ناجي الشهابي يكتب: التحالف الوطني ودوره في البناء والتنمية
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
نجح التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي، منذ ولادته، في تحقيق العديد من الإنجازات على أرض الواقع المصري في محافظات مصر المختلفة في قراها ونجوعها ومراكزها والمناطق الشعبية في البلاد وعرضها، وكان له إسهام مباشر في تخفيف الأعباء المعيشية والحياتية لنحو 38 مليون مصرى من الفقراء والمحتاجين ومحدودى الدخل.
وتسلمت نحو 1483 أسرة مصرية في 7 محافظات مشروعات تنموية تضمنًا لهم دخلًا ماليًا مستدامًا، بالإضافة إلى مبادرة «ازرع» التي تدعم صغار المزارعين في أحلامهم وفي المجال الاجتماعي والصحي والغذائي، نجح التحالف في الانتهاء من إعادة اعمار 384 منزلًا، بالإضافة إلى تجهيز العرائس وتوزيع الأدوات الكهربائية والأثاث وتركيب وصلات المياه، وتسليم 22 ألفًا و493 نظارة طبية، وإجراء 70 عملية قلب، و193 عملية عيون، وتوفير 273 جهازا تعويضيا، كما تم تنفيذ قوافل طبية بشكل يومي ليستفيد منها 698 ألفًا و510 مواطنين في مختلف محافظات الجمهورية، علاوة على توزيع شنط غذائية لـ150 ألفًا و122 مستفيدًا، وتوزيع 561 ألفًا و935 وجبة غذائية، وتوزيع 122 ألفًا و285 كيلو من اللحوم، و165 ألفًا و388 كرتونة غذائية للأسر الأكثر استحقاقًا في المحافظات المختلفة، بالإضافة إلى دعم 15 ألفًا 232 أسرة نقديًا، مع تسليم حزم النقد المالي والغذاء الشهري المنتظم لـ350 ألف أسرة.
وأطلق التحالف الوطني مبادرته الأخيرة الذى أطلقها تحت اسم «إيد واحدة» والتى كان لها دور كبير في التخفيف عن كاهل الأسر الاكثر احتياجا والأسر محدودة الدخل بما تقدمه للقرى المصرية وتحسين جودة الحياة بها من خلال تزويدها بالمواد الغذائية الحياتية والضرورية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التحالف الوطني العمل الأهلي حياة كريمة الريف المصري
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: لسان الثقافة
للثقافة لسانها الخاص وهناك مواقف تكشف عن هذا اللسان المخبوء من تحت ألسنة المتحدثين، نجده في أمثلة للأحاديث والوقائع المرتجلة، ويشبه ما سماه فرويد بسقطات اللسان، ولكنه أكثر من مجرد سقطات، وإنما هو من فعلِ ما سميناه (المؤلف المزدوج)، أي الثقافة حين تتسلّل عبرنا لتشاركنا قولنا وكتاباتنا.
ونستدعي هنا موقفاً جرى في البرلمان البريطاني زمن رئاسة تيريزا مي رئاسة الحكومة (2019)، حيث واجهها أحد نواب المعارضة محيلاً إليها بقوله: هذه المرأة الغبية، مما فجر غضباً ثقافياً هائلاً، امتّد للإعلام بكل وسائله، وهنا يتكشف النسق الثقافي بأعلى درجاته، وأشد معانيه هو وصف المرأة بالغباء، الذي يحيل لتاريخٍ ممتّد عبر الأزمنة والثقافات، من حيث حشر المرأة بصفات الجهل، بينما العقل للرجل، ولها كل صفات السلب كالحماقة، ومنها قولهم إن الرجل كلما كبر، زاد حكمةً، وكلما كبرت المرأة، زادت حماقةً، ولو أن النائب مثلاً قال عن زميلٍ له هذا الرجل الغبي لظلّت الجملة عاديةً، ومجرد شتيمة شخصية، ولن تُحمل على أنها تعني جنس الرجال، على عكس جملة (هذه المرأة الغبية) التي تتجاوز الذاتي لتشمل الجنس، وإن جاءت لغوياً بصيغة الإفراد عبر اسم الإشارة لكن حالات استقبالها كشفت مدى تجذر سياقها الثقافي، أي أننا أمام نسقٍ ثقافي متجذّر، وهي التي فجرت الغضب العارم ضد جملة النائب المتورط ثقافياً.
ومثل ذلك المثل المشهور (قطعت جهيزةُ قول كل خطيبٍ)، وهذه جملة في ظاهرها مجرد جملة إخبارية، وقد يتبدى عليها الثناء بما أن هذه المرأة تفوقت على الفحول من الخطباء، وكسرت بلاغتهم وأسكتتهم، ولكن إذا تتبعنا سيرة هذه الجملة، فسنرى أنها جملة نسقيّة، وعلامة ذلك أن الميداني أورد هذه المثل ليعلق عليه بتعليقين متواليين، أولهما شرحٌ للمقولة وهذا تصرفٌ علمي خالص العلمية، ولكنه يختم حديثة بجملةٍ تكشف البعد النسقي لها، إذ يشير إلى أن هذا المثل يصف حماقة من يقطع أحاديث الرجال، ومن هنا تصبح جهيزةُ حمقاءَ ويسري المعنى ليعزّز هذه التوصيفات للمرأة.
وهنا نكتشف مدى قوة لسان الثقافة، الذي يقوم مقام المؤلف المزدوج، ولم يستطع الميداني تمرير المقولة دون التأويل الثقافي لها كما حدث مع جملة (المرأة الغبية) التي ما كان لها أن تمر دون تأويل ثقافي لها.
وهذه كلها صيغٌ ثقافية تعني أن البشر كائناتٌ سرديةٌ يتصرفون ويفكرون وفق أنظمة ذهنيةٍ قسرية، وهي التي تحرك مشاعرهم اللغوية وردود فعلهم في حروب كلامية عنصرها إقصائي ومكوّنها طبقي، ومهما تعلموا يظلون نسقيين رغم علميتهم ورغم عقلانيتهم، لأنهم تحت سلطة أنساقٍ مضمرةٍ سابقة عليهم، وقد تولدوا فيها ويستمرون معها، وهي فيهم ومن ثم يستمرون في إعادة إنتاجها.
ولسان الثقافة يظل تحت لسان البشر، وللثقافة حيلها في التخفي والإضمار عبر لسانها المخفي، ولكنه يمتلك القدرة على فرض معناه ومن ثم احتلال الأذهان في الإرسال والاستقبال معاً. وما تخفيه اللغه يختلف عما تبديه، وربما هو الأخطر والأكثر تحدياً.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض