شارك “بيت الفلسفة”، ممثّلًا بنخبةٍ من الفلاسفة من مختلف أنحاء العالَم العربيّ، في الكونغرس العالميّ للفلسفة الّذي انعقد في العاصمة الإيطالية روما من 1 إلى 8 أغسطس (ينعقد مرّة كلّ أربع سنوات في دولة يتمّ اختيارها وفق معايير مُحدّدة). إضافة إلى ذلك، شارك ممثّلو بيت الفلسفة، بوصفه واحداً من الرّعاة الرّسميّين لفعاليّات هذا المؤتمر العالميّ، في خمس جلسات ومن ضمنها الجلسة الافتتاحيّة.

وأثنى المشاركون من مختلف دول العالَم على الأوراق والمقترحات التي تقدّم بها “بيت الفسلفة”، ولا سيّما أنّها طرحت فكراً تحاورياً يتقبل الآخر، ويجسّد القيم النبيلة ويكرّس المعاني الإنسانية السّامية، ويُعبِّر عن هويّته الأصيلة، ويدعو إلى تكامل الحضارات وتفاعلها وضرورة الحرص على عدم إغفال حقّ أيّ حضارة ودورها في المساهمة بتعزيز الرقيّ الإنسانيّ.

ولم تقتصر مشاركة “بيت الفلسفة” على الجانب الفكريّ الفلسفيّ فحسب، بل شملت كذلك تقديم مساهمات قيّمة وملموسة، حيث شارك وفد “بيت الفلسفة”، الذي يتالف من اربعة متحدثين يتقنون اللغة الفرنسية و الانجليزية و الروسية، في جلسات حوارية بنّاءة مع المشاركين، انطلاقاً من إيمانهم الراسخ بأنّ الحوار العالميّ وتبادل الرؤى والأفكار والثقافة بين مختلف دول العالم هو السبيل إلى تعزيز الفكر التفاعلي البناء والخلّاق.

وفي حين لم تكن اللّغات الرّسميّة المعتمدة في الكونغرس العالميّ (الإنجليزيّة، والفرنسيّة والرّوسيّة، وغيرها) تشمل اللغة العربية، حرص “بيت الفلسفة” على أن تكون اللّغة العربيّة لغة رسمية باعتبارها واحدة من أغنى اللّغات العالميّة وأكثرها فعالية في التعبير عن المفاهيم الفلسفيّة، إدراكاً منه لعظمة وقيمة لغة الضّاد، لكونها جزءاً رئيسياً ومحورياً من هويّتنا العربية. وتقدّم مدير بيت الفلسفة الأستاذ أحمد السّماحي باقتراح عاجل ينصُّ على وجوب اعتماد اللّغة العربيّة، بما تنطوي عليه من إمكانات وبما تمثّله من قيمة حضاريّة متجذرة، لغة رسميّة في الكونغرس العالميّ للفلسفة إلى جانب اللّغات الرسميّة الأخرى المعتمدة، وبدروه أخذ الكونغرس العالمي للفلسفة كلّ هذه الاعتبارات في الحسبان، ووافق على الاقتراح والتوصية، وتمّ إقرار اللّغة العربيّة لغة رسميّة بين اللّغات المعتمدة فيه. والجدير بالذكر أن بيت الفلسفة قد حصل على مقعد في اللجنة التوجيهية للكونغرس العالمي للفلسفة للفترة الممتددة من 2024 إلى 2028.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وزراء وبرلمانيون إسرائيليون يطالبون الكونغرس الأميركي بإعلان حق اليهود الديني بالأقصى

"الحق الديني القومي اليهودي في جبل الهيكل"؛ تحت هذا العنوان وقّع مجموعة من الوزراء وأعضاء الكنيست الحاليين والسابقين رسالتهم التي وجهوها قبل أيام للكونغرس الأميركي بمجلسيه "الشيوخ والنواب" من أجل المضي قدما لإعلان في الكونغرس "للاعتراف بالحق الأبدي وغير القابل للجدل للشعب اليهودي" في المسجد الأقصى.

وفي رسالتهم يدّعي الموقعون أنه تقع في هذا المسجد معابدهم التي دمرتها الإمبراطوريتان البابلية والرومانية منذ حوالي 2500 و1900 عام، ويزعمون أنه "بينما تضمن دولة إسرائيل ذات السيادة الوصول إلى الأماكن المقدسة لجميع الأديان، فإن الشعب اليهودي على وجه التحديد هو الذي يُحرم من الوصول الحر الكامل إلى مكانه المقدس بسبب الضغوطات الدولية الشديدة".

وبالتالي -وفق نص الرسالة- فإن "الاعتراف الرسمي من جانب الدولة الرائدة في العالم والصديقة الكبرى لإسرائيل من الممكن أن يساعد في تحييد هذه الضغوط".

وفي ذيل الرسالة وقّع 16 شخصا من المطالبين بهذا الإعلان الرسمي، بينهم وزير الاتصالات الإسرائيلي ووزير الثقافة والرياضة وكلاهما من حزب الليكود، بالإضافة لأعضاء كنيست حاليين بينهم يهودا غليك، وعضو الكنيست السابق موشيه فيغلين، كما وقع على العريضة نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس أرييه كينغ.

يهودا غليك من المواظبين على اقتحام المسجد الأقصى والموقعين على الرسالة للكونغرس (مواقع التواصل) خطوة عملية جديدة

يقول خالد العويسي، الأستاذ المشارك بدراسات بيت المقدس ورئيس قسم التاريخ الإسلامي جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية إن ما تصبو إليه هذه الجماعات هو اتخاذ خطوات عملية لتغيير الوضع في المسجد الأقصى، والمباركة الأميركية حجر أساس للتقدم في إنجاح هذه التغييرات.

إعلان

وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن صفقة القرن التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى نصت على جعل الأقصى مكان عبادة لجميع الأديان، وكان ذلك نقطة تحول في سياسة الاحتلال للسماح لليهود بالقيام بطقوس داخل المسجد كالسجود الملحمي، بعد أن كان ممنوعا ويتم إخراج من يحاول القيام بأي طقوس يهودية.

"والآن بعد عودة ترامب وتشكيلته الصهيومسيحية وسياسة الكاوبوي، تحاول جماعات الهيكل الاستفادة قدر المستطاع لتحقيق أهدافها بالأقصى والتي تتقاطع مع الصهيونية المسيحية في فكرة بناء هيكل يهودي على أنقاض المسجد" وفق الأكاديمي العويسي.

وقطعت إدارة ترامب الجديدة -وفقا للأكاديمي عويسي- شوطا في تغيير المصطلحات، كاستخدام "يهودا والسامرة" بدل الضفة الغربية، وهذا أغرى الجماعات المتطرفة ودفعها للتقدم بمثل هذه العريضة لمطالبة مجلس الشيوخ الأميركي للاعتراف بالحق اليهودي في أولى القبلتين.

ورجّح العويسي أنه مع إدارة ترامب وسياساته غير المتوقعة تستطيع هذه الجماعات الحصول على أكثر مما تسعى إليه، "وبما أن إسرائيل مرتبطة بالغرب ارتباطا عضويا من بداية تاريخها إلى اليوم لا تستطيع أن تأخذ أي قرار بمفردها باعتبارها ممثل الغرب في المنطقة، رغم أنهم يحاولون الخروج من هذه البوتقة.

"إذا أخذوا اعترافا رسميا من أميركا بخصوص الحق اليهودي في الأقصى فسيلقون بالضغوطات الدولية الأخرى في سلة المهملات، وسيشرعون بتحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه حتى الآن كحلم بناء كنيس داخل المسجد والهيكل الثالث".

معروف:  في ظل إدارة ترامب قد تحصل جماعات الهيكل على أكثر مما تريده (رويترز) هدف مرحلي

أما الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف فاستهل حديثه للجزيرة نت بالقول إنه رغم ما يظهر فعليا على السطح بأن جماعات المعبد المتطرفة وحكومة الاحتلال تملك سيطرة من نوع ما على الأقصى والأراضي المحتلة، فإن الحقيقة أنها تشعر بعدم إحكام سيطرتها بالكامل حتى اللحظة، وبالتالي تسعى لتحصيل الحماية الأميركية لأي تحرك دراماتيكي متطرف يتعلق بمسألة في غاية الحساسية مثل قضية الأقصى.

إعلان

"تشعر الجماعات المتطرفة بأنها بحاجة لدعم غير مشروط من الإدارة الأميركية الحالية في الملفات الحيوية والحساسة كضم الضفة الغربية وتحقيق مشروع القدس الكبرى، بالإضافة للاعتراف بحقوق الصلاة والعبادة لليهود داخل الأقصى وهو الأمر الذي يوصلها إلى تحقيق هدفها المرحلي الأساسي بإقامة كنيس داخل المسجد".

وتخشى هذه الجماعات -وفقا لمعروف- من تبعات هذا التحرك في حال قامت به من دون غطاء أميركي، لأنها ترى فيها غطاء دوليا باعتبار أن الإدارة الحالية يمكن أن تفرض إرادتها على المجتمع الدولي، وأن تسكت أي أصوات دولية معارضة لأي تحركات إسرائيلية تتعلق بهذه القضية الحساسة.

وأضاف: "تسعى الجماعات المتطرفة الآن للحصول على اعتراف التيار المسيحي الصهيوني المحافظ الذي يسيطر على الحزب الجمهوري والكونغرس الأميركي بغرفتيه النواب الشيوخ، ومن خلال هذا الاعتراف تريد الحصول على الدعم الكامل من إدارة ترامب، فهي تظن أنها بذلك تستطيع تجاوز الرفض الدولي المتوقع".

وفي قراءته لهذه الخطوة الجديدة يرى معروف أن هذه الجماعات مخطئة بشكل كبير في تقديراتها لقوة إدارة ترامب وقدرته على فرض رؤيتها على العالم كله، وأكبر دليل على ذلك أنه عندما اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال عام 2017 فشل في إقناع دول العالم الأخرى بذلك وبنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس كما فعل.

ولم يتعد الأمر مجموعة صغيرة جدا من الدول غير المؤثرة، وهذ الأمر يدل على ضيق الأفق والفشل الإستراتيجي بالنظر إلى الحراك والتغيرات العالمية التي أنتجتها الأحداث الأخيرة في قطاع غزة من تأثير على الرأي العام العالمي، وبالمقابل "ما تزال هذه الجماعات تظن أن إدارة ترامب بأسلوبها الاعتباطي يمكنها أن تفرض على المجتمع الدولي بالقوة ما لا تستطيع أن تفرضه بسلطة القانون" يضيف معروف.

مقالات مشابهة

  • جمال سليمان ينفي اتهامه بمطالبة الكونغرس الأمريكي بعدم رفع العقوبات عن سوريا
  • هل ينجح الجمهوريون في تصنيف “متلازمة اضطراب ترامب” كمرض عقلي؟
  • طالب عمان الأهلية الجعفري يفوز بفضية الدوري العالمي للكراتيه “هانغزو” 2025
  • تصريحات “ترامب”.. إقرار بالهزيمة وتعزيز للفشل الأمريكي
  • “متحدث التجارة”: رمز تسليم الشحنة في التجارة الإلكترونية إقرار من المتسوق بتسلّم المنتجات بشكل نظامي وسليم
  • «التجديف الحديث» يشارك في «الكونغرس العالمي»
  • سيرة الفلسفة الوضعية (12)
  • إطلاق “معهد إمارة المؤمنين للسلام” لتعزيز الحوار والتسامح العالمي
  • مفتي الجمهورية: دراسة الفلسفة ليست حرامًا فهي من ألوان إعمال العقل والاجتهاد
  • وزراء وبرلمانيون إسرائيليون يطالبون الكونغرس الأميركي بإعلان حق اليهود الديني بالأقصى