الحسين وجيفارا يقاتلان في غزة
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
بقلم : فالح حسون الدراجي ..
لم يمضِ الإمام الحسين في طريق الشهادة كرهاً بالحياة، إنما مضى اليها حباً بالعدل والحرية والكرامة والمساواة وإحقاق الحق.. لذلك رفض جميع المساومات والإغراءات التي عرضها عليه والي العراق عبيد الله بن زياد لكي يبايع الظالم يزيد بن معاوية.. فحمل سيفه وقاتل الظالمين حتى نال الشهادة .
وكذلك فعل الثائر الشيوعي جيفارا، حيث حمل بندقيته ومضى في طريق الثورة الأممية، تاركاً كل ملذات الحياة من أجل تحقيق العدل والحرية والمساواة ونصرة الفقراء والمحرومين.. وحين انتصرت الثورة الكوبية، تسلم جيفارا منصب الوزير الأول في الحكومة الكوبية الجديدة، لكن جيفارا قدم استقالته مكتوبةً إلى الرئيس كاسترو ، قائلاً: ” رفيقي العزيز .. لم أحمل بندقيتي كي اكون وزيراً او رئيساً، إنما حملتها من أجل العدل والحرية ونصرة الفقراء والمحرومين “.. فحمل بندقيته مرةً أخرى ومضى يقاتل الطغاة حتى استشهد بشرف وكبرياء..
واليوم حيث يتصدى أنصار الحق والعدل والحرية والمساواة لعصابات الصهاينة في غزة وجنوب لبنان ، فأنا واثق تماماً من أن إمام الحق والإباء والعدالة أبا عبد الله الحسين، وقائد ثورة الفقراء جيفارا، يقاتلان جنباً إلى جنب مع كل الأحرار الذين يتصدون اليوم في ساحات الشرف بغزة وبقية ( الساحات) المقاومة لكيان الصهاينة.
وهنا قد يظن أو ربما يختلف معي أحد القرّاء حول توافق هدف الإمام الحسين وجيشه ومحوره الرسالي، مع رؤى جيفارا الشيوعي الأممي.. أو يستغرب من توافق والتقاء مصالح قوى وحركات وأحزاب إسلامية مع قوى وعناصر شيوعية تختلف مع الإسلاميين من الألف إلى الياء .. وقبل أن أُعلق على هذا الظن، أودّ أن أشير إلى حقيقة تاريخية، يتجاهلها الكثير من الإعلاميين والمحللين السياسيين والعسكريين والمتابعين أيضاً، وهذه الحقيقة تتمثل باصطفاف الشيوعيين واليساريين مع (الإسلاميين) مرات عدة.. وقد تجلى هذا الاصطفاف في مواقف وساحات وميادين بعضها كان سياسياً واعلامياً تضامنياً، وبعضها كان قتالياً، امتزج فيها دم المجاهدين الإسلاميين مع دم المناضلين الشيوعيين..
وكي لا أتشعب وأتفرع في الموضوع، سأتحدث فقط عن وحدة جبهة المقاومة للكيان الصهيوني والتضامن بل والتعاون الذي أخذ شكل (الجبهة) الموحدة في عدة ساحات، ولعل الساحة الفلسطينية التي خاض فيها الإسلاميون والشيوعيون وبقية الألوان السياسية العربية معارك مجيدة، تصدوا فيها بارواحهم لعدوانية الكيان الصهيوني، سواء بمشاركتهم في العمليات الفدائية البطولية التي جرت عام 1949 ، أو ما بعدها، ضد العصابات الصهيونية وقبلها المحتل البريطاني، وقد جاء في كتاب “الإخوان المسلمون الفلسطينيون.. التنظيم الفلسطيني- قطاع غزة 1949-1967”، الصادر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، لمؤلفه البروفسور محسن صالح، الكثير من أمثلة العمل الفدائي المشترك على الحدود المصرية الفلسطينية بين الفدائيين الشيوعيين المصريين، و( الإخوان ) الفلسطينيين..
أما عن شراكة عمليات المقاومة الباسلة التي جرت بعد هزيمة الخامس من حزيران، في الساحة الأردنية والفلسطينية و اللبنانية فحدث عن ذلك بلا حرج.. وطبعاً فأنا لن اتحدث هنا عن (شيوعية) الآلاف من الفدائيين الذين انضموا إلى صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أو إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الماركسيتين، انما اتحدث عن الشيوعيين بعنوانهم الصريح، خصوصاً الحزب الشيوعي اللبناني ودوره في جبهات المقاومة التي تشكلت في لبنان وتصدت للاحتلال الصهيوني.. مثل
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) التي شكلها الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي في لبنان والحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب التقدمي الاشتراكي لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بعد غزو لبنان سنة 1982، حيث أعلنت الجبهة انطلاقتها في 16 سبتمبر 1982 عبر بيان تأسيسي أمضاه القائد الشيوعي الشهيد جورج حاوي ومحسن إبراهيم. وقد قامت الجبهة بعدة عمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي العميل، إذ قدم الحزب الشيوعي اللبناني عبر هذه الجبهة المقاومة عدداً كبيراً من الشهداء، من بينهم (12) شهيداً شيوعياً سقطوا في عدوان تموز الأخير فقط. فالح حسون الدراجي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
يوميات حرب العزة والكرامة.. ماذا حدث في العاشر من رمضان؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنشر "البوابة نيوز "، ماذا حدث يوم السادس من أكتوبر 1973، العاشر من رمضان.
العاشر من رمضان الثانية ظهرا
عبرت 220 طائرة مصرية الساعة 2.05 ظهرا يوم السادس من أكتوبر قناة السويس على ارتفاع منخفض لضرب الأهداف الإسرائيلية بسيناء، وقد حققت هذه الضربة هدفها بنجاح وخسرت مصر 11 طائرة فقط منها طائرة بقيادة عاطف السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات.
في نفس الوقت قام أكثر من 2000 مدفع من مختلف الأعيرة على طول الجبهة بقصف مواقع الجيش الاسرائيلى على الجبهة الشرقية لقناة السويس، واستمر القصف 53 دقيقة.
وقامت قوات الجيش الثانى بقيادة اللواء سعد الدين مأمون وقوات الجيش الثالث بقيادة اللواء عبد المنعم واصل، بعبور القناة على دفعات متتالية على أنواع مختلفة من الزوارق المطاطية والخشبية، كما نجح سلاح المهندسين المصرى بعمل أول كوبرى ثقيل في حوالى الساعة الثامنة مساء وبعد 8 ساعات أى حوالى الساعة 10.30 قاموا بعمل 60 ممر بالساتر الترابى على طول الجبهة وإنشاء 8 كبارى ثقيلة، و4 كبارى خفيفة، وتشغيل 30 معدية.