة ان ما بادروا به، ظل يشغل بال كل المكتوين بنيران هذه الحرب اللعينة، ولا يستطيعون التعبير عنه، خوفا من بطش المليشيا والاستخبارات العسكرية وتشويه السمعة من قبل الفلول.
والحال كذلك، لو تُرك المجال مفتوح امام الجميع، دون مصادرة للخيارات والآراء، او استلاف الالسنة وتزوير الارادة وتغبيش الوعي عبر الدعاية، كما درجت تمارس انظمة البطش والارهاب. لطالب الغالبية بايقاف هذه الحرب الهمجية، اقلاه هذا الاحتمال يستند علي الحس السليم او طبيعة الاشياء باعتبار الحياة افضل من الموت والعمران افضل من الدمار والامن افضل من الخوف والسلامة خير من الانتهاكات والذل، والتعايش والتراحم خير من التدابر والخصام...الخ، وباختصار كما تساءل تليستوي (اليست الحرب اكثر ما في الوجود خزيا؟). لكل ذلك ليس هنالك من يؤيد الحرب ويطالب باستمرارها، الا اذا كان مستفيدا منها او متضررا من ايقافها او غير مكتوٍ بلظاها او مغفل يتلاعب به شياطين الانس لحاجة قذرة في نفوسهم.
وصحيح هنالك قضايا عادلة للحروب (التحرير) او رد عدوان، ولكن طالما هنالك سبل اخري لنيل الحقوق او رد المظالم، او اذا اتيحت خلال الحروب بعد اشتعالها نوافذ للحلول السلمية. فعندها تصبح الحرب غير ذات جدوي او مدعاة لخراب العمران ليس غير. وهنا نصل للب الموضوع اي الفارق بين القادة او من يتصدي للشان العام او من وضعته الاقدار في محل تحمل المسؤولية، هل هو ممن يتحلي بالحكمة وتحركه دوافع المصلحة العامة ويتعرض للمساءلة والمحاسبة؟ ام من قصيري النظر عديمي الهمة والمروءة ممن تسيطر عليهم شهواتهم وطموحاتهم الخاصة ويفرضون سلطانهم بقوة السلاح؟ وبطبيعة الحال يصعب في هذه الوضعية الاخيرة الكلام عن رغبة الشعب وحرب الكرامة والدولة المدنية وغيرها من شعارات براقة تخفي همجية الحروب وقذارة دوافعها. واذا كانت الحروب علي العموم سيئة، فالحروب الاهلية اشد سوءً، حيث تُستخدم موارد البلاد في قتل وتشريد اهل البلاد، وزراعة الفتن المجتمعية، وتمكين مصالح الخارج.
وبعيدا عن التجريد فما يجري علي ارضنا الطيبة من حرب قذرة يدفع ثمنها الفادح المواطن والوطن، يصعب ان نجد هنالك قضية عادلة تبرر هذه الحرب الوحشية، اي بوصفها صراع سلطة بين متسلطين قتلة لصوص. ولو انه قد نجد هنالك جانب يتعلق برد عدوان المليشيا الهمجية، التي تحولت الي قوة بطش غاشمة تستمرئ النهب والانتهاكات ضد الابرياء. ولكن المفارقة ان ذات المليشيا هي من تقبل دعوات التفاوض، التي يرفضها الجيش بمبررات واهية بل وغارقة في الكذب والاستهتار بما يتعرض له المواطنون من استباحة والبلاد من اضرار جراء هذه الحرب من جهة، وعجز الجيش عن القيام بمهامه من جهة. وكأن هذه الحرب مجرد سوط عذاب سرمدي مسلط علي كاهل الابرياء. وهذا واحد فقط من الجوانب العديدة لهذة الحرب المُلغزة، التي لا تخضع لمنطق او قيم او معايير او حساب لما تحدثه من كوارث. لدرجة ان صحة وكذب كل ما يتعلق بهذه الحرب يستويان! بدليل بعد مرور اكثر من العام ما زلنا لانفهم لماذا تم تسليم ولاية الجزيرة للجنجويد؟ ولماذا درج الجيش علي ممارسة كثير من الانسحابات غير المبررة؟ ولماذا يعجز عن مجرد احداث انتصار استراتيجي واحد؟ ولماذا يتبع خطة دفاعية بحتة ويتحدث عن انتصار؟ وهل حميدتي ميت ام حي؟ واذا كان حي يرزق لماذا يتواري بهذه الطريقة المريبة؟ اي ما هي الجدوي من اختفائه اذا كانت له قضية او مشروع؟ وكيف يتسني لمستشاري الجنجويد انكار كل هذه الانتهاكات الفظيعة اذا كانت لهم ذرة مصداقية، بل وبكل قوة عين يتحدثون عن الفلول والدولة المدنية والديمقراطية؟
لذلك لالقاء اضاءة علي هذه الحرب، قد يصح ردها للرؤية التي تصور هذه الحرب بانها تشتمل علي مجموعة حروب داخلها، فهي حرب الاسلامويين عبر كتائبهم للعودة للسيطرة علي المشهد السياسي والاقتصادي والسلطوي، وهي حرب الجنرالات من الجانبيين للبقاء في سدة السلطة، وهي كذلك حرب للنهب والسلب لمكونات الجنجويد، وكذلك حرب تصفية حسابات عرقية وجهوية تفضحها احقاد منتسيبن ومناصرين للمليشيا (الربيع وبريمة وغيرهم من العاهات)، وحرب امراء الحروب وتسويق الاسلحة، ومن وراء كل ذلك هي حرب سيطرة علي البلاد بمواردها وموقعها الاستراتيجي يقبع خلفها الخارج بمختلف مكوناته واطماعه. وبالتاكيد كل ذلك يتم انكاره من كافة الاطراف المنخرطة في الحرب، ان لم تُعلن بكل صفاقة عكس ذلك.
والحال كذلك، فهذا ما يعقد من جهود ومحاولات حل معضلة هذه الحرب، طالما تُرك لها الحبل علي الغارب، وهو ما يستدعي استخدام ثلاث وسائل لايقافها. من جهة، وسائل ضغط متنوعة علي كافة الاطراف، ويدخل في ذلك ما بادر به اهل ابوجبيهة من الخروج والتعبير عن رغبتهم في ايقافها، ليتحول الي جبهة عريضة وحالة عامة تغطي كل ارجاء البلاد وخارجها. ويدخل في ذلك تكثيف دعوات ومخاطبات المنظمات الانسانية والحقوقية والامم المتحدة بصفة عامة، للقيام بدورها في انقاذ شعب السودان من هذه المحرقة. ومن جهة، يستحسن تقديم حوافز لكافة الاطراف المنخرطة في الحرب، بالابقاء علي نصيب معتبر من مصالحها بما يغريها علي ترك الحرب. ومن جهة، التركيز علي اظهار كوارث هذه الحرب (انسانيا واقتصاديا وخدميا ومؤسسيا ..الخ) وما يمكن ان يسببها استمرارها من زيادة تفاقم هذه الكوارث بمعدلات متضاعفة، وبما في ذلك فقدان البلاد نفسها في آخر المطاف، وعندها لاتٍ ساعة مندم.
وللاسف بعد ان داعبنا الامل وفرحنا بخبر ارسال الجيش وفد لجدة للتنسيق مع الجانب الامريكي للتمهيد لمفاوضات جنيف. رغم ما يحمله ذلك المطلب من استمرار لاسلوب المماطلة الذي عهدناه من الجيش، إلا اننا تصورنا ان جزء من الوعي والمسؤولية قد ادركهما الجيش اخيرا، علي اعتبار ان تاتي متاخرا خيرا من الا تاتي ابدا. ولكن ما بدر من الوفد المرسل لجدة هو تمسكه بذات المطالب التعجيزية، وهو ما يطرح تساؤل لماذا تم ارسال الوفد اصلا، طالما هذه المطالب مطروحة سلفا ولم تجد القبول بعد ان تجاوزتها الاحداث؟ هل هو مجرد رفع للوم؟ او محاولة للتنصل من دفع ثمن رفض التفاوض؟ مع العلم ان الثمن قيادة البلاد للمجهول بعد دفع اكلاف باهظة لاستمرار حرب تنذر كل القراءات بان وتيرة عنفها وخسائرها ستفوق كل تصور متشائم، بعد ان تتشعب جهويا وعرقيا، قبل ان تمضي قدما لتفكيك البلاد. لانها ببساطة ستتحول لحرب خلاص من الآخر بكل الوسائل، وهكذا حرب عدمية لن تعدم من يمولها من الخارج بكافة انواع الاسلحة.
وبالمناسبة لم افهم تصريح المبعوث الامريكي انه ستجري مباحثات في جنيف يوم 14 القادم في كل الاحوال (حتي في حالة غياب الجيش وهو كالطفل المدلل الذي خسر اللعبة ويطالب بكامل الجائزة!) او شئ من هذا القبيل! فهل يعني ذلك الاعتراف بالمليشيا كسلطة امر واقع في اماكن سيطرتها، ومن ثمَّ يتم التعامل معها علي هذا الاساس؟ وهو ما يمثل عمليا اذا ما صح، مقدمة لتقسيم البلاد الي مناطق نفوذ لكل طرف؟ ويبدو ان هذه الوضعية الاخيرة هي ما يروق الاسلامويون وليس العكس.
لكل ذلك ولاول مرة نتفق مع مبارك الفاضل في الطلب من البرهان ان يتصرف كالشجعان ويمضي للتفاوض بروح صافية ونية صادقة لايقاف هذه الحرب المجنونة. ولا اعتقد ان مبارك عضو في تقدم حتي يتم رفض دعوته، فهو من اشد الحلفاء للبرهان! وهذا غير ان كل المؤشرات علي الارض تؤكد عجز الجيش عن تحقيق انتصار حاسم ضد المليشيا. بل ما يحدث علي الارض، زيادة سيطرة وتمدد المليشيا منذ اندلاع الحرب. وللمفارقة جزء من هذه السيطرة بتواطؤ من قيادة الجيش نفسه، وإلا ماذا يعني تهوينهم من كل ذلك وكانه يحدث في دولة اخري؟!
ولو كانت هنالك اشادة عن البسالة والعسكرة الصاح فهي تُرسل للمدافعين عن الفاشر من القوات المشتركة، غض النظر عن راينا في قيادات الجيش والحركات المسلحة ورفضنا للحرب، الذين كبدوا المليشيا خسائر فادحة رغم الدعم اللامحدود الذي تحصل عليه والحصار الخانق للفاشر! وهو ما يؤكد ان جزء من قوة هذه المليشيا اسطورة مُصطنعة بسبب التواطؤ السالف ذكره! وفي هذا ايضا تنبيه للميشيا من الغرور والاصرار علي مواصلة القتال، او اتخاذ موقف الجيش من عدم الذهاب للتفاوض كمبرر لتصعيد معاركها او رفض الجنوح للسلم كهدف للسيطرة علي كامل البلاد. اي مدي جدية المليشيا في تحقيق السلام، لا تحدده الشعارات المرفوعة او مجرد قبول دعوات التفاواض، ولكن بكف اذاها عن المواطنين الابرياء، والحفاظ علي ممتلكات الدولة، والاقلاع عن النهب والسلب والهجوم علي المدن وفك ارتباطها بمشروع الخارج.
واخيرا
يبدو ان علينا جميعا ان نتقبل حقيقة استحالة رجوع الدولة لحالتها السابقة والتي انتهت للابد، وبما ان ما حدث نتيجة اخطاء من الجميع بمقادير مختلفة. فليس من الحكمة كما اضعنا الماضي ان نخسر المستقبل، عبر التمسك بذات الاطروحات والمشاريع المُقدمة، والتي ان لم تقُد لما حدث فانها لم تمنعه. ولذلك يجب التخلص من كافة المسلمات المستهلكة والبدء في افكار ومشاريع جديدة، ومن ضمنها قبول تقسيم هذه البلاد اذا كان ذلك يجلب السلام، وذلك بالطبع ليس علي الطريقة المذكورة اعلاه، ولكن بطريقة تمنع عودة الحروب بين المكونات المجتمعية المتباينة (رواسب تاريخية وعقد نفسية وتعصبات قبيلة)، وتشجعها علي التعاون كدول مستقلة، وعلي راسها تبني طريقة حكم ديمقراطي. بمعني العلة ليس في عدم القدرة علي التعايش، ولكن في تبني وسيلة التعايش المناسبة، التي قطع الطريق علي توافرها الانقلابات العسكرية التي تكرس للانظمة الاستبدادية، وهو ما عمق من ماساة هذه البلاد وقادها لهذا المصير المظلم (بدلالة انقلاب البرهان حميدتي الاخير). كما انه ليس هنالك ما يمنع ان نعيد نفس الاخطاء في الدولة المُقسمة، ولنا في دولة جنوب السودان العبرة والاعتبار. بمعني آخر قد تكون احد عقبات التطور الديمقراطي هو شدة التباين في دولة هشة، وهو ما زادته الحروب الاهلية هشاشة، فما بالك بدولة في حجم قارة تعاني من كل علل عدم الاندماج في كيان واحد. وهذا غير انه قد يحدث العكس، اي اذا حدث تقسيم علي اسس سليمة، والتفتت كل دولة لادارة شئونها بحنكة وتبصر، قد يحدث اتحاد بينها من جديد وعلي اسس جديدة راسخة، وعبر اجيال لم تتعرض لكل هذه التركة من البغض والحقد والتشرذم.
واذا كان الحال كذلك، نتقبل ما يطرحه الكاتب اسماعيل عبدالله من ضرورة اعادة النظر في هذه البلاد بشكلها القديم، الذي انتهي الي هذه النهاية المؤسفة. ولكن المشكلة هل يمكن حدوث تقسيم سلمي او تغيير او تقدم من غير توافر كوادره ومتطلباته ومعيناته بما فيها محيط مشجع؟ اي بوجود اوباش المليشيا التي تناصرها وجنرالات الجيش الاوصياء وتربص الكيزان السفهاء والدول الاقليمية الكارهة للديمقراطية، والصراع المحتدم بينها، يوجد امل؟! الله اعلم.
لكم احزنني خبر وفاة قامة بمقام الاستاذ القدير محمد سليمان عبدالرحيم، ونحن في ظروف احوج ما نحتاج لفكره النير ومساهماته الايجابية وطاقته علي العمل، وقبل كل شئ انفتاحه علي رؤي متقدمة وعلاقات واسعة وشراء للمستقبل بما يتجاوز المررات والمواقف المتحجرة والاطروحات الحدية. الا له الرحمة والمغفرة وكامل العزاء لاسرته واصدقاءه ولادارة صحيفة سودانايل. ودمتم في رعاية الله.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الحرب واذا کان اذا کانت افضل من اذا کان فی ذلک کل ذلک من جهة وهو ما
إقرأ أيضاً:
السودان: نجحنا في زراعة 39 مليون فدان رغم الحرب في البلاد
أكد وزير الزراعة السوداني أبو بكر البشري، ضرورة تطوير ودفع مسيرة تنمية الصادرات الزراعية وتعزيز التعاون الزراعي بين الدول العربية وضرورة الاهتمام بالتصنيع الزراعي باعتباره المخرج الحقيقي لتحقيق الأمن الغذائي إضافة الي الاستفادة القصوى من سلاسل القيمة للمحاصيل الزراعية.
وأضاف وزير الزراعة السوداني خلال كلمته اليوم في فاعليات مؤتمر تنمية الصادرات الزراعية في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت حساس تعاني فيه أمتنا العربية من تحديات عظيمة في ظل الصراعات والتغير المناخي والتى ألقت بظلالها علي انتاجنا الزراعي و عمقت المسؤولية تجاه توفير الأمن الغذائي.
وقال إن وزارة الزراعة والغابات بالسودان تؤكد دوما سعيها لمنع تصدير المواد الزراعية الخام لتشجيع التصنيع الزراعي الا ان التصنيع الزراعي يجابه تحديات كبيره في منطقتنا كتوفير الطاقة للمصانع والطرق والبنية التحتية والاحتياج إلي الاستمرارية في ظل الإمداد المستمر للصناعة والسوق العالمي.
وأشار إلي أن السودان تعاني من مؤامرة كبيرة إقليمية ومحلية حولت البلاد إلى ساحة حرب لعينة فرضتها علينا أطماع الأشرار في ثرواتنا ومقدراتنا و مواردنا الطبيعية المعلومة للجميع.
وأكد البشري أن السودان غني بموارده المعدنية والزراعية والثروة الحيوانية و تنوع مناخي يجعل السودان سلة غذاء العالم، لافتا إلى أن مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية للدور الذي يطلع به السودان في المحيط العربي و الافريقي.
وقال البشري أن السودان رغم الحرب زرع مساحات شاسعة تعادل 39 مليون فدان لإنتاج الحبوب الغذائية و نحن على نهايات موسم الحصاد، مشيرا إلي أن هذا الموسم حقق إنتاجا غير مسبوق بإرادة القطاع الزراعي قفز فيه الإنتاج قفزة نوعية بسبب تبني التقنيات الزراعية الحديثة وفق استراتيجية محكمة وضعتها وزارة الزراعة والغابات مكنت فيها كل المزارعين من استخدام تقاوي محسنة بنسبه عالية.
وتابع الوزير السوداني كلمته: قائلا" نتطلع من هذا المؤتمر أن يعزز التعاون الزراعي بين الدول فيما يلي الصادرات الزراعيه ويزيل الصعوبات التى تعترض حركة الصادر وتطويع وتطوير قوانين الحجر الزراعي لتلائم المرحله".