ما مستقبل الأوضاع في السودان في حال فشلت مفاوضات جنيف
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
يوسف عيسى عبدالكريم
تتسارع الأحداث بمتوالية هندسية وأيفاع متصاعد في السودان فمع اقتراب موعد انطلاق المفاوضات في جنيف لم يكن مفاجأة ان يسعى الجيش لوضع العراقيل و حشر العصى في دواليب التجهيزات لتعطيل او تأجيل المفاوضات بأي وسيلة و قد بدا ذلك جليا في إصراره أولا على مجيء المبعوث الأمريكي إلى بورتسودان لمقابلة قائد الجيش ثم تأخره في الرد على طلب المشاركة في المفاوضات وأخيرًا إصراره على أن تكون هناك جلسة مشاورات تسبق عملية التفاوض وقد استجابت الوساطة لذلك الطلب وتم الاتفاق على أن يلتقي وفد الجيش بوفد الوساطة في جدة و امعانا في التلكؤ ارسل الجيش وفدا برئاسة وزير المعادن وهذه الخطوة تلخص للمراقب الخلفية التي يتعامل بها الجيش مع مفاوضات جنيف فالمعروف في السابق ان وفد المفاوضات الذي ظل يتفاوض في جدة كان برئاسة الفريق محجوب بشرى ومن ثم عندما تعسر التفاوض تم عمل مفاوضات رفيعة المستوى وسرية مثل فيها الجيش الفريق كباشي بالمنامة اذا فالمعروف ان الجيش كان ممسكا بملف المفاوضات ولديه خبرة تراكمية وكان الاحرى بالجيش لو كان جادا في الذَّهاب إلى جنيف ان يوفد ضابطًا رفيع المستوى ليقود جلسة المشاورات في جدة و في اسواء الفروض كان ينبغي ان يترك الملف لوزارة الخارجية .
لقد ظل السودانيين و ما زالوا ينظرون الى مفاوضات جنيف باعتبارها طوق النجاة والفرصة الأخيرة لإيقاف هذه الحرب اللعينة و خصوصا انها لاقت اهتمام لافت من المجتمع الدولي تمثل في الدعوة لها ورعايتها من قبل الأمم المتحدة و بمشاركة رفيعة المستوى من الولايات المتحدة بقيادة وزير خارجيتها والحضور الإقليمي لكل من مصر والامارات والسعودية والذي بشكل او اخر يمكن استثماره في الضغط على طرفي النزاع للالتزام بالمخرجات التفاوض حال الاتفاق عليها . ان غياب الجيش و عدم استفادته من هذه الفرصة سيكون له عواقب كارثية وتداعيات سلبية على الأوضاع في البلاد
حيث يتوقع ان تستمر موجة العنف في التصاعد و ستزداد حدة النزاع المسلح بين الطرفين مما سيفاقم الوضع الأمني ويزيد من عدد الضحايا والنازحين واللاجئين الى دول الجوار خصوصا مع توقع انتشار الفوضى في أجزاء واسعة من البلاد نظرا لخروجها عن سلطة الدولة . مما سيكون له اثر بالغ على الأزمة الإنسانية التي يعيشها المواطن نسبة لتفاقم الأوضاع المعيشية الناتجة عن تدهور الحالة الاقتصادية و انهيار العملة و الغلاء الطاحن وندرة السلع في الأسواق بالإضافة الى انقطاع الطرق نسبة للسيول التي غمرت أجزاء واسعة من البلاد وانعدام الأمن الغذائي وانتشار الأمراض كالكوليرا والملاريا و الجوع
ان فشل مفاوضات جنيف سيعجل بانهيار الحكومة القائمة في بورتسودان وسيفتح المجال أمام الحركات المسلحة للسيطرة على مناطق واسعة من البلاد و سيقود الى ظهور كرتلات ذات طابع اثني و قبلي تحل مكان الحكومة المركزية و تنشر ثقافة الثأر والانتقام على أساس عرقي . ام على مستوى الجيش وحكومة الامر الواقع فمن المتوقع ان تشهد مقبل الأيام زيادة في العزلة الدولية وفرض عقوبات دولية إضافية على السودان سيفقد معها الدعم الدولي والمساعدات الإنسانية مما يزيد من تفاقم ازمة المواطن السوداني . ان السودان الان يشهد ظروف و أوضاع اسوا بكثير من بداية تسعينات القرن الماضي عندما جاءت الإنقاذ وانعدم معها كل شي من مأكل وسكر وشاي و دواء و السودانيين يتذكرون تلك الأيام ويتحسرون على انهم ظنوا انها قد ولت الى غير رجعة لكن يبدو ان الأيام تخبئ لهم الكثير .
yousufeissa79@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مفاوضات جنیف
إقرأ أيضاً:
قيادي في حماس: نتنياهو يعرقل أي تقدم في المفاوضات لأسباب سياسية
أكد قيادي في حركة حماس، أن بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يعرقل أي تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لأسباب سياسية، حسبما جاء في نبأ عاجل لقناة القاهرة الإخبارية.
وأعرب القيادي في حركة حماس، عن جاهزية الحركة لجهود وقف إطلاق النار، قائلًا إن الأهم وجود إرادة حقيقية لدى الاحتلال.
ولفت إلى أن هناك اتصالات جارية مع الدول والوسطاء لتحريك مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.