سودانايل:
2025-04-17@11:15:32 GMT

غياب الدبلوماسية الواعية في فشل انعقاد مؤتمر جنيف

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

==============
د. فراج الشيخ الفزاري
=========
أربعة أسباب ساقتها دولة السودان وحالت بينها والمشاركة في مؤتمر جنيف بسويسرا.
أربعة أسباب، في تقديري، يمكن تجاوزها إذا حسنت النوايا وتواصلت المساعي وتدخل العقلاء من طرفي الصراع.. ومنهم أصدقاء السودان الحقيقين الذين يقاسموننا البلاء والابتلاء ويبكون حسرة وندما على ضياع السودان.


أقول ذلك وفي الخاطر هواجس كثيرة ومخاوف بما ينتظر أهلنا في السودان في حال فشلت الدعوة ولقاء جنيف ...
وأعود للأسباب التي حالت دون مشاركة السودان كما جاءت عبر منبر سونا الرسمي...
السبب الأول...وهو ضرورة التزام الدعم السريع بمخرجات واتفاق جدة التي تم التوقيع عليها
سابقا...هذا السبب كان يمكن تجاوزه أذا اجتهدت الوساطة الأمريكية... وحله في غاية البساطة...وأن السبب الوحيد لرفض الدعم السريع لتنفيذه هو خوفه من (غدر) الطرف الثاني بعد إخلاء العقار السكنية ومهاجمتهم بمجرد انتهاء عملية الإخلاء.. ويتمسكون بشرطهم وهو وقف الحرب اولا...ثم الإخلاء.. فالحرب هي سبب دخولهم التكتيكي للمساكن وليس العكس..
والحل الذي أراه...هو التزامن.. بمعني يتم امهال الطرفان مدة 48 ساعة للاستعداد والتجهيز وفي ساعة الصفر يبدأ الدعم السريع في الخروج وتتوقف القوات المسلحة من مهاجمة الدعم السريع والذهاب للموقع الذي يتم الاتفاق عليه.. علي أن تكون الأمم المتحدة والدول الراعية للمؤتمر هي الضامن لهذا الترتيب ويحق لمجلس الأمن معاقبة الطرف الذي سيخرق هذا الاتفاق...ونكون بذلك قد تجاوزنا المعضلة الأولي.
أما السبب الثاني.. فهو وجود دولة الامارات كمراقب في المؤتمر.. وحقيقة لا يوجد سبب جوهري لوجودها ...فإذا اردت دولة الامارات أن تكون موجودة باعتبارها متهمة في دعم الحرب...فتستطيع عبر شركائها أن يكون لها وجودا.. وهل هناك شريك لها أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الأول للمؤتمر...لهذا أري أن تبادر دولة الامارات من نفسها وتسحب وجودها من المؤتمر ان كان فعلا يهمها أمر السودان ...وذلك حتى لا تكون سببا من أسباب فشل انعقاد المؤتمر.
السبب الثالث..أن الوفد الأمريكي لم يقدم مبررا لاستبدال المكان...من جدة الي جنيف...وهي مسألة ليست بالمعقدة حتي تحرم الشعب السوداني من تحقيق أمنياته وأحلامه التي بناها علي انعقاد المؤتمر في العودة إلى الوطن وتخفيف معاناته وزله وهوانه الذي لاقاه في بلاد الغربة والتيه والشتات..وتستطيع أمريكا أن تشرح للحكومة السودانية مبررات هذا التعديل من جدة الي جنيف..خاصة وأن الدولة المعنية بهذا التغير وهي المملكة العربية السعودية لم تبدي اعتراضا..ربما من أجل إنجاح المساعي..فيجب علينا أن نكون نحن أصحاب القضية أكثر رحمة وعطفا بحال أهلنا المغلوبين علي أمرهم..تستطيع الحكومة السودانية أن تتفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية علي أن تعقد جلسة الافتتاح في جنيف ومن ثم تكملة بقية الجلسات في جدة ..مع الاحتفاظ بمسماه الأول(منبر جدة)..وهكذا تتلاشي معضلة المكان.
لم يوضح بيان الحكومة تلك المعلومات الخاطئة التي بني الوفد الأمريكي عليها اعتماده عن المشكلة السودانية...كما جاء في حيثيات السبب الرابع...
وفي تقدرري، ايضا، انها مسألة في غاية السهولة..فالفرصة الآن متاحة أمام الوفد السوداني لتفنيد كل تلك المزاعم الكاذبة..وعلي الوفد الأمريكي أن يستمع مباشرة و بعقل مفتوح دون تشويه معرفي للذي حظي به من قبل الأطراف المناوية للحكومة السودانية...ويستطيع الوفد الأمريكي أن يكسب ثقة الحكومة السودانية اذا استطاع اقناع وفدها بأنه يأتي لهذا المؤتمر بروح جديدة وتوجه محايد وصفحة جديدة تتجاوز كل الاتهامات السابقة...فإذا استطاع الوفد الأمريكي أن يقنع الوفد السوداني بهذا التوجه الجديد...يكون بذلك قد نجح ايضا في قبول الوفد السوداني بالمشاركة في اجتماعات( جنيف / جدة)
بروح جديدة وسعي صادق
لتحقيق كل الأهداف المرجوءة وفي طليعتها وقف الحرب اللعينة.... والتطلع نحو الأمام.
ارجع وأقول بأن الفرصة لازالت متاحةلانعقاد المؤتمر إذا نشطت الدبلوماسية الدولية ونجحت في حل تلك المعضلات التي طرحتها الحكومة السودانية.. وهي ليست بالمعضلات المعقدة إذا صدقت النوايا ...فالحل الدبلوماسي الواعي دائما حاضرا لمثل تلك القضايا.
د. فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الوفد الأمریکی الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

انعقاد الاجتماع التحضيري لـ«المؤتمر العلمي لفض المنازعات الانتخابية»

عقد صباح اليوم، الاجتماع التحضيري للمؤتمر العلمي لفض المنازعات الانتخابية الذي ستنظمه المفوضية بالتعاون مع المجلس الأعلى للقضاء خلال المدة القادمة،  تحت عنوان: (نحو إرساء بنية قانونية راسخة لفض المنازعات الانتخابية)، بحضور رئيس مجلس المفوضية الدكتور عماد السايح، واللجنة العلمية واللجنة التحضيرية للمؤتمر.

وأوضح رئيس المجلس دكتور السايح خلال الاجتماع أن “هذا المؤتمر يأتي تمهيداً لصياغة مشروع قانوني يُعنى بإدارة وفض النزاعات الانتخابية أمام المحاكم الليبية”، مشيراً إلى “التجارب السابقة للمفوضية في التعامل مع النصوص القانونية وما تضمنته من فجوات بين طبيعة العمليات الانتخابية والقوانين التي تنظم الطعون والنزاعات الانتخابية”.

وقال في كلمته: “من خلال تجربتنا في الانتخابات السابقة والحالية وجدنا ثغرات قانونية توحي للمواطن بأن المفوضية هي من تقرر نتائج العملية الانتخابية، في حين أن الصورة الحقيقية لإقرار النتائج هي القضاء، فالنتائج تعرض على القضاء، ومن خلال الطعون تكون الكلمة الفصل للقضاء، وبهذا يعد القضاء شريك أساسي في العملية الانتخابية”.

وأوضح أن “الصيغ المختلفة للقوانين الانتخابية، إضافة إلى عدم وجود دستور أدى إلى وجود لبس وصعوبة في التعامل مع القضايا الانتخابية مما يتطلب ضرورة وضع تشريع خاص ينظم فض المنازعات الانتخابية والفصل فيها، بحيث تستخلص توصيات المؤتمر العلمي المزمع عقده، لتسهم في صياغة مشروع القانون ثم إحالته إلى مجلس النواب”.

واستعرض الاجتماع “خطة عمل اللجنة العلمية والمدد الزمنية المحددة لتقديم ملخصات البحوث، وآليات التواصل بين اللجان المشتركة في إطار التحضير للمؤتمر”.

تجدر الإشارة إلى أن “المعلومات الكاملة عن المؤتمر من حيث الأهداف ومحاور البحث وشروط المشاركة سيتم نشرها بصفحات المفوضية وصفحة المؤتمر خلال موعد أقصاه أسبوعين من تاريخ اليوم”.

آخر تحديث: 15 أبريل 2025 - 15:06

مقالات مشابهة

  • هل نَجَحَ مُؤتَمَر لَنْدَن فِي التَحَوُّل مِن حَدثٍ عَابِرِ إلى مِنَصَّة مُسْتِدامَة؟
  • مؤتمر لندن والسودان: قراءة تفكيكية في رمزية التمرد وسردية الرفض
  • بريطانيا تتجاوز الحكومة السودانية.. (مؤتمر لندن).. صفر كبير!!
  • سردية لندن: مؤتمر لم يُصفّق له الكيزان ولم يحضره القتلة
  • «مؤتمر لندن» يحشد 800 مليون يورو مساعدات إنسانية للسودان
  • مؤتمر دولي بلندن يتعهد بـ800 مليون دولار لمساعدة السودان
  • الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يعززان المساعدات للسودان في مؤتمر بلندن
  • استنكرت الصمت الدولي تجاه أحداث زمزم.. الخارجية السودانية تكشف عن توقعاتها لمؤتمر لندن
  • انعقاد الاجتماع التحضيري لـ«المؤتمر العلمي لفض المنازعات الانتخابية»
  • غياب الحكومة السودانية عن مؤتمر في لندن ووزير الخارجية يعلن عن دول صديقة ستعبر عن موقف السودان