غياب الدبلوماسية الواعية في فشل انعقاد مؤتمر جنيف
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
==============
د. فراج الشيخ الفزاري
=========
أربعة أسباب ساقتها دولة السودان وحالت بينها والمشاركة في مؤتمر جنيف بسويسرا.
أربعة أسباب، في تقديري، يمكن تجاوزها إذا حسنت النوايا وتواصلت المساعي وتدخل العقلاء من طرفي الصراع.. ومنهم أصدقاء السودان الحقيقين الذين يقاسموننا البلاء والابتلاء ويبكون حسرة وندما على ضياع السودان.
أقول ذلك وفي الخاطر هواجس كثيرة ومخاوف بما ينتظر أهلنا في السودان في حال فشلت الدعوة ولقاء جنيف ...
وأعود للأسباب التي حالت دون مشاركة السودان كما جاءت عبر منبر سونا الرسمي...
السبب الأول...وهو ضرورة التزام الدعم السريع بمخرجات واتفاق جدة التي تم التوقيع عليها
سابقا...هذا السبب كان يمكن تجاوزه أذا اجتهدت الوساطة الأمريكية... وحله في غاية البساطة...وأن السبب الوحيد لرفض الدعم السريع لتنفيذه هو خوفه من (غدر) الطرف الثاني بعد إخلاء العقار السكنية ومهاجمتهم بمجرد انتهاء عملية الإخلاء.. ويتمسكون بشرطهم وهو وقف الحرب اولا...ثم الإخلاء.. فالحرب هي سبب دخولهم التكتيكي للمساكن وليس العكس..
والحل الذي أراه...هو التزامن.. بمعني يتم امهال الطرفان مدة 48 ساعة للاستعداد والتجهيز وفي ساعة الصفر يبدأ الدعم السريع في الخروج وتتوقف القوات المسلحة من مهاجمة الدعم السريع والذهاب للموقع الذي يتم الاتفاق عليه.. علي أن تكون الأمم المتحدة والدول الراعية للمؤتمر هي الضامن لهذا الترتيب ويحق لمجلس الأمن معاقبة الطرف الذي سيخرق هذا الاتفاق...ونكون بذلك قد تجاوزنا المعضلة الأولي.
أما السبب الثاني.. فهو وجود دولة الامارات كمراقب في المؤتمر.. وحقيقة لا يوجد سبب جوهري لوجودها ...فإذا اردت دولة الامارات أن تكون موجودة باعتبارها متهمة في دعم الحرب...فتستطيع عبر شركائها أن يكون لها وجودا.. وهل هناك شريك لها أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الأول للمؤتمر...لهذا أري أن تبادر دولة الامارات من نفسها وتسحب وجودها من المؤتمر ان كان فعلا يهمها أمر السودان ...وذلك حتى لا تكون سببا من أسباب فشل انعقاد المؤتمر.
السبب الثالث..أن الوفد الأمريكي لم يقدم مبررا لاستبدال المكان...من جدة الي جنيف...وهي مسألة ليست بالمعقدة حتي تحرم الشعب السوداني من تحقيق أمنياته وأحلامه التي بناها علي انعقاد المؤتمر في العودة إلى الوطن وتخفيف معاناته وزله وهوانه الذي لاقاه في بلاد الغربة والتيه والشتات..وتستطيع أمريكا أن تشرح للحكومة السودانية مبررات هذا التعديل من جدة الي جنيف..خاصة وأن الدولة المعنية بهذا التغير وهي المملكة العربية السعودية لم تبدي اعتراضا..ربما من أجل إنجاح المساعي..فيجب علينا أن نكون نحن أصحاب القضية أكثر رحمة وعطفا بحال أهلنا المغلوبين علي أمرهم..تستطيع الحكومة السودانية أن تتفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية علي أن تعقد جلسة الافتتاح في جنيف ومن ثم تكملة بقية الجلسات في جدة ..مع الاحتفاظ بمسماه الأول(منبر جدة)..وهكذا تتلاشي معضلة المكان.
لم يوضح بيان الحكومة تلك المعلومات الخاطئة التي بني الوفد الأمريكي عليها اعتماده عن المشكلة السودانية...كما جاء في حيثيات السبب الرابع...
وفي تقدرري، ايضا، انها مسألة في غاية السهولة..فالفرصة الآن متاحة أمام الوفد السوداني لتفنيد كل تلك المزاعم الكاذبة..وعلي الوفد الأمريكي أن يستمع مباشرة و بعقل مفتوح دون تشويه معرفي للذي حظي به من قبل الأطراف المناوية للحكومة السودانية...ويستطيع الوفد الأمريكي أن يكسب ثقة الحكومة السودانية اذا استطاع اقناع وفدها بأنه يأتي لهذا المؤتمر بروح جديدة وتوجه محايد وصفحة جديدة تتجاوز كل الاتهامات السابقة...فإذا استطاع الوفد الأمريكي أن يقنع الوفد السوداني بهذا التوجه الجديد...يكون بذلك قد نجح ايضا في قبول الوفد السوداني بالمشاركة في اجتماعات( جنيف / جدة)
بروح جديدة وسعي صادق
لتحقيق كل الأهداف المرجوءة وفي طليعتها وقف الحرب اللعينة.... والتطلع نحو الأمام.
ارجع وأقول بأن الفرصة لازالت متاحةلانعقاد المؤتمر إذا نشطت الدبلوماسية الدولية ونجحت في حل تلك المعضلات التي طرحتها الحكومة السودانية.. وهي ليست بالمعضلات المعقدة إذا صدقت النوايا ...فالحل الدبلوماسي الواعي دائما حاضرا لمثل تلك القضايا.
د. فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الوفد الأمریکی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
343644 طالبا وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة السودانية المؤجلة من العام 2023
أكدت وزارة التربية والتعليم إكتمال كافة استعدادها لامتحانات الشهادة السودانية المزمع عقدها في 28 ديسمبر 2024 والمؤجلة من العام 2023 حيث بلغ عدد لطلاب الممتحنين 343644 طالبا وطالبة في 2300 مركز امتحان داخل وخارج السودان منهم 120724 الف طالبا وفدوا من ولايات غير آمنه.
وذكر الدكتور أحمد خليفة عمر وزير التربية والتعليم المفوض في التنوير الاسبوعي لوزارة الثقافة والاعلام التي تنفذه وكالة السودان للانباء اليوم بقاعة رئاسة الشرطة بورتسودان للحديث حول الترتيبات لامتحانات الشهادة السودانية المؤجلة ذكر ان كل أرقام الجلوس وصلت للمراكز ما عدا ولاية الخرطوم متوقعا وصول الأرقام خلال اليوم معزيا التأخير لازدياد عدد الطلاب مضيفا ان هنالك عدد من أرقام الجلوس الاحتياطي وعدد مركزين اضافيين في عطبرة والدامر للوافدين حتى الجمعة ٢٧ ديسمبر.
وقال إن الوزارة مستعدة لأي أرقام إضافية للولايات من 100 رقم - 200 ليتمكن كل طالب من الحصول على رقم جلوس.
واضاف الوزير أن عدد الطلاب خارج السودان 46553 منها 27 الف طالبا في جمهورية مصر بعدد 59 مركزا منها 27 مركزا في مصر مشيرا الى ان نسبة الطلاب الذين سجلوا لامتحانات في 2023 بلغت نسبتهم 83% بينما نسبة الطلاب الوافدين بلغ 35%
وأوضح الوزير أن نسبة الطلاب الذين سجلوا قبل الحرب كان عددهم 513 الفا.
واكد الوزير أن الوزارة تمتلك كل معلومات الممتحنين وولاياتهم مدارسهم داخل وخارج السودان.
واكد أن امتحانات الشهادة السودانية للعام 2024 ستعقد بعد ثلاث شهور مشيرا انه امتحان أصيل وليس بديل مشيرا لالتحاق كل الطلاب الذين لم يتمكنوا من الجلوس لامتحان ديسمبر وذلك تحقيفا للعدالة والمساواة.
احمد خليفة: الأجهزة الأمنية اكملت ترتيباتها لعقد إمتحانات الشهادة السودانية
كشف دكتور أحمد خليفة وزير التربية والتعليم المكلف عن إكمال الأجهزة الأمنية لكافة الترتيبات الأمنية اللازمة لعقد إمتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة ٢٠٢٣، مبينا أن هناك لجان أمنية على مستوى عال من الخبرة والدراية أنجزت عملها بأفضل ما يكون قائلا "الترتيبات الامنية مطمئنة جدا".
وتطرق احمد خليفة في التنوير الأسبوعي لوزارة الثقافة والإعلام الذي تنظمه وكالة السودان للأنباء بقاعة الشرطة ببورتسودان اليوم، تطرق إلى التجهيزات الفنية واللوجستية للامتحانات، مؤكدا ان أوراق الإمتحانات تم طباعتها داخل السودان بجودة عالية وبأجهزة حديثة ومتقدمة، مبينا ان عمليات الطباعة إكتملت في وقت وجيز لم يتجاوز ال١٥ يوما.
وأشار إلى تجهيز الوزارة لكل معينات الكنترول من اثاثات وتهيئة المواقع والتجهيزات المطلوبة، مشيرا إلى ان المليشيا الارهابية دمرت كل التجهيزات السابقة وافقدت الوزارة إمكانيات كبيرة تتعلق بمعينات إمتحانات الشهادة السودانية ما تسبب في خسائر كبيرة للبلاد.
وفيما يتعلق باستحقاقات المعلمين قال "تلقينا وعود بمعالجة مستحقات المعلمين" مشيرا إلى أن هناك استجابة من وزارة المالية.
سونا