mugheira88@gmail.com
حصائد ألسنتهم
المغيرة التجاني علي
من ضمن الآثار السالبة التي أحدثتها هذه الحرب الدائرة رحاها في بلادنا العزيزة , انتشار خطاب الكراهية و توسع رقعة العنف اللفظي و تمدد مساحات التراشق الاعلامي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت لعدد من الأفراد استخدام كم من عبارات السب و الشتم و التحقير والإهانة وكيل الاتهامات والسخرية و التقليل من الشأن و الحاق الأذى بالآخرين وإثارة العداوة والبغضاء و تشكيل صور سالبة عن الآخر المختلف مما يؤدي الي تقسيم المجتمع الي جماعات متناحرة و يهدد صرح القيم الموروثة الفاضلة .
لقد انفرط العقد و زادت حدة التوتر والانقسام و اشتعلت نيران الكراهية بين الأفراد والمكونات الطبيعية للمجتمع و ذلك بنشر المعلومات المضللة والأكاذيب و التي تقود الي إحداث اضطرابات اجتماعية و احتجاجات عنيفة واثارة الآراء المتطرفة التي تودي الي زيادة العنف و توسع رقعة الاقتتال , كما تؤثر أيضا علي عقول الاجيال اللاحقة فتدمغها بالتطبيع مع العنف والعدوانية و تهدد الثقة في أمكانية التعايش الآمن المستقر .
إن التسجيلات الصوتية الحية التي توفرها منصات التواصل الاجتماعي المفتوحة أتاحت لعدد من المهرجين و البلهاء و حتي من النخب والكوادر الحزبية نشر خطاب الكراهية ضد الأفراد والجماعات بناءً على العرق أو الجهة أو الموقف السياسي فولجوا جميعا في بث كثير من صور الفرقة والتمييز و العنف بلا ضابط و لا قيد و ذلك لصعوبة تتبع و مساءلة أصحابها مما يشجع علي المزيد من انتهاج هذا السلوك الضار بالمجتمع والذي ينتشر سريعا وعلي نطاق واسع كانتشار النار في الهشيم و يعمل علي نشر خطاب الكراهية مما يُفسد العلائق ويُعيق التواصل البناء ويعزز من التحيزات القبلية و الجهوية والسياسية ويُقلل من التعرض لوجهات النظر المختلفة باحترام وتقدير .
• و إن في تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف الكثير من الحث علي بذل المعروف بين الناس و بث الكلام الطيب و الدعوة الي التعايش الآمن بحسن القول , كما فيه من التحذير من إلحاق الأذى النفسي و اللفظي بالأخرين و النهي عن السب والشتم و زرع الفتنة بين الناس و التوجيه الي عدم نشر الشائعات والأكاذيب و البعد عن النميمة والبهتان و الحلف الكاذب و التلفظ بالكلمات البذيئة الجارحة . و الرسول الكريم قد أوصي أتباعه بحفظ اللسان و استخدامه في مجالات الخير و عدم الخوض في أعراض الناس , ففي حفظه حفظ الأنفس من الاثم والعذاب فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده . وقد قال ايضا" من سلم لسانه من العذاب سلم من كل عذاب " فللسان دورٌ عظيمٌ في إيصال الخير والشرّ، فمن طيّب لسانه وكثّر من قول الخير، نالَ ثواب ذلك عند الله، ومن ساء لسانه وكثّر من قول الشرّ، نالَ عقوبة ذلك ايضاً .
أن للكلام الطيب والقول اللين أثر طيب , و الكلام الجارح المسيء مثل النار تحرق ما حولها , فنشر المحبة والتسامح و بذل الخير من صفات المؤمن الفطن و قد جاء في الأثر أنه ( ما كب الناس في النار الا حصائد السنتهم ) يُحذّر من خطورة اللسان وما قد يسببه من أذى للآخرين , كما يُؤكّد على ضرورة التحكم فيه وحفظة من الكلام المحرّم و مراقبته و كبح جماحه من الخوض في الكلام الجارح و الاكثار من الكلام الطيب الذي ينشر الأخاء و المحبة و الود بين الناس .
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بسمة وهبة: الإخوان تاريخ من القـ.تل والخراب.. ويجب محاسبتهم
أكدت الإعلامية بسمة وهبة أن جماعة الإخوان مسؤولة عن سنوات من العنف والدمار في مصر، مشيرة إلى أن الدم كان نهجًا معلنًا من قِبل قيادات الجماعة.
وأكملت: ما ارتكبته الجماعة منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتى اليوم لا يمكن أن يُمحى من ذاكرة المصريين.
ونوهت بسمة وهبة خلال تقديمها برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور"، بالجرائم البارزة التي ارتكبها التنظيم، وفي مقدمتها أحداث مكتب الإرشاد في المقطم عام 2013، والتي أسفرت عن مقتل 12 شابًا من خيرة شباب مصر.
وأضافت وهبة أن الجماعة قابلت رفض الشارع المصري لحكمها باستخدام العنف والإرهاب، مشيرة إلى أن احتجاجات الشباب في مناطق مثل سيدي جابر والنهضة قوبلت بالرصاص وسقط خلالها عشرات الضحايا من الأبرياء.
ولفتت إلى أن الإخوان لم يترددوا في إعلان تنسيقهم مع تنظيم القاعدة، ورفعوا أعلامه في ميادين عامة، ما يعكس تحالفًا فكريًا خطيرًا بين التنظيمين المتطرفين.
وأشارت إلى أن هذا التحالف لم يكن يهدف سوى إلى تقويض الدولة ومصالح شعبها، دون أدنى اعتبار لمستقبل الوطن أو استقراره.
ولفتت إلى أن الجماعة لم تتوقف عن محاولاتها المستمرة لإسقاط مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش والشرطة، بغرض إشاعة الفوضى وبسط نفوذها على البلاد.
وختمت حديثها بالتشديد على ضرورة كشف الحساب الكامل لتاريخ الإخوان، وما اقترفوه في حق مصر والمصريين.